لدينا سبع مباريات حتى نصل للتوقف الدولي المقبل، علينا أن نبذل قصارى جهدنا حتى هذا التوقف بما نملك من لاعبين ومن بعده ستختلف الأمور.

تصريحات زين الدين زيدان بعد مباراة خيتافي في الجولة الثامنة لليجا.

عشرون من أصل ثلاثين نقطة، خسارة مباراتين خلال أربعين يومًا في أول عشر جولات من ريال بيتيس وجيرونا الصاعد حديثًا لليجا الإسبانية،وكذلك التعادل أمام فالنسيا وليفانتي في قلب السانتياجو برنابيو، أرقام وإن لم تبدُ كارثية ولكنها قد تبدو غريبة على فريق فائز بدوري أبطال أوروبا لعامين متتاليين وبأداء أبهر العالم خاصة في موسمه الأخير، أرقام جعلت العديد من متابعي الفريق الملكي يبدون قلقهم ويتساءلون ما الذي يحدث في الفريق طليعة هذا الموسم؟، صحيح وأن زيدان قد بنى جسورًا من الثقة بينه وبين جماهير الريال وخاصة «أولتراس سور» في موسمه السابق ولكن تلك النتائج شئت أم أبيت ستستوقف كل عشاق المستديرة حول العالم وتجعلهم يسألون هل هي بداية النهاية أم أنها مجرد كبوة وستنتهي مثلما قال المدير الفني الفرنسي اللامع زين الدين زيدان؟

في بعض الملاعب يكون العشب طويلاً، وفي بعض المناطق تكون درجات الحرارة عالية، ولكن تلك الظروف تخضع لها أنت والمنافس لذلك لا يجب عليك أن تختلق الأعذار مهما كانت النتيجة.
تصريح متكرر لزين الدين زيدان

تصريحات مثل تلك هي التي تجيبك عن السؤال السابق عزيزي القارئ، زيدان مدرب موضوعي لا يخشى مواجهة الصحافة والجماهير، يملك أبسط أدوات حل المشكلة وهي الاعتراف بوجود مشكلة أصلًا والإيمان بذلك، لذلك لا يتوقع الكثيرون أن تكون تلك البداية غير الجيدة هي بداية النهاية لفريق زيدان، يدعم ذلك الرأي أن أرقام زيدان بالفعل بعد التوقفات الدولية عادة ما تكون رائعة. ولكن دعنا نخوض الآن في أسباب ذلك الأداء غير المرضي لعشاق الميرينجي في أول عشر جولات بالليجا الإسبانية.


مستشفى مدريد

أحد الأسباب الهامة التي لا يختلف عليها اثنان من متابعي المستديرة أن فريق الريال من أسوأ الفرق حظًا هذا الموسم من حيث الإصابات، افتقد الميرينجي حارسه الأساسي كيلور نافاس و كذلك رفاييل فاران وإخفاق ثنائية « ناتشو-راموس» في تحقيق نفس المستوى المعهود. غاب داني كارفخال بسبب مشاكل في القلب وفشل الشاب المغربي أشرف حكيمي في تعويض غيابه خاصة من الناحية الهجومية التي صال فيها وجال كارفخال. إصابة كوفاسيتش هي الأُخرى منذ الجولة الثالثة والذي قللت إصابته من احتمالية المداورة التي اعتمد عليها زيدان في الدوري الإسباني الموسم السابق. غياب جاريث بيل وبنزيما الذي عاد لتوه من الإصابة وكريستيانو للإيقاف أثّرت بشكل سلبي للغاية على فاعلية الريال الهجومية في ظل وجود إيسكو وحده كمتنفس هجومي للريال بجانب أسينسيو على فترات. إيسكو هو اللاعب الوحيد الذي يحافظ على رائحة ريال الموسم السابق حتى الآن.


فريق بلا أظهرة

أبرز ما ميّز ريال المدريد الموسم السابق هما ظهيراه داني كارفخال ومارسيلو، مستوى خرافي قدمه هذان الرجلان على المستوى الدفاعي والهجومي وكان لهما أكبر الأثر في حسم العديد من المباريات في الثواني الأخيرة، الثواني الأخيرة التي لم يستغلها ريال مدريد في أي مباراة من العشر جولات الأولى من الدوري الإسباني حتى الآن. أما هذا الموسم لا يقدم فيه مارسيلو مستواه المعهود خاصة بعد إصابته عقب الهزيمة المفاجئة من ريال بيتيس في البرنابيو، أما على الناحية اليمنى فالفارق الرهيب في المستوى الفني واللياقة البدنية بين كارفخال و أشرف حكيمي أبلغ من أي تعليق من الممكن أن يُقال.

منحنى يوضح أداء مارسيلو الموسم الحالي، اللون الأخضر يعبر عن التقييم العام للأداء.

لعبة زيدان

التعامل النفسي أحد أهم أسلحة زيدان الفترة القادمة لعدة أسباب أهمها هو فقدان كريستيانو رونالدو _الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم منذ عدة أيام_ لحاسته التهديفية وتسجيله لهدف واحد فقط منذ بداية الدوري الإسباني، صحيح أنه غاب عن أول أربع مواجهات إلا أن هدفًا واحدًا في ست مباريات هو رقم غير مُرضٍ بالطبع لصاروخ ماديرا ويضع على عاتقه ضغطًا كبيرًا من جمهور البرنابيو. بنزيما هو الآخر سجل هدفًا واحدًا في ست مباريات لعبها هذا الموسم في الدوري لكن بالطبع ليس على بنزيما حرج!.

الجانب النفسي الآخر هو فقدان لاعبي الريال روح التسجيل في الدقائق الأخيرة في خمسة عشر مباراة لعبوها هذا الموسم، خمسة عشر مباراة لا تشعر من لاعبي الريال فيها بروح العودة التي عودونا عليها الموسم السابق عند التأخر في النتيجة، فقط عزيزي القارئ قارن بين مباراة فالنسيا في البرنابيو الموسم السابق والتي حسمها مارسيلو في الدقيقة 90 وبين مباراة فالنسيا بداية هذا الموسم على نفس الملعب وستدرك الفارق في تحركات وسرعة اللاعبين في الدقائق الأخيرة، أهو فقدان الدوافع؟، ربما.

شيء آخر يجب الانتباه إليه أن فارق الثماني نقاط مع الغريم التقليدي في أول عشر جولات سيمثل عبئًا نفسيًا رهيبًا على لاعبي النادي الملكي، فكيف سيتعامل زيدان مع هذا الضغط؟، صحيح أن برشلونة لا يقدم كرته المعهودة في هذا الموسم، إلا أنه يحقق المطلوب ويحصد النقاط مباراة تلو الأُخرى.


ألم يحن وقت التدعيم؟

منحنى يوضح أداء كارفخال الموسم السابق، اللون الأخضر يعبر عن التقييم العام للأداء

منذ سنوات عديدة وجماهير ريال مدريد تنادي بضرورة التعاقد مع مهاجم بمواصفات عالمية، فلا يليق بأفضل فريق في العالم أن يكون مهاجمه رقم 9 هو شخص برعونة ولياقة وتباطؤ الفرنسي كريم بنزيما وبديله هو مايورال!. حالة من الإحباط قد أصابت جماهير ريال مدريد بعد تصريحات فلورنتينو بيريز بأنه لن يتعاقد مع نجم الدوري الإنجليزي هاري كين لأنه يمتلك أفضل مهاجم في العالم على حد وصفه!.

مشكلة أُخرى بدأت تلوح في الأفق هذا الموسم وهي مشكلة قلبي الدفاع، فمكانة سيرجيو راموس في قلوب عشاق الريال تجعلهم يتغاضون أحيانًا عن أخطائه القاتلة ومشكلاته في التغطية الواضحة للعيان، أهداف راموس القاتلة جعلت الكثيرين يغضون الطرف عن كوارثه الدفاعية ولكن إلى متى؟!، غياب فاران أظهر العديد من علامات الاستفهام حول قلبي الدفاع في مدريد، أيلعب ناتشو بمستواه المتذبذب، أم خيسوس فاليخو العائد من إعارة في فرانكفورت الألماني لتعويض رحيل بيبي؟، خيارات محدودة وغير مطمئنة على المدى البعيد.

المشكلة الأخير والتي ستمثل الفجوة الكبرى لأي فريق سيلاعب ريال مدريد هي الناحية اليمنى بعد غياب كارفخال، صحيح أن تعويض أفضل ظهير أيمن في العالم الموسم السابق ليس بالأمر الهين ولكن الأكيد أن أفضل الخيارات السيئة لن يكون أشرف حكيمي، بالتأكيد لن يكون أشرف حكيمي.