هناك المزيد، ليس فقط في كرة القدم وإنما في مجال الرياضة بشكل عام، حيث إمكانية الوصول إلى الأطفال في الرياضة أكبر من الأماكن الأخرى
تصريحات بول ستيوارت أحد ضحايا الاعتداء الجنسي.

تزامُنًا مع هيمنة حركات الدفاع عن حقوق المرأة على معظم مواقع التواصل الاجتماعي وفتحها لملف تعرض الإناث للتحرش بجميع أنواعه والمُطالبة بعقاب المُتحرشين تعود للذاكرة قصص الفضائح الجنسية المُتعلقة بملاعب كُرة القدم. الفضائح لم تكن مُجرد قصص مُثيرة للصحافة، ولكن كان لها تأثير رياضي واجتماعي أكبر من المُتوقع.

ارتباط لاعبي الكرة بأمور مُشينة مثل ذلك بل معاقبتهم والسخرية منهم في كثير من الأحيان يدل على أن الأخلاق حتى لو تسطح معناها مؤخرًا مازالت تمتلك حيزًا من الأهمية داخل عقول الجميع، وأن القانون يجب أن يُطبق على الجميع حتى لو كانوا رموزًا أو قدوة للجماهير.


الفضيحة الكُبرى

ظهرت مؤخرًا ادعاءات قوية ضد المُدرب باري بينيل بالاعتداء الجنسي على الأطفال الذين يرغبون بلعب الكُرة، حيث كان أحد أهم كشافي الكُرة الإنجليزية، ودرب فرق الشباب بديربي شاير وستافورد شاير، و عمل أيضًا بستوك سيتي ومانشستر سيتي. بداية الاتهامات كانت في 1994 حينما أبلغ والدا طفل يبلغ من العُمر 13 عامًا بأن مُدربه قد اعتدى عليه جنسيًا، والنتيجة 3 سنوات بالسجن. مجموع الاتهامات الموجهة له كانت 42 اتهاما بالتحرش و11 بالاغتصاب و2 بمحاولة الاغتصاب.

لم أكن أتوقع هذا الحجم من الاتصالات التي نتلقاها، ولكن هناك المزيد من الأشخاص الذين يظهرون الآن، خاصة بعد أن جاء عدد من لاعبي كرة القدم المحترفين السابقين، ليقولوا إنهم كانوا ضحايا للاعتداء، وهذا ما شجع الآخرين على القدوم بشكل كبير

جون كاميرون من الجمعية الخيرية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال NSPCC.

الاتصالات التي تتلقاها الجمعية عن طريق الخط الساخن توضح مدى ضخامة عدد المُعتدى عليهم وصعوبة توقع عددهم.


باب الخيانة

جيجز (يمين) وناتاشا زوجة أخيه

الخجل هو الشيء الوحيد الذي يجوز أن نُعبر به عن شعور هؤلاء اللاعبين التالي ذكر قصص خيانتهم لزملائهم في الأندية والمُنتخب، وأحيانًا لآخرين أصحاب الفضل عليهم، الأمر مُشين حقًا ولا وسيلة لتبريره أيًا كانت الظروف. القصة الأشهر كانت بين جون تيري وواين بريدج، حيث أقام تيري علاقة مع فانيسا بيروسيل عارضة الأزياء وصديقة بريدج، والتي جعلت من جون تيري إلى الآن رمزًا للسخرية من علاقاته النسائية المُتعددة، ليس هذا فحسب بل كلفته فقدانه لشارة كابتن مُنتخب الأسود الثلاثة.

الأسوأ هو ما قام به ريان جيجز أسطورة نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي بخيانة أخيه رودري مع زوجته ناتاشا، مما جعل الجميع في صدمة حقيقية نظرًا لمكانة النجم الويلزي في قلوب مشجعي الريدز، حيث صرح رودري بأن علاقته مع ريان كانت بين الجيد وغير الجيد بين الحين والآخر، ولكن الآن الوضع بين السيئ والأسوأ. المُشكلة في أن جيجز لم يدخل في عداء مع أخيه فقط، بل صرح أبوه بأنه غير مُتحمل للمسئولية ورجل خائن، فكيف يُسمح بتدريب مانشستر يونايتد لرجل خان أخاه، يُذكر أن ريان قد اختار اسم جيجز من عائلة أمه!

أما إيكاردي فلم يصل إلى مرحلة جيجز في الوقاحة، وكان مُهذبًا بشكل ما حيث إنه تزوج من زوجة صديقه السابق ماكسي لوبيز واندا نارا التي تُعتبر أهم سيدة بالكُرة الإيطالية الآن، واندا وعلى لسان إيكاردي في كتابه هي من راسلته، وبطريقة أو باُخرى أوقعته في شباكها وأقاموا علاقة، مما جعل ماكسي لوبيز ينفصل عن واندا، وفور الانفصال أعلن ماورو وواندا الارتباط، مما جعل لوبيز يتجاهل عن عمد تحية إيكاردي قبل لقاء تورينو والإنتر بالكالشيو في لقطة علقت بأذهان الكثيرين من متابعي كرة القدم حول العالم.


تحت السن

بنزيما (يمين) وآدم جونسون

كريم بنزيما يستكمل مسلسل الغرابة داخل الميدان خارجه باتهامه مع مواطنه الفرنسي فرانك ريبري بممارسة الجنس مع قاصر مغربية أقل من 18 عامًا تُدعى زاهية الدهار، وبالطبع أنكر كلاهما الاتهام ولم يحضر جلسة المحكمة أي منهما، وكالعادة مصائب قوم عند قوم فوائد، حيث أصبحت زاهية بعد تلك الواقعة مصصمة أزياء تحظى بقدر لا بأس به من الشهرة.

نكمل في فرنسا، حيث ثيو هيرنانديز ظهير ريال مدريد الجديد تم استجوابه من قِبل الشرطة بعد اتهامه من أنثى تبلغ عشرين عامًا بعد أن استدرجها إلى سيارته بحجة البحث عن مفاتيح السيارة، وحاول الاعتداء عليها جنسيًا ومن ثم رفضت.

ننتقل إلى الشمال حيث إنجلترا والأسوأ مما قد يظن الجميع هو ما حدث لآدم جونسون لاعب سندرلاند، اللاعب الذي انتهت حياته المهنية بفضيحة في مارس/ آزار 2016 بعد اتهامه بمُمارسة الجنس مع قاصر أقل من 15 عامًا، كما اعترف أنه مارس الجنس مع طفلين ولم يُحدد نوع الطفلين. النتيجة كانت مُرعبة بشطبه من سجلات الاتحاد الإنجليزي لكُرة القدم والحكم عليه بالسجن لستة أعوام.


تحرش رياضي

بيكيه (يمين) ومورينيو

في الملعب أيضًا يوجد نوع آخر التحرش، ليس جنسيًا هذه المرة، ولكنه تحرش بالجماهير، وهو الاستفزاز الذي قد يقوم به مدرب أو لاعب الخصم لجماهير منافسه الذين يملؤون جنبات الملعب، وليس أدل على ذلك مما فعله مورينيو عندما كان مُدربًا للإنتر في 2010 أمام برشلونة في الكامب نو، فبمجرد إطلاق الحكم لصافرة انتهاء المباراة انطلق مورينيو مُسرعًا إلى الملعب وظل يجري ويُشير للجمهور بفخر زائد لنفسه، مما جعل فالديز يحتك به ويكاد يضربه لولا تدخل طاقم التحكيم والأمن.

وكسيناريو لابد أن يعيشه الجميع كان لابد أن ترتد الإهانة لمورينيو نفسه عندما درب ريال مدريد في العام التالي وتلقى خُماسية مُهينة في الكامب نو، وأنهاها بيكيه باستفزاز جمهور ريال مدريد بالإشارة بأصابعه الخمسة كإشارة لعدد الأهداف. حدث هذا لأن كُرة القدم جزء من الواقع الذي نعيشه وكل هذا يحدث في الواقع حتى لو لم نسمع عنه لابد أن تتأثر به كرة القدم بشكل أو بآخر.