وغالبا ما يتأخر نشر تلك التقارير الضخمة أياما قليلة. وفي عهد جورج بوش الابن، كان التأجيل يمتد لموعد أقصاه أسبوعا.

لكن هذا العام تأخر صدورها حتى الآن لمدة تناهز جاوزت 115 يوما، وما زال العداد مستمرا.

ويقترح السيناتور تيد كروز تغريم الخارجية بوسائل مختلفة، مثل غلق الموازنة عن أي أيام تأخير إضافية.

والسؤال هو لماذا يحدث ذلك التلكؤ؟ الخارجية تفسر ذلك بانشغال كيري الذي ينبغي أن يشرف على عملية نشر التقارير، ورفعها.

وقال بيان الخارجية الأمريكية: “احتاج الوزير للسفر إلى الخارج لفترات ممتدة على مدار الشهور الثلاثة الماضية لمناقشة مجموعة متنوعة من بواعث القلق المتعلقة بالسياسة الخارجية”.

لكنني أسمع أصواتا تقول: “ألم يجد كيري 15 دقيقة فحسب بين 25 فبراير حتى يومنا هذا لإنجاز مهمة التقارير (حتى قبل حادث الدراجة)؟”، وأقول لهؤلاء استمروا، فقائمة الأحداث غير الهامة والهرائية التي أشرف عليها كيري منذ 25 فبراير طويلة”.

جون كيري

الأشخاص الذين تراودهم مساحة أكبر من التوجس، أو ربما من هم أكثر واقعية لديهم تفسير مختلف، فحواه إيران، حيث لا ترغب إدارة أوباما أن تنشر على الملأ تقريرا أمينا حول انتهاكات حقوق الإنسان في إيران قبل إتمام الاتفاق النووي.

ويكتسب ذلك التفسير درجة إقناع أكبر، لا سيما في ظل التأجيل المستمر لنشر التقارير المذكورة.

وتبدو لي ذريعة أن جون كيري فحسب، هو من يتعين عليه الإشراف على نشر التقارير محض هراء.

كل من أوباما وكيري لا يوليا الكثير من الاهتمام لحقوق الإنسان، كما تقلصت الموازنات المتعلقة بحقوق الإنسان.

وأبدى حقوقيون تذمرهم جراء انكماش الاهتمامات الأمريكية بالموضوع.

في واقع الأمر، فإن التقارير تتحدث عن نفسها، ويستطيع أي مسؤول بارز بالخارجية الإشراف على نشرها في احتفال صغير.

لو كان الأمر يمثل أهمية لكيري، لم يكن ليتأخر في نشر التقارير فترة من الوقت تناهز أربعة شهور.

بإمكان كيري أن يطلب من مستشارة الأمن القومي سوزان راريس، أو نائب الرئيس جو بايدن، أو حتى نائب وزير الخارجية عقد مؤتمر صحفي والإشارة إلى أن حادث الدراجة غيبه من المشهد.

ثمة تفسيران محتملان لتأخير نشر التقارير لا يتنافران مع بعضهما البعض، أولهما أن الإدارة ليست مهتمة بالمرة بالتقارير، والثاني هو الخوف من إمكانية استخدامها ضد الاتفاق النووي، من خلال تذكير الناس في الكونجرس بطبيعة النظام الشرير في طهران.

الخلاصة أننا أمام أطول تأجيل لنشر تقارير حقوق الإنسان. من إذن يمكنه الادعاء أن إدارة أوباما لا تصنع التاريخ؟

المصدر

إقرأ المزيد

إيران : خلافات المفاوضات النووية الدور الإيراني في سوريا: ضرورة استراتيجية التدخل الإيراني في العراق : التاريخ والواقع والمستقبل ما قبل “عاصفة الحزم” : الصراع الايراني – السعودي في اليمن ( مترجم )