يعد علم نفس «سلوك الطوائف» أحد أهم أضلاع علم النفس الاجتماعي، الذي يدرس الطوائف بمعناها الواسع، ليس فقط الطوائف ببعدها الديني، ولكنه يدرس الطوائف كمجموعات، ومؤسسات بأهدافها وتوجهاتها المختلفة.

تتبلور دراسة علم الاجتماع النفسي للطوائف والجماعات حول عدة نقاط هامة، فيدرس العلم «أساليب التلقين داخل الجماعات»، بمعنى أن العلم يدرس كيف يستطيع قائد أن يجعل مجموعة من الناس يلتفون حوله، ومن ثَمَّ يُلقنهم كما يشاء، فينصاعون لأوامره، ويؤمنون بفكرته، ويعيشون لأجلها، ويموتون لأجل معتقدهم هذا. يدرس العلم أيضاً، كيف يجب أن يكون القادة لتشكيل هذه المجموعات، وما هي أهم مميزاتهم وصفاتهم وأفكارهم التي جعلت منهم بشراً، في بداية الأمر، ومن ثَمَّ يتحولون إلى آلهة؟ وكيف تتطور الأفكار والمعتقدات داخل المجموعات؟ بعبارة أخرى، يدرس العلم «التفاعل» بين سلوك القائد والتابعين، في سياقه الطائفي والاجتماعي والنفسي.

يُعد «معبد الشعوب» أحد أهم النماذج للتجمعات البشرية على مر التاريخ التي تستحق الدراسة، حيث قدم «معبد الشعوب» نموذجاً للطوائف الهاربة من توحش السلطة السياسية، إلى عزلة، اعتقدوا أنها الدرب الأمثل لتحقيق ما لم ينجحوا فيه في ظل النظام السياسي القائم.

«معبد الشعوب» في سياقه التاريخي

في عام 1931 ولد «جيم جونز» في كريت، إنديانا. وفى عام 1954 أسس جيم جونز كنيسة وحدة المجتمع في إنديانا أيضاً، وبعد افتتاح الكنيسة بعامين، أعلن جيم جونز عن افتتاح الشكل النهائي للتجمع الذي أسماه بـ «أجنحة الخلاص»، أو كما يُطلق عليه أغلب المؤرخين والكتاب «معبد الشعوب».

كان جيم جونز شاباً طموحاً، يحلم بدولة تسودها العدالة والمساواة، بين الغني والفقير، والأبيض والأسود، مُقدماً خطاباً دينياً، وخطاباً حاداً ضد النظم القمعية والاستغلالية من ناحية، وضد كل أشكال العنصرية ضد السود من ناحية أخرى. لذلك فإن طائفة معبد الشعوب تعد طائفة دينية اشتراكية.

استغل جيم جونز المشهد التقدمي في كاليفورنيا، والمعاناة التي كان يعانيها سكان المدينة، وخاصة السود وكبار السن، والطبقة العاملة منهم. كان السود يواجهون هجمات عنصرية لفظية ومؤسسية، وجسدية كذلك، أمّا كبار السن، فكانوا يواجهون صعوبة في تحصيل مدفوعات الضمان الاجتماعي التي حصلوا عليها. أمّا الطبقة العاملة، فكانت تُعاني من الاستغلال، وعدم الحصول على المزايا التي يستحقون أن يظفروا بها.

قام جيم جونز بتقديم خدمات خيرية على نطاق واسع، ليكسب تعاطف المهمشين، وليحفظ حقوق المظلومين في جحيم الدولة، فقدم المأوى، والمأكل، والعديد من الخدمات الأولية، من رعاية مجانية للأطفال، وفحوصات مجانية لضغط الدم لكبار السن وللأمريكيين الأفارقة، وغيرها من الخدمات، في محاولة لإثبات أننا هنا في محفل العدل والمساواة، لا الظلم والطغيان. كما قدم جيم جونز حفلات موسيقية لأتباعه، حتى يكون المحيط مليئاً بالرفاهية والسعادة، التي كانت غالية الثمن في ظل النظام الحاكم آنذاك، كما كان يعتقد جيم جونز.

باختصار، في إطار الكنيسة، ومن ثَمَّ «معبد الشعوب»، كان جيم جونز في محاولة لتوفير ما لم يجده المهمشون والفقراء خارج المعبد.

كان جونز ذكيا جداً، فأيقن أنه لا بد وأن يكون هناك توازن بين الشعبوية والنخبوية، فعمل على استقطاب أصوات العديد من السياسيين في الكونغرس، لدرجة أن زوجة جيمي كارتر الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت، والعديد من السياسيين الأمريكان قدّموا دعماً لأفكار جونز في بداية الأمر.

ولكن مع سوء الأوضاع في سان فرانسيسكو، قرر جونز أن ينتقل بما يقارب من 1000 عضو من أعضاء جماعته، إلى دولة غَيانا، في أمريكا الجنوبية، معللاً سبب الانتقال، بالهروب من المجتمع الرأسمالي، غير العادل، المتوحش، العنصري، ذي الفروقات الطبقية. وكما وصف بعض المؤرخين، ووفقاً لكتاب «حتى لا يعود جهيمان: حفريات أيديولوجية وملاحق وثائقية نادرة»، فإن سبب الانتقال الذي يعد نقطة تحول في تاريخ عمل المجموعة، كان انتقالاَ اضطرارياً، قد اصطنعه جون جونز، حتى يخفي جماعته عن أنظار الإعلام الأمريكي، والصحافة المنتقدة والمتربصة لجونز ورفاقه.

انتحار ثوري

في عام 1977 سافر جيم جونز ورفاقه إلى غيانا، بعد ما باعوا كل ما يملكون، حتى يتمكنوا من بناء مجتمع جديد لهم في موطنهم الزراعي الجديد. رسخ جونز مبدأ المساواة، وأقنع أتباعه بحلول نهاية العالم، وأن العالم كله سينتهي عدا منْ كانوا يعيشون تحت مظلة العدل والمساواة (أي «معبد الشعوب» الزراعي في غيانا).

بدأ المجتمع الثوري في إنشاء البيوت البسيطة، وتقسيم العمل بينهم بالمساواة، حيث كان أكثر الأعمال تتعلق بالزراعة، والعمل الشاق، الكل يعمل، خُصص 3 ساعات فقط للنوم، ومن ينام أكثر من ذلك، فإنه يُعتبر خائناً للمجموعة، ولنفسه، ولفكرته كذلك، فكان العمل شاقاً، مما أثّر على القدرات العقلية والجسدية لأعضاء المعبد.

في البداية كان معبد الشعوب نموذجاً للنازحين إليه، حيث سادت المساواة، وكان الجميع سعداء، وكانوا يؤمنون بأنهم قد هربوا من شرور الأشرار، وانتقلوا إلى جنة الأرض. ولكن مع زيادة سلطة جيم جونز، وتحكمه في الأمور، حينها بدأ الوجه الشيطاني لجونز يظهر، فزادت صلابة الأعمال، وزاد شقاء المحبين، فالجميع كان يعمل، حتى الأطفال. زاد التشتت العقلي فزاد كارهو جونز ومعبده يوماً بعد يوم.

كان جونز عنيفاً، وسلطوياً لدرجة أنه منع العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة في المعبد، فيما أباحها لنفسه فقط، في شكل علاقات شرعية أو غير شرعية، حيث اعترفت إحدى المُشارِكات في معبد الشعوب لاحقاً، أن جونز قد أقام معها علاقة غير شرعية في يوم من الأيام داخل أحد بيوت مدينة «جونز تاون» مقر «معبد الشعوب».

ومع زيادة الحياة المأساوية داخل المعبد، وتسريب الحقيقة من قِبل العديد من أعضاء المعبد لذويهم في الداخل الأمريكي، قرر عضو الكونغرس «ليو رايان»، ومعه طاقم صحفي، الدخول إلى «جونز تاون» لنقل الحقيقة كاملة.

قبيل قدوم الطاقم الصحفي وعضو الكونغرس، زرع جونز عناصر داخل كل فرق المعبد، كجواسيس لمعرفة منْ يُسرِّب أخبار المعبد وفقاً لصورة مخالفة لما يريده جونز، فقد كان يصور جونز المعبد على أنه مكان يسوده الأمن، وتسوده السعادة والمحبة بين كل أعضائه، وقد نجح في إقناع عضو الكونغرس بهذا الرأي، عن طريق «تلقين» سكان المعبد ما يقولونه بالحرف الواحد، والتهديد بالخيانة، والقتل في حال شهادة أحدهم خلاف ذلك.

ومع نهاية المقابلات التي أُجريت مع عناصر المعبد، والتي كان يسودها الخوف والحذر، وبالرغم من أن عضو الكونجرس والصحفيين المجاورين له كانوا على يقين من مأساوية الحالة، وأن الوضع الصحي والجسدي، والعقلي للمقيمين لم يعد يتحمله بشر، ولكن الأمور لم تكن بالوضوح المطلوب من خلال الزيارة، والمقابلات، ومع مغادرة الفريق المعاين لمحيط «جونز تاون»، تسلَّم أحد أعضاء الفريق الصحفي رسالة مكتوب فيها:

نحن نعيش في حالة مأساوية، أنقذونا أرجوكم.

وقتها قرر الفريق ألا يترك المظلومين من أتباع جونز في المدينة، ولكن الفرق المسلحة التي أعدها جونز قامت بتهديدهم. وحين جاء وقت الرحيل، ومع وصول الفريق إلى المطار للعودة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كان رجال جونز ينتظرون عضو الكونجرس وفريقه، وقاموا بقتلهم واحد تلو الآخر، في حين استطاع عدد يقدره البعض بأربعة أشخاص، وتُقدره مصادر أخرى بشخصين قد استطاعا الهرب من المذبحة.

بعد العملية البشعة في حق الصحافة والإنسانية، قرر جونز أن يجمع أعضاءه، للاستعداد إلى ما أسماه «انتحار ثوري»، خوفاً من ردة فعل السلطة الأمريكية على ما قام به جونز ورفاقه.

دعا جونز إلى اجتماع حضره الجميع، سواء بناءً على رغبتهم، أو مضطرين، حتى لا يمسهم سوء. خطب فيهم جيم جونز وهو يتصبب عرقاً وحماسةً ورعباً، قائلاً:

الخارج يتربص بنا… إنهم أعداؤنا… الخارج مليء بالشر… نحن لا نخاف الموت… الموت يلاحقنا في كل مكان… هناك حرب ستقع حتماً… إن لم تكن اليوم فغداً… ليكن انتحاراً ثورياً.

أمر جونز الفريق الطبي بإحضار المشروب المسموم بمادة «السيانيد»، وتناول الجميع السم، حتى الاطفال، مُجبرين أو مُقتنعين، وذُكر أن الكبار كانوا يعطون السم لصغارهم بأيديهم، حتى تسهل عليهم عملية الانتحار فيما بعد، حتى جونز نفسه أمر زوجته وأولاده، فشربوا كلهم، إلا جونز، فقد قيل إنه قتل نفسه برصاصة في رأسه، وماتوا كلهم، ووصل عدد المنتحرين ما يزيد عن 900 شخص.

وفى 19 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1978 استيقظ المجتمع الأمريكي على أكبر «حادث انتحاري» في التاريخ. لتنتهي بذلك قصة العزلة والتلقين والانصياع للأديان المصطنعة غير التقليدية. قصة مريض نفسي لم يكتف بقتل القطط في الصغر، فقرّر أن يقتل البشر في الكبر، لتنتهي بذلك القضية، وتُفتح تناقضات عدة بين الكاريزما وضعف الشخصية (تأثير حدود الكاريزما)، بين العزلة والاندماج، بين الفكر والتلقين، بين استقلالية الرأي والانصياع، بين الاختلال العقلي والاتزان الفكري، بين السلطة والطاعة، لتكن المرادفة المُسلمة الوحيدة هي أن الانسياق يُولِّد خضوع، والخضوع يُولِّد إيمان وهمي، والمثالية الأفلاطونية (التي تعتمد مجتمع مثالي شمولي تغيب عنه قيود ومفهوم الأسرة) يُمكنها أن تُولِّد نهاية انتحارية.

علم النفس الاجتماعي داخل «معبد الشعوب»

من منظور علم النفس، معبد الشعوب يعد مثالاً للمجموعة المُلقنة، فيما يكون جيم جونز هو المُلقن نفسه، وذلك يتجلى في ثلاثة تفاصيل فرعية:

1. العزلة

بكل تجلياتها الاجتماعية والسياسية والنفسية، والأهم من كل ذلك «العزلة الجغرافية»، التي مهّدت الطريق لفرض سلطة ناعمة على أتباعه. وعندما نتحدث عن العزلة التي عاشها أعضاء المعبد، فقد حرص جونز على عزل المجموعة عن العالم الخارجي تماماً، عن طريق صناعة حدود للمجموعة حتى يكون قادراً على تعظيم مكاسبه، وتعزيز الحياة الإقصائية، عن طريق خطاب شعبوي، يعزز من فكرة «نحن والآخر»، فيُصوِّر العالم الخارجي والآخرين كشياطين، أمّا المعبد فهو جنة الله على الأرض، تجد فيها كل ما هو خير، وهذا ما يُسمى «العمل بالمثالية المفرطة»، فالأرض والمجموعة والقادة هم عناصر مثاليون، والآخرون هم أشرار.

فقد صوّر جيم جونز أمريكا وسلطتها، بالعدو الدائم، وبالتالي استطاع القائد أن يصنع «عدواً وهمياً»، أو «عدواً تخيليًا غير حقيقي»، يُطاردك في كل مكان، وهذا ما جعل أتباعه يقتفون أثره من البعث وحتى الممات.

2. التشتيت أو الارتباك العقلي

يرى منظرو علم النفس الاجتماعي، أن جيم جونز قد استطاع أن يجذب أتباعه، ويُلقِّنهم ما يريده وما تبوح به نفسه وأخلاقه عن طريق الإجهاد الجسدي والتشتيت العقلي، وذلك بإشغال العامة بالأنشطة المادية الكثيفة، فالكل لابد أن يعمل، لا تقاعد… الكبار والصغار… البيض والسود… الكل يعمل ولا مكان للراحة، ولا مكان للحقوق إن لم تعمل، والأهم من كل ذلك، أن جونز كان يؤمن أنه لا مكان للتفكير، وبالتالي فقد حرص على زيادة عدد ساعات العمل، لتعزيز معدل الإجهاد الجسدي، وبث شعور التقصير في عقل وخلق منْ لا يعمل، وتقليل عدد ساعات النوم، فضلاً عن دمج أنشطة غير مألوفة على أعضاء المعبد.

3. استبدال الهوية الفردية بالجماعية

وهذا كان أهم ما أتقنته «اشتراكية جونز». عليك أن تقبل أن الأهم ليس الفرد إنما المجموع، فكلنا تجمعنا ذاكرة وهوية مشتركة، وأرض وإرث مشتركان، لذلك حق المجموع عليك، أن تجتهد من أجلهم… أن تنظر إلى الاحتياجات لا الرغبات. عليك أن تقبل أن تنزع الأنانية الفردية، لكي يحل محلها الجماعية العادلة.

لذلك كل انتهاك لحقوق البشر داخل «جونز تاون»، كان يفسرها جيم جونز بـ «الكد من أجلنا، فمدينتنا أهم منك». وذكرت بعض الكتابات أن الوضع كان أشبه بعزلة ألمانيا النازية، حيث كان القادة يُجرِّدون الأفراد من هويتهم الشخصية، بتغيير أسمائهم، وإطلاق أسماء مستعارة ترتبط أكثر بالمجموعة، أو تعريفهم بأرقام.

خاتمة وتساؤلات بين السطور

هناك بعض المشاهد التي استوقفتنا جمعياً:

المشهد الأول

في أحد النقاشات، في كنيسة وحدة المجتمع، ألقى جيم جونز، بالكتاب المقدس «الإنجيل» على الأرض، وأهانه بشكل غير طبيعي، وكانت ردود الأفعال باهتة، فهنا يدور سؤال محوري: ما الذي يجعل جونز يقوم بمثل هذا الفعل؟

يأتي ما قام به جيم جونز، في إطار صلاحيات وميزات قائد المجموعة وسلطته، فالكتاب المقدس، أو أي مرجع ديني أو لا ديني، هو خطر على السلطة الأصل، أو خطر على «روح السلطة»، لأنه سيصبح حينئذ (أي الكتاب المقدس) مصدر السلطة داخل المجموعة بدلاً من الحاكم أو القائد. وهنا يأتي تفسير علماء النفس الاجتماعي بأن جونز ألقى بالكتاب المقدس وكأنه يقول:

أنا الشخص الذي يجب أن تستمعوا إليه لا هذا الكتاب. أنا مصدر السلطة لا أحد غيري… يجب أن تصدق فيما ترى، وعليك أن تترك ما لا ترى، والأشياء تكون كما نريد أن نراها، فإذا أردت أن تراني كأب لك فسأكون أباً لك، وإذا أردتني أن أكون أخاً لك، فسأكون، وإذا أردت أن تراني كحامٍ، فسأكون، وإذا أردت أن تراني كإله، فسأكون أيضاً.

المشهد الثاني

وإن كان يبدو غريباً بعض الشيء، ولكنه يجعلنا نتفقَّد جزءًا مهماً من فلسفة «معبد الشعوب»، هو لماذا منع جونز العلاقات الجنسية داخل معبد الشعوب، في حين أنه أباحها لنفسه؟

لا بد وأن الرجل لم يكن يتلفّظ بكلمات من فراغ، ثمة شيء يكمن وراء هذه العبارات. فقد كان يرى أن العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة تُفقِده السلطة المطلقة، فالعلاقة بين الرجل والمرأة تُقوِّى من أواصر الحب بين الطرفين، وتجعلهم أنانيين في إطاعتهم للآخرين، فيكون الرجل هو ملك المرأة، وتكون المرأة هي ملكة الرجل، وولاء الطرفين سيكون لبعضهما البعض أكثر من ولائهما لأي أحد آخر، ولكن جونز أراد أن يكون الولاء له وحده، وأراد أن يكون أمير الجميع، ولا أحد يعلو فوقه.

فعلى سبيل المثال، عندما أمر جونز النساء بشرب السموم، كانت ثقة النساء فيه أنه على حق أكثر من ثقتهم في شركاء حياتهم الذين كانوا يعملون وينامون فقط لثلاث ساعات، وبالتالي فلا توجد عائلة، ولا دور لها، ولا طاعة لها أيضاً، إذ كانت منعدمة أصلاً.

المشهد الثالث

وهو المشهد (أو مشاهد) المعبر عن مركزية العزلة، حيث يفسر علماء النفس الاجتماعي (العزلة) التي فرضها جونز على المجموعة طيلة الخمسينيات والستينيات، والسبعينيات، بأنها العزلة التي تعمل على تجريد الفرد من «مصدره الإدراكي»، فيصبح جسداً بلا عقل… جسداً يعمل في إطار «الكل عامل والكل متساوٍ»، فتكون حقيقتهم هي الحقيقة التي يراها ويريد أن يراها، أي الوهم، وليست «الحقيقة النقية»، وهذا ما نجح فيه في نهاية الأمر.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.