« أخيرًا »؛ تلك هي الكلمة التي تفوه بها معظم مشجعي الشياطين الحُمر بعد الفوز على توتنهام، إذ فاز مانشستر بمباراة واحدة من آخر خمسة في حين تعادل الأربعة الباقون بسيناريو متشابه غالبًا بتعديل الخصوم في آخر الدقائق بعد تقدم اليونايتد.

الوضع في شمال غرب إنجلترا كان غريبًا بعض الشيء؛ لا لسوء النتائج بقدر ما هو بطريقة تحقيقها. الكثيرون ربطوا الفشل في الفوز بالحظ، ولكنه بالطبع ليس كذلك دائمًا، كانت هناك قطعة ناقصة في اللعبة، لمسة كان يجب أن تُضاف.

على الجانب الآخر في لندن، عانى توتنهام من وضعه في قالب ليس بقالبه، أو بمعنى آخر محاولة تحويله لفريق بطل في ظرف وقت قصير، فالمشاركة في دوري الأبطال واعتباره منافسًا على البريميرليج جعلوا من الفريق مُطالبًا بشيء أكبر من إمكانياته، ليس ذلك فحسب بل والفشل في دوري أبطال أوروبا وفي الأمتار الأخيرة من الموسم الماضي في المنافسة على الدوري أشعروا الفريق بالإحباط وعدم القدرة على منافسة الكبار.


المباراة

بدأ اليونايتد المباراة بتكوين 4-3-3 بدخول بوجبا وهيريرا أمام كاريك في وسط الملعب ومختاريان ومارسيال حول زلاتان إبراهيموفيتش في الهجوم، بينما بدأ توتنهام بتكوين 4-2-3-1 بوانياما وديمبيلي على الدائرة أمامهم إريكسن كصانع لعب حول سون وألي خلف هاري كين في الهجوم.

تشكيل الفريقين وطريقة اللعب ومُعدل الأداء (الأحمر مانشستر والأزرق توتنهام)، يُشير لتفوق مانشستر في مُعظم أوقات اللقاء whoscored.com

لم يستطع ماوريسيو بوكتينيو مُمارسة ما كان يتمنى من الضغط العالي على وسط مانشستر نظرًا لمُضادة مورينيو له تقريبًا بنفس الأسلوب؛ مما جعل لقطة الهدف تأتي من كُرة مقطوعة من هاري كين في وسط ملعب توتنهام!.

حاول مورينيو إخراج توتنهام عن اللقاء بالرقابة الفردية لمعظم مفاتيح اللعب، فروخو تفوق على هاري كين تمامًا كما أن إريكسن بدا وكأنه تائه في وسط ملعب اليونايتد؛ مما أدى بماوريسيو إلى إخراجه واللعب بسيسوكو بدلاً منه.

كذلك عانى توتنهام من عدم تعريف أدوار واضحة للاعبين، فمثلاً مختاريان من مانشستر كان يلعب على الطرف الأيمن أما سون وألي وكثيرًا إيريكسن كانوا يتمتعون بحرية كبيرة كان يهدف ماوريسسيو لها لخلق الفوضى في دفاعات مانشستر لكنها خلقت الفوضى في وسط ميدانه.


معركة وسط الملعب

تفادى جوزيه مورينيو أي مجازفة ووضع ثلاثي وسط ميدان جميعهم يجيد السيطرة على الكرة وإخراجها بطريقة صحيحة؛ لتجنب الوقوع في فخ الضغط العالي من لاعبي السبيرز.

مُقارنة بين ثلاثي وسط اليونايتد وثنائي وسط توتنهام، تفوق مانشستراوي واضح whoscored.com
مانشستر يونايتد عندما يلعب كاريك أساسيًا هذا الموسم يفوزون تسع مرات ويتعادلون مرتين.
موقع Squawaka.com مشيرًا لأهمية كاريك.

لا تقتصر أهمية وجود كاريك في التغطية أو توزيع اللعب فقط بل في تنظيم أدوار بوجبا وهيريرا من أمامه، شيء كالذي يقوم به كروس أو سيرجيو بوسكيتس. الشيء الآخر الذي يُضيفه مايكل هو حماية فالنسيا ودارميان بسقوطه بين جونز وروخو في بداية بناء اللعب وبالتالي تقدمهم بحرية وزيادة الضغط على توتنهام.

المعركة الحقيقية والكبرى كانت بين ديمبيلي وهيريرا والتي تفوّق فيها الإسباني بشكل واضح من حيث الانتشار في الملعب وكسب الكرة، حيث تدخل هيريرا خمس مرات صحيحة مُقابل صفر لموسي ديمبيلي، كما أن هيريرا هو صاحب أسيست الهدف لمختاريان ببينية رائعة.


هاري كين أم إبراهيموفيتش؟

مُقارنة الاسمين ببعضهما قد تنتهي من أول ثانية لمصلحة إبرا. ولكن لو اقتطعنا المباراة كمقارنة لأداء كلا المهاجمين، وبالنظر إلى العمر والحالة الفنية الأخيرة، قد يتفوق هاري لكن إبرا دائمًا له رأي آخر، فكان مشاركًا أساسيًا في كل هجمات اليونايتد واعتمد عليه مورينيو كثيرًا في اللعب كمحطة مُستغلًا قوته البدنية وسرعة مختاريان ومارسيال وصناعة الفرص لهما، في حين كان هاري مُنعزلاً في اللقاء تمامًا ليس بسببه فقط ولكن وسط الملعب لم يكن على المستوى المطلوب.

مُقارنة بين تحركات وعدد لمسات إبرا (يسارًا) 42 مرة مُقابل تحركات وعدد لمسات كين (يميناً) 38، يُلاحظ أن إبرا تواجد في منطقة الجزاء أكثر من هاري whoscored.com


مختاريان الجديد

عانى الأرميني كثيرًا في بدايته مع اليونايتد؛ بسبب عوامل اللغة والتأقلم وحدة طابع جوزيه، ولكنه قرر ألا يستسلم وحصل على الفرصة مجددًا، ويبدو للجميع أنه لن يتركها بسبب أدائه الرائع وهدفه الجميل.


توتنهام قبل وبعد سيسوكو

شهد أداء توتنهام تحسنًا كبيرًا بعد نزول سيسوكو الذي أرهق دارميان كثيرًا، وصنع الكثير من الفرص من الناحية اليُمنى نظرًا لسرعته وقوته البدنية.


شبح السير أليكس فيرجسون!

مُقارنة بين تحركات وعدد لمسات إبرا (يساراً) 42 مرة مُقابل تحركات وعدد لمسات كين (يميناً) 38 , يُلاحظ أن إبرا تواجد في منطقة الجزاء أكثر من هاري whoscored.com
أحضر للأولدترافور كل مرة لأشاهد المانيو ولكني لا أجده!.

السير أليكس فيرجسون بعد رحيله بعامين.

للمرة الأولى تقريبًا مُنذ آخر مرة شوهد فيها فيرجسون جالسًا على مقعد الإدارة الفنية لمانشستر، نرى مانشستر يونايتد يلعب بصبغة فيرجسونية إن جاز لي التعبير، الفوز بكل الصراعات المشتركة واللعب المستمر على الأطراف ورهبة الخصم من اللحظة الأولى وكأن الفوز في الأولد ترافورد هو رابع المستحيلات.

من الممكن أن يكون السبب تواجد لاعبين ذوي قيمة عالية؛ مثل إبراهيموفيتش، وكاريك، وبوجبا، ومدير فني باسم لامع كجوزيه مورينيو. الثقل الفني بالمعنى الكروي هو الذي اكتسبه مانشستر في تلك المباراة وافتقده السبيرز طوال الموسم الماضي وما لعب من الموسم الحالي.

إن استمر اليونايتد في تطور الأداء سيصبح منافسًا على المقاعد الأربعة الأولى، كذلك على الدوري الأوروبي. وإن لم يستطع توتنهام حل مشاكله الذهنية التي تتمثل في رأيي بالتعاقد مع لاعبين كبار في القيمة حصلوا على بطولات عديدة في حياتهم المهنية، يضفون الخبرة على التشكيلة الشابة الموهوبة التي تفتقد فقط للحنكة، سيواجه صعوبات كثيرة في استمرار المنافسة خصوصًا مع عودة ليفربول وأرسنال وتشيلسي للواجهة مرة أخرى.

المراجع
  1. موقع whoscored العالمي
  2. موقع Squwaka العالمي