في الخامس من مايو/آيار الماضي، زار ديفيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولي، برفقة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، مشروع بنبان، الذي قال مالباس أنه أكبر محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في العالم على مساحة تُعادل 20 % من مساحة واشنطن، والذي استثمر فيه البنك عبر ذراعه المعنية بالقطاع الخاص مؤسسة التمويل الدولية بمبلغ 653 مليون دولار، من إجمالي قيمته التي تبلغ ملياري دولار، حيث من المنتظر أن يولد المشروع طاقة قدرها 1600 ميغاوات من الكهرباء.

في تصريحات صحفية أوضح الدكتور أحمد فتحى، رئيس قطاع المشروعات بمنطقة كهرباء مصر العليا، إن المشروع في صيغته النهائية يستهدف إقامة 32 محطة توليد للطاقة الشمسية النظيفة في قرية بنبان بمحافظة أسوان، حيث سيحتل مساحة قدرها 8 آلاف و434 فدانا، وأنه قد تم ربط 17 محطة حطة الآن من بينها 5 محطات تم تشغيلها فعلياً وتُنتج قرابة 230 ميجا وات، حيث أن هناك 4 محطات تنتج كل منها 50 ميجا وات لكل واحدة، بينما تبلغ الطاقة المولدة من المحطة الخامسة نحو 30 ميجا وات فقط.

ومن المنتظر أن يكتمل الإنشاءات في المشروع بوحداته الـ 32 في سبتمبر القادم بحجم طاقة سيبلغ 1465 ميجا وات، وقد تم الانتهاء من إقامة 4 محطات محولات تعمل كل منها بجهد 22/220 كيلو فولت، لاستقبال الطاقة النظيفة المولدة وتحويلها إلى الشبكة الموحدة للكهرباء، حيث تقوم كل محطة محولات من المحطات الأربعة بربط 9 محطات لتوليد الطاقة الشمسية، وتبلغ تكلفة محطة المحولات الواحدة نحو 250 مليون جنيه.

وكان المجلس التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية، وهو الذراع المعنية بالقطاع الخاص بمجموعة البنك الدولي، قد وافقت بالإجماع في يوليو من عام 2017 على إقامة مشروع بنبان في جنوب مصر ليكون أضخم مشروع لإنتاج الطاقة الشمسية على مستوى العالم، بمشاركة من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وعدد كبير من الشركات العالمية الكبرى.

وقد جاء مشروع بنبان كأحد مشروع توليد الطاقة الذي اهتمت بها مصر في الفترة الأخيرة لسد العجز في كمية الطاقة في مصر وبدء مرحلة جديدة تكون مصر من أهم مصدري الكهرباء في المنطقة، فقبل شهور من افتتاح مشروع بنبان افتتحت مصر أكبر محطة لإنتاج كهرباء الرياح في العالم بمنطقة جبل الزيت في البحر الأحمر، والذي تبلغ طاقته الإنتاجية 580 ميجا وات بتكلفة بلغت 12 مليار جنيه (685.7 مليون دولار تقريبا).

ويتكون المشروع من 390 توربينة رياح، مقسّم إلى عدة مراحل، الأولى 120 توربينة بقدرة 240 ميجا وات، والثانية تضم 110 توربينات بقدرة 220 ميجا وات، والثالثة 60 توربينة بقدرة 120 ميجا وات، تحتوي جميعها على منظومة مراقبة الطيور المهاجرة من خلال الرادار ليتم وقف التوربينات عند مرورها وإعادة تشغيلها بعد ذلك، وهي منظومة تستخدم لأول مرة في العالم، علاوة على أن إجمالي قدرة المحطة تعد الأكبر على مستوى العالم.

وتستهدف مصر أن تُسهم الطاقة المتجددة بنسبة 40 بالمائة من إجمالي الطاقة المنتجة في البلاد بحلول عام 2035 باستبدال بعض مصادر الكهرباء المعتمدة على البنزين والسولار والغاز الطبيعي بمحطات طاقة شمسية وطاقة رياح، إلا أنه وفي ظل تلك الاستراتيجية يبقى السؤال حول جدوى مشروع المفاعلات النووية بمنطقة الضبعة لإنتاج الطاقة الكهربائية بعد كل تلك المشاريع وغيرها والتي ستغطي انتاج مصر وتكفي للتصدير.