على مدار الموسم دائما ما تكون هناك بعض اللحظات من التوتر لكن نحن قادرون على تجاوزها

اليجري بعد عقابه لبونوتشي بتركه خارج قائمة بورتو في دوري أبطال أوروبا.

ربما لم يعلم ماسيمليانو أن تلك اللحظات قد تضيع الهدف الذي لعب من أجله اليوفي طوال الموسم، عفواً طوال المواسم الأخيرة. اليوفينتوس لم يكن يتحمل أكثر من قائد لذا وجب رحيل أحدهما وبالتالي خرج بونوتشي للميلان في صفقة مفاجئة لجمهور الكرة بشكل عام ولعشاق البيانكونيري بشكل خاص.


ماذا حدث؟

السؤال الذي يثير فضول كل متابعي الكرة في العالم، هل بالفعل تشاجر ألفيش وديبالا وبونوتشي بين شوطي نهائي كارديف؟ وإن حدثت حقًا مشاجرة هل هي سبب ماحدث لاحقًا؟

الجواب هو ألا شيء مؤكد سوى أنه لا يوجد دخان دون نار وأن الانتقال السريع والمفاجئ لكل من ألفيش وبونوتشي يثير الشكوك بالفعل وأنه قد تم شيء ما في غرف ملابس السيدة العجوز، لكن الرواية الحقيقة ربما لن نعرفها بتفاصيل موثقة إلا بعد سنوات.

الحقيقة الوحيدة الآن هي التي أكدها بيبي ماروتا قبل مواجهة بورتو قائلا: « بونوتشي لاعب محترف ويجب أن يتصرف وفقًا للقواعد، الإجراء التأديبي لن يؤثر على قدراته الفنية فهذا قرار تم اتخاذه لصالح الجميع. في كرة القدم الجماعة مقدمة على الفرد ونحن نشعر بخيبة أمل بشأنه» وأكدها فعلا بسرعة تسهيل انتقال كل من ليوناردو ودانيل.

بالطبع لم يستسلم العالم الكروي هنا ولم يتم إرضاء فضوله بتلك الاستنتاجات، فالبشر بطبيعتهم يريدون القصص المثيرة حتى وإن علموا أنها ليست الحقيقة أو على الأقل ليست بشكلها الكامل، لذلك لقت رواية فراس سعيد وهو أحد كبار مشجعي اليوفي في الوطن العربي رواجًا كبيرًا في مواقع التواصل الاجتماعي.

الأردني فراس سعيد على صفحته الشخصية على الفيسبوك.

تنص رواية الأردني الذي وعلى عهدته تواصل مع أشخاص مقربين جدًا من النادي الإيطالي على أن بونوتشي طالب ديبالا وألفيش بمساندة الدفاع كذلك طلب من أليجري إيجاد حل لخطورة الريال من الجهة اليسرى فرد بارزالي بتوجيه اللوم لبونوتشي وانفرط العقد من أليجري حتى أنه بعد المباراة تدخل بوفون قائلا لأليجري إن الأدب في التعامل لا يصح مع لاعبين كهؤلاء.

وقت صدور تلك الرواية لم تلق التصديق الكامل لأن صيغتها توحي بسينمائية مبالغ فيها، لكن بعد ما حدث فقد تم انتشارها ولقت قبولًا ولو بشكل جزئي.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل استمر انتشار تأكيد ما حدث من مواقع إيطالية مثل مارواه موقع Around J– وهو أحد أكبر مواقع جماهير اليوفي – عن تفاصيل مشابهة لما رواه فراس من توجيه بونوتشي اللوم لديبالا وأنه لا يدافع جيدًا نظرًا لتلقيه بطاقة صفراء حتى وصل الادعاء أنه صفعه! تستكمل الرواية بدفاع بارزالي وماندزوكيتش عن ديبالا وأنه في تلك اللحظة قررت الإدارة التخلي عن ليوناردو نظرًا لسابقة خلافه مع أليجري في مباراة باليرمو قبل مبارة بورتو. الرواية نفسها نقلها موقع football italia الشهير عن موقع la stampa، مؤكد أن شيئًا ما من هذا القبيل قد حدث.

حتى المراسل الشهير حسين يس فسر نزول لاعبي اليوفي مبكرًا إلى أرض الملعب قبل بداية الشوط الثاني على أنه هروب مما حدث في غرفة تغيير الملابس رغم مدحه هذا التصرف سابقًا بوصفه إياه بالإصرار على الفوز.

حسين ياسين مراسل قنوات Bein sports على صفحته الشخصية بالفيسبوك.


ماندزوكيتش أيضًا يروي!

كل ما سبق كان قبل انتقال ليوناردو للميلان لكن فجأة ودون مقدمات ظهرت تصريحات نُسبت للكرواتي ماريو ماندزوكيتش تصف العلاقة بين بونوتشي وألفيش بالمتوترة والتي زادت يوم النهائي حين قام ألفيش بتشغيل موسيقى صاخبة في غرفة الملابس حينها قام بونوتشي بتهديده بكسر قدمه إن لم يغلقها في خلال ٣ ثوان!

تتصاعد الأحداث حتى يقول ألفيش إنه لا مشكلة إن خسر لأنه يمتلك ٣ بطولات دوري أبطال في حين لا يمتلك بونوتشي أيًا منها،هنا تدخل أليجري وقام بفض النزاع.

قام ماندزوكيتش فوراً بنفى تلك التصريحات ووصفها بالمفبركة مشيراً إلى أنه من الأشخاص الذين يفضلون الحديث وجها لوجه وليس بتلك الطريقة.


أين هم أطراف النزاع؟

ألفيش ذهب إلي باريس سان جيرمان دون كلمة وداع واحدة من لاعبي اليوفي الكبار مما يزيد احتمالية صحة ما نُقل علي لسان ماندزوكيتش أما بونوتشي فقد قام بتوديع كل من لهم علاقة باليوفي في صفحة خاصة استأجرها في اللاجازيتا أشهر صحف إيطاليا الرياضية دون شكر أليجري. هل تتذكرون مودجي؟ نعم هو صاحب أكبر ضجة حدثت في إيطاليا آخر ٢٠ عامًا، الرئيس السابق للبيانكونيري أكد أنه ضد قرار بيع بونوتشي للميلان وأن ما حدث هو نتيجة خلاف بينه وبين أليجري.

الوضع الآن أشبه بالتحقيق في قضية ما وتجميع الخيوط للوصول للنتيجة، تصريحات أليجري وماروتا قبل مبارة بورتو ورواية فراس سعيد مع التأكيدات من داخل إيطاليا كذلك موقف ماندزوكيتش الغريب يؤكدون أن الوفاة لم تكن طبيعية بل كانت بفعل فاعل.


المعسكر الآخر والواقعية حتى النهاية

على النقيض تجد فريقا آخر من الجمهور لا يؤمن بتلك الرويات ويؤمن بأن سبب الهزيمة من ريال مدريد فني بحت وأن معدل أعمار اليوفي له دخل بالنستوى السيئ الشوط الثاني. قد تجد هنا منطقية أكثر حيث تفوق ريال مدريد كأفراد يؤهله للفوز على اليوفي حتى وإن تبادلوا القبلات في غرفة الملابس، ولكن قد تجتمع النظريتان ليفسرا سبب ما حدث.


من المخطئ، بونوتشي أم أليجري؟

حسين ياسين مراسل قنوات Bein sports على صفحته الشخصية بالفيسبوك.

الجواب ودون تردد هو بونوتشي والأمر هنا لا علاقة له برحيله لمنافس تقليدي بل بخطئه في حق مدربه وزملائه وتشتيت الفريق في أهم لحظات العام. المدير الفني هو من له حق فعل ما يحلو له بالفريق وعلى كل اللاعبين الانصياع لأوامره وإذا كان بونوتشي يرى عكس هذا فهل سيقبل تصرفات مثل هذه من لاعبين عندما يمتهن التدريب؟

لكن أليجري- المظلوم دائمًا- رغم نجاحاته الساحقة يفتقد للكاريزما فهو ليس له جمهوره الخاص مثل كونتي أو مورينيو ولذلك عند أي صراع يخسر أليجري حتى ولو لم يخطئ.

في النهاية انتقل بونوتشي للميلان في صفقة رائعة بكل المقاييس فهو المدافع المثالي لمشروع الميلان حيث يمثل الخبرة المفقودة والقيادة كذلك جودته كأحد أفضل مدافعي العالم وقدرته على بناء اللعب ستفيد مونتيلا كثيرًا، ولكن أيضًا لم يخسر اليوفي حيث سيستطيع أليجري توجيه اللاعبين دون مشاكل .