نعرض على أهم الأعمال الفكرية والفلسفية التي نرشّحها لقرائنا هذا العام، وقد تنوعت هذه القائمة بين الأعمال الفلسفية والفكرية الغربية والمشرقية الإسلامية منها على السواء، وسيجدها القارئ في معرض القاهرة هذا العام لدى عدد من الموزعين ودور النشر.


1. دين الحياء من الفقه الائتماري إلى الفقه الائتماني

تحتوي هذه السلسلة على ثلاثة أجزاء هي أصول النظر الائتماني،
والتحديات الأخلاقية لثورة الإعلام والاتصال، وأخيرًا روح الحجاب. يحاول الفيلسوف طه عبد الرحمن من خلال هذه السلسلة استكمال مشروعه الفلسفي في تأسيس حداثة موازية أو بعبارة أخرى تأسيس مسار فلسفي يمكن المسلم من التعايش في ظل العصر الحديث. يجتهد طه عبد الرحمن في استخراج المفاهيم والأصول التي يقوم عليها هذا النظر الإسلامي، بما يمكنه من رفع التحديات التي تواجه الإنسان المعاصر.ويؤكد عبد الرحمن في هذا الكتاب أن التطور الهائل الذي حدث في وسائط الإعلام والتواصل على مستوى عالمي واسع، كان له بالغ الأثر في نشوء ظاهرة «حب الصورة»، مشيرًا إلى أن الحضارة المعاصرة نقلت الإنسان المعاصر من وضعية الناظر إلى وضعية المتفرج، و«التفرّج» عبارة عن علاقة للنظر بالصورة أو الشاشة بشكل غير مسبوق.ويتناول المؤلف ظاهرة «التفرّج»، التي ارتبطت بالتقنيات الهائلة في وسائل الإعلام، حيث هيمنت الصورة على العالم، فيحدد الخصائص التي تميزت بها علاقة الإنسان المعاصر بالشاشة، وأسلوب الفقيه الائتماري، والفقيه الائتماني في التصدي لهذه الظاهرة وسلبياتها على الإنسان المعاصر.وفي الكتاب الثالث من السلسلة يتولّى طه عبد الرحمن الردّ على «الإنسان المعاصر» فيما أورد من شبهات على الحجاب والمحتجبة. لقد بنى ردّه المدعوم بأدلة عقلية مفصّلة على نظريته الائتمانية التي تجعلُ قيمة العمل في وصله بين بُعدين: «بُعد أفقي يقع بين الإسراء بالجسم، وبُعد عمودي يقع به العروج بالروح؛ فيكون لارتداء الحجاب بُعدٌ إسرائيٌ يتجلى في ستره لجسم المحتجبة، وبُعد روحيّ يتجلّى في تعلقها بنظر الإله إليها، واتخاذ حجابها معراجًا لها إلى عالم الروح؛ ولمّا كان الحجاب ينزل من الحياء الذي هو أسّ الأخلاق منزلة الظاهر من الباطن، فقد لَزِم أن تكون أخلاق الإسلام أخلاق حجاب مظهرًا، وأخلاق حياءٍ مَخبرًا»

2. فلسفة الأخلاق عند إخوان الصفا – دراسة تحليلية مقارنة

3096912
الكتاب من تأليف محمود كيشانه، وينشره مركز ابن النديم للنشر والتوزيع بالتعاون مع الشبكة المغاربية للدراسات الفلسفية والإنسانية. تنبع أهميته من وجهة نظر الناشر في كونه يعيد تسليط الضوء على فكر إخوان الصفا الغائب عن الدراسة بسبب حيازة فكر ابن رشد على الاهتمام الأكبر. ويهدف الكتاب إلى إظهار الفلسفة الأخلاقية عند إخوان الصفا، ومحاولة الكشف عن مكانتها بين غيرها من الفلسفات، كما يهدف إلى بيان مفهوم فلسفة الأخلاق ومقوماتها الأساسية، والمعيار الأخلاقي الذي تحكّم به على الفعل، وكيف تفصّل بين الخير والشر، والإلزام الأخلاقي وغاية الأخلاق عند إخوان الصفا.

3. المقاومة في الفكر السياسي من النظرية إلى التطبيق

263-167
الكتاب دراسة في المنجز الفلسفي من السوفسطائي حتى أرسطو، وهو من تأليف محمد ممدوح، وترجمة وتحقيق مصطفى النشار، ويصدر عن دار ابن النديم للنشر والتوزيع. تكمن أهمية الكتاب في إلقائه الضوء على البدايات الأولى للفلسفة بوصفها دعوة للتغيير والمقاومة، حيث تعاظم دور فلاسفة اليونان في صنع حضارتهم الفتية، وذلك بما حفلت به فلسفاتهم من دعوة دائمة إلى التطور والتجديد، ومقاومة كل صور السلبية في مجتمعهم، سواء في مجال الفكر النظري، أو في مجالات الحياة المختلفة. ما يقدمه الكتاب هو دعوة لمقاومة المناوئين للفلسفة ودورها الخطير في نهضة المجتمع والأمة.

4. في جنيالوجيا الأخلاق

583aaa3171700244111681
للمفكر الألماني الشهير فردريك نيتشه (1844- 1900م)، تُرجم الكتاب إلى العربية ثلاث مرات، أولها باسم «أصل الأخلاق وفصلها» ترجمة حسن قبيسي، ثم أخرى باسم «جينالوجيا الأخلاق» من ترجمة محمد ناجي، وأخيرًا ترجمة الدكتور فتحي المسكيني التي صدرت لأول مرة عام 2010م عن المركز الوطني للترجمة في تونس، وتصدرها «مؤسسة مؤمنون بلا حدود» هذا العام في شكل جديد.يحتوي الكتاب ثلاث مقالات أساسية لنيتشه، هي «الخير والشر»، والمقالة الثانية بعنوان «الذنب والضمير المعذب وما جانس ذلك»، والمقالة الثالثة بعنوان «أي معنى لنسل التنسك»، وأخيرًا أورد الناشرُ مقالة رابعة لنيتشه يتحدث فيها عن ذكرياته حول هذا الكتاب في كتابه الآخر «هذا هو الإنسان».يقول المترجم في تصديره للكتاب: «علينا أن نحترس من أيّ فهم «أخلاقوي» لكتابات نيتشه: مثلاً أن نعتبره معارضًا يائسًا للأنوار الحديثة، أو داعيًا خطيرًا إلى البربرية، أو عدوًّا للسامية، أو قوميًا متعصّبًا، أو جماعويًا حزينًا ضدّ المكاسب الحقوقية للدولة الليبرالية، تلك أفكار مسبقة أخرى، أو ضروب مريضة من الفضول. ــــ إنّه فقط يمارس «أنوارا جديدة» يدفع بها بعيدًا عن أيّ أنوار سابقة، بما فيها تلك التي سمّيت راهنا باسم «الأنوار الجذرية»، و هي ليست جذرية إلّا بقدر ما تظنّ أنّ «الإلحاد» الحديث هو الطور الأعلى من كلّ «غريزة حرية». والحال أنّ نيتشه قد فضح حتى الإلحاد نفسه بوصفه لا يملك توضيحًا جذريًا حول قيمة الحرية التي يفاخرنا بها. إنّ الإلحاد لم يكن إلى حدّ الآن إلّا إيمانًا أو «مثالاً نُسُكيًّا» مقلوبًا؛ استيلاء صفيقًا على مكان الإله الأخلاقي الذي صار شاغرًا، في خلط مزر بين «الإنسان الأعلى»، الذي استولى على الأسماء الحسنى للإله التوحيدي، وبين الإقدام على الذهاب الجسور إلى «ما فوق الإنسان»، بوصفه مطلب الحياة الحرة، التي تتمتع بصحة ميتافيزيقية جيدة، و التي لا تطلب أقلّ من هذا: خلق «نمط بشري» من نوع جديد.

5. إبستمولوجيا العلوم الإنسانية: في الفكر العربي والفكر الغربي المعاصر

The_Epistemology
صدر الكتاب مؤخرًا عن مركز دراسات الوحدة العربية، وهو من تأليف مجموعة باحثين، يوضح الناشر في نبذة مختصرة عنه أهداف الكتاب وغايته: «يواجه المجتمع العربي اليوم وضعاً أقلّ ما يمكن أن يقال فيه إنه مضطرب معرفياً مقارنة بالمجتمعات الغربية المتقدّمة، التي استفادت من التراث العلمي العربي بمختلف مجالاته، وباتت تقود العالم اليوم، بينما المجتمع العربي لا يزال يبحث عن ذاته في ظل توجّه عالمي تسيطر عليه قوّة العلم والتّكنولوجيا، ويخلو من أخلاقيات الاعتراف بحق الآخر في الوجود؛ الأمر الذي يدعو إلى حتمية إعادة النّظر في تعاملنا مع واقعنا ومشاكله الثقافية والاجتماعية والتاريخية، وفق مناهج علمية تساعدنا على فهم وتفسير مكوّنات حضارتنا، وأسباب تقدّمنا في حقبة ما من الزمن، مقابل تراجعنا وجمودنا العقلي في حقبة أخرى طالت ولمّا نخرج منها بعد».يحاول الكتاب رصد بعض الرّؤى الإبستمولوجية في العلوم الإنسانية على المستويين العربي والغربي من خلال قسمين؛ يتناول الأول منهما الرّؤى الإبستمولوجية في العلوم الإنسانية في الفكر العربي؛ ويتناول الثاني الرّؤى الإبستمولوجية في العلوم الإنسانية في الفكر الغربي المعاصر. وهي رؤى تبدو مختلفة من حيث الأرضيات الفكرية والتّاريخية والواقع الاجتماعي الذي نشأت فيه، إلّا أنّها تشترك لا محالة في تناولها للفرد والمجتمع تناولاً معرفياً غايته الوقوف على العوامل التي تحكم وتوجّه الحياة الاجتماعية في أبعادها المختلفة.

6. من الإنسان الأبتر إلى الإنسان الكوثر

12650991_939479602814868_595993347173749505_n
صدر هذا الكتاب للفيلسوف المغربي المرموق طه عبد الرحمن عن المؤسسة العربية للفكر و الإبداع، و يفصل في مسألتين طالما حيَّرتا العقول، وشغلتا القلوب بحسب الناشر. إحدى هاتين المسألتين تتعلق بالسلوك، وهي: التربية، فيضع تأسيسًا فلسفيًا لـ«فقه التربية» يُكسبه المشروعية العقلية، بالإضافة إلى شرعيته الدينية الثابتة بالنص. فيرى أن الذين يستحقون أن يتولوا مرحلة التأسيس هم أهل العقل الموصول بالشرع المسدّد بمقاصده، وكذلك عن الأصل المعرفي الذي هو نتاج تفاعل اللغة والعقيدة. وأن التنظير للتربية يجب أن ينطلق من محاولة الوصول إلى شكل الإنسان الكوثر الذي يبلغ خيره حد الاتساع والابتعاد عن الإنسان الأبتر الذي تنتجه الحضارة الحديثة، والمسألة الثانية، تتعلق بالفكر، وهي: الفلسفة، فيضع تنظيرًا علميًا لـ«فقه الفلسفة» يفتح، في الدرس الفلسفي، آفاقًا جديدة تمامًا، كما يُـمَكّن من إنشاء قول فلسفي إسلامي يجمع إلى التحقق بالأصالة القدرةَ على الإبداع.

7. في معنى ما بعد الحداثة.. نصوص في الأدب والفن

ينتمي الفيلسوف والمفكّر جان فرانسوا ليوتار مؤلف الكتاب إلى عهد رغب مفكّروه في مراجعة كلّ المكتسبات الفكرية والسياسية التي تحوّلت بفعل الزمن إلى قوانين ادَّعت امتلاكها للحقيقة ومن ثم للسلطة، وأنتجت نهاية هذه الخطابات الإطلاقية لحظة جديدة في تاريخ الفكر الغربي، حيث انهدمت كلّ فلسفات التاريخ التي تعتقد أنه بالإمكان التنبؤ بمستقبل الإنسانية، وتحديد مصيرها. وقد سُمِّيت هذه اللحظة بما بعد الحداثة، ويعرّفها ليوتار بكونها الحالة التي تعرفها الثقافة بعد تحولات التي شهدتها قواعد ألعاب اللغة الخاصة بالعلم والأدب والفنون منذ نهاية القرن.بحسب المركز الثقافي العربي الذي نشر الكتاب في 2016: «سيجد القارئُ في هذا الكتاب نصوصاً في الفلسفة والفن، وقد كانت هذه النصوص قاعدة لمجموعة من المداخلات التي شاركنا بها في ندوات حول السينما والفنون التشكيلية والفكر الفلسفي المعاصر، تُرجمت لتصبح في لغة الضاد وملكاً للقارئ العربي، وتهاجر بشكل شرعي عبر البحر الأبيض المتوسط نحو ضفة ثورات معاصرة اختارت اسم الربيع العربي».

8. فلسفة المتكلمين

2r6jejo
يعد هذا الكتاب دراسة متعمقة لموضوعات: الصفات الإلهية، والقرآن، والخلق والمذهب الذرى، والإرادة الحرة، والعلّية، وبيان اتصال هذه المشكلات بتناول «فيلون» و«آباء الكنيسة» لها، وذلك من خلال ابتداع منهج فرضي استنباطي هو منهج «التخمين والتحقق» في تأويل النص؛ إذ يعين مؤلفه على ذلك ارتباط ملحوظ بين معرفته الفلسفية الهائلة، وبين جودة الحدس عنده. الكتاب من تأليف هاري ولفسون، وترجمة مصطفى لبيب عبد الغني، وصادر عن المركز القومي للترجمة.

9. تاريخ الكذب

عنوان مثير للفيلسوف الفرنسي المثير للجدل جاك دريدا يتناول فيه تاريخ مفهوم الكذب وممارساته بشكل يختلف عن التاريخ الأنثروبولوجي للكذب نفسه. صدر هذا الكتاب مترجمًا إلى العربية عن المركز الثقافي العربي في 2016م،واضطلع بهذا الترجمة رشيد بازي.الكتاب في الأصل محاضرة ألقاها الفيلسوف الفرنسي في «المعهد الدولي للفلسفة» في باريس عام 1997. ولا تعدو المحاضرة كونها صياغة مختصرة لبحوث ألقاها في مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية في باريس خلال الموسم الجامعي 1994-1995، بعنوان «مسائل المسؤولية»، إضافة إلى دراسة وافية كرّسها الفيلسوف الكبير لمفهوم الكذب.

10. مشكلة الشر ووجود الله: الرد على أبرز شبهات الملاحدة

dd987cfe19cc4dae2306b6c72e6865c3
15391004_561568254038628_7674019831595015037_n

حاز هذا الكتاب على شهرة واسعة فور صدوره؛ لكونه يتناول أحد الإشكاليات المعضلة في الجدل المستمر بين الإلحاد والإيمان. الكتاب من إصدار مركز تكوين للأبحاث والدراسات، ضمن مشروع مبادرة البحث العلمي لمقارنة الأديان التي يرعاها المركز، صدرت طبعتاه الأولى والثانية في نفس العام 2016م.

تناول المؤلف بنية مشكلة الشرّ متمثلة في المطالبة في التوفيق بين 4 عناصر «وجود إله كامل العلم – كامل القدرة – كامل الرحمة – ووجود الشرّ في عالم الإنسان»، محاولاً التوصّل إلى إثبات أن الشرّ الموجود في العالم لا يمنع من الإقرار بوجود إله. واستخدم مؤلفه سامي عامري منهجًا يعتمد على الحجّة الموضوعية التي لا يختلف عليها مؤمن أو ملحد، محدّدًا عددًا من المفاهيم والتعريفات ابتداءً، بهدف التوصّل إلى بيان أن الشرّ لا يشكِّل حجة منطقية أو ترجيحية لنفي وجود الله، وأن الإسلام يعد بتقديم حل نسقي (systematic solution) لمشكلة الشر.

كما استخدم دافعية الحسّ الأخلاقي لطرح سؤال الشرّ، في طرح السؤال المقابل: ماذا عن مشكلة وجود الخير؟ وقد تناول عددًا من الأدلة التي تثبت وجود الله عبر مشكلة الشرّ حصرًا وتحديدًا، مثل «دليل المعيار، ومخلوقية الكون، دلالة التناقض، دلالة الألم». إضافة إلى نقض البناء المنطقي لمشكلة الشرّ، ومناقشة مشكلة الشرّ الأخلاقي، والشرّ المادي، والشرّ المجاني، عارضًا في النهاية للتصوّر الإلحادي للكون وفق الإجابة عن سؤال الشرّ، وتوسّع في إجابة سؤالين استطراديين غاية في الأهمية: لماذا لم يخلق الله عالمًا أقلّ شرًا؟ولماذا لم يخلق الله عالمنا بلا شرّ؟!