الثقة، اتساق نسق الأداء طوال المباراة، الانضباط طوال الـ 90 دقيقة، تلك الأسباب هي سر الانطلاقة الرائعة للفريق هذا العام
جوزيه مورينيو بعد مباراة فريقه ضد سوانزي.

كلمات قد تبدو منمقة واعتيادية من المديرين الفنيين حول العالم عقب كل مباراة يفوز فيها فريقهم، لكن حين تخرج تلك الكلمات من فم الاستثنائي جوزيه مورينيو يجب حين إذن على الجميع الإنصات لها، المدرب البرتغالي وإن جانبه الصواب في العديد من التصريحات الصحفية في الموسم المنصرم، إلا أنه لازال يحتفظ ببريقه الكامل وحب الكاميرات والصحافة له.

استكمل جوزيه مورينيو تصريحاته بعد ذلك لشبكة سكاي سبورت الإخبارية وقال إن أسلوب لعب فريقه الليلة اختلف تمامًا عن أسلوبهم في مباراة ويست هام، إلا أن الثلاثة العوامل التي سبق ذكرها كانت هي العنصر المشترك الذي حافظ عليه فريقه خلال المباراتين، لذلك ظهروا بهذه القوة.

العنصر الأهم في تصريحات جوزيه مورينيو بعد المباراة هو هدوؤه واتزانه حينما وجه له مراسل شبكة سكاي سبورت السؤال عن طريقة «ركن الأتوبيس» التي ألصقتها الصحافة الإنجليزية بالسبيشال وان في المواسم الأخيرة ولماذا لم يستخدمها في الشوط الثاني بعد هدف الإيفواري إيريك بيلي في الدقيقة الـ 45 من عمر اللقاء؟

لقد مررت بهذا الموقف في العديد من الفرق التي دربتها من قبل، أن يكون فريقي متقدمًا بفارق هدف ولا أرى حاجة لغلق الباب، فقد أترك العنان للخيل أن تجري بحرية وأن يحرزوا المزيد من الأهداف، لم يحتج فريقي إلى استراتيجية أُخرى في هذا اللقاء.
جوزيه مورينيو

السبب الأول: ظهور الجانب المشرق لبول بوجبا

لا جدال على أن الفرنسي بول بوجبا هو اللاعب الأهم في تشكيلة مانشستر يونايتد هذا العام، ليس لأنه كان الصفقة الأغلى في تاريخ كرة القدم منذ عام واحد قبل أن يقرر ناصر الخليفي قلب الطاولة على الجميع فحسب، بل لأن الجانب الإيجابي لبول بوجبا بدأ في الظهور جليًا مع المان يونايتد هذا العام، نسخة اليوفي كما يحلو للبعض أن يطلق على الفتى الأسمر في بعض الأحيان.

وصول ماتيتش كان له أكبر الأثر في ظهور هذه النسخة من بول بوجبا، بوجبا لم يعد مضطرا للوقوف على دائرة المنتصف والحذر في تقدمه إلى مرمى الخصم، أصبح أكثر حرية في تحركاته، حرية جعلته يحرز هدفًا رائعًا أمام فريق سوانزي ويكون سبًا في آخر ويحصل على تقييم 8.6 من موقع whoscored العالمي بفارق بسيط عن هنريك مُختاريان رجل المباراة الأول. الهدوء الآن بدأ يحل على جمهور المانيو وعلى بوجبا في نفس الوقت، فلم يعد جمهور المانيو يشعر بأن صفقة بوجبا لم تكن تستحق كل هذه الأموال كالموسم السابق، وكذلك بول بوجبا الذي لم يعد يحمل على عاتقيه لقب الأغلى في التاريخ، بوجبا مدين بالشكر لإدارة باريس سان جيرمان بالطبع!


السبب الثاني: لوكاكو لم ينتظر

المهاجم البلجيكي «روميرو لوكاكو»

ساهمت الضغوط التي وضعتها موجة السخرية على فرصة المهاجم البلجيكي الضائعة أمام ريال مدريد في نهائي السوبر الأوروبي على شبكات التواصل الاجتماعي في تحفيز روميرو لوكاكو على الظهور بشكل جيد على ملعب الأولد ترافورد في مباراته الأولى في الدوري الإنجليزي مع الفريق أمام ويستهام وتسجيل هدفين، كذلك الظهور بشكل متزن للغاية أمام سوانزي سيتي على ملعب الحرية اليوم. إحراز ثلاثة أهداف في أول مواجهتين لك في البريميرليج وكذلك هدف في نهائي الدوري الأوروبي أمر ليس بالشيء الهين.

تيري هنري في استوديو سكاي سبورت بعد المباراة


السبب الثالث: شراكة ناجحة

لم تخف جماهير اليونايتد فرحتها بالبداية القوية لفريقها هذا الموسم بالفوز برباعية لمباراتين على التوالي في افتتاح الموسم للمرة الأولى منذ 110 أعوام، ولكن الفرحة ازدادت قيمتها بسبب الانسجام الواضح خلال المباراتين بين قلبي الدفاع الإيفواري إيريك بيلي والإنجليزي المقاتل فيل جونز، بالرغم من أنهما لم يلعبا الموسم السابق معًا إلا في مباراة واحدة فقط، فاز بها اليونايتد بهدفين دون مقابل أم فريق كريستال بالاس.

إيريك بيلي يقدم مستويات طيبة للغاية منذ قدومه إلى صفوف الفريق الأحمر من فريق الغواصة الصفراء الإسباني فياريال في موسم 2015-2016 بالرغم من صغر سنه حينها. أما فيل جونز فقد عانى من العديد من الإصابات الموسم السابق سواء في المباريات أو حتى مع زملائه في التدريبات، ولكن بداية جوزيه مورينيو به هذا الموسم على حساب ليندلوف الوافد الجديد من فريق بنفيكا البرتغالي مقابل 31 مليون إسترليني قد تكون حافزًا قويًا له على تقديم موسم جيد، خاصة في ظل حاجته المُلحة للانضمام إلى المنتخب الإنجليزي مرة أُخرى.


السبب الرابع: العقل المُدبر والتبديل السوبر

انطلاقته مع المان يونايتد رائعة، هذا اللاعب يعرف ما يريد وأعتقد أنه سينجح مع الشياطين الحمر.
اللاعب الأرميني «هنريك مختاريان»

نجح هنريك مختاريان في خطف الأنظار في بداية هذا الموسم، فبالرغم من البداية المتوسطة التي بدأ بها المهاجم الأرميني مشواره مع المان يونايتد الموسم السابق فإن بدايته المتوهجة هذا الموسم جعلت آمال جماهير المانيو متعلقة عليه وبشدة ووصفه بالعقل المدبر على صفحات التواصل الاجتماعي وكذلك بدأوا بالفعل في مقارنته بمسعود أوزيل وتشجيعه على أن يتخطى عدد الأهداف التي يصنعها عازف الليل الألماني صاحب الكلمة العُليا في تلك المنطقة، ولمَ لا وقد نجح مختاريان في صناعة أربعة أهداف وإحراز هدف في أول مباراتين له بالبريميرليج وكذلك الفوز بلقب رجل المباراة مناصفة مع بول بوجبا في المباراة الأولى وانفراده بها في المباراة الثانية، من الواضح أن موسم كبير في انتظار صانع الألعاب الواعد صاحب الثمانية والعشرين عامًا.

مارسيال جناح ذو قدرات كبيرة، يُقدم على المدافع ليراوغه ولا ينتظره، هذا ما تحب الجماهير أن تراه.

النجم المصري محمد أبو تريكة عقب مباراة المان يونايتد وسوانزي سيتي

النقطة المضيئة الأُخرى في تشكيلة جوزيه مورينيو هذا الموسم هي الفرنسي مارسيال أنتوني مارسيال، ففي مطلع هذا الموسم أراد البرتغالي جوزيه مورينيو استقطاب لاعب إنتر ميلان الكرواتي إيفان بريزيتش، إلا أن الجانب الإيطالي أراد أن يكون أنتوني مارسيال جزءا من الصفقة وهو ما رفضه السبيشال وان، وكأن مارسيال أراد أن يرد له الجميل، فبالرغم من نزوله لمدة 25 دقيقة فقط هذا الموسم، فإنه استطاع إحراز هدفين أظهر فيهما قدرات كبيرة للجناح العصري في كرة القدم. من المؤكد أن جوزيه مورينيو سعيد بقراراته، التي كان مارسيال واحدًا منها، حتى الآن.