محتوى مترجم
المصدر
التاريخ
2015/09/02
الكاتب

سوف يشارك 12,000 جندي غدًا (الموافق 3 سبتمبر/أيلول 2015) في استعراضٍ عسكري يمر عبر ميدان «تيانانمين» للاحتفال بالذكرى السبعين لاستستلام اليابان للحلفاء في الحرب العالمية الثانية.

ظاهريا تستخدم القيادة الصينية الذكرى كفرصةٍ، باستخدام التعبير الصيني، للاحتفال بـ«النصر في الحرب العالمية ضد الفاشية ومقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني».

لكن في الحقيقة فإن الهدف هو استعراض أسلحتها الحديثة قبل عدةً زيارات دولية مهمة يقوم بها الرئيس الصيني «شي جين بينغ». بالنسبة للقادة الغربيين، كان الاستعراض كابوسا دبلوماسيا: ضغط الصينيون عليهم للحضور، لكنهم يدركون أن الهدف هو الاحتفال بفرض مكانة الصين الدولية الجديدة (وربما تهميش صيفٍ دموي في أسواق الأسهم الصينية).

طلاب يحملون الأعلام الوطنية الصينية ونجوما حمراء استعدادا للعرض، 31 أغسطس 2015
طلاب يحملون الأعلام الوطنية الصينية ونجوما حمراء استعدادا للعرض، 31 أغسطس 2015

إنه الحاضر، أيها الغبي

بعدد 66 عاما من نهاية الحرب، بدأ العالم في تعلم كيف يتعامل مع صينٍ جديدة، دولة قوية جديدة لديها اقتصاد قوي وجيش مجهز جيدا على نحوٍ متزايد.

بميزانية دفاع لم تتجاوز 10% طوال 25 عاما الماضية أصبح لدي الصين الآن مقاتلات J15، ومروحيات الهجوم Z19، وصواريخ DF14 العابرة للقارات

ظلت ميزانية الدفاع الصينية تتزايد بنسبٍ تتجاوز 10% طوال الـ25 عاما الماضية، ولدى البلاد الآن مقاتلات جيه-15، ومروحيات الهجوم زد-19، ونسخة محمولة من صاروخ دي اف-14 العابر للقارات. ليس هناك الكثير من الشك في أن الاستعرض سوف يكون مبهرا في كلٍ من الدقة والعرض.

رغم الكيفية التي تصور بها القيادة الصينية الأمر، فإن الاستعرض ليس بشأن التاريخ فقط – هو أيضا بشأن الحاضر والمستقبل. تستخدم الصين تلك اللحظة لاستعراض عناصر قوتها وفرض دورٍ أكبر في منطقة آسيا المحيط الهادي (بينما تزداد التوترات في بحر الصين الجنوبي)، إن لم يكن في العالم بأكمله.


السجادة الحمراء

أحد المشاهد المثيرة للاهتمام سوف يكون صندوق الشخصيات الهامة: مَن مِن زعماء الدول سوف يحضر بالفعل؟

يحضر الاستعراض العسكري الصيني رؤساء كل من روسيا وجنوب أفريقيا، وفنزويلا، والسودان، وكوريا الجنوبية

يضم القادة الذين تأكد حضورهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (والذي استضاف شي في مايو الماضي لحضور استعراضٍ ضخم احتفالا بعيد النصر في موسكو)؛ والرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما؛ والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو؛ والرئيس السوداني عمر حسن البشير (والذي توجد مذكرة توقيف دولية ضده) و – بصورةٍ غير متوقعة على نحوٍ ما بالنظر لحساسيات الحرب العالمية الثانية في المنطقة– الرئيسة الكورية الجنوبية باك جون هاي.

سوف تحضر باك الاحتفالات، لكنها لن تحضر العرض العسكري. لن يكون الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون حاضرا، وأيضا رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.

لا ترغب الدول الصناعية الرائدة في وضع اليابان في مأزق، لكنها أيضا ليست راغبة في الإساءة للصين. وبالتالي استجاب قادة الدول للدعوات الصينية بالتهرب. في النهاية، لن يحضر أي زعيم غربي: سوف يمثل السفير الأمريكي لدى الصين ماكس بوكوس الرئيس الأمريكي باراك أوباما،والذي سوف يستضيف شي جين بينغ في الولايات المتحدة خلال أسابيعٍ قليلة.

على خلاف ما حدث عند إطلاق البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية في وقتٍ سابق من هذا العام، فإن واشنطن لم تضغط على الزعماء الغربيين الآخرين لتجنب الصين. لم يكن ذلك ضروريا، حيث أن جميع تلك الحكومات لديها أسبابها الخاصة للبقاء بعيدا. حتى الرئيس الألماني – وهو منصبٌ رمزي بدرجةٍ كبيرة– قد رفض.

كذلك فعل نظيره الفرنسي فرانسوا أولوند، والذي سوف يسافر إلى الصين في أكتوبر لمناقشة قضايا المناخ؛ سوف يحضر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بدلا منه. سوف يمثل إيطاليا أيضا وزير خارجيتها.

بالنسبة للمملكة المتحدة، اختار رئيس الوزراء ديفيد كاميرون انتظار زيارة الدولة الصينية إلى لندن في أكتوبر للقاء شي شخصيا. يمثل بريطانيا عضو مجلس الوزراء السابق عن حزب المحافظين كينيث كلارك.

الأكثر إدهاشا هو قائمة رجال الدولة المتقاعدين: سوف يكون المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر، والمعروف بالتواصل مع الرئيس الروسي بوتين عقب مغادرته منصبه عام 2005، حاضرا، مثل صديقه ونظيره البريطاني توني بلير.

عرض جوي خلال تدريب أقيم يوم 23 أغسطس 2015 على الاستعراض العسكري الذي سوف يقام في الثالث من سبتمبر في بكين


مشاكل كافية

يأتي الاستعراض العسكري الصيني في الوقت الذي يقوم فيه مرشحو الرئاسة الأمريكية بتوجيه انتقادات علنية للصين

العلاقات الأمريكية الصينية معقدةٌ بما يكفي بالفعل ولا تحتاج المزيد من الاضطرابات. بينما تستعرض الصين عضلاتها عبر استعراضٍ عسكري، فإن الولايات المتحدة في منتصف حملة رئاسية يقوم خلالها مرشحون – مثل حاكم ويسكونسن الجمهوري سكوت ووكر، والذي دعا أوباما مؤخرا إلى إلغاء زيارة شي – بانتقاد الصين علنا.

من جانبه، ادعى دونالد ترامب أن الصين «سوف تكون في مشكلة» إذا أصبح رئيسا، مضيفا: «الصينيون المساكين». رغم أن ذلك النوع من التعليقات لا يمكن أخذها بجديةٍ كبيرة، فإنها سوف تتطلب مهاراتٍ دبلوماسية أكثر من جانب الإدارة الحالية، وخليفتها، لاستعادة الحوار الأمريكي الصيني بالكامل.

في تلك الأحوال، ليس من المفاجئ أن واشنطن لم تبد رغبةً في حضور احتفالات بكين. كما أن إدارة أوباما لا تريد أن تكون جزءًا من استعراضٍ للقوة قبل أسابيع من قيام الرئيس شي بزيارةٍ إلى واشنطن. يخبرنا التاريخ أن العلاقات الأمريكية الصينية سوف تصبح أكثر إثارة من الاستعراض القادم.

المصدر | نشر في 2 سبتمبر 2015