محتوى مترجم
المصدر
bigthink.com
التاريخ
2015/12/23
الكاتب
سيمون أوكسينهام

سيمون أوكسنهام | موقع «بيج ثينك»

أحيانًا ما يجانب الصواب الصحفيين عند تغطيتهم للشؤون العلمية، وذلك مبرر. ولكن أحيانًا ما تتجاوز تلك الأخطاء مداها المعقول؛ فقد حدث بالفعل أن فسّر صحفيون نتائج أبحاثٍ علميةٍ بالضد تمامًا، وهي الحالات التي سنطالعها فيما يلي.


«دراسة: النظم الغذائية النباتية والصحية قد تكون أسوأ أثرًا على البيئة»

تصدرت دراسةٌ مبكرًا من شهر ديسمبر عناوين الصحف حول العالم زاعمة، على نحو مخطئ، أن الحميات الغذائية النباتية أسوأ أثرًا على البيئة من أكل اللحوم. ولكن ذلك يبدو خاطئًا بشكلٍ قاطع حسبما توضح نظرة سريعة على البصمة الكربونية لأنواع عديدة من الأغذية:

green_house_proteins

في الواقع، لم تقارن الدراسة الحميات الغذائية النباتية بالحميات الغذائية لآكلي اللحوم؛ بل سلطت الضوء على أنواع مختلفة من الحميات الغذائية المطعمة بالمواد الحيوانية. ولكن الجانب الحقيقي الضئيل الذي جذب انتباه الصحفيين هو أنه بمقارنة السعرات الحرارية، يمكن للخس أن يكون له أثر بيئي أكبر من لحم الخنزير.

وهو ادعاء مضلل على نحو سخيف، أولًا بسبب الحقيقية الواضحة المنطوية على أن البشر لا يأكلون الخس من أجل السعرات الحرارية، ما يجعل السعرات الحرارية مقياسًا غير منطقي ليستخدم في المقارنة بين الخس واللحوم. فقد تضطر لأكل حمولة عربة من الخس لتجني نفس المقدار من السعرات الحرارية التي يحتويها جزء صغير من اللحم. الأمر أشبه بنشر تحليل غذائي يقارن بين الفوائد الصحية لأكل الدوناتس والتعرض لمدّعي الذكاء.

علاوة على ذلك، ومما يعتبر واضحًا، أن التوابع البيئية لنقل وتخزين الخس ستتغير بشكل كبير استنادًا إلى موقع زراعة الخس. فورقة الخس التي تزرع وسط حقل الكرنب حيث لا تتوافر حاجة قوية للمياة الجوفية، لن تنتج نفس قدر الضرر البيئي الذي ينتجه الخس المزروع في منطقة أخرى من العالم حيث تتوافر المياة بغزارة. لا يمكن طرح نفس تلك الافتراضات بالنسبة للماشية التي تستهلك الموارد على نطاق أعلى من الموارد اللازمة لإنتاج محصول وفير من الغذاء النباتي، قبل حتى أن تغادر تلك الماشية بوابات المزرعة.


«من يشاركون الاقتباسات الملهمة على فيسبوك يعتبرون أقل ذكاءً»

ظهر ذلك العنوان حول العالم مبكرًا من شهر ديسمبر، ولكن الدراسة لم تتوصل إلى ذلك بأي حال من الأحوال، بل إن نتائجها الحقيقية كانت أكثر إثارة للاهتمام بكثير. في الحقيقية لم تمُت نتائج الدراسة بأي صلة لموقع فيس بوك، بل تطلعت الدراسة إلى مدى “العمق”، الذي قيّم به المشاركون الاقتباسات التي تبدو ظاهريًا عادية، والتي شُكلت عبر مزج تعبيرات علمية تبدو عميقة. على سبيل المثال:

“المعاني الكامنة تبدّل الجمال الفذ المجرد”. في المتوسط، قيّم المشاركون تلك الاقتباسات بأنها بين “العميقة إلى حد ما”، و “العميقة بشكل متوسط”. كما تجاوز متوسط تقييمات حوالي 27 بالمئة من المشاركين “متوسطة العمق”، أي أنهم قد حكموا عليها بأنها إما “عميقة بالتأكيد” أو “عميقة للغاية”.

في تجربة لاحقة، استخدم الباحثون بالفعل اقتباسات حقيقية ملهمة، على سبيل المثال: “النهر يفلق الحجر، ليس لقوّته، بل لإصراره”. ولكن في الواقع، كان العلماء يبحثون فقط استجابة المشاركين أمام تلك الاقتباسات، ومقارنتها باستجاباتهم أمام الاقتباسات زائفة العمق.

ثم قارن الباحثون “تقييمات العمق” الخاصة بالاقتباسات الزائفة بالتقييمات التي أعطاها المشاركون للاقتباسات الحقيقية، فاكتشفوا أن من يتحلون بمستويات أعلى من القدرات التحليلية كانوا أفضل قدرةً على اكتشاف الفرق – وهي حقيقة ليست مفاجئة، وليست مثيرة للاهتمام بقدر اكتشاف أن معظم الناس مستعدين لتصديق أن الجمل، التي ليس لها معنى، المتكونة من كلمات طنانة، عميقة بنقس مقدار الاقتباسات الحقيقية الملهمة التي لها معاني مجازية واضحة.


«دراسة تثبت أن الحمقى فقط ينهون نصوصهم بنقطة»

بخلاف أن ذلك لم يكن ما توصلت إليه الدراسة. أجريت الدراسة بالفعل حول رأي الآخرين في المشاركين حين ينهون نصوصهم بنقاط، وقد وجدت أن من ينهون نصوصهم بالنقاط قد اعتُبروا من قبل الآخرين أقل صدقًا. يعتبر ذلك خطأً شائعًا للغاية في صحافة علم النفس، والذي يجدر الحذر بشأنه عند تلخيص الأبحاث النفسية.


«التدخين السلبي لا يسبب السرطان»

inspirational_quote_resized
smokingresized

يبدو أن ذلك العنوان الصحفي الذي أوردته “صنداي تيليجراف” (وحذف لاحقًا) قد خرج إلى الصحيفة مباشرة من قسم العلاقات العامة بشركة “بريتيش أمريكان توباكو”. بل وتمادت الصحيفة إلى ذكر أن التدخين السلبي “قد يكون له أثر وقائي”بعد فشلها في إدراك حدود الثقة. في الواقع، اكتشفت الدراسة الضد تمامًا، وهو، زيادة تراوحت بين 16 و17 بالمئة في معدل الإصابة بسرطان الرئة نتيجة التدخين السلبي.

تابع سيمون أوكسينهام على تويتر، للحصول على تحليلات أسبوعية للشؤون العلمية والنفسية.

المراجع
  1. Four Times When Journalists Read a Scientific Paper and Reported the Complete Opposite