اكتشاف أول مضاد حيوي جديد منذ 30 عاما، وصناعة أول عدسة صناعية ربما تكون قادرة على حل الكثير من مشكلات الإبصار لدى الإنسان، وكذلك إنتاج لقاح ربما يؤدي إلى القضاء على فيروس ضعف المناعة البشري HIV. ووصول المسبار الفضائي (نيو هوريزونز New Horizons) للكوكب التاسع في مجموعتنا الشمسية (بلوتو)، وأخيرا تخلى كوكب المريخ عن خجله وأفصح عن حقيقة وجود مياه على سطحه، كما وجدت لنا المركبة كيبلر كوكبا جديدا ربما يكون صالحا للحياة.

بالفعل كان عام 2015 عاما مهما للمهتمين بالعلوم، بوجود اكتشاف مهم وأساسي بشكل شبه يومي، وفيما يلي عرض لما نعتقد أنه أهم 10 اكتشافات علمية هذا العام:


10. اكتشاف أكثر من سلف جديد للإنسان

كان عام 2015، عاما مهما في عالم الحفريات وكان عاما أكثر أهمية بالنسبة للعلوم التطورية. في مارس، تم اكتشاف عظام فك يعود عمرها لما يزيد عن 2.8 مليون عام في إثيوبيا، مما يزيد من عمر جنسالهومو بحوالي 400 ألف سنة. وفي سبتمبر، تم اكتشاف مجموعة من العظام الغريبة في أحد الكهوف، ليس لدينا الكثير من المعلومات عن تلك العظام بعد، لكن العلماء وجدوا أنها مختلفة بما فيه الكفاية عن جميع الحفريات التي سبق العثور عليها مما دفعهم لمنحه تصنيفا جديدا كنوع منفصل تحت اسم “هومو ناليدي” تيمنًا باسم الموقع الذي تم اكتشاف العظام فيه، هذا الاكتشاف ربما يضطر العلماء لإعادة النظر في تاريخ التطور البشري.


9. استطاع العلماء بناء خلايا عصبية صناعية تماثل الخلايا العصبية الحقيقية تماما

استطاع الباحثون صناعة أول خلايا صناعية يمكنها محاكاة وظيفة الخلايا العصبية الطبيعية بما فيها القدرة على تحويل الإشارات الكيميائية إلى نبضات كهربائية، والاتصال مع الخلايا البشرية الأخرى. يقارب حجم هذه الخلايا -حاليا- أنملة الأصبع، ولكن الفريق يعمل حاليا على تطويرها لتصبح أصغر حجما بما يسمح بزراعتها في الجسم البشري، مما قد يساعد في علاج بعض الأمراض الناتجة عن ضمور الخلايا العصبية.


8. المسبار الفضائي نيو هوريزونز يحلق بالقرب من بلوتو

حقق كوب بلوتو عودة ضخمة، بعد أن تمت الإطاحة به من قائمة كواكب المجموعة الشمسية في عام 2006، وذلك بمرور المسبار الفضائي نيو هوريزونز بجوار الكوكب القزم. ساعد المسبار على كشف العديد من الاكتشافات، والكثير منها لا تزال قيد التحليل، ومنها النشاط والتنوع الجيولوجي الملحوظ للكوكب متضمنا سلاسل الجبال والكتل الجليدية النيتروجينة. ويمكنك قراءة تفاصيل الرحلة الكاملة من هنا.


7. العدسة الصناعية

قام طبيب البصريات في بريتيش كولومبيا، الدكتور جارث ويب، بتطوير عدسة صناعية يمكنها أن توفر للمرضى رؤية مثالية وتلغي احتمالية الإصابة بمرض الكاتاراكت حيث تحل تلك العدسة الصناعة محل العدسة الطبيعية التي تصاب بالمرض. وتبعا لتصريحات الدكتور، فإن العملية الجراحية اللازمة لتركيب تلك العدسة يمكن إجراؤها في ثمان دقائق فقط وتقوم العدسة بتصحيح الرؤية فوريا. يتم صناعة العدسة بصورة مخصصة لكل مريض على حدة تبعا لقوة إبصاره بعد سن الخامسة والعشرين، ومن المنتظر أن تغير تلك العدسة طريقة التعامل مع أمراض ضعف الإبصار بوجه عام حالما تصبح متاحة للاستخدام بعد حوالي عامين بعد انتهاء التجارب الإكلينيكية، حيث أنه من المتوقع أنها ستؤثر كثيرا على عدد عمليات الليزك والتدخلات الطبية الأخرى.


6. أول شريحة إلكترونية تستمد الطاقة من مصدر حيوي

اقترب حلم دمج التكنولوجيا بالوظائف الحيوية خطوة أخرى في الطريق لأن يصبح حقيقة، بعد أن أعلن فريق من الباحثين بكلية الهندسة بجامعة كولومبيا أنهم استطاعوا توظيف إحدى العمليات الحيوية المنتجة للطاقة في إمداد شريحة إلكترونية من نوع CMOS بالطاقة اللازمة لعملها، وهي المرة الأولى التي نستطيع فيها عزل عملية حيوية واستخدامها لإمداد شريحة كالتي نستخدمها في الهواتف المحمولة بالطاقة وذلك تبعا للبروفيسور كين شيبرد قائد الفريق البحثي.


5.أول مضاد حيوي جديد منذ 30 عاما

إن كنت -مثل معظم الناس- غير متابع للتطورات العلمية فيما يخص الأدوية والمضادات الحيوية، فربما تفاجئ إذا علمت أن الأطباء في مختلف أنحاء العالم، لا يزالون يستخدمون نفس المضادات الحيوية التي تم اكتشافها منذ عدة عقود (مع إدخال بعد التطويرات المعملية عليها دون تغيير في تركيبها الأساسي)، وخلال تلك العقود، تطورت البكتيريا المسببة للأمراض أيضا، مما أدى لظهور فصائل/أنواع/سلالات من البكتيريا القادرة على مقاومة تلك المضادات الحيوية.

لأول مرة منذ سنوات، أعلن فريق من الباحثين في جامعة نورث إيسترن بولاية ماساشوستس الأمريكية عند اكتشاف مضاد حيوي جديد أطلقوا عليه اسم تيكسوباكتين، وقد استخدمه الفريق في علاج الفئران المصابة بالعدوى بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية الأخرى، ويأملون في البدء في الاختبارات الإكلينيكية قريبا، تلك الاختبارات التي قد تؤدي إلى تغير كبير في خريطة المرض في العالم إن استطاعوا خلالها تطوير صيغة كيميائية من المركب صالحة للاستخدام البشري. كذلك قد تستخدم الوسيلة المتبعة في اكتشاف ذلك المضاد الحيوي الجديد في تطوير المزيد من المضادات الحيوية.


4.المياه على المريخ

ظلت احتمالية وجود مياه على سطح المريخ مثال جدال لعدة عقود، لكن العام 2015 جاء لنا بالإجابة القاطعة، حيث أعلنت وكالة ناسا أن الأدلة المتوافرة تؤكد وجود مياه على سطح الكوكب الأحمر. ويعتبر ذلك الاكتشاف خطوة كبيرة في الكشف عن تاريخ الكوكب الشقيق للأرض، وعن احتمالية وجود حياة على سطحه. ويمكنك قراءة التفاصيل كاملة هنا.


3.أول عضلة يتم إنماؤها معمليا

استطاع فريق من العلماء في جامعة دوك Duke إنماء نسيج عضلي، قادر على الانقباض والاستجابة للمحفزات كالنسيج العضلي الطبيعي، باستخدام خلايا بشرية فيما بعد مرحلة الخلية الجذعية. ستؤدي تلك الخطوة إلى المزيد من الأمان في اختبارات الأدوية حيث سيكون من الممكن اختبار الأدوية على أنسجة حية مماثلة للأنسجة الطبيعية دون تعريض البشر أنفسهم لتلك التجارب.


2.كيبلر-452B

ظل البحث عن كوكب آخر للمعيشة حلما مسيطرا على الكثير من المساعي العلمية، وروايات الخيال العلمي أيضا. وفي عام 2015 وجد العلماء كوكبا شديد الشبه بالأرض خارج مجموعتنا الشمسية. يتشابه الكوكبان في عدد كبير من الأمور؛ كالحجم، طول المدار، نوع النجم الذي يدور حوله الكوكبان، طول السنة مما يجعل العلماء متحمسين لفكرة احتمالية وجود حياة على ذلك الكوكب، او احتمالية أن يكون صالحا لحياة البشر، مع ذلك يظل بعد المسافة أمرا مؤرقا، حيث يبعد الكوكب عن الأرض حوالي 1400 سنة ضوئية.

1.لقاح لفيروس نقص المناعة البشري HIV

حققت البشرية مكسبا كبيرا في عام 2015 في حربها ضد فيروس نقص المناعة البشري عندما قام الباحثون في معهد سكريبس للأبحاث بتطوير لقاح فعال ضد فيروس نقص المناعة البشري (1 و 2) HIV-1 & HIV-2 وفيروس نقص المناعة الذي يصيب الرئيسيات simian immunodeficiency virus. لا تزال تلك الأبحاث في البداية، لكن النتائج مبهرة جدا حتى الآن، وإن استمرت نتائج الأبحاث في نفس المستوى فسوف يكون المستقبل خاليا من المصابين بالفيروس بإذن الله.