موسم تلو الموسم، مباراة تلو الأُخرى، والجميع عالق في نفس الدائرة. تبدأ بمتابعة سوق انتقالات فريقك، وعلى الأغلب لن تكون راضيًا عنه، ثم تنتقل مع نجوم الفريق إلى المنافسة على ألقاب الموسم، ومنها لصراع الكرة الذهبية، ثم تدور الدائرة من جديد.

وإن كنت تملك شحنة زائدة من الشغف، فستجد نفسك مهتمًا بالبحث في الجوانب الفنية والتكتيكية للعبة، على أمل مزيد من الفهم، لضمان فوزك في نقاشات المقاهي. وبينما أنت منشغل في كل ما سبق، فاتك كثير من البديهيات في اللعبة. بديهيات غابت في وسط تفاصيل اللعبة، والتي بمجرد أن نوضحها لك ستستغرب كيف لم تسأل عنها من قبل.

لماذا يصطحب اللاعبون أطفالاً عند دخول الملعب؟

لم يكن ذلك المشهد معتادًا حتى بطولة كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، عندما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم الاشتراك مع اليونيسيف في حملة للتوعية بحقوق الأطفال، تحت شعار Say Yes For Children، وتم الترويج للحملة بالسماح للأطفال بمرافقة اللاعبين أثناء دخول المباريات مرتدين قمصانًا عليها شعار الحملة.

لكن هذا لم يكن السبب الوحيد، فهنالك آخر يبدو أكثر أهمية. هؤلاء الأطفال الذين سعى الفيفا للتوعية بحقوقهم، كان يتم استخدامهم لحماية اللاعبين بشكل غير مباشر، حيث لجأت بعض الدول التي كانت تعاني من الشغب الجماهيري إلى دعوة الأطفال لمرافقة اللاعبين، كي يتراجع المتعصبون عن قذف اللاعبين أثناء دخولهم أرض الملعب.

وبما أننا نعيش عالمًا يحكمه المال، اقتحم البيزنس المشهد. وكانت البداية مع سلسلة مطاعم ماكدونالدز، والتي قامت باختيار جميع الأطفال المرافقين للاعبين في كأس العالم 2014، وبالطبع كان جميعهم يرتدي قمصانًا عليها شعار المطعم.

ثم أخذ الأمر منحى أسوأ عندما قررت بعض أندية البريميرليج التربح من ذلك الإجراء، بتحديد مبلغ مالي مقابل مرافقة طفلك للاعبي الفريق. وكان من بين هذه الأندية توتنهام، ليستر سيتي، ستوك سيتي، وغيرهم. لكن بالطبع يوجد أندية أخرى كمانشستر سيتي ومانشستر يونايتد ما زالت تستعين بلاعبي الأكاديمية أو لا تحدد مقابلاً ماليًا كالأندية السالف ذكرها.

لماذا يحرص اللاعبون على حلاقة شعر أرجلهم؟

إذا أمعنت النظر ستجد هذا المنظر مألوفًا بين كل لاعبي الكرة الأوروبية، لكنك لم تسأل نفسك أبدًا عن السبب. لعلك ظننته نوعًا من النعومة أو الاهتمام الزائد بالمظهر، لكن في الحقيقة هنالك عدة أسباب لإزالة شعر الأرجل، لكنها تتفاوت من حيث المنطق.

انظر إلى أرجل رونالدو والبقية.

السبب الأقل منطقية يتعلق بسهولة الحركة، حيث يرى الكثيرون أن نعومة الأرجل ستسهل على اللاعبين التزحلق على العشب وعمل العرقلة tackle، بينما ذهب البعض الآخر إلى إحدى تجارب الديناميكة الهوائية في عام 1987 للمهندس شيستر كايل.

والتي تبين فيها أن إزالة الشعر ستحسن من سرعتك بمقدار ضئيل يُحدَد بـ 5 ثوانٍ في مسافة 40 كيلومترًا عند سرعة تصل لـ 37 كيلومترًا في الساعة. لكن عليك أن تعلم أولاً أن التجربة السابقة كانت تخص رياضة سباق الدراجات، وثانيًا عليك تخيل تأثير شعر الأرجل على زيادة أو نقص مقاومة جسمك للهواء، وبالطبع ستجده شيئًا لا يذكر.

لذا سنذهب إلى الأسباب الأكثر منطقية، حيث مداومة اللاعبين على جلسات التدليك والمساج، أو استخدام لاصقات طبية سواء للعلاج أو للاستشفاء، وفي كل الأحوال يُفضَل إزالة الشعر لتسهيل المهمة وعدم الشعور بألم عند إزالة اللاصقة. وفي الأخير يظهر الجانب التسويقي، حيث يفضل معظم اللاعبين ذلك المظهر الأنيق لأرجلهم، خاصة أصحاب العضلات القوية، فذلك يحسن جودة الصور ويزيد فرص استخدامها في الدعاية.

لماذا يبصق اللاعبون المشروبات أثناء المباريات؟

دائمًا ما نرى لاعبي كرة القدم يشربون كمية صغيرة من المياه أو مشروبات أخرى ثم يبصقونها مرة أخرى، لينتج لنا منظرًا مقززًا لا يحب أحد رؤيته. بل وتسأل نفسك لمَ لا يشرب بدلاً من المضمضة؟ إلى أن قررت صحيفة The New York Times البحث عن السبب.

فوجدت اللاعبين يمارسون ما يسمى بـ Carb rinsing، والذي يعني حرفيًا شطف الكربوهيدرات، ويتم ذلك عن طريق المضمضة لمدة تتراوح بين 5 إلى 10 ثوانٍ بمشروب كربوهيدراتي carbohydrate solution ثم بصقه، وقد أثبتت بعض الدراسات التي نشرها المركز الوطني الأمريكي لمعلومات التكنولوجيا الحيوية NCBI أن ذلك يحسن الأداء في الأنشطة الرياضية التي لا تزيد مدتها عن الساعة.

ووفقًا لدكتور سوراف بودار، المتخصص بالطب الرياضي، فإن نسبة تحسن الأداء تتراوح بين 2-3 % لكن آلية التحسن ما زالت قيد الدراسة. لكن الآلية المطروحة حاليًا تشير إلى إرسال المستقبلات بالفم إشارة إلى الدماغ، وتحديدًا إلى المناطق المسئولة عن السعادة والتحفيز، وكأنها تخبره باقتراب موعد حصوله على الطاقة، وعليه فإن هذه الخدعة تجعل العضلات تتجاهل التعب مؤقتًا.

وقد أكدت جامعة برمينجهام على تلك النتائج فيما يخص سباق الدراجات، إذ ساهم الأمر بتحسين الزمن اللازم لمسافة 25 ميلاً – دقيقة واحدة. لكن كما ذكرنا من قبل، فإن مفعول المضمضة يكون مؤثرًا إذا لم تتجاوز مدة النشاط المبذول – الساعة، لذلك يرى آخرون أن تـاثير ذلك على لاعبي كرة القدم هو تأثير نفسي.