البكاء هو طريقة الجسم في التعبير عن المشاعر والانفعالات، وهو استجابة عاطفية نتيجة لتكون شعور معين بداخلنا، عادةً ما يكون شعورًا بالحزن أو الألم أو الضيق. تتخلص أجسامنا من السموم والمشاعر السلبية من خلال عملية البكاء. والمشاعر السلبية هي فترة يمر بها الإنسان في جميع مراحل عمره بما في ذلك مرحلة الطفولة.

عبارات يجب ألّا نقولها للطفل وهو يبكي

1. لا تبكِ، الناس ينظرون إليك

توجيه هذه العبارة للطفل وهو يبكي تجعله يشعر بالخجل والإحراج من إظهار مشاعره أمام الناس، وقد تؤدي إلى اهتزاز ثقته بنفسه فيما بعد.

2. لا تبكِ، أنت رجل

البكاء عملية طبيعية تحدث للجنسين على حد سواء، وحصرها في الإناث فقط في مجتمعاتنا يصنع جيلًا من الرجال خائف من التعبير عن مشاعره، حتى لا يظن الناس أنه ضعيف، وهو اعتقاد خاطئ.

3. إذا توقفت عن البكاء سأعطيك الحلوى

تُشجِّع هذه العبارة الطفل على تعلم المساومة واستخدام الحيل للوصول إلى هدفه. يجب على الآباء والأمهات اعتماد الحوار الصريح مع الأبناء، وتشجيعهم على رفض المساومة، والقيام بما يجدونه مُقنعًا فقط.

4. تهديد الطفل بالعقاب أو الضرب إذا لم يتوقف عن البكاء

التهديد والتخويف هو أسلوب خاطئ في التربية بشكل عام، وخاصةً إذا كان الطفل يبكي، فالعنف قد يجعل الطفل يعاني من القلق المزمن طوال حياته.

مخاطر وصم بكاء الطفل بالضعف أو الجبن

وصم الطفل عند البكاء بمصطلحات كالضعف أو الجبن، أو التقليل منه، قد يزرع بداخله شعورًا بالذنب والاستياء تجاه نفسه كلما راوده الشعور بالألم أو الضيق، وهو أمر غير هيّن، حيث يكبر الطفل وبداخله خوف وتوتر من إظهار مشاعره، وقد يصل الأمر أحيانًا إلى عدم القدرة على التعبير عن المشاعر بشكل عام.

بحسب موقع Psychology Today، يقول علماء النفس أنه عندما يتوتر الإنسان، يقوم جسمه بإفراز هرمون ACTH وهو ما يعرف بالهرمون المُنشِّط لقشرة الكظرية، ومع تراكم معدلات التوتر لدى الإنسان يزداد احتياجه لتفريغ هذا الهرمون، ويعد البكاء أمرًا صحيًا، لأنه يُخلِّصنا من تراكم هذا الهرمون.

الطريقة الصحيحة للتعامل مع بكاء الطفل

أولًا حاول أن تُشِعر الطفل بأنك تستمع إليه جيدًا ولا تتجاهله، لأن التجاهل قد يزيد بكاء الطفل سوءًا. طمئنه أنك بجانبه تدعمه، وأنك سوف تساعده على حل هذه المشكلة.

ثانيًا، حاول معرفة السبب الرئيسي وراء بكاء الطفل مهما بدا لك الأمر بسيطًا، فالكثير من الأطفال قد يبكون على أشياء بسيطة كنوع من إظهار الحزن أو الضيق تجاه أمور أخرى أكبر. لذلك تعليم الطفل التعبير عن مشاعره بطريقة سليمة أمر مهم، ويترتَّب عليه سلوك الطفل في استخدام البكاء بشكل صحي وسليم فيما بعد.

هناك الكثير من الطرق التعليمية التي يمكن استخدامها لتعليم طفلك التعبير عن مشاعره بشكل صحيح، حيث نشر موقع Twinkl، وهو موقع تعليمي بريطاني مُخصَّص للأطفال، نشاطًا تحت عنوان «الشعور بالحزن والسوء»، يتلخص في أنه يجب عليك تعليم طفلك الأنواع المختلفة للمشاعر ومسمياتها كي يستطيع الطفل تحديد الشعور الذي يلازمه بشكل صحيح.

فمثلًا، ابدأ بسؤال الطفل عن المشاعر التي يستطيع تسميتها، مثل السعادة، الملل، الخوف، التردد، الندم… وغيرها، ثم اشرح له معنى كل مصطلح منهم، بعد ذلك قم معه بالتفريق بين المشاعر اللطيفة مثل السعادة والتي قد تجعلنا نريد الابتسام والضحك، وبين المشاعر غير اللطيفة مثل الحزن أو الإحباط، والذي قد تجعلنا نريد أن نبكي.

بعد ذلك، تطرَّق مع الطفل إلى المشاعر الأخرى التي يمكن أن يمر بها عندما يكون حزينًا أو محبطًا، مثل عدم الرغبة في اللعب أو الحديث، أو الرغبة في الجلوس وحيدًا، أو الشعور بالغضب أحيانًا أو الشروع في البكاء.

ثم تحدث مع الطفل عن الأمور التي قد تساعده على الشعور بالتحسن مرة أخرى، بما في ذلك ممارسة بعض الأنشطة، مثل رسم صورة يوضح بها مشاعره، أو التحدث إلى شخص كبير يثق به، كأحد الوالدين. ويجب أن يشرح النشاط للطفل أن هذا الشعور سوف يزول وأنه سوف يشعر بأنه أفضل مرة أخرى.

هنالك العديد من الأنشطة الأخرى التي تساعد على تعليم الطفل التعبير عن مشاعره بشكل صحيح، مثل نشاط التعبير عن الشعور بالقلق، وغيرها من الأنشطة المفيدة.

لا تنسَ أن تقوم باختيار الوقت المناسب لتنفيذ هذه الأنشطة مع الطفل، فلا يجب القيام بها والطفل في حالة من الغضب أو البكاء، وذلك لتجنب ردود الأفعال العكسية مثل العناد أو الرفض.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.