امتلكت شركات تقنية أفكارًا فريدة وقت انطلاقها جعلت منها رائدة في مجال التقنية، يفوق اقتصادها اقتصاد العديد من دول العالم. وبعد أن استقر البعض منها على عرش الريادة التقنية، صاروا يستحوذون على شركات عديدة للمحافظة على ريادتهم، ينتجون المزيد من الأفكار التي تزيد من قوتهم، ويضخون أموالاً طائلة في مشاريع مختلفة لتعظيم سيطرتهم على سوق عالم التقنية لفترات أطول.

تعتبر شركات جوجل وأبل وميكروسوفت وفيسبوك أبرز هذه الشركات، والتي تحاول جاهدة الاستثمار في الكثير من الأفكار والمشاريع لأجل تعظيم قدراتها وتوسيع مجالات عملها لضمان الاستمرارية والاستدامة، لكن ليس دائمًا رغم ما تمتلكه هذه الشركات من كفاءات بشرية وموارد مالية ضخمة أن يدركوا النجاح في كل مشاريعهم. هنا نستعرض بعضًا من الأفكار والمشاريع التي أصابها الفشل داخل وخارج معامل هذه الشركات العملاقة.


جوجل: لن تنافس فيسبوك في شبكته الاجتماعية

لا تهدأ جوجل أبدًا فهي مثابرة دائمًا في الاستحواذ ومحاولة السيطرة بشكل أكبر ومناطحة شركات مختلفة في مجالات مختلفة، ودأبت كذلك على العمل على مشاريعها الخاصة التي تعرّض بعضها للفشل، منهم الآتي:

Google Glass

نظارة جوجل, فشل جوجل, تقنية, جوجل

رغم ما لاقته نظارة جوجل المستقبلية من استحسان رهيب عند الإعلان عنها كنسخة تجريبية غالية الثمن للمطورين لأول مرة، إلا أن هذا لم يغفر لها بعد أن استمر تطويرها مغلقًا على المطورين لسنوات، قبل أن تقل عنها الأخبار تدريجيًا حتى اختفت تمامًا، وما زال البعض ينتظر أن تخرج النظارة كالعنقاء من بين الرماد بنسخة جديدة أقوى وأسرع وأفضل وأرخص ومتاحة للعامة، ولا ندرك إن كان هذا سيحدث أم لا.

Google+

موقع التواصل الاجتماعي الخاص بشركة جوجل الذي تم الإعلان عنه في 2011، كانت تأمل فيه الشركة أن يصبح منافسًا لموقع فيسبوك وكذلك تويتر، لكن لم يحدث ذلك رغم قيامها بتحديثات كبيرة له بشكل مستمر منذ إطلاقه هادفة أن تجعله أسرع وأسهل في الاستخدام.

رغم استمرارية دعم الشركة لهذا المشروع حتى الآن إلا أنه لم يحقق أي نجاح يذكر، ويعتبر واحدًا من المشاريع التي سقطت من جعبة الشركة إلى بئر الفشل.

Google Helpouts

أعلن عن المشروع في عام 2013 والذي يساعد المستخدمين على نشر ومشاركة خبراتهم في أحد المجالات مع الآخرين من خلال بث مباشر، فيمكن لبعض المستخدمين تقديم نصائح مجانية أو بمقابل مادي تغطي مجموعة من المواضيع المختلفة كالتصوير والطهي والموضة وغيرهم. لكن أدركت جوجل أن مثل هذه الخدمات متوفرة على موقعها الآخر يوتيوب وإن لم يكن يقدم النصائح أو الخدمات في صورة بث مباشر حينها، بجانب أن إعلانات موقع يوتيوب تساعد منتجي الفيديوهات بكسب بعض المال من خلاله.

أوقفت الشركة المشروع في شهر أبريل من عام 2015 ميلادية بعدما أدركت عدم جدوى المشروع وحذفت تطبيقاته من على نظامي Android و IOS.

Google Wave

واحد من مشروعات جوجل الكبيرة التي فشلت بشكل واضح، جوجل ويف كان يدمج البريد الإلكتروني بالرسائل الفورية والتواصل الاجتماعي، يحاول أن يفعل كل شيء لكل الناس محققًا رغبتهم في مشاركة المحتوى، فكان يعتبر تطبيقًا بداخله العديد من التطبيقات والمميزات، فيمكنك من خلاله مشاركة الصور والفيديوهات والخرائط والألعاب وروابط مختلفة، كما يمكن العمل عليه بشكل متزامن بين أعضاء الفريق.

واجه هذا المشروع عزوف المستخدمين عنه بسبب الواجهة الخاصة به، كما أنه فشل في التناغم مع خاصيات جوجل الأخرى إلى أن توقفت جوجل عن تطويره بعد إطلاقه بعام وحذف كل ما عليه بحلول عام 2012.

لا يقف سلم الفشل لشركة جوجل عند هذه المشاريع فقط لكن هناك أيضًا مشاريع عديدة فشلت مثل Google Moderator والذي كان مشابهًا لموقعReddit Google Answer الذي يتشابه مع خدمة Yahoo Answers ،Google Video الذي أطلقته الشركة قبل أن تستحوذ على موقع YouTube المنافس لها حينها وتقوم بإغلاق مشروعها الابن في عام 2012 ونقل محتواه بشكل تلقائي إلى موقع YouTube، والكثير من المشاريع الأخرى التي لاقت نفس المصير.


أبل: تقنيات مبكرة للغاية

The Apple III

جهاز حاسوب آبل

بدأت رحلة فشل منتجات أبل منذ عام 1980 تقريبًا عندما طرحت The Apple III والذي كان يمتلئ بالعديد من المشكلات والثغرات، فكانت اللوحة الأم للحاسوب تسخن بشدة في وقت قصير جدًا مما يتسبب في حوادث متكررة، كما كانت الشرائح والوصلات تخرج من أماكن تثبيتها فيصاب النظام بأكمله بمشاكل حادة.

ومن بعده ظهر The Apple Lisa أول حاسوب شخصي، كان يتسم بالبطء الشديد جدًا والصعوبة في الاستخدام، كما كانت تكلفة شرائه تصل تقريبًا لعشرة آلاف دولار في الثمانينات من القرن الماضي.

Apple Newton

ظهر هذا الجهاز في عام 1993، وكان من المفترض أن يفعل لسوق المساعدات الرقمية الشخصية ما فعله إطلاق هاتف iPhone بسوق الهواتف المحمولة؛ لكنه واجه العديد من المشاكل منها فشل تقنية التعرف على خط اليد على عكس ما كان مروجًا له، الأمر الذي أثار سخرية كبيرة حوله، بجانب بطاريته السيئة وصعوبة التعامل مع شاشته.

كان جهاز Apple Newton فكرة جيدة جدًا كمنتج؛ لكنها صدرت قبل أن تصبح التقنية المطلوبة لدعمه أمرًا شائعًا، وأعطى الإلهام ورسخ البذرة الأولى لتصميم أنظمة التشغيل الحالية خاصة الأجهزة اللوحية.

Pippin

أبل 3, أبل, ماك, فشل أبل, تقنية, بيبين

واجه جهاز الألعاب Pippin فشلاً ذريعًا حيث بيع منه ما يقارب 40.000 نسخة فقط من 100.000 نسخة تم إنتاجها كطرح أولي، فبجانب سعره المرتفع الذي يصل لـ 600 دولار، ومعالجه الضعيف، تجاهل المستخدمون شراءه في وجود PlayStation وNintendo وSega.

لم تكتفِ الشركة بهذه المنتجات فقط، فهناك العديد من المنتجات الأخرى التي أصابها الفشل مثل Macintosh Portable، وMacintosh TV، وكذلك iMac Hockey Puck Mouse.


Microsoft: لا تفكر في منافسة موسيقى أبل

Microsoft Zune

كان Microsoft Zune يقدم خدمات عديدة منها الموسيقى والفيديوهات بغرض منافسة جهاز iPod الخاص بشركة Apple، الذي كان قد بيع منه 100 مليون نسخة في وقت طرح جهاز Microsoft في السوق في نوفمبر من عام 2006. لكن بصعوبة شديدة تم بيع 2 مليون نسخة فقط واضطرت الشركة لإغلاق خدمات Zune بحلول عام 2012.

Windows ME

كان من المنتظر أن تحدث هذه النسخة من نظام الويندوز تقدمًا كبيرًا خاصة بعد نسخة الويندوز الشعبية Windows 98؛ لكنه كان مليئًا بالعيوب وغير مستقر على الإطلاق، والكثير من التطبيقات التي كانت تعمل بصورة جيدة على Windows 98 لم تعمل عليه إن عملت من الأساس.

أنقذت الشركة نفسها بإصدار نسخة Windows XP والتي كانت نسخة قوية، وما زالت تعمل حتى الآن على العديد من الحواسيب حول العالم لتنتهي بذلك قصة Windows ME بالفشل التام.

Windows Vista

بعد نسخة Windows XP التي لاقت قبولاً جماهيريًا عند العامة، أطلقت الشركة نسخة Windows Vista التي لاقت نفس مصير Windows ME نتيجة لثقلها الشديد وبطئها المبالغ فيه، إلى جانب عدم التوافق بين الجهاز والبرامج عليه ومشاكل أخرى عديدة، وربما كان ويندوز فيستا هو الأسوأ بين إصدارات ويندوز على الإطلاق.

Microsoft Bob

كان الهدف من ذلك البرنامج أن يحسن من واجهة المستخدمين الرسومية ليجعلها مريحة بشكل أكبر للاستخدام، لكنها كانت مكلفة ولا تحقق الهدف المرجو منها مما أدى إلى أن يلاقي نقدًا من الجمهور والإعلام إلى أن رفعت الشركة يديها عن تطويره تمامًا.


Facebook

النسخة الأولى من تطبيق Facebook

كانت النسخة الأولى من تطبيق فيسبوك للهواتف للعمل على نظامي Android وIOS بطيئة وتمتلئ بالثغرات، كما أنها سرعان ما كانت تتوقف عند بدء العمل عليها، وظل الوضع كما هو عليه حتى أطلقت الشركة نسخة أفضل وأسرع بحلول عام 2012، بعدها قررت الشركة أن تفصل تطبيق Messenger عن تطبيق فيسبوك الأم الذي جعل تطبيق Messenger يعمل بشكل أسرع وكذلك تطبيق فيسبوك.

Facebook Poke

ميكروسوفت, موسيقى, أجهزة ميكروسوفت

كان تطبيق Poke منافسًا لتطبيق Snapchat مقدمًا نفس الخدمة التي تمكّن المستخدمين من التقاط الصور والفيديوهات وإضافة نصوص ورسومات، ويستطيع المستخدمون عرض لقطاتهم لمدة زمنية من ثانية حتى عشر ثوانٍ، لكن وجد تطبيق Poke طريقه للفشل هو الآخر، وتبعته محاولة من مارك زوكربيرغ للاستحواذ على التطبيق المنافس لكنه فشل في ذلك أيضًا.

هناك العديد من المشاريع والخدمات التي لم تلقَ رواجًا وشهدت فشلاً للشركة أيضًا مثل تطبيق Notify الخاص بالأخبار، وخدمة Facebook Deals التي ظهرت كمنافس لـ Groupon والتي فقط أغلقت بعد 4 أشهر من إطلاقها، و Facebook Credits العملة الافتراضية لشراء السلع والألعاب على فيسبوك، ولكن تم التخلص منها بعد أن لاقت نقدًا من المستخدمين لتعقيدها.

ومع كل هذه المشاريع والخدمات التي لاقت فشلاً من الشركات الكبرى ما زالت تلك الشركات تتربع على عرش سوق التقنية في العالم، وما زالت معاملها تجتهد من أجل تقديم خدمات أخرى للجمهور، وما زالت لا تدخر جهدًا للاستحواذ على شركات صغرى تمتلك أفكارًا مستقبلية قوية لتدعم بها قوتها واستدامتها لأمد طويل.