مصطلح «نكبة» يعبر في العادة عن الكوارث الناجمة عن الظروف والعوامل الطبيعية، مثل الزلازل والبراكين والأعاصير، بينما نكبة فلسطين كانت عملية تطهير عرقي وتدمير وطرد لشعب أعزل وإحلال شعب آخر مكانه؛ حيث جاءت نتاجًا لمخططات عسكرية بفعل الإنسان وتواطؤ الدول، فقد عبّرت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير حتى احتلال ما تبقى من أراضي فلسطين في عام 1967 عن مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، تمثلت في تشريد نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلًا عن تهجير الآلاف من الفلسطينيين عن ديارهم رغم بقائهم داخل نطاق الأراضي التي أُخضعت لسيطرة إسرائيل، وذلك من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1300 قرية ومدينة فلسطينية.

وتشير البيانات الموثقة حسب «الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني»، إلى أن الإسرائيليين قد سيطروا خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة، حيث قاموا بتدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية، كما اقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين؛ أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة.

وبالرغم من كل المحاولات والمخططات الإسرائيلية لتهويد القدس العربية، منذ وقوعها تحت الاحتلال الإسرائيلي، لم يستطع المحتلون الإسرائيليون السيطرة إلا على نسبة تقارب الـ”20%” من مساحة القدس القديمة.

لم تتوقف اقتحامات المسجد الأقصى من قِبل المستوطنين وعبثهم بمقدسات المسلمين، في نفس الوقت الذي يُمنع فيه المواطنون الفلسطينيون من التمتع بأبسط حقوقهم وأداء الصلاة داخل المسجد الأقصى، كما أيضًا لم تتوقف اعتداءات سلطة الاحتلال تجاههم وقيامها بحملات اعتقالات موسعة لمن يعترض أو يواجه مخططهم لتهويد مدينة القدس.

نحاول هنا أن نرصد أبرز انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المقدسات الإسلامية بمدينة القدس على رأسها المسجد الأقصى، منذ النكبة وحتى اليوم.

الأقصى منذ النكبة وحتى اليوم: أبرز انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.

fsE3CDHD