تزل أقدام الرجال حين لا يعلمون متى يكون عليهم أن يضعوا حدًا لأحلامهم
نيقولا ميكيافيللي

بعد النصر الحاسم الذي تحقق للمجاهدين الشيشان بتحرير غروزني من قبضة الروس، وبدء مفاوضات الانسحاب من الشيشان التي تكللت بالنجاح في 1997، تم توقيع اتفاقية سلام تاريخية بين الرئيس الشيشاني سليم خان ياندرباييف ونظيره الروسي بوريس يلتسين، وربما شاهد معظمنا الفيديو الشهير لياندرباييف وهو يصمم أن يجلس الرئيس الروسي على المنضدة أمامه وليس على رأس المنضدة، هذا باعتبار أنه رئيس جمهورية مستقلة مثله مثل روسيا.

تبع تلك الاتفاقية عدة اتفاقيات تجارية واقتصادية بين روسيا والجمهورية الوليدة. كما جرت مفاوضات بخصوص التعويضات التي يتوجب على روسيا دفعها للشيشان نظير غزوها. كانت المفاوضات قد بلغت مرحلة متقدمة، وكان يقود المفاوضات الاقتصادية الرجل الثاني في الشيشان آنذاك، وزير الدفاع أصلان مسخادوف، وذلك مع رئيس الوزراء الروسي فيكتور تشيرنوميردين.


الصناديق أم الذخائر؟

قامت الجمهورية الجديدة بإجراء انتخابات رئاسية في فبراير/شباط 1997، وتنافس فيها رئيس الجمهورية ياندرباييف مع وزير الدفاع أصلان مسخادوف والقائد العسكري المعروف بقربه من المجاهدين العرب شامل باساييف. فاز مسخادوف بالانتخابات لكن ياندرباييف لم يتقبل الهزيمة.، فدخلت الشيشان في دوامة من الفوضي، وأصبحت سلطة الرئيس مسخادوف بالكاد تشمل غروزني. بل إن مسخادوف تعرض لمحاولتي اغتيال، وقام في سبتمبر/أيلول 1998 بتوجيه أصابع الاتهام إلى ياندرباييف، كما اتهم ياندرباييف بأنه يوطد علاقاته مع الميليشيات الإسلامية المتطرفة، ويقود عمليات عسكرية ضد روسيا تضع اتفاقية السلام الجديدة في مهب الريح، وأصدر مسخادوف مذكرة لاعتقال ياندرباييف الذي هرب إلى قطر، وبدأ العمل على حشد الدعم الإسلامي لقضية داغستان باعتبار أنها مماثة لقضية الشيشان.

خريطة القوقاز

ورغم قيام مسخادوف بحل البرلمان الشيشاني وإعلان تطبيق الشريعة الإسلامية في 1999، إلا أن الأمور لم تهدأ وساءت علاقته برفاق السلاح كثيرًا. في هذه الأثناء لم يكن خطاب، أمير المجاهدين العرب المتطوعين في الشيشان، ورفاقه قد وضعوا سلاحهم بعد، فهم جاءوا طلبًا للشهادة، ولم تكن اتفاقية السلام الشيشانية-الروسية على أجندتهم بالتأكيد. بين 1997 و1998، توطدت علاقاتهم مع الجماعة الإسلامية في داغستان كثيرًا، وقاموا بعمل معسكرات لاستقبال وتدريب المقاتلين الأجانب شرق الشيشان.

مع الوقت بدأت ميليشيات الجماعة الإسلامية في داغستان تُحكم قبضتها علي بعض القري الحدودية الصغيرة مع الشيشان، حوالي 3 قرى، كتلة سكانية صغيرة جدًا مكونة من بضعة آلاف، أما داغستان نفسها فمساحتها حوالي 50 ألف كم مربع وتعدادها السكاني 2.5 مليون نسمة، أي أنها أكبر من الشيشان مرتيْن على الأقل.

شعرت الحكومة الداغستانية بالخطر من تلك الجماعات، لكنها لم تكن تتحمل مواجهة مباشرة معهم، لذا لجأت للمفاوضات. وبالفعل، في 1 سبتمبر/أيلول 1998، تم توقيع اتفاقية بين حكومة داغستان والجماعة الإسلامية في داغستان، تقوم بموجبه الجماعة الإسلامية بالامتثال للدستور الداغستاني مقابل أن تترك لهم الحكومة الداغستانية تلك القرى كي يحكموها كما يتراءى لهم.


الأحلام الطائشة

في أبريل/نيسان 1999، اجتمع باساييف وخطاب في غروزني وأعلنا تأسيس «الجيش الإسلامي»، وقضيته تحرير داغستان من الاحتلال الروسي. وفي 2 أغسطس/آب 1999، قررا غزو روسيا!

قامت قوات خطاب وباساييف المكونة من حوالي 2000 مجاهد بغزو داغستان على أمل الإطاحة بالحكومة الموالية لروسيا وطرد القوات الفيدرالية الروسية من هناك (يقدر عددها وقتها بحوالي 17 ألف جندي). وفعلًا، خلال أسبوع، نجحت هذه القوات المعدودة في احتلال حوالي 12 قرية وأعلنوا قيام ولاية داغستان الإسلامية، وبدا لهم أنهم سيكررون ما فعلوه في الشيشان قبل ثلاثة أعوام، لكن الوضع كان مختلفًا هذه المرة، فمن يحكم روسيا ليس عجوزًا سكّيرًا مثل بوريس يلتسين، لكنه رجلٌ قويٌ صغير السن، فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين، أما يلتسين فهو مجرد خيال مآتة.

كان رد فعل بوتين سريعًا، فبدأ تحريك ألوية المدفعية الروسية التي قصفت خطوط إمداد المجاهدين، بالإضافة إلى تلغيم الطرق التي تربط بين الشيشان وداغستان. كما قامت وزارة الدفاع الروسية باحتلال مبنى وزارة الداخلية الداغستاني وأعلنت أنها تقود العمليات. وفي محاولة من باساييف وخطاب لتقليل الضغط علي المجاهدين، قاما بسحب معظم المجاهدين من محافظة تسومادنسكي من أجل الهجوم علي مدينة خازاف يورت التي تعتبر ثاني أكبر المدن في داغستان، لكن دبابات T-90 (الحديثة وقتها) واجهتهم، ولم تكن أسلحتهم المضادة للدروع تستطيع إصابتها، فاندحروا مهزومين و عادوا أدراجهم للشيشان بعد شهر من المعارك المتواصلة.

كانت الحملة على داغستان نموذجًا مبهرًا للفشل. لم يعلم بها الرئيس مسخادوف. لم يعلم بها وزير دفاعه حمزة جيلاييف. لم تتم بأي تخطيط جدي. فالمجاهدون الذين ظنوا أن سكان داغستان المسلمين سيستقبلونهم استقبال الفاتحين لم يجدوا أي تعاون من جانب السكان المحليين في داغستان، بل على العكس حارب السكان الداغستانيون بجوار الجيش الروسي.


غزو الشيشان

لم يكتفِ بوتين بما فعله في داغستان، فقد بدأ حملة قصف جوي مركزة على الشيشان. وخلال شهر واحد، كان قد تم تدمير 60% من الكباري في دولة الشيشان، ومعظم محطات الكهرباء، وأبراج الهاتف المحمول والاتصالات، وبدأت القوات البرية الروسية في محاصرة الشيشان مرة أخرى! وفي 1 أكتوبر/تشرين الأول 1999، أعلن بوتين سقوط شرعية الرئيس الشيشاني المنتخب أصلان مسخادوف، وبدء غزو الشيشان مرة أخرى معلنًا بدء الحرب الروسية – الشيشانية الثانية.

هذه المرة كان الجانب الروسي أكثر حرصًا من المرة السابقة، فلم تتقدم مدرعاته صوب القرى والمدن الشيشانية سريعًا كما فعل في الحرب الأولى، بل اتبع سياسة الأرض المحروقة حيث كان يقوم بالقصف الجوي والمدفعي العنيف على القرى والمدن حتى يهجرها السكان قبل احتلالها (خلال شهر واحد، ترك 300 ألف شيشاني منازلهم، وقد كان تعداد سكان الشيشان يبلغ حينها حوالي 800 ألف نسمة فقط).

كما أطلق النظام الروسي صراح بيسلان جانتاميروف، عمدة غروزني السابق، وهو روسي من أصل شيشاني، عضو في المافيا الروسية، كان محكومًا بالسجن لست سنوات بتهمة غسيل الأموال. وضع النظام الروسي جانتاميروف على رأس ميليشيا جديدة موالية لروسيا تكون مهمتها تمهيد طريق الدخول للقوات الروسية إلى القرى الشيشانية.

بدأ مسخادوف في تحصين غروزني جيدًا، حيث حفر الخنادق في أنحاء المدينة، وقام بتلغيم مبانٍ كاملة، بالإضافة إلى نشر القناصة على مبان أخرى. وبنهاية نوفمبر/تشرين الثاني 1999، كان الروس قد أحكموا حصارهم حول المدينة. تم تهريب الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف إلى خارج المدينة ومعه مجموعة من الحرس الشخصي الخاص به.

نجح المجاهدون الشيشانيون في تنظيم أكثر من هجوم ناجح على أطراف المدينة، وقاموا بتدمير أكثر من 100 عربة مدرعة روسية في هجومين منفصلين. وقد تبقى في المدينة قوتان شيشانيتان:

– الأولى، بزعامة وزير الدفاع حمزة جيلاييف، وكانت مكوّنة من حوالي 1500 مقاتل. بحلول 10 يناير/كانون الثاني، ومع اشتداد الحصار ونفاد الذخيرة، أمر جيلاييف قواته بالهروب نحو الجبال ونجحوا فعلًا.

– الثانية، كانت بزعامة شامل باساييف، وكانت مكونة من حوالي 4000 مقاتل، وهؤلاء استغلوا عاصفة ثلجية شديدة حدثت يوم 31 يناير/كانون الثاني وحاولوا الهروب إلى الجبال، لكن المدفعية الروسية أجبرتهم على الدخول في حقل ألغام روسي وفقدوا في هذا الحقل أكثر من 400 مجاهد وفقد باساييف قدمه اليمني.

بحلول 2 فبراير/شباط، كانت المدينة قد أخليت من المجاهدين تقريبًا، لكن الروس ظلوا منتظرين خارج المدينة حتى 6 فبراير/شباط 2000، حيث قاموا بدخولها ورفع العلم الروسي في وسط المدينة وتفجير المباني المفخخة. وفي 21 فبراير/شباط 2000، قام الجيش الروسي بعرض عسكري كبير في غروزني بمناسبة يوم الجيش الأحمر.

قام مفتي الشيشان أحمد قاديروف بإعلان تأييده للغزو الروسي للشيشان. كان قاديروف هو أول من أعلن الجهاد ضد الروس في حرب الشيشان الأولى، وله يعود الفضل في تحويل المعركة من معركة قومية ضيقة إلى معركة أممية كبيرة، بل إن له تصريحًا شهيرًا في الحرب الأولي قال فيه:

الروس يتفوقون على الشيشانيين عددًا بنسبة كبيرة، لذا على كل شيشاني قتل 150 روسيًا حتى نعدل الكفة

بالطبع تلقف الروس هذا الإعلان ببالغ الترحاب، وقاموا بتعيينه رئيسًا للإدارة الروسية التي حكمت الشيشان منذ يوليو/تموز 2000، وقد بقي قاديروف رئيسًا لجمهورية الشيشان أتشكيريا حتى مقتله على يد قوات باساييف في مايو/آيار 2004.


الهاربون إلى الجبال

داغستان، الشيشان

الخسارة الأكبر بالنسبة إلى المجهادين، كانت خسارة وحدتهم واتحادهم. فمن جهة، قام الرئيس أصلان مسخادوف بتجريد حمزة جيلاييف، وزير الدفاع، من رتبته العسكرية، حيث رأى مسخادوف أن جيلاييف انسحب هو ومقاتلوه من غروزني دون إذن منه.

لم يستطع جيلاييف ومقاتلوه الالتحام مع باقي المقاتلين الشيشانيين باعتبار أن الرئيس نفسه يصنفه على أنه خائن، واضطر جيلاييف للجوء إلى مسقط رأسه «سعدي قوطار» غربي الشيشان حيث حاصرته القوات الروسية في القرية في بداية مارس/آذار 2000، ونجحوا في دخول القرية، وقتلوا في المعارك أكثر من 700 مقاتل وأسروا معظم الباقين، فهرب جيلاييف إلى قرية بونيتسكي داخل جورجيا على الحدود الشيشانية – الجورجية، وحاول التوصل إلى أي اتفاقية مع الجانب الروسي، لكن بوتين كان صلبًا في رفض تقديم أي تنازلات للمقاتلين الشيشانيين المجاهدين، لذا بدأ جيلاييف في تكوين ميليشيا جديدة داخل جورجيا من الداغستانيين والشيشانيين والجورجيين، لكنه تحاشى أن يقوم بأي عمليات داخل الشيشان حتى لا يضطر لمحاربة رفقاء السلاح القدامى تحت أي ظرف، وركز عملياته داخل داغستان وروسيا، حتى قُتل في إحدى عملياته داخل داغستان ضد القوات الروسية، وكان ذلك ليل 28 فبراير/شباط 2004.

على الناحية الأخرى، هرب باقي الذئاب إلى الجبال الجنوبية خاصة قرى فيدينو وشاتوي على أمل بدء حرب عصابات مماثلة لتلك التي وقعت في حرب الشيشان الأولى، حيث تحصّن بها خطاب وباساييف ورفاقهما وقادا حرب عصابات طويلة ضد المحتل الروسي. حاولت روسيا القيام بعمليات عسكرية كثيرة عبر قواتها الخاصة وقوات المظلات لدحر المجاهدين في الجبال، لكن عملياتها باءت بالفشل.

اقرأ أيضًا:قصة جوهر دوداييف: الدرس الشيشاني في حرب العصابات

تمكّنت روسيا عبر قواتها الخاصة من تجنيد أحد المقربين من خطاب، وقام هذا بتسليمه رسالة مسمومة مات على إثرها الرجل في 20 مارس/آذار 2002، وخلفه في إمارة العرب في الشيشان المجاهد الكبير أبو الوليد الغامدي الذي كان الرئيس مسخادوف قد عينه قائدًا للقوات الشيشانية على الجبهة الشرقية، لكن أبا الوليد قُتل في مارس/آذار 2004.

أما الرئيس الشيشاني الثاني سليم خان ياندرباييف الذي كان يقيم في الدوحة بقطر، وكان يعتبر إحدى الوصلات الرئيسية بين تنظيم القاعدة والمجاهدين الشيشانيين، وكان من الممولين للمجاهدين عبر علاقاته الشخصية مع أثرياء الخليج، فقد اتهمته السلطات الروسية بأنه من موّل عملية احتجاز رهائن في مسرح موسكو وقعت في 2002، واتهمته بأنه الممول الرئيسي لميليشيات باساييف، وقامت بضغوطات كبيرة على قطر لتليسمه ووضعت اسمه على قوائم الإنتربول، لكن قطر رفضت تسليمه، مما حدا بالسلطات الروسية للقيام باغتياله في فبراير/شباط 2004 عبر عملية مخابراتية ناجحة في الدوحة، حيث قاموا بتفجير سيارته الخاصة مما أودى بحياته واثنين من حراسه الشخصيين في الحال.

قبضت الشرطة القطرية على ثلاثة روس من ضمنهم الملحق الحربي للسفارة الروسية في الدوحة، ووجهت لهم تهمة قتل ياندرباييف، لكنها اضطرت لإطلاق سراح الملحق الحربي بسبب وضعه الدبلوماسي، أما عميلا المخابرات الروسية يالباخوف وبوجاتشيوف، فقد حكم عليهما القضاء القطري بالسجن المؤبد في 30 يونيو/حزيران 2004، لكن الضغوطات الروسية الكبيرة على قطر أدّت إلى اتفاقية في ديسمبر/كانون الأول 2004، تمّ بموجبها تسليمهما لروسيا كي يقضيا باقي العقوبة في السجن بموسكو. وبالطبع، فقد تم استقبالهما في موسكو استقبال الأبطال.

أما الرئيس الثاني والفعلي للشيشان وقتها أصلان مسخادوف فظل يتنقل في أنحاء الشيشان. كان هو المطلوب رقم 2 لدى السلطات الروسية بعد شامل باساييف، حيث رصدت روسيا ما قيمته 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه. شارك مسخادوف في معظم العمليات التي جرت داخل روسيا بواسطة المقاتلين الشيشانيين، عدا عملية احتجاز أطفال مدرسة بيسلان التي وقعت في سبتمبر/أيلول 2004. وفي 8 مارس/آذار 2005، تمكنت القوات الخاصة الروسية من تحديد موقعه واغتياله بواسطة إلقاء قنبلة يدوية داخل المخبأ الذي كان يختبئ فيه.

أما شامل باساييف فكان المطلوب رقم 1 بالنسبة لروسيا. تنقل الرجل بين أوسيتيا وجورجيا وداغستان. وفي مارس/آذار 2000، دعا باساييف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمنازلة فردية بالسلاح الذي يختاره بوتين – تذكر أنك تتحدث عن شخص تم بتر قدمه منذ بضعة أسابيع فقط – رغبةً في تجنيب شعبي الشيشان وروسيا ويلات الحرب. بالطبع رفض بوتين هذ النزال. حاولت قوات باساييف استعادة قرية فيدينو أكثر من مرة في 2001، لكنهت فشلت، لذا اتجه لنوع مختلف من العمليات، وهي العمليات ضد المدنيين في روسيا.

بدأت تلك العمليات باحتجاز الرهائن في مسرح موسكو مما أدى إلى قتل 133 روسيًا، ثم تم تفجير مقر الحكومة الشيشانية في غروزني بواسطة سيارة مفخخة مما أدى إلى مقتل أكثر من 80 شخصًا، ثم كانت تفجيرات الميدان الأحمر وقطار ستافروبول في 2003، ثم احتجاز أطفال مدرسية بيسلان، وتفجيرات مترو موسكو، واغتيال الرئيس الشيشاني أحمد قاديروف، وتفجير طائرتي الركاب في 2004. وفي النهاية، قتل باساييف في أوسيتيا الشمالية يوليو/تموز 2006 أثناء قيامه بتخزين بعض الألغام من أجل استعمالها ضد القوات الروسية، حيث انفجر فيه أحد تلك الألغام.

أحكم بوتين ببراعة تثير الإعجاب وبواسطة عملائه في الشيشان، قبضته على القوقاز تمامًا. فالشيشان اليوم يحكمها الجنرال في الجيش الروسي رمضان قاديروف، ابن أحمد قاديروف!

اقرأ أيضًا:رمضان قديروف: مستبد عابد