من تحالف المهاجرين والأنصار إلى آل سعود ومدرسة «مُحمد بن عبد الوهاب»، قديمًا قامت الدولة الإسلامية الأولى على أساس ديني ومدني، لكل منهما اختصاصه، أما الدولة السعودية الحديثة فقد قامت بتحالف ملكي يستند على سلطة دينية تشرِّع له وتجدد لنسله أحقية الملك وواجب الحكم.

بات الوضع قائمًا على تلك المعاهدة إلى أن استوعب الملك وعائلته في سبعينيات القرن الماضي أن أحوال المنطقة العربية تتغير من حوله، والسياسة العالمية كل يوم في ثوب جديد، والخطر الفكري الصحوي قادم لا محالة، والغزو العسكري؛ ليس الفرس من الحجاز ببعيد، لذلك قررت المملكة تجديد الخطاب الديني بشكل أو بآخر لتثبيت أركان الملك للعائلة، وتَسييس قوانين المملكة لما يتماشى مع العالم حين التقلب والتغيير، لا صوت ديني يعلو الآن فوق صوت علماء السلطان الآمرين بطاعة ولي الأمر الناهين عن الخروج عليه.

سنحاول في تلك الورقة تسليط الضوء على تلك الفِرقة وما مرجعيتهم الشرعية ومنهجهم الفكري، ومن أبرز قادتهم ومن يهاجمون، وعلى الضفة الموازية من الانفتاح وانتشار المحافل والغناء والطرب، فما سر تداعيات تلك الموجة التنويرية ولجوء سياسة المملكة إلى الاحتكاك بالنهج العلماني؟


المذهب الجامي أو المدخلي

كان موقف الملك فهد بن عبد العزيز محرجًا للغاية، عندما استعرضت القوات الأمريكية عضلاتها على أرض الجزيرة العربية حين اندلاع حرب الخليج الثانية، واحتلال العراق لشقيقتها الكويت في عام 1990م، حينئذ نَفرَ عددٌ من شيوخ الوسطية المصنفين باسم تيار الصحوة السعودي، مثل سلمان العودة وعائض وعوض القرني من وجود القوات الأجنبية مستندين بأمر رسول الله صلى الله عليه وصلم بإخراج المشركين من أرض الجزيرة العربية، وحدث تضاد في الفتوى بين تيارين سلفيين:

الأول؛ محسوب على السلطة متمثلًا في هيئة كبار العلماء وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

والثاني؛ جماعة الصحوة الأكثر قربًا في خطابها إلى المجتمع وأقرب فكرًا من الوهابيين القدامى أو الإخوان الجدد.

فأفتى الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي المملكة السعودية بجواز الاستعانة بالكافر حين توافر خطر الظالم قاصدًا الرئيس العراقي صدام حسين، مستعينًا بقول الله تعالى: «وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ»، وأجمع على هذه الفتوى معظم شيوخ الممكلة الرسميين بوجوب الاستعانة بقوة الكافر للحد من ظلم الطائش الذي يهدد المملكة ومقدساتها.

أما التيار الآخر فقد علا صدى معارضته أكثر حين انتهت الحرب ولم تعد القوات الأجنبية إلى حيث جاءت، وألف الشيخ سفر الحوالي كتابًا أسماه «وعد كسينجر»، رد فيه على هيئة كبار العلماء وعلى رأسهم ابن باز في جواز وجود القوات الأجنبية على أرض الجزيرة، وشرح تفصيليًّا هدف الإدارة الأمريكية في السيطرة على الخليج للوصول إلى مخزونها النفطي بأقل ثمن، وضمان التبعية الخليجية لها مستقبلًا بحجج حمايتها من القوة السوفيتية والإيرانية وغيرها.

اختلفت الأصوات والملك في إنصاتهِ مُستمع، حتى هاجر له من الحبشة رجل يسعى للعلم والعمل اسمه محمد بن أمان الجامي، كان يدرس في جامعة المدينة المنورة، وقد تتلمذ على يد نخبةٍ من شيوخ المملكة من بينهم ابن باز، كان يرافقه رجل يسمى ربيع المدخلي، واشتهر الاثنَان بفقه وتشريع أحكام طاعة ولي الأمر وتحريم الخروج عليه حتى وإن جلد وطغى وبدَّل وحرَّف.

ليس بذلك اكتفوا، بل زادوا بأحكامهم على هيئة الفتاوى الرسمية محاكاة لمزاج العائلة الملكية، وعُرفوا بعد ذلك بعدائهم الشديد لتيار الصحوة، فهاجموا من حرم وجود القوات الأجنبية وصنفوه من الخوارج، ووصفوا كل من ينتمى إلى هذا التيار بالخارج عن الشرع وأنه زاد في غلوه، وقادا الاثنان تيارًا سلفيًّا يُشرِّع للسلطة أي فعل حدث منها، ويهاجم من اعترض ولم يؤيد، بل اشتد عداؤه لحركة الإخوان المسلمين في مصر والبلاد الأخرى، وتوالت كتابة المقالات والكتب من الجامي والمدخلي التي تشكك في منهجيات البنا، وأن تأسيسه للجماعة لهو من البدع والانحراف عن منهج السلف، ووصف قطب بالتكفيري.

فما هي أهم المرتكزات الفكرية والشرعية للمذهب المدخلي؟

الأفكار والمنهج

كان أول مؤلفات السلفي ربيع المدخلي كتابًا عنوانه «صد عدوان الملحدين وحكم قتالهم بغير المسلمين»، هاجم فيه تيار الصحوة الذي عارض وطأة قدوم القوات الأجنبية على أرض الجزيرة، وخالف الصحويين في حكم استعانة الكافرين، أي الولايات المتحدة الأمريكية وجيشها على العدوان العراقي، فأجاز المدخلي بالاستعانة بغير المسلمين لصد العدوان واستشهد بدخول الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى مكة في جوار المطعم بن عدي مستعينًا به وهو كافر على أهل قريش[1].

وذكر موقف الصديق أبي بكر عندما التقى ابن الدغنة وهو مهاجر إلى الحبشة فسأله إلى أين؟ فقال: إني مخرج (أي أهلي أخرجوني) فقال له: مثلك لا يخرج يا أبا بكر، ورجع الصديق في جوار ابن الدغنة وهو كافر[2]، فأجاز بتلك المواقف لإدارة المملكة السعودية وجود القوات الكافرة على الأرض، بل لها مأمنها من المسلمين وقتال من يعتدي عليهم، بل زاد تحريض رموز التيار المدخلي على الشيخ سلمان العودة لفتواه بعدم الوقوف مع أي دولة كافرة تحارب المسلمين، التي خلفت بعد ذلك اعتقاله هو وعدد من الشيوخ لعدة سنوات، قبل المراجعات الفكرية والمنهجية لتيار الصحوة والتزامه بالنصح سرًّا وعدم الجهر بالنصائح الدينية للملك بعد خروجهم من السجن في أواخر تسعينيات القرن الماضي.

كان أداء التيار السلفي المدخلي محل إعجاب الملك فهد؛ فَرسَم خطةً تقوم على شرعنة الحكم، ومعاقبة كل من يخالف آراء وقوانين المملكة، فانتهت حرب الخليج، وبدأ التيار المدخلي في تمدده لتلحق أفكاره مصر وليبيا واليمن، وبدأت المدخلية في هجومها على أي تيار يخالف طاعة ولي الأمر، فهاجم الشيخ الجامي حسن البنا ودعوة الإخوان ووصفها بالدعوة الفاشلة التي لم تحقق أي شيء، واشتدت الألسنة على تيار تنظيم القاعدة وأفراده التي نفذت العمليات المسلحة التي نالت شوارع الرياض ومكة وجدة أواخر تسعينيات القرن الماضي، بعد انتهاء حربهم مع القوة الشيوعية السوفيتية وتفرغهم للقطب الأمريكي ومن والاه.

وانتقل رائد المنهج ربيع المدخلي إلى سيد قطب وألف كتابًا أسماه «أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب»، وصف فيه قطب بالشاذ في تفسير كلمة لا إله إلا الله، وانتقد تكفيره للمجتمعات وأنه انتهج سلوك الجهمية في تعطيل صفات الله عز وجل، وأنه أنكر الميزان كالمعتزلة، وأنه قال كما قالوا إن القرآن هو خلق الله وليس كلام الله[3]. فمن خرج على الحاكم فهو مدرج تبعًا للخوارج، بل من خالف نهجهم واختلف على فتواهم فهو مرق من الدين كما يمرق السهم من الرمية.


المملكة من الوهابية إلى العلمانية

21 يونيو/ حزيران من عام 2017م، يوم حزين على «محمد بن نايف» الذي سُلبت منه ولاية عهده للعاهل السعودي، وقد تسلمها الشاب محمد بن سلمان ولي العهد الجديد البالغ من العمر حينها 31 عامًا، ووزير دفاع المملكة السعودية، والحقيقة الدارجة أنه هو الرئيس الفعلي للمملكة نيابة عن والده الذي تخطى من العمر 82 عامًا.

منذ ذلك الوقت وقد بدأت المملكة مشوارها في طريق الأشواك المنقلب رأسًا على عقب مما كانت عليه، بدا على ابن سلمان وجه الاستبداد منذ البداية، فقد ولى زمن النصح علانية أو حتى سرًّا، فلا قول سوى الولاء والطاعة علنًا، واتجه نحو القضاء على ما تبقى من الوهابية المتمثلة في شيوخ الوسطية أي الصحويين، ففي أقل من أربعة شهور من تربعه على الولاية، بدأ في اعتقال شيوخ الصحوة، فبدءًا بالداعية الأشهر سلمان العودة مرورًا بعلي العمري وعوض القرني وصولًا إلى إبراهيم الحارثي وحسن المالكي، حتى وصل عدد الدعاة والشيوخ المعتقلين قرابة 40 معتقلًا.

وبالتوازي مع صراع الدين يأتي بطش ابن سلمان لمن هم محسوبين على صراع السلطة لديه، فنال اعتقاله العشرات من أمراء ورجال أعمال، أشهرهم الأمير تركي بن عبد الله أمير الرياض السابق، ووزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله، ورجل الأعمال الوليد بن طلال، تحت ما سُمي تُهم الفساد الإداري وغسل الأموال التي تكافحها لجنة مكافحة الفساد التي تأسست برئاسة ولي العهد، حتى تفاقمت الأزمة وانتهت بالإفراج عن أغلبهم بعد مفاوضات أدت إلى جزية دفعها الأمراء للإفراج عنهم وتسوية الأمر.

وبدأت الرياض بتقليص دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأسست هيئة الترفيه، لتكون المؤسسة الرائدة لاتخاذ القرارات التنويرية التي تثير جدلًا وسط المجتمع السعودي، وبدأت الرياض باتخاذ أول قراراتها التنويرية بالسماح للمرأة بِقيادة السيارة، الأمر الذي كانت ترفضه الهيئة الدينية السعودية طيلة عقود كثيرة، مما أثار ترحيبًا واسعًا للناشطات السعوديات المدافعات عن حقوق المرأة وعزز مكانة ولي العهد الشاب في عين المجتمع الدولي الذي بدأ يفتح أبوابه لعهد سعودي مدني شبابي جديد يبعد كل البعد عن الوهابية التي طالما أثارت الشبهات لآل سعود الجدد، واستكمالًا لدور المرأة عُينت السيدة فاطمة بلشن متحدثة رسمية باسم السفارة السعودية في واشنطن في محاولة لمحو سمعة المملكة في قهر المرأة على مر عقود طويلة.


ابن سلمان في تقليد ابن زايد

محمد بن سلمان رفقة محمد بن زايد

على ما يبدو أن التقارب الإماراتي السعودي طيلة العقود الماضية أدى إلى تقليد الشاب ابن سلمان لنموذج أخيه ابن زايد حاكم إمارة أبو ظبي العاصمة الإماراتية، والتي هي بمثابة مدينة معمارية أوروبية ذات طابع ثقافي متنوع، وهي منبر سياحي عالمي يتوافد إليه أشهر الفنانين من كل مكان في العالم، فعلى المستوى المعماري يوجد مدينة المستقبل نيوم، التي أعلن عنها ضمن فعاليات منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار ضمن مشروعه رؤية 2030 المدينة الأضخم من حيث الاستثمارات وغيرها.

وعلى المستوى الفني فقد تصاعدت نغمات هيئة الترفيه التي أعلنت أنها تطمح لإعادة تعريف مفهوم السعادة والترفيه للمواطن والمقيم من خلال أنشطتها المختلفة والتي تناسب جميع الفئات، ففي مارس/ آذار الماضي استقبلت هيئة الترفيه العامة السعودية الفنان المصري تامر حسني وسط إقبال جماهيري سعودي، لا سيما من الفتيات السعوديات، لشراء تذاكر حضور الحفلة الغنائية، كما نظمت حفلة لموسيقى الجاز وهي الأولى من نوعها على أرض الحجاز، ولم تمضِ أيام كثيرة إلا واستضافت جدة مهرجان رويل رامبل للمصارعة الأمريكية الحرة.

وعلى الرغم من كل هذا الانفتاح الثقافي والفني في جدة والرياض فإن السعودية ليست الإمارات، والرياض تختلف عن أبو ظبي، فالدولة الإماراتية تأسست على القبلية العُرفية، أما السعودية فتأسست على أساس ديني وهابي، وشعب الأخيرة أكبر من الأولى بما يقرب 28 مرة لِما يُصعب حالة الانسجام مع الثقافة الحداثية للشاب التنويري ابن سلمان، مع الذكر بأن المجتمع السعودي يشتاق إلى الانفتاح بعد سنوات من حبسه داخل الحدود السعودية لا يخرج ولا يأتي إليه أحد، والإسلام السياسي في الإمارات يكاد يكون منعدمًا منذ بدايته، لكن في أرض الحجاز التيار الصحوي ما زال يقاوم حتى وإن كانت القبضة شديدة عليه.


الشاب المثقف الديكتاتور إلى أين؟

ردَّ ابن سلمان بنفسه على هذا السؤال في إحدى المقابلات التلفزيونية في الرياض، حيث أجاب بأنه ذاهب إلى الإسلام الوسطي الجميل الذي يحترم جميع الديانات والشعوب ويتعايش معها، إسلام ما قبل سنة 1979م، أي ما قبل ظهور تيار الصحوة في السعودية، وشدد على أنه لن يقبل بأي فكر صحوي تشددي بعد اليوم، وحتى على المستوى الديني الرسمي فشيوخ هيئة كبار العلماء أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المحسوبين على الفكر الوهابي لن تغفر لهم أدعيتهم لولي العهد في الحرم والقنوات التلفزيونية، بل سيلحقون إما بتيار الصحوة في السراديب السوداء أو سيخرجون من المشهد بشكل أو بآخر، ولن يبقى لابن سلمان سوى التيار المدخلي القائم منذ بدايته على تحريم الخروج على ولي الأمر ووجوب طاعته وتنفيذ ما يأمر به.

وعلى المستوى السياسي فينتقل ابن سلمان بالحكم السعودي من الديكتاتورية الجماعية أي حكم العائلة إلى الديكتاتورية الفردية أي حكمه وحده، ولا أحد يُملي عليه أو يشركه قرار حكمه، بل يلمع وحده على شاشات الصحف والقنوات العالمية، وسائح دبلوماسي وحده في بلاد الديمقراطيات الغربية (بريطانيا – الولايات المتحدة) فيريد أن يكون رجل الثقافة والانفتاح والتنوير كمحمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، ويمتزج أيضًا بلباس السياسي محمد بن زايد حاكم أبو ظبي ليجمع بين الشابين في رجل واحد اسمه محمد بن سلمان.


خاتمة

بعد مناقشة ما سلف من محاور نستخلص عدة نقاط:

1. استخدم آل سعود على مَرِّ ما يقرب من ثلاثة عقود تيار الجامية (المدخلية) في مواجهة تيار الصحوة الذي ترجع مركزيته الفكرية إلى الوهابية القديمة أو الإخوانية الجديدة، وهاجم الأول الثاني ووصفه بالخوارج وكفر من عارض فتواه، وكفر مفكري تيار الصحوة القدامى كسيد قطب وغيره.

2. بدأ ابن سلمان بعد توليه الولاية باستئصال تيار الصحوة نهائيًّا لا مواجهته فقط، لتكون الساحة الدينية أمامه خالية بلا مطبات تعرقل نيته في الانفتاح الفني والثقافي التنويري.

3. تقليد نُموذج ابن زايد في أبو ظبي أو دبي قد يستحيل فعله في الرياض أو جدة، وقد يحتاج عشرات السنوات لأسباب وحجج جغرافية وعُرفية ودينية ومجتمعية، لذلك يصارع ابن سلمان الزمن ليُوفي بوعده في عام 2030م.

4. ليس على المستوى الفني فقط، فيبدو أن تقارب الرئيس الأمريكي ترامب الذي لا يتحدث إلا بلغة المال مع ولي العهد الملهم بالسلطة الذي دفع له مئات المليارات تمهيدًا لموافقة الإدارة الأمريكية له كمسئول للسعودية قد نجح بالفعل مما أدى لوحشية ابن سلمان مع أي أحد ينازعه في حكمه، إما السجن وإما الجزية، كما فعل مع أمراء ورجال أعمال من العائلة السعودية قبل أن يستسلموا له ويختاروا الجزية.

5. قد تكون الوهابية حجر الزاوية الذي استند إليه آل سعود في بداية المشوار، ولكن مع الوقت سعت الدولة السعودية إلى سلطة دينية أخرى (مدخلية) ترتكن عليها، ربما مع الوقت سيمضي تيار المدخلية إلى حيث مضت الوهابية وتكون السعودية حجر أساسها بل البيت بأكمله للعلمانية.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.

المراجع
  1. ربيع المدخلي، كتاب صد عدوان الملحدين وقتالهم بغير المسلمين – ص 21.
  2. ربيع المدخلي، كتاب صد عدوان الملحدين وقتالهم بغير المسلمين – ص 23.
  3. ربيع المدخلي، كتاب أضواء على عقيدة سيدة قطب – ص 64 – 75 – 144 – 175 – 180.