في عام 1844 ظهرت في إيران حركة دينية على يد علي محمد رضا الشيرازي، وجاءت بمبادئ جديدة لعبادة الله تختلف عما جاء بها الرسول محمد، ما أثار حفيظة رجال الدين والشاه بعد انتشارها في مناطق عدة، وهو ما فتح الباب لمواجهات دامية جمعت بين الطرفين.

يذكر أحمد كاظم محسن البياتي، في دراسته «الحركة البابية في إيران 1844- 1850»، أن محمد علي رضا الشيرزاي ولد في شيراز عام 1819، وعمل مع خاله في التجارة، ثم انتقل إلى مدينة بوشهر في العشرين من عمره، وهناك عكف على دراسة الروحانيات والكواكب، وكان يسهر كثيرًا للدراسة، ويقف ساعات تحت أشعة الشمس مكشوف الرأس، ويختار شمس الظهيرة المُحرِقة ليمارس تحتها العزلة والانفراد، ما كان له أثر في تفكيره وأفعاله التي وجدها حالة شاذة وخارجة عن المألوف، فنصحه بزيارة العتبات المقدسة في كربلاء والنجف، حيث صفاء الذهن والتقرب إلى الله.

وفي كربلاء، تقرَّب الشيرزاي من كاظم الرشتي شيخ المدرسية الشيخية، والذي كان يتطرَّق في أغلب دروسه إلى قرب ظهور الإمام المهدي المنتظر، ويؤكد لطلابه أنه قريب منهم، ويمكن أن يكون بينهم، وأنه لا يوصي لمن يخلفه بعد مماته بقيادة المدرسة باعتبار أن الإمام سيظهر لهم، ودعاهم للتطهر حتى يروا جماله.

عاد الشيرازي إلى موطنه بعد أن أمضى سنتين من الدراسة في كربلاء، وانصرف إلى التجارة.

البحث عن المهدي المنتظر

وفي عام 1743 توفي كاظم الرشتي، فخرج أتباعه، وأبرزهم حسين البشروئي، يبحثون عن المنتظر الموعود.

وقبل أن يخرج البشروئي من كربلاء أعدَّ علامتين ليمتحن بها الموعود عند ظهوره، إحداها رسالة كتبها بنفسه حول أقوال غامضة وتعاليم متشابهة صدرت من الشيخين أحمد الأحسائي وكاظم الرشتي شيخي الطريقة الشيخية، ومن يكشف الغموض عنها لا بد أن يكون هو الموعود. أما العلامة الثانية، فهي تفسير سورة «يوسف» بشكل مختلف عما هو مألوف.

وعند وصول البشروئي إلى شيراز عام 1844، التقى علي الشيرازي، الذي اصطحبه إلى منزله للراحة، وهناك تبادلا أطرف الحديث حول صفات المهدي، وطلب الشيرازي من البشروئي أن ينظر إليه ربما تكون هذه الصفات مجسدة في شخصه، فعرض عليه المسائل الغامضة فأجاب عليها بيسر وسهولة، كما فسَّر سورة «يوسف» بشكل مغاير ما موجود في التفاسير، ما جعل حسين البشروئي يصدق دعوة علي الشيرازي، وكان أول من آمن به.

وأطلق الشيرازي على نفسه لقب «الباب»، باعتباره باباً للإمام الغائب ونائباً عنه، وأطلق على حسين البشروئي لقب «باب الأبواب»، واستمدت الطائفة اسمها من هذا اللقب «البابية».

صورة مرسومة لمحمد رضا الشيرازي، مؤسس البابوية (20 أكتوبر 1819-9 يوليو 1850)

حروف الحي الـ18

تعاهد الشيرازي والبشروئي على إعلان الدعوة، وانضم إليهما عدد من أتباع الشيخ الرشتي، والذين كانوا يؤمنون بالظهور القريب للإمام المهدي، وبلغ عددهم ثمانية عشر، وأطلق عليهم «حروف الحي»، كناية لأول ثمانية عشر شخصًا آمنوا بدعوته حسب تنبوئه بأنهم سيجدون طريقهم إليه ويؤمنون به فردًا فردًا دون أن يدلهم عليه أي أحد، وقيمة حروف الكلمة (أي الحاء والياء) في الأبجدية هو ثمانية عشر.

وبحسب «البياتي»، توزع هؤلاء في أنحاء إيران لنشر الدعوة بصورة سرية، إذ أوصاهم الباب بعدم الإعلان إلا بعد أن يأمرهم بذلك. في حين توجه هو في أكتوبر عام 1844 برفقة الملا محمد علي البارقروش الملقب بـ«القدوس» إلى مكة قاصدًا الحج وإعلان الدعوة، إذ كان الاعتقاد السائد أن ظهور دعوة الإمام المهدي المنتظر سيكون من هذه المدينة.

وبعد أن أدى فريضة الحج أرسل الشيرازي رسالة بيد «القدوس» إلى شريف مكة محمد عون، وسادن بيت الله الحرام، يدعوهما فيها إلى الإيمان بدعوته وأتباعه، غير أنهما رفضا ذلك. وبعدها عاد الشيرازي إلى بوشهر بعد أن أعلن دعوته، وأمر أتباعه بالجهر بها.

خلاص الناس في البابية

فُسر إعلان البابية في ذلك الوقت وانتشارها بمسببات كثيرة، إذ رأى محسن عبدالحميد في كتابه «حقيقة البابية والبهائية»، أن الإيرانيين كانوا واقعين تحت فكرة ظهور الإمام المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض عدلًا وسينقذهم من فساد السياسة والجيش.

فيما ذكر عبدالحسين آوراه في كتابه «الكواكب الدرية في تاريخ ظهور البابية والبهائية»، أن الشيخين أحمد الإحسائي وكاظم الرشتي هيآ أذهان الناس لفكرة ظهور الإمام المهدي المنتظر بعد انقضاء ألف عام على غيبته، وطلبا منهم الاستعداد لانتظار الفرج ليخلصهم من الظلم الذي يعيشون فيه.

وفي كتابه «الوجيز في تاريخ إيران»، يرى حسن الجاف، أن احتكاك المسلمين بالدول الأوروبية، وإدراكهم الفوارق بينهم وبين الغرب ونقد أوضاعهم في القرن التاسع عشر جعلهم يتعلقون بأي داعية للإصلاح، ودفعت الناس على الإقبال على الحركة البابية.

وحي و«بيان» وتأله

ويذكر الدكتور عبدالمنعم النمر في كتابه «النحلة اللقيطة.. البابية والبهائية.. تاريخ ووثائق»، أن علي الشيرازي ادعى أنه باب ونائب ومتحدث بِاسم مهدي مستور، وأخذ يدلي بآراء عجيبة، ويفسر القرآن تفسيرات باطنية غريبة، ولما وجد عند بعض الناس قبولًا لأفكاره، خطا الخطوة الثانية، وادعى أنه المهدي، وأنه نبي يُوحى إليه، وأخذ يتكلم ويكتب ما يُوحى إليه، وينشره بين أتباعه، حتى وهو في سجنه، ثم زاد غروره، وادعى أن روح الإله حلت فيه، وأخذ يقول «أنا لست أنا، بل أنا مرآة، فلا يُرى فيَّ إلا الله».

وكان مما كتبه الشيرازي عن الوحي كتاب سماه «البيان»، وكتابًا آخر بالفارسية على نسقه، فالوحي كان ينزل عليه بالعربية والفارسية معًا، بحسب زعمه.

وكان لا بد للباب وقد نزل عليه الوحي ونسخ شريعة الإسلام، أن تكون له شريعة خاصة سار عليها أتباعه، منها الكفر بجميع أمور الآخرة من القيامة والبعث والصراط والحساب، وتأويل الآيات القرآنية التي جاءت بذلك تأويلات وهمية فاسدة، فكان يقول مثلًا إن القيامة «عبارة عن وقت ظهور شجرة الحقيقة في كل الأزمنة، مثلًا: بعثة عيسى قيامة لموسى، وبعثة محمد قيامة لعيسى، وبعثته– أي الباب- قيامة لمحمد، وكل من كان على شريعة القرآن، كان ناجيًا إلى ليلة القيامة (أي ليلة مبعثه)».

والصلاة عند البابية عبارة عن تكبير وتحميد للباب، والوضوء يكون بماء الورد والطيب، وسجودهم لا يكون إلا على البللور، كما ذكر النمر.

تجلي الإله في الكون

يذكر السيد عبدالرازق الحسني في كتابه «البابيون في التاريخ»، أن أساس المعتقد البابي يُبنى على الاعتقاد بوجود إله واحد، لكنهم يستمدون صفات الخالق من أساس العقيدة الباطنية، والتي ترى أن لكل شيء ظاهرًا وباطنًا، وأن هذا الوجود مظهر من مظاهر الله، وأن الله هو النقطة الحقيقية، وكل ما في الوجود مظهر له. أما الوجود في نظر المسلمين فهو من خلق الله.

وعقيدة البابية في النبي والإمام مستمدة من عين العقيدة بالخالق، فالنبي أو الإمام في حياته مظهر من مظاهر الله في الأرض، وارتقاؤه إلى هذه المنزلة إنما هو باستكماله صفات أخلاقية جعلته يصل إلى الحقيقة دون غيره، فمن استكمل الصفات التي استكملها النبي أو الإمام فهو أحق وأهل للتظاهر، ولهذا صح للبابا أن يكون مظهرًا من مظاهر الله في الأرض بعد النبي محمد.

ويبدو أن عدد أتباع الباب الأوائل وعددهم 18، والذين سموا بـ«حروف الحي»، إضافة إلى الشيرازي نفسه (العدد الإجمالي 19)، كان حاضرًا في كثير من الطقوس التعبدية، إذ يجب كل على البابي أن يصوم كل سنة شهرًا واحدًا (19 يومًا) من شرق الشمس إلى غروبها، وأن يقرأ كل يوم 19 آية من «البيان» ويذكر اسم الله 361 مرة، وكلما مضت 19 يومًا لا بد للمؤمن من دعوة 19 رجلًا إلى طعام أو شراب، والزوجان اللذان تفارقا يمكنهما أن يستأنفا زيجتهما بعد شهر من الطلاق، وذلك إلى حد 19 مرة، والأرمل من الرجال والنساء عليهم أن يتزوجوا بعد الترمل بمدة 90 يومًا للرجال و95 يومًا للنساء، وإلا فالغرامة.

الشاه يٌعلن الحرب

ورغم تعرض أتباعه للقسوة والشدة والملاحقات من قِبَل السلطات الإيرانية، فإن الشيرازي استمر في نشر دعوته، التي لم تقف عند ادعائه بأنه الباب للإمام المهدي، وإنما أعلن أن جسم الإمام قد حل في جسمه، وهذا ما ولد خشية وقلقًا لدى حاكم فارس حسين خان، فأمر بإحضاره ومواجهته مع علماء الدين، كما روى «البياتي» في دراسته.

وعندما عرض الباب عقيدته، أفتى عددٌ منهم بردّته وخروجه عن الإسلام ووجوب إقامة الحد عليه بقتله، في حين علل آخرون ما طرحه الباب باختلال عقله وضرورة الاكتفاء بتعزيره، وارتأى فريق ثالث أن قتله سيرفع مكانته ويحدث فتنة، لذا يجب إطلاق سراحه ويُعهد به إلى خاله، والذي طُلب منه أن يأتي به يوم الجمعة ليعتلي المنبر ويعلن توبته، وهو ما حدث بالفعل.

لم يكن الباب جادًا في توبته، إذا استمر في دعوته بمختلف المدن الإيرانية، وانضم إليها عدد من رجال الدين، ما ترتب عليه اعتقاله وسجنه عام 1847 في قلعة «ماه كوه»، وهي إحدى مناطق أذربيجان التي كانت خاضعة لإيران، وداخل السجن أكمل الباب كتابة «البيان» الذي ضم تعاليم وعقائد أتباعه.

لم تلتفت الحكومة الإيرانية لمطالب أتباع الشيرازي بالإفراج عنه، فعقدوا مؤتمرًا عامًا لأبرز قادة البابية في يونيو 1848 بمنطقة «بدشت» (بين خراسان ومازندران)، وحضره 81 شخصية، أبرزها حسين البشروئي (باب الباب) ومحمد علي البارفروشي (القدوس) وحسين على النوري المازندراني (بهاء الله)، وزرين تاج التي سميت «قرة العين»، وهي امرأة بارعة الجمال، وُلدت في قزوين، آمنت بدعوة علي الشيرازي ودعت لها، وكان لها دور كبير في إعلان نسخ الشريعة الإسلامية، وانتهى الأمر بالقبض عليها بعد قتل الباب، وأُعدمت سنة 1852.

واستقر الحاضرون على أمرين؛ الأول تضمن دعوة المناصرين والمؤيدين للبابية إلى التوجه للسجن لزيارة الباب، ومطالبة حكومة الشاه محمد بإطلاق سراحه، وإذا لم تستجب سيكون خيار القوة الحل الأمثل لذلك.

أما الأمر الثاني، فهو اعتماد كتاب «البيان» الذي وضعه الباب أساسًا في التعامل من دون الاعتماد على القرآن الكريم، وكان أبرز من نادَى بذلك «قرة العين» التي ذكرت للحاضرين أن الباب رسول سماوي ومؤسس لدورة دينية جديدة، ومن ثم يجب عدم التقيد بأحكام الشريعة الإسلامية لأن هناك تعاليم اجتماعية جديدة أتى بها الباب.

إعدام الباب

لم تحرك حكومة الشاه ساكنًا تجاه مخرجات المؤتمر، لكن بعد وفاة محمد شاه في سبتمبر 1848، شدد بعض رجال الدين من خصومتهم للبابيين، فعملوا على الاقتصاص منهم، وساعدهم في ذلك تولي ميرزا محمد تقي الدين الفراهاني الصدارة العظمى (يعادل منصب رئيس الوزراء) في عهد ناصر الدين شاه الذي كان في السابعة عشرة من عمره، وترك معالجة أمر البابية له، فأصدر الفراهاني أوامره لحكام الأقاليم بمطاردة أفراد الطائفة وتضييق الخناق عليهم، وإنزال العقوبات بحقهم.

وإزاء هذه المستجدات، كما يروي «البياتي»، تحصن البابية في بعض القرى، كما حدث في قلعة الشيخ طبرسي الواقعة في مازندران، فأمر الشاه بتهيئة الجيش لمهاجمتهم والقضاء عليهم في فبراير 1849.

ولم تكد حكومة الشاه تقضي على البابية في طبرس، حتى اندلعت انتفاضة أخرى في قلعة «خاجة» إحدى مناطق «تبريز» بإقليم فارس جنوب البلاد عام 1850، وقُضي عليها أيضًا، كما قُضي على انتفاضة أخرى في «زنجان» شمال غربي إيران.

ورغم هذه الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الحكومة تجاه البابية بالقضاء على انتفاضتهم وقتل واعتقال قادتهم، فإنها وجدت أن القضاء على الفكر البابي لا يتم إلا بإنهاء وجود زعيمهم علي محمد رضا الشيرازي، لذا قررت إعدامه، وصدرت فتوى بذلك من علماء الدين، إذ اقتيد من سجنه في قلعة «جهريق» في أذربيجان إلى تبريز، ونفذ فيه حكم الإعدام في التاسع من يوليو 1850 بإحدى ساحات المدينة.

لوحة مرسومة متخيّلة للحظة قتل الباب

صراع الأخوين وظهور البهائية

بعد إعدام الباب، كان أهم من بقي من قادة الطائفة شخصان من كبار أعوانه، وكانا أخوين، هما: حسين علي المازندراني وأخوه الصغير يحيى علي، الملقب بـ«صبح أزل».

ويذكر «النمر» في كتابه، أن «حسين» اختفى في شمال العراق في زي الدراويش والصوفية لمدة سنتين، ثم عاد إلى بغداد، وكان أخوه الصغير الذي أوصى الباب بخلافته دائم التخفي، و«حسين» كان هو الذي يظهر ويباشر الدعوة مع الناس. وانتهى الأمر بين الحكومة الإيرانية، والحكومة العثمانية، التي كانت العراق إحدى ولاياتها، إلى إبعادهما عن العراق إلى الآستانة عاصمة الخلافة في أغسطس 1863.

وهناك ظهر اختلافهما على الزعامة حيث طمع حسين فيها لشعبيته بين البابيين غير مبالٍ بوصية الباب لأخيه، حتى افترق كل منهما في بيت وله أنصاره، وأخذ يدعو لنفسه، وقامت المنازعات بينهما، ما حدا بالحكومة إلى إبعادهما إلى «أدرنة» شمال غربي تركيا.

وفي أدرنة اشتدت الخصومة بينهما، وصار كل فريق يدس للآخر، وقامت بينهما المعارك نحو خمس سنوات، كانوا فيها مثار إخلال بالأمن وبث الفوضى، فاتفقت الحكومتان العثمانية والإيرانية عام 1865 على التفريق بينهما، فنُفي «حسين» إلى عكا في فلسطين، ومعه بعض أصحابه المخلصين، فيما نُفي «يحيى» مع بعض أصحابه إلى «فاماكوستا» في جزيرة قبرص، وكانت المنطقتان تابعتين للدولة العثمانية.

وكان الميرزا حسين بظهوره بين التابعين لهم، ومباشرته لشؤونهم أكثر أتباعًا وأشد قوة من «يحيى»، لا سيما أن وجوده في عكا ساعده على سهولة الاتصال بتركيا والبلاد العربية وإيران، أكثر من أخيه في قبرص، وبذلك وجد الجو مهيئًا أكثر للدعوة لنفسه بأنه البهاء «خليفة الله» الذي بشر به وجعله خليفة له، وانتزع بذلك الخلافة من أخيه، ثم ترقى في الإعلان فأعلن أنه المهدي المنتظر، ثم تدرج منها إلى النبوة، ثم إلى ادعاء أن الإله حل فيه، وكتب كتابًا سماه «الأقداس» وصف فيه نفسه بصفات الله.

وقبل وفاته في مارس 1892، عهد «حسين» إلى ابنه «عباس» بتولي الأمور من بعده، ثم لولده الثاني «محمد علي»، ومن بعدهما قُفل الباب، فلا يكون مهدي ولا نبي لمدة ألف سنة، وهكذا قاد حسين على المازندراني البابيين، وأصبح هو «البهاء»، أي حلول الله بنوره وظهوره فيه، وباتت الحركة تسمى باسمه «البهائية».

وبحسب «النمر»، دعا «حسين» إلى نسخ الشريعة الإسلامية، وإلى توحيد الأديان على شريعة النبي موسى، وأدخل كثيرًا من التغيير على العبادات في الإسلام في الصلاة والصوم والحج والطهارة، كما غير في الشهور، واتخذ تقويمًا خاصًا لطائفته يبدأ من ظهور دعوة الباب سنة 1844، فانسلخ بذلك عن الإسلام نهائيا هو وأتباعه، والذين لهم تواجد في عدد من الدول إلى الآن، لكن لا توجد إحصائيات رسمية بعددهم.

وفي المقابل، اتبع بعض البابيين صبح الأزل، باعتبار أن «الشيرازي» بشر به، فأسس ديانة «البابية الأزلية»، ولم يخرج كثيرًا عن مبادئ سلفه، وكان لأتباعها دور كبير في الثورة الدستورية التي شهدتها إيران عام 1905، وما زال يتبعها عدد قليل في إيران وأوزبكستان، فيما فضّل فريق ثالث عدم اتباع أي من الشخصين وسُموا «البابيون الخُلص».