سوق الأجهزة المستعملة هو مهرب للعديد منا في ظل ارتفاع الأسعار وعدم القدرة على شراء أجهزة جديدة رغم حاجتنا إليها، فنضطر إلى المخاطرة وتلبية هذا الاحتياج بشراء أجهزة مستعملة تقضي الغرض منها بتكلفة أقل، ومن ضمنها بالطبع شراء لابتوب مستعمل.

ولكي تضمن الحصول على صفقة رابحة قدر الإمكان مقابل القيمة المادية التي ستدفعها؛ يجب عليك اتباع العشر نصائح التالية عند شراء لابتوب مستعمل.


1. قارن الأسعار

قبل السؤال عن أسعار اللاب توب المستعملة، فأول شيء لابد لك من معرفته هو كم سعر اللابتوب في حالة بيعه جديدًا، سواء كنت تبحث عن لابتوب مستعمل بعينه أو وجدت واحدًا مناسبًا لك، فعليك أن تعرف كم سعره في المحلات الآن، وإذا لم يعد متوفرًا في السوق؛ فابحث عن أقرب لابتوب يشبهه في المواصفات وتعرف على سعر بيعه.

وإن كنت تعيش في مصر، فإن هذا الرابط سيساعدك على معرفة أسعار اللابتوبات الجديدة في أشهر المتاجر المحلية:EGPrices.


2. اختر بائعًا موثوقًا

شراء لابتوب مستعمل سيتم عبر 3 طرق؛ إما من متجر أو من فرد عادي أو أونلاين، وبالطبع فإن الأفضل هو الشراء من متجر على الرغم من أنه سيكون في الغالب أغلى قليلًا من الطريقتين الأُخريين، ولكن مزية المتجر أنه سيعطيك ضمانًا لإرجاع اللابتوب في حالة اكتشفت وجود عيوب حتى لو لمدة قصيرة مثل أسبوعين، وحاول أن تختار متجرًا ذا سمعة طيبة في بيع الأجهزة المستعملة.

بينما الشراء من فرد عادي من الممكن أن يكون أرخص ولكن مخاطرته أكبر حيث لا ضمانات، إلا لو كان هذا الفرد صديقًا لك تعرفه جيدًا وتعرف طريقة استخدامه لأجهزته، حينها سيمكنك الرجوع إليه حال اكتشفت أي مشكلة غير متوقعة لم يخبرك عنها أو لم يدر بوجودها، ولكنه لو كان فردًا قد وصلت إليه من بعيد فإنك غالبًا لن تستطيع الوصول إليه مجددًا، فحاول أن يكون من أوصلك إليه واثقًا من استعماله.

أما في حالة الشراء أونلاين فيستحسن الشراء من موقع يقدم خدمة ما بعد البيع، فإن وجدت عيبًا غير مذكور في المواصفات أمكنك التواصل لإرجاعه، بينما لو قمت بشرائه من موقع يضع مسؤولية العملية بأكملها على الطرفين (البائع والمشتري)، ستكون في موقف صعب لأنك ربما لن تصل إلى البائع مرة أخرى بعد إتمام الصفقة.

وفي كل الأحوال، فإن الأفضل في حالة شراء الأجهزة المستعملة هو التعامل وجهًا لوجه حتى تستطيع المعاينة بنفسك قبل الشراء.

ملحوظة هامة: تذكر أن الأجهزة المستعملة من الوارد أن تكون قد أصيبت بأضرار خلال فترة الاستعمال وهو شيء طبيعي، ولكن لابد للبائع أن يذكر لك تلك الأضرار لتعلم هل سيمكنك التعايش معها أم أنها ستكون أضرارًا كفيلة بصرف نظرك عن عملية الشراء.


3. تأكد من سلامة الهيكل الخارجي

افحص اللابتوب للتأكد من خلوه من الخدوش على سطحه أو أسفله أو في إطاراته، أو من الكسور في أطرافه أو شاشته، وتأكد من سلامة مفاصل الشاشة ومكابس البطارية إن كانت الأخيرة من النوع القابل للإزالة.

انظر كذلك إلى أماكن المسامير وتأكد من وجودها كاملة العدد، بالإضافة لعدم وجود تشوهات بتلك الأماكن أو في المسامير نفسها نتيجة استخدام مفكات غير مناسبة الحجم أو الشكل لفتح اللابتوب. ولا تنسَ فحص أطراف لوحة المفاتيح للسبب نفسه.


4. تأكد من المواصفات الداخلية

والآن حان الوقت للضغط على زر الطاقة لفتح اللابتوب، وأول ما ستفعله حينها هو التأكد من المواصفات الداخلية إذا ما كانت مطابقة لما قاله المالك أم لا، وهذا يتضمن نوع المعالج المركزي، سعة الذاكرة العشوائية ونوعها، حجم الذاكرة الداخلية ونوعها، نوع معالج الرسوم، دقة الشاشة.

ستعرف كل هذه المعلومات عن طريق الدخول إلى شاشة الـ BIOS قبل إقلاع نظام التشغيل (من المهم معرفة إذا ما كانت خصائص شاشة الـ BIOS تعمل بدون مشاكل)، فإن لم تكن تعرف كيفية الدخول عليها، يمكنك معرفتها أيضًا في ويندوز بعد إقلاعه من خلال خصائص الكمبيوتر.

ومن القائمة المختصرة لسطح المكتب نختار Display settings لمعرفة أقصى دقة للشاشة.

ويمكنك معرفة الكثير من المعلومات من خلال ملف dxdiag.

أو من خلال نافذة System Information.

ولمعرفة نوع وحدة التخزين الداخلية إذا ما كانت من نوع HDD أو SDD افتح Optimize Drives.


5. جرب أجزاء الهاردوير المختلفة والسوفتوير

ستنتقل الآن إلى تجربة كل أجزاء اللابتوب المستعمل، لكن قبل التجريب تأكد من عمل تعريفات اللاب توب بشكل صحيح. فابدأ بالضغط على كل أزرار لوحة المفاتيح لمعرفة هل جميعها تعمل أم أن هناك عطلاً في أحد الأزرار، وإذا كانت تمتلك إضاءة خلفية فهل ستعمل بنجاح؟ ثم جرب «اللوحة اللمسية – Touchpad» وتأكد من أن حركة المؤشر سلسة وأزرارها تعمل بكفاءة.

وبعدها قم بتجربة المنافذ والمداخل؛ منافذ USB، مدخل السماعة، مدخل الميكروفون (إن وجد)، مشغل الأسطوانات، مدخل كابل الإنترنت، مدخل كارت الذاكرة (إن وجد)، مدخل HDMI، منفذ الشحن، وأي منفذ أو مدخل آخر تجده.

ثم انتقل إلى تجربة الكاميرا عن طريق تطبيق الكاميرا في ويندوز مثلًا، وقم بتشغيل أي مقطع صوتي لمعرفة مستوى السماعات الخارجية للابتوب، ثم قم بتسجيل مقطع صوتي للتأكد من عمل الميكروفون المدمج عبر تطبيق Voice Recorder الموجود في ويندوز افتراضيًا مثلًا.

ولا تنس تشغيل أحد مقاطع الفيديو لفترة 5 أو 10 دقائق لترى هل هناك أي مشاكل في عرض الفيديو سواء بالتوقف المفاجئ المتقطع أو أي مشاكل أخرى في العرض حيث إنها تدل على وجود خلل إما في وحدة التخزين الداخلية أو في معالج الرسوم، ويمكنك مراقبة أداء الجهاز وقتها عبر Task Manager لمعرفة مدى استهلاك هذه المهام لموارد اللابتوب وبيان ما إذا كان هناك خلل.

وأخيرًا اختبر الاتصالات اللاسلكية مثل الواي فاي والبلوتوث والـ GPS (إن وجد).


6. اختبر الشاشة

لا تحاول التعثر في شاشة تومض بشكل متقطع أو لديها سطوع متفاوت في أجزائها؛ فهي بالتأكيد شاشة معيوبة. ولو وجدتها سليمة من هذه الناحية فسيحين وقت اختبار دقة ألوانها والتيقن من عدم وجود بيكسلات ميتة.

ادخل على موقع Dead Pixel Buddy وستجده يعرض عليك ملء الشاشة بلون موحد تختاره من ضمن 9 ألوان، اختر الأبيض في البداية واجعله بشاشة كاملة وافحص شاشة اللابتوب إذا ما كانت تعرض اللون بشكل كامل أم أن هناك نقطة داكنة صغيرة أو أكثر.

في حالة وجدت نقاطًا داكنة فستكون عبارة عن بيكسلات ميتة (تأكد من أن الشاشة نظيفة وليس بها بقع حتى لا تعتقد أنها بيكسلات ميتة). انتقل بعدها إلى الألوان الأخرى لاختبار دقة عرض الشاشة للألوان.


7. افحص حالة البطارية

بطاريات اللابتوبات المستعملة على وجه الخصوص لن تجدها بحالة قوية في الغالب، فالاستخدام المكثف لها يضعفها على مدار السنين، وأنت من ستقرر أي حالة للبطارية ستكون الأنسب لك.

ولمعرفة ما وصل إليه حال البطارية عن حالتها الاصلية؛ اذهب إلى CMD بصلاحيات الـ Admin، ثم اكتب الأمر التالي: powercfg /batteryreport واضغط Enter، ستجد رسالة تفيد بحفظ تقرير البطارية على اللابتوب في مسار معين بصيغة HTML.

اذهب إلى المسار وافتح ملف التقرير على أي متصفح، وستجد عرضًا لإحصائيات البطارية خلال استخدامها الفترة السابقة، وسعتها الأصلية باسم DESIGN CAPACITY والسعة التي تحتملها حاليًا بعد الاستخدام باسم FULL CHARGE CAPACITY.


8. تأكد من وجود الملحقات

بالتأكيد لن يتم شراء لابتوب مستعمل دون وجود ملحقات مثل الشاحن على الأقل، وحاول التأكد من أنه الشاحن الأصلي عن طريق معرفة مواصفات الشاحن الأصلي من موقع الشركة ومقارنته بالشاحن المتاح مع اللابتوب.

وهنا أسطوانات التعريفات Drivers والاستعادة Recovery والويندوز (لو كان يأتي بويندوز مسبق من الشركة)، ولكن ربما يكون وضع الاستعادة مخزنًا على اللابتوب نفسه والتعريفات كذلك، فتأكد من وجودهم في هذه الحالة.


9. تقييم السعر للمرة الأخيرة

بعد كل الفحوصات والاختبارات السابقة جاء موعد إعادة تقييم سعر اللابتوب، فهل كانت حالته مطابقة لما قاله البائع أم وجدت أن هناك بعض العيوب الأخرى التي لم يخبرك بها أو لم يعلم بوجودها؟ هل هي عيوب تستطيع التعايش معها أم ستكون كابوسًا مقيمًا وإهدارًا لمالك؟

فإن كانت هناك عيوب تستطيع التعايش معها، ساعتها فاوض في السعر بعد اكتشافك لها، فهذا من حقك تمامًا، وإن كانت عيوبًا غير محتملة لك فأعرض عن هذه الصفقة وابحث عن غيرها.


10. انتبه من السعر المبالغ في زهده

ربما تجد صفقة «برُخص التراب» وتعتبر نفسك غبيًا إن أضعتها، شراء لابتوب مستعمل بمبلغ زهيد للغاية حتى أنه يثير الشكوك، هذه ليست صفقة «لُقْطة» كما تعتقد، بل هو فخ على الأغلب.

ربما يكون هناك عيب لن يظهر لك إلا بعد طول الاستخدام ولن تكتشفه في وقتها، ساعتها ستكون الخدعة قد انطلت عليك وخسرت نقودك، فليس هناك من يريد صفقة خاسرة سواء كان البائع أو المشتري، فاشترِ دائمًا على هذا الأساس.

أتمنى أن أكون قد شملت كل النصائح التي يمكن أن تساعدك في شراء لابتوب مستعمل بحيث يكون صفقة رابحة لك وتستمتع به لأطول فترة ممكنة.