هذا المحتوى برعاية «خمسات» لبيع وشراء الخدمات المصغرة.

بسبب طبيعة الأعمال الحديثة صارت الشركات تبحث عن «سوبر موظف»، يقوم بوظيفته ومهام عمله في أسرع وقت ليحقق أعلى إنتاجية بأقل تكلفة مادية ممكنة، ليساعد الشركة على المنافسة والتطور المستمر وتوفير النفقات، في ظل أسواق واقتصادات تنافسية تضع الشركات وأصحاب الأعمال أمام تحديات وعقبات لا يساعدها الموظف التقليدي على تجاوزها.

من هنا زادت حاجة الشركات إلى موظف «غير تقليدي»، يحقق لها تلك المعادلة الصعبة (الإنتاجية+ الوقت+ المال)، ويمكّنها من التميز والبقاء في أسواق العمل، ولذا، فإن العامل الحر والمستقل هو ذلك الموظف الذي تبحث عنه الشركات؛ وذلك للأسباب التالية.

الإنتاجية: الأولوية الأولى للعامل الحر

تعتمد الإنتاجية على مجموعة متنوعة من الخبرات والمهارات والإستراتيجيات، والتي تتطلب العمل لمئات الساعات، وخوض مئات التجارب، والقيام بمئات الأعمال، ليصبح الموظف خبيرًا، وهو ما يقوم به العامل الحر في مجالات عمله المختلفة؛ ليتوفر لديه القدر المناسب من الخبرات التي يستند إليها في زيادة إنتاجيته، وبالتالي زيادة فرص توافقه مع الشركات وأصحاب الأعمال المهتمين بالإنتاجية كأولوية قصوى لأعمالهم، لذا فإن توظيف المستقلين يمكّن الشركات وأصحاب الأعمال من مواكبة تطور أسواق الأعمال والتوظيف، من خلال تحقيق إنتاجية متوازنة مع متطلبات أسواق العمل سريعة التطور.

كذلك فإن المستقلين الذين ينتقلون من مشروع إلى آخر يصقلون مهاراتهم بشكل أسرع من الأشخاص الذين يعملون بشكل تقليدي ضمن إدارة عمل محددة، ففي اقتصاد العمل الحر، قد يعمل المستقل –مثلًا- في مجال تحليل بيانات الرعاية الصحية ثم تحليل بيانات في مجال قانوني ثم مجال آخر تعليمي، وهو ما يتيح له تطوير مجموعة مهارات مركزة، مع رؤية واسعة للتطبيقات المحتملة، ما يساعد الشركات على تحقيق أشياء لا تصدق إذا استخدمت هذا النوع من الخبرة.

لذلك، فإن العامل الحر يعد أحد أفضل المساعدين للحفاظ على مستوى الإنتاجية دون مساومة على القدرة على التنفيذ، وفي ظل زيادة التنافسية صار أصحاب المواهب المحلية من المهنيين ذوي المهارات المتخصصة التي تحتاجها الشركات محدودين، ما يفرض على الشركات التنافس فيما بينها لتوظيفهم، فتجد الشركات أن المحترفين من القوة العاملة يميلون إلى ترك أعمالهم الدائمة؛ ليعيشوا أسلوب حياة مستقل، يتيح لهم مرونة أكبر مما قد يحصلون عليه عبر الوظيفة التقليدية، وهنا تقع الشركات في ورطة الإنتاجية، فإما أن تضحي بفكرها التقليدي وتوظّف مستقلين لتحافظ على إنتاجيتها أو تضحّي بالإنتاجية في مقابل احتفاظها بالشكل التقليدي للوظائف.

إلى جانب ذلك فإن توظيف المستقلين يوفر قوة عاملة تعمل على زيادة الإنتاجية، وذلك لعدة أسباب، أهمها:

  1. يسعى المستقلون إلى المرونة في اختيارات العمل، وذلك عبر طرق تجعل بيئة عملهم أكثر إنتاجية؛ لأن المرونة تجعل العامل الحر يوازن بين كل بنود حياته من أجل تركيز أكبر على العمل وإنهائه، كما تمنحه الوقت للإبداع والابتكار، وهو ما يعود على الإنتاجية بإيجابية.
  2. أصحاب الأعمال بحاجة إلى المرونة التي يوفرها تعيين المستقلين؛ ليتخلصوا من التزامات عدة يفرضها تعيين موظفين دائمين، مثل تكاليف أماكن العمل والمرافق، ما يجعل صاحب العمل أكثر اهتمامًا بإنتاجية عمله، كما أن اختيار مستقل محترف للعمل في مشروع واحد أو لفترة من الوقت يساعد الشركات وأصحاب الأعمال على تحسين إنتاجية أعمالهم عبر اختيار الأفضل لأداء العمل المطلوب، كما أن الأعمال السابقة للمستقل توفّر اختبارًا عمليًا لقدرات وخبرات المستقل قبل تعيينه، ما يضمن مستوى إنتاجية جيد مسبقًا.
  3. المستقلون يركزون على النتائج، وهو ما يجعل نسبة الجودة والإنتاجية في الأعمال أعلى منها في حال توظيف الدائمين، كما أن النتائج النهائية تعد وسيلة عملية للحكم على جودة العامل الحر، وهو أمر لا يتوفر بالكيفية نفسها في حال توظيف الدائمين.
  4. يوفر توظيف المستقلين مجموعة مواهب أوسع مما يمكن أن تأمله الشركات بتوظيف الدائمين، كما يساعد تخصص العامل الحر في الأعمال على تميز المنتج النهائي؛ لأنه يعطي كل تركيزه لتحسين إنتاجية عمله، وزيادة جودته.

الوقت: توظيف المستقلين يُكسبك الوقت

يرتبط الوقت بسرعة إنجاز الأعمال، وهو ما يعني مزيدًا من التقدم، ومواكبة التطور المستمر، وإنجاز أكبر قدر من الأعمال في أقل قدر من الوقت، ما يساعد على استغلال أوقات العمل بصورة أكثر كثافة وإيجابية.

وتوفير الوقت بتوظيف المستقلين يبدأ من توفير أوقات مقابلات العمل لاختيار أكفا الموظفين، وأكثر المترشحين ملاءمة للشركة، فيمكنك من خلال مطالعة حسابات المستقلين على منصة خمسات ومنصة مستقل أن تحصر عددًا من أفضل المناسبين لأعمالك، ومن ثم توفر أوقات البحث والمقابلات الشخصية، وتحقق سرعة في التوظيف؛ لتلبية احتياجات العمل التي قد لا تملك وقتًا لإتمامها.

كما أن توظيف المستقلين يوفر على أصحاب الأعمال أوقات إعداد وتدريب موظفيهم الدائمين لموكبة تطور الأعمال والتكنولوجيا، فالعامل الحر يحرص على التدريب المستمر لتنمية وصقل مهاراته وتخصصه، دون التقيد بالعمل الذي يعمله، بمعنى أنه لا يربط تطوره بالتوظيف بل بالسعي للتميز، وهو أمر لا يحققه الموظف التقليدي الذي يربط تطوير مهاراته بزيادة الراتب أو الترقي الوظيفي.

من ناحية أخرى فإن سعي العامل الحر لزيادة أعماله وخبراته وتجاربه يجعله يسعى لإنهائها بسرعة أكبر، وبقدر أكثر التزامًا بالمواعيد النهائية، ما يجعل المستقلين شركاء مثاليين للشركات وأصحاب الأعمال الباحثين عن توفير الوقت؛ لأنهم يعلمون أن توفير الوقت يعني توفير المال، وعلى الجانب الآخر تدرك الشركات جيدًا أن المدة التي تستغرقها عملية التوظيف تُهدَر من وقت العمل المطلوب إتمامه، لذا، فإن حرصها على توظيف عامل حر ينبع من رغبتها في توظيف سريع وآمن يحقق لها العمل المطلوب إنجازه دون إهدار مزيد من الوقت.

ويمكن أن يحقق العامل الحر توفيرًا للوقت من جانب آخر مهم، فآليات البحث على منصة مستقل ومنصة خمسات تجعل البحث أسرع؛ للحصول على أقرب نتيجة للتطابق المثالي لاحتياجات العمل، ما يوفر أوقات البحث والمقابلات الشخصية، ويحصر الاختيار بين «أفضل الاختيارات» وليس «كل الاختيارات»، والفارق بينهما شاسع.

المال: أهم مميزات توظيف المستقلين

تجد العديد من الشركات طرقًا لتحسين تجربة العملاء دون تكبد التكاليف الباهظة أو غير الضرورية، وذلك عبر طريقتين، الأولى القيام بتغيير جذري في كيفية تواصلها مع عملائها، من خلال البقاء على اتصال مستمر معهم، وتقديم الخدمات والمنتجات التي يحتاجها العميل، حتى قبل أن يعرف العميل أنه بحاجة إليها، والثانية هي القيام بذلك بتكلفة أقل. من أبرز أمثلة ذلك شركة «أمازون» التي تستطيع تسليم البضائع في غضون ساعات دون الحاجة إلى أماكن توزيع أو بيع ثابتة ومكلّفة، فضلًا عن تجربة خدمة ما قبل وبعد البيع المتميزة، وهو ما يترجم إلى أموال وأرباح ومكاسب جعلت صاحبها «جيف بيزوس» أول شخص في العالم يجمع ثروة قدرها 200 مليار دولار.

وهنا يمكنني طرح تساؤلين بسيطين يا عزيزي صاحب العمل: أليس مفيدًا لأعمالك تكوين فريق عمل متكامل الخبرات والمهارات بأقل تكلفة؟ ألا يسمح لك توظيف المستقلين بتوفير أموال العقود والنفقات غير الضرورية في حال عدم حاجة العمل إليها؟

فكّر مرتين قبل الإجابة، واعلم أنه إلى جانب ذلك فإن اللجوء لتوظيف عامل حر يكون -غالبًا- تلبية لاحتياجات العمل الفورية، وتوفيرًا لتكلفة تعيين موظفين دائمين، والتي هي أكثر بكثير من مجرد راتب ومساحة مكتبية، بل هي مصدر قلق لميزانية أي شركة وصاحب عمل.

في ظل تركيز الشركات على توفير الوقت والمال وزيادة الإنتاجية يصبح العامل الحر هو الاختيار الأنسب للشركات لتحقيق ما تريده؛ لأن الإنتاجية المتميزة، وتوفير النفقات، وإنجاز الأعمال بسرعة، هي أمور لا يحققها إلا توظيف عامل حر، وليس من شك في أن صاحب العمل الذكي لن يفرط في تحقيق هذه المعادلة، أليس كذلك؟