يعرف هاتفك الذكي أين أنت تحديدًا في هذه اللحظة، معظمنا يعرف هذا بالطبع. وبينما يعد تتبع الموقع أمرًا ضروريًا لمعرفة الاتجاهات والطرق والمواصلات، إلا أنه يساعد أيضًا شركات التقنية العملاقة في بيع المنتجات المختلفة لك.

تغمرنا الآن الإعلانات المستهدفة، هذه الظاهرة الجديدة المزعجة، حيث تسعى الشركات لإغراق شاشة هاتفك بالإعلانات والتي تأتي في الأساس بناءً على عاداتك اليومية. وتجني شركات مثل آبل وميكروسوفت وأمازون وجوجل وغيرها الكثير أموالًا طائلة من هذه الإعلانات، وهم بحاجة إلى معلوماتك باستمرار ليتمكنوا من تشغيل آلات التنقيب عن البيانات الخاصة بهم.

فكيف يُسمح لهاتفك بتعقبك ومشاركة تلك البيانات مع أطراف ثالثة غير معروفة؟

باختصار، لأنك أعطيته الإذن بذلك، حتى لو لم تكن تعرف هذا؛ حيث يتم دفن سياسات مشاركة البيانات داخل الكثير من الصفحات الخاصة بسياسات الخصوصية وشروط الاتفاقيات، والتي لا يقرأها أحد من الأساس.

عادةً ما تملك الشركات تفسيرًا منطقيًا لمثل هذه الأمور، مثل تتبع شركة آبل لعدد تقريبي من المكالمات الشخصية ورسائل البريد الإلكتروني التي ترسلها وتستقبلها لاحتساب نقاطٍ للثقة عند محاولات الشراء من متجر آبل، وذلك لمنع الاحتيال، والتي يعتبرها الكثيرون انتهاكًا واضحًا للخصوصية.

وبغض النظر عن نوع الجهاز ونظام التشغيل الذي تستخدمه، فإن اتصالك بالإنترنت يعرضك على الفور لمحاولات تتبع النشاط. إذا كانت هذه الممارسة تزعجك، وتفضل أن تحتفظ بخصوصيتك، فإليك بعض الطرق التي يمكنك بها منع هاتفك الذكي من تعقب نشاطك.


تغيير إعدادات تتبع الموقع

يمكنك منع أي من أنظمة التشغيل iOS أو أندرويد من تتبع موقعك باستمرار، لكن هذه العملية ليست سهلة؛ حيث إن الخاصية مدفونة بعيدًا داخل إعدادات الخصوصية، والوضع الافتراضي لها هو تسجيل روتينك اليومي. تُعرف الخاصية باسم «المواقع المتكررة – Frequent Locations»، وهي تتعقب مكانك ومدة إقامتك في هذه المواقع، حتى أنها تعرف مكان منزلك وعملك على أساس المدة التي تقضيها وعدد المرات التي تذهب فيها هناك.

يمكنك إيقاف تشغيل إعدادات الموقع على أجهزة آبل كالآتي: اضغط على (إعدادات – Settings)، ثم (الخصوصية – Privacy)، ثم (خدمات الموقع – Location Services)، قم بالنزول لأسفل حتى تصل إلى (خدمات النظام – System Services)، ثم اختيار (مواقع مهمة – Significant Locations) لمعرفة سجل الأماكن التي احتفظ بها الهاتف، ثم يمكنك إيقاف هذه الخاصية.

أما بالنسبة للأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد، يمكنك اتباع الخطوات الآتية: اضغط على (إعدادات – Settings)، ثم (الحماية والخصوصية – Security & privacy)، ثم (الوصول إلى الموقع –Location access)، ثم اضغط على (سجل المواقع الجغرافية في جوجل – Google Location History) وبعد ذلك يمكنك إيقاف الخاصية من هنا.


الحد من تتبع الإعلانات

قد يبدو إنهاء تتبع الموقع اختيارًا متطرفًا لدى البعض، ولهذا السبب قد تفضل محاربة الإعلانات نفسها. يوفر نظاما التشغيل iOS وأندرويد أيضًا خيارات مدمجة لتقليل تتبع الإعلانات والحد منها. لن تمنع هذه الأدوات الشركات من تتبع أنشطة هاتفك بشكل كامل، ولن تقلل من عدد الإعلانات التي تصل إليك، لكنها ستسمح لك بإعادة تعيين معرّف الإعلانات الخاص بك، وإلغاء ربط أي ملفات تعريف إعلانات مستهدفة مرتبطة بهاتفك الذكي.

يمكنك إيقافها في أجهزة آبل كالآتي: اضغط على (إعدادات – Settings)، ثم (الخصوصية – Privacy)، ثم (الإعلانات – Advertising)، ثم قم بتشغيل خاصية (الحد من التتبع الإعلاني – Limit Ad Tracking)، يمكنك أيضًا إعادة تعيين معرّف الإعلانات لإلغاء ربط أي بيانات سابقة مرتبطة بجهازك.

وفي الأجهزة التي تعمل بنظام Android، يمكنك إيقافها كالآتي: اضغط على (إعدادات – Settings)، ثم اختار (جوجل – Google)، بعد ذلك قم باختيار (إعلانات – Ads)، ومن هناك اختر تشغيل خاصية (إيقاف تخصيص الإعلانات – Opt out of ads personalization).


منع جوجل من تتبع كل تحركاتك

على ما يبدو أن إيقاف خاصية تحديد الموقع لا تكفي حتى تتوقف شركة جوجل عن تعقب الأماكن التي ترتادها، المشكلة هنا أن هذا سيحدث رغمًا عنك. وحتى إذا اتخذت جميع الاحتياطات اللازمة، فإن الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد ستظل تجمع بيانات حول موقعك وترسلها إلى جوجل عندما تتصل بالإنترنت، وفقًا لما كشف عنه تحقيق أجراه موقع Quartz.

منذ بداية عام 2017، تقوم هواتف الأندرويد بجمع عناوين أماكن الأبراج الخلوية القريبة، حتى في حالة إيقاف خاصية تحديد الموقع على الهاتف، ثم تعيد إرسال هذه البيانات إلى جوجل؛ لذا يمكن للشركة الوصول إلى البيانات المتعلقة بمواقع الأشخاص وتحركاتهم في كل الأوقات حتى دون رغبتهم.

وبينما تذكر جوجل أنها لا تستخدم البيانات التي تجمعها باستخدام هذه الخدمة، إلا أنها تسمح للمعلنين باستهداف المستهلكين باستخدام نفس هذه البيانات؛ حيث يمكنها معرفة ما إذا تواجد شخص يحمل هاتف أندرويد، أو حتى يستخدم خرائط جوجل، في أحد المتاجر، لتستخدم هذه المعلومة لاستهدافه بالإعلان الذي يراه لاحقًا بناءً على تواجده في هذا المتجر.

ولإيقاف عملية تتبع الموقع من جوجل، يمكنك تجربة هذه الإعدادات، من خلال إيقاف خاصية النشاط على الويب وفي التطبيقات في حسابك على جوجل، عن طريق الخطوات الآتية:

بعد تسجيل الدخول إلى حسابك في جوجل، اضغط على (إدارة البيانات – Manage your data) في قسم (الخصوصية والتخصيص -Privacy & personalization)، ستجد اختيار (النشاط على الويب وفي التطبيقات – Web & App Activity) مفعّل، قم بالضغط عليه، ثم إلغاء التفعيل.

يمكنك أيضًا معرفة السجل القديم الذي يحتفظ به جوجل لكل نشاطك على الإنترنت عن طريق الضغط على (إدارة السجل – Manage Activity)، ويمكنك حذفه بالكامل.


تحكم في الصلاحيات التي تعطيها للتطبيقات

قبل تثبيت التطبيقات المختلفة على هاتفك، تحقق دائمًا من الصلاحيات التي ستطلبها على صفحة التطبيق في متجر جوجل أو آبل، سوف تطلب منك هواتف الأندرويد الإذن للسماح باستخدام الصلاحيات عند تثبيت أحد التطبيقات أو عند تشغيله لأول مرة، بينما ستُظهر لك تطبيقات iOS عادةً طلب بالإذن عند استخدام صلاحية معينة، مثل استخدام الكاميرا أو الميكروفون أو الوصول إلى موقعك.

في بعض الأحيان، تطلب بعض التطبيقات مزيدًا من المعلومات والصلاحيات عما تحتاجه، حيث يمكن بعد ذلك إرسال هذه المعلومات إلى الشركات المختلفة والتي قد تستخدمها للإعلانات. كما يمكنك معرفة الصلاحيات التي يملكها كل تطبيق على هاتفك بالفعل، وإيقاف تلك الصلاحيات إذا وجدت أن التطبيق لا يحتاج إليها.

لمستخدمي أجهزة آبل، يمكنك الذهاب إلى (إعدادات – Settings)، ثم (الخصوصية – Privacy)، ستجد هنا جميع الصلاحيات التي تملكها التطبيقات على هاتفك، مثل خدمات الموقع، جهات الاتصال، التقويم، الكاميرا، الميكروفون، ومعرض الصور. يمكنك الضغط على أي منها ثم الاطلاع على التطبيقات التي يمكنها الوصول لهذه الصلاحية، ويمكنك إيقافها لأي تطبيق.

أما بالنسبة لهواتف الأندرويد، اضغط على (إعدادات – Settings)، ثم (تطبيقات – Apps)، ستجد التطبيقات المثبتة على جهازك، قم بالضغط على أي منها، ثم اختر (الأذونات – Permissions)، ستجد الصلاحيات التي يملكها التطبيق، يمكنك إيقاف أي منها أيضًا.


استخدم التصفح الخفي على هاتفك

يعرف الكثير من مستخدمي أجهزة الكمبيوتر خدمات التصفح الخفي على الإنترنت، لكنها أقل شهرة على الهواتف الذكية.
يعرف الكثير من مستخدمي أجهزة الكمبيوتر خدمات التصفح الخفي على الإنترنت، لكنها أقل شهرة على الهواتف الذكية.

هناك عدّة متصفحات تقدم التصفح الخفي على الهاتف، أحدها هو تطبيق Firefox Focus المجاني من المتصفح الشهير Mozilla، وهو يمنع ظهور الإعلانات والتحليلات وملفات التعقب في وضعه الافتراضي، كما يمسح كلمات المرور وسجل التصفح بعد كل جلسة. يمكن تحميله لأجهزة آبل من هنا، ولأجهزة الأندرويد من هنا.

كما تحتوي متصفحات جوجل كروم وسافاري أيضًا على وضع التصفح الخفي (incognito)، والذي يمكنك استخدامه عند تصفح الإنترنت. وإذا كنت لا تحب فكرة تسجيل جوجل لكل ما تبحث عنه، فهناك عدد من محركات البحث البديلة، والتي لا تحتفظ بسجل البحث الخاص بك، مثل محرك البحث DuckDuckGo.

تكثر مشاكل الخصوصية في عصر تعدنا فيه الشركات العملاقة بالحفاظ على خصوصيتنا، لكنها تستخدمها في صالحها، لكسب المزيد من الأموال. يقع الأمر على عاتقنا الشخصي للحفاظ على خصوصيتنا، ومنع هذه الشركات من تعقب كل أنشطتنا اليومية. لهذا يجب دائمًا أن تبذل بعض المجهود للهرب من هذه القيود.