يتوجه الأحد المقبل 47 مليون ناخب فرنسي لصناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم المقبل في انتخاباتٍ هي الأهم من نوعها منذ العام 1981، نظرًا للظروف التي تجري فيها والتغيرات الكبيرة التي يمكن أن تشهدها فرنسا أيًا كان الفائز.

هذه الانتخابات التي أرادها مؤسس الجمهورية الخامسة لتكون موعد رجل مع شعب فوق كل الأحزاب ستعرف خوض أحد عشر (11) مرشحًا للسباق الرئاسي. ولئن كان المرشحون يتنافسون فيما بينهم على خطب ود الناخبين بالوعود والبرامج الانتخابية، فإن العامل الشخصي (شخصية المرشح) له الحظ الأوفر في اختيار الناخبين.


أزمات عميقة تعصف بالبلد

سياسيًا تعرف فرنسا تآكلًا كبيرًا في ثقة المواطنين في الحزبين الكبيرين، الذيْن نظما الحياة السياسية في الخمسين سنةً الماضية؛ الحزب الجمهوري «يمين الوسط» والحزب الاشتراكي «يسار الوسط». ورغم أن الرئيس الحالي من الحزب الاشتراكي إلا أن حزبه خسر كل الانتخابات المرحلية خلال عهده، ابتداءً من البلديات إلى مجالس المحافظات والأقاليم وصولًا إلى الانتخابات الأوروبية، مما عزز الخلافات والصراعات داخل الحزب، فلأول مرة منذ خمسين عامًا لا يملك مرشح الحزب الاشتراكي أي فرصة في العبور للدور الثاني.

إلى جانب الأحزاب التقليدية فقد الاتحاد الأوروبي ومؤسساته ثقة الجماهير. لأول مرة تنحدر شعبية بروكسل إلى أقل من 38%، إذ بات يُنظر إليها كعبء على كاهل الفرنسيين من حيث الإنفاق ومن حيث قوانينها الجائرة البعيدة عن واقع الناس. في نفس الوقت تشهد الساحة السياسية صعود الأحزاب الشعبوية يمينًا ويسارًا.

اقتصاديًا قد يصعب على القارئ العربي تصور أن فرنسا الدولة العظمى العضو الدائم بمجلس الأمن وخامس قوة اقتصادية في العالم تواجه أزمة اقتصادية مزمنة، من بعض أماراتها بطالة هيكلية في حدود الـ 10% مقارنة بـ 5% في ألمانيا وبريطانيا. ضعف النمو الاقتصادي الذي بالكاد سيصل لـ 1% هذه السنة، مقارنة بـ 2% في ألمانيا. تزايد عدد المواطنين الذين يعتمدون في معيشتهم على وجبات الجمعيات الخيرية. تأثر القطاع السياحي بفعل الهجمات التي تشهدها فرنسا منذ 2015. صعوبات كبيرة يجدها القطاع الفلاحي في التنافس مع جيرانه، بعد رفع سياسة الحصص على المستوى الأوروبي. أمنيًا رغم قانون الطوارئ الذي أُعلن عشية هجمات نوفمبر/تشرين الثاني 2015 على باريس، لا يزال كابوس تكرار مثل هذه الهجمات يسطر على أذهان صناع القرار وعامة الشعب في آن واحد.

كما تشكل موجة الهجرة الكبيرة التي نشأت عن الحروب الدائرة في كل من سوريا وليبيا والعراق مبعث قلق إضافي لمجتمع لم يهضم بعد ثلاثة أجيال من الهجرة المغاربية بُعيد الاستقلال.

فكريًا تتعالى الأصوات التي تتساءل عن قدرة الإسلام على الاندماج في الحضارة والمجتمع الفرنسيين، وعن علاقة الإسلام والإرهاب وعن أبناء فرنسا الذين حملوا السلاح ضد شعبهم ومجتمعهم. كما تشغل نظرية (الاستبدال الكبير) الساحة الفكرية وينشغل الكتاب والفلاسفة في الدفاع عنها أو تفنيدها «استبدال المواطنين من أصول أوروبية بالمهاجرين بسبب فارق الخصوبة».

يضاف إلى كل هذا ساحة دولية مليئة بالتوترات والنزاعات وانهيار سمعة الاتحاد الأوروبي، الذي تُحمله الجماهير المسؤولية في الكثير من مصاعبهم اليومية وحالة القلق وعدم اليقين التي خلقها البريكست وبعده انتخاب ترامب على رأس الولايات المتحدة الأمريكية.

في هذا الجو المحتقن والمتوتر حاول المرشحون طرح مشاريعهم والإجابة على القضايا التي تشغل المجتمع الفرنسي، ولن يسعنا المقام هنا لاستعراض كل المرشحين، لكن سنتطرق للوجوه الرئيسية التي تتقدم السباق الرئاسي وتدور نسبها في استطلاعات الرأي حول الـ 20%.


مارين لوبان: مرشحة فرنسا الغاضبة

http://gty.im/461345956

بعيدًا عن الصورة الكاريكاتورية التي يرسمها الإعلام الفرنسي والعالمي، استطاعت مارين لوبان بث نفس جديد في حزب الجبهة الوطنية وتوسيع دائرة ناخبيه والمنخرطين فيه، ليصبح أكبر أحزاب فرنسا.

أكبر إضافة تُميز مارين لوبان عن حقبة والدها هي ميلها للخيارات الاقتصادية الدولتية والدفاع عن القطاع العام والخدمات العامة. كما تبنت الفكرة السيادية تحت تأثير مستشارها الأول فلوريان فيليبو القادم من حزب المواطنين اليساري. باختصار، فإن الفشل المزمن للسياسات الاقتصادية للحكومات المتعاقبة هو تبنيها النموذج النيوليبرالي الذي تمليه عليها بروكسل. وتحديدًا العملة الموحدة التي تكبل الاقتصاد الفرنسي وتُفقده الكثير من تنافسيته في مواجهة ألمانيا.

تعتقد مارين لوبان أن البارادايم الذي حكم السياسة الفرنسية طيلة القرن الماضي (يمين/يسار) وصل إلى نهايته وأن الحزبين الكبيرين مارسا نفس السياسات. الفاصل الحقيقي في نظرها هو (الكوسموبوليتانيون/الوطنيين).

تنتقد مارين لوبان الهجرة لكن ليس من باب عنصري، بل لا تتردد في استعمال الجدلية الماركسية عن أن المهاجرين هم جيش احتياط رأس المال وأنهم وسيلة تخفيض الأجور وضرب الحركة العمالية.

اقرأ أيضًا:تعرف على أبرز ملامح الخطاب السياسي لـ «مارين لوبان»

استطاعت هذه المرأة قوية البنية والشخصية أن تجذب إليها ما تبقى من الطبقة العاملة في فرنسا، التي تصوت لصالحها أكثر من الحزب الاشتراكي وأكثر من كل الأحزاب اليسارية مجتمعة. يسجل الحزب أعلى مستوياته في المدن الصناعية السابقة في شمال وشرق فرنسا.

إضافة إلى قواعد الحزب التقليدية في جنوب فرنسا حيث يتمركز المهجرون من المستعمرات الفرنسية التي يجذبها خطاب الدفاع عن الهوية المهددة بالهجرة والعولمة والإسلام.

على مستوى السياسة الدولية تعلن لوبان نيتها في تطبيع العلاقات مجددًا مع روسيا (استقبلها بوتين مؤخرًا) كما تعلن نيتها الخروج من القيادة العسكرية للناتو، ورغم وصولها لمستويات كبيرة في استطلاعات الرأي إلا أنها لازالت تثير مخاوف الفرنسيين بسبب ماضي الحزب المثير للجدل، بالإضافة إلى الحساسية والعداء المعلن بين قطاعات كبيرة من المسلمين من أصول مهاجرة.

نقطة أخرى تعرقل صعود لوبان نحو الحكم و هي توجس الكثير من أصحاب المعاشات والمدخرات من كبار السن من عزمها الخروج من اليورو ما سيفقدهم مداخيل يعيشون عليها بفعل تعويم الفرنك الفرنسي لو تمت العودة إليه.


إيمانويل ماكرون: النيزك

http://gty.im/631401514

يمثل إيمانويل ماكرون إحدى أغرب الظواهر السياسية في هذه الانتخابات، فما زال معظم الفرنسيين يتساءلون كيف وصل هذا الشاب الوسيم الذي بالكاد بلغ الأربعين إلى تصدر المشهد السياسي في بلد كانت العادة فيه أن يرتقي السياسي بعد ثلاثين سنة من رئيس بلدية إلى نائب إلى وزير إلى رئيس حكومة كي يفكر في الترشح للمنصب الأعلى في البلد؟!

قفز هذا الشاب المتفوق الطموح المراحل، فبعد تخرجه فيأكبر كليات النخبة في فرنسا شغل منصب مفتش مركزي في وزارة المالية ثم انتقل بعدها للعمل في القطاع الخاص على غير عادة الساسة الفرنسيين، حيث عمل في بنك روتشلد للأعمال لثلاث سنوات ثم التحق بالفريق الذي شكله ساركوزي من خبراء ليقدم تقريرًا عن النمو الاقتصادي في فرنسا، ليصبح بعدها المستشار الاقتصادي للرئيس هولاند ثم وزيره للاقتصاد والمالية.

على مستوى البرنامج يدافع ماكرون بشدة عن البقاء في الاتحاد الأوروبي واليورو، ويتبنى إصلاحات اقتصادية ليبرالية: خفض الضرائب، إلغاء الضريبة على الثروة، خفض عدد الموظفين، زيادة الضريبة على القيمة المضافة، الزيادة في سن التقاعد، إدخال المزيد من الإصلاحات على قانون العمل، عناصر يراها مناسبة لبعث عجلة الاقتصاد من جديد والحفاظ على توازنات منطقة اليورو.

اقرأ أيضًا:الحصان الأبيض القادر على هزيمة لوبان

أثار ترشح ماكرون الاستغراب في البداية، لكن بدأ يجمع حوله الكثير من الشخصيات السياسية الكبيرة من اليمين واليسار عكس السائد في فرنسا حيث المعسكرات السياسية متمايزة. على المستوى الشعبي يجلب ماكرون النخب المثقفة والشباب المتعلم في المدن الكبيرة كما استفاد من اضمحلال حملة المرشح الاشتراكي بسحب جزء مهم من القواعد الاشتراكية.

يدافع ماكرون عن الهوية السعيدة متعددة الأعراق والثقافات والديانات، كما يسعى إلى استمالة أصوات الجالية المسلمة عبر العمل المباشر مع الجمعيات على الأرض أو تفادي جرح مشاعرهم وتطمينهم على الحفاظ على حرية ممارسة الشعائر الإسلامية.

على مستوى السياسة الدولية، يعلن ماكرون أنه يريد الدفاع عن الاتحاد الأوروبي والناتو وتعميقه، كما يصرح بريْبته من النظام الروسي، وإن كان يدعو إلى فتح صفحة جديدة معه.

أكبر عائق تشهده حملة ماكرون هو عجزها عن التواصل مع الناخبين من الطبقات الشعبية، كما ينظر الكثيرون لترشحه كامتداد للعهدة الكارثية لهولاند التي كان ماكرون مهندس سياساتها الاقتصادية. يزيد من هذا الشعور عدد الوزراء الحاليين والسابقين الداعمين له. دعمٌ أثار انزعاجه حينما أعلن أن حملته ليست مأوى خيريًا للاجئين.

مؤشر آخر يقلل من فرصه في الفوز وهو نسبة اليقين بالتصويت له هي الأدنى من بين المرشحين الكبار، كما أن غياب معطيات إحصائية سابقة له كونه لاعبا جديدا يصعب من مهمة تقدير وزنه الانتخابي الحقيقي


جون لوك ميلونشون «جوراس 2.0»

http://gty.im/646355598

يُجمع المحللون السياسيون على أن حملة هذا السياسي المخضرم هي أحسن الحملات في هذه الانتخابات من حيث التنظيم والرسالة الواضحة التي يقدمها للجمهور. ترك ميلونشون الحزب الاشتراكي في 2007 بعد مشوار طويل تدرج خلاله بين المناصب، من البرلمان إلى الوزارة إلى مجلس الشيوخ ليؤسس حزب جبهة اليسار.

يرفع ميلونشون شعار فرنسا المتمردة، ويطرح برنامجًا قوامه زيادة الإنفاق العام عبر زيادة الضرائب وزيادة عدد الموظفين الحكوميين والحفاظ على الخدمات العمومية والخروج من سياسات التقشف التي يفرضها الاتحاد الأوروبي. يدعو ميلونشون إلى إعادة التفاوض حول مواثيق الاستقرار المالي في الاتحاد الأوربي ولا يتردد في إعلان نيته الخروج من هذه الاتفاقات لو فشلت مفاوضاته مع المستشارة ميركل.

يبدع ميلونشون في هذه الحملة الانتخابية، فتارة يقود مسيرة قوامها أكثر من مائة ألف لساحة الباستيل في باريس ليخطب في الجماهير على طريقة الزعيم الاشتراكي جون جوراس بفصاحة وصوت جهوري يُذكر بالعصور الماضية، وتارة يستعمل تقنية الهولوجرام ليضاعف ظهوره في عدة مدن في نفس الوقت. اختفت الأعلام الحمراء أو تناقصت لصالح الأعلام الفرنسية في التجمعات الانتخابية.

أجمع المحللون على أن ميلونشون كان الرابح الأكبر في المناظرتين التلفزيونيتين اللتين جمعتا مرشحي الرئاسة واستطاع بعد المناظرة الأولى التفوق على المرشح الاشتراكي في استطلاعات الرأي. تشهد تجمعاته إقبالًا كبيرًا وحماسة بين أنصاره الذين يتنوعون بين طلبة الجامعات ومعلمي المدارس وموظفي القطاع العام، كما استطاع استعادة عدد من ناخبي الطبقة العاملة عبر تصعيد خطابه ضد (رأس المال) .

ولد ميلونشون في المغرب لأب إسباني وأم إيطالية سنة 1951، في مدينة طنجة المغربية وهو متزوج من سيدة من أصل مغربي ويعلن احترامه الدائم للمواطنين من أصول مهاجرة ومناهضته للعنصرية. لكن خلفيته الماسونية تجعل عنده حساسية مفرطة ضد أي مظهر من مظاهر التدين إسلاميًا كان أو مسيحيًا.

كما أن أصوله الإسبانية جعلته قريبًا من حركات اليسار في أمريكا اللاتينية، فهو شديد الدفاع عن الرئيس الكوبي الراحل فيدال كاسترو وهوجوتشافيز. في السياسة الدولية يدعو ميلونشون إلى تطبيع حذر مع روسيا، كما يدعو إلى الخروج من الناتو كُليةً واتخاذ سياسة خارجية مستقلة عن الخيارات الأمريكية.

أكبر عائق يواجه ميلونشون هو اعتبار برنامجه الاقتصادي غير واقعي من جهة كما يخاف الكثير من ناخبي اليسار أن ميلونشون ليس إلا تسيبراس «رئيس وزراء اليونان 2015» آخر، وأنه في النهاية سيتراجع عن كل ما صوت الناخبون من أجله وهو ما دأب على تكذيبه طيلة الحملة. كما أن مواقفه المؤيدة للهجرة تثير مخاوف الكثير من الناخبين وهو ما أسهم في انهيار حملته في آخر أسبوع قبل انتخابات 2012.


فرنسوا فيون: ثاتشر الفرنسية

http://gty.im/647966148

قد يستغرب القارئ تأخرنا في ذكر هذا المرشح، الذي كان في بداية الحملة الانتخابية الأوفر حظًا في الفوز في هذه الانتخابات لكن سلسلة من الفضائح والتسريبات الصحفية هزت حملته وكادت تجبره على الاستقالة.

بعد أسابيع من الدراما التي عطلت الحملة الانتخابية تقريبًا استطاع الاستمرار ضد كل التكهنات والتحليلات الصحفية وأثبت أن لديه كتلة صلبة من الناخبين ستبقى متضامنة معه مهما كانت الظروف.

يطرح فيون برنامجًا اقتصاديًا على اليمين من برنامج ماكرون: المزيد من الخصخصة، المزيد من تقليص الخدمات العامة والتحويلات الاجتماعية، خفض الضرائب، خفض التغطية الصحية، رفع سن التقاعد، فيما سماه نظرية الصدمة أي أنه سيشرع في بداية عهدته بالمراسيم الرئاسية لكسر حالة الجمود التي يعانيها الاقتصاد الفرنسي.

اقرأ أيضًا:فيون والعودة المبكرة إلى الظل

على المستوى الجماهيري فيون هو مرشح البرجوازية الفرنسية أو ما تبقى منها، المكون الآخر لأنصار فيون هم أعضاء الجماعات الكاثوليكية المنضوية تحت تحالف (الشعور المشترك) التي لعبت دورًا حاسمًا في فوزه غير المتوقع بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.

على مستوى السياسة الدولية يدعو فيون إلى الحفاظ على الاتحاد الأوروبي كما يدعو للحفاظ على العلاقة المميزة مع الولايات المتحدة وفي نفس الوقت معروف عنه علاقته الخاصة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث يدعو إلى الرفع الآني للعقوبات المفروضة على روسيا والتي ترهق قطاع الزراعة الفرنسي المنكوب أساسًا.

يشكك الكثير من المراقبين في قدرة فيون على تطبيق برنامجه الراديكالي نظرا للمقاومة التي سيواجهها في الشارع من النقابات والأحزاب اليسارية كما أن الفضائح التي طالته خلال هذه الحملة قد أكلت كل رصيده الأخلاقي لدى المواطنين.


الغائب الحاضر: فرنسوا هولاند

رغم إعلانه عن عدم ترشحه في هذه الانتخابات الرئاسية إلا أن الرئيس الحالي لا يزال يملك دورًا مؤثرًا يُلقي بظله على هذه الحملة الانتخابية وإن كان قال إنه لن يدعم أي مرشح في الدور الأول إلا أنه هاجم مرشحين بالاسم واصفًا إياهما بالتطرف هما مارين لوبان وجون لوك ميلونشون. كما يرى الكثير من المحللين أن متاعب فيون القضائية كان مصدرها قصر الإليزيه عبر إشرافه المباشر على التحقيقات.

كما يطرح البعض الدعم الخفي الذي يقدمه هولاند (لابنه الروحي) إيمانويل ماكرون عبر السماح لوزراء ذي مناصب سيادية بدعمه حتى أصبح الداعمون لماكرون من داخل الحكومة أكثر من داعمي المرشح الاشتراكي بونوا آمون.

وقبل هذا كله يجب ألا ننسى أن هذه الانتخابات تجري تحت قانون الطوارئ الذي يخول الرئيس صلاحيات فوق العادة من بينها تأجيل الموعد وفق المادة 16 من الدستور الفرنسي في حال حصل ما يخل بالأمن العام أو خشي حصوله. وعلى مستوى آخر فهولاند هو المسؤول الأول عن الحالة المزرية التي وصل إليها الحزب الاشتراكي الذي لن يصل مرشحه الدورة الثانية من الانتخابات.


شيء من الفلكلور

سياسيًا يقترح ميلونشون القضاء على الجمهورية الخامسة وتأسيس الجمهورية السادسة عبر لجنة تأسيسية ينتخبها الشعب

ما يُعجب الكثير من المتابعين هو الفلكلور المحيط بالانتخابات الرئاسية الفرنسية حيث تُفرض على وسائل الإعلام المرأية والمسموعة مساحات في الأوقات المخصصة للمرشحين ما يحدو بالكثير من (المرشحين الصغار) إلى الارتماء في مضمار السباق الرئاسي ليس بنية الفوز ولكن لجلب الانتباه لقضايا معينة .

هكذا لا تخلو أي انتخابات رئاسية في فرنسا من مرشحين اثنين تروتسكيين أو أكثر. كما لا تخلو من مرشح من الأرياف تارة في صورة تحالف للصيادين والتقاليد أو هذه السنة في شخص جون لاسال النائب عن إحدى القرى على الحدود مع إسبانيا.

قد تكون أصوات هؤلاء المرشحين هامشية لكن في أحيان كثيرة قد تلعب دورًا حاسمًا في تحديد من يصل للدور الثاني، ففي انتخابات 2002 فشل المرشح الاشتراكي في الوصول للدور الثاني بسبب تعدد المرشحين اليساريين (الصغار)!