لا يمكنك أن تضمن أن يتذكر طفلك كل ما درسه على مدار العام الدراسي، لكن يمكنك أن توفر له إجازة صيفية تعلق بذاكرته للأبد! تعتبر فترة الإجازة الصيفية من أحب الأوقات للأطفال والأبوين على حد سواء، حيث التحرر من الضغط العصبي المصاحب للدراسة والروتين اليومي للمدرسة، وحيث تتوفر العديد من الفرص والفعاليات الترفيهية والاجتماعية والتي يندر تواجدها باقي أيام العام.

في هذا المقال سأعرض عليك بعض الأفكار التي يمكن أن تجعل من الإجازة الصيفية ذكرى سعيدة لكل أفراد الأسرة.


1. خارج المنزل

1. استكشف العالم

لا شك أن تجربة السفر هي إحدى أكثر التجارب الممتعة والثرية التي يمر بها الإنسان في حياته، اختر بلدًا ذا مناخ أو طبيعة مختلفة، ثقافة مميزة أو حضارة استثنائية، وعش المغامرة مع عائلتك، تجربة ركوب الطائرة أو الباخرة في حد ذاتها مغامرة مثيرة.

2. استكشف بلدك

لا يقتصر السفر على السياحة الخارجية، يمكنك استكشاف دولتك مع أسرتك، ففي البلد الواحد نجد مدنًا ذات طبيعة مختلفة منها الساحلية والجبلية والأثرية وغيرها، وثقافات مختلفة في الملبس والمأكل وحينها يمكن أن تكمن إثارة السفر في رحلة القطار.

3. استكشف مدينتك

أثناء العام الدراسي يقضي أطفالك كل أوقاتهم محصورين في أماكن محددة ما بين المنزل والمدرسة والنادي، بينما مساحة مدينتهم تبلغ أضعاف ذلك بكثير، في أشهر الإجازة الصيفية يمكنكم موازنة تلك المعادلة والانطلاق في استكشاف معالم المدينة وأماكنها المختلفة، اطبع خريطة مفصلة لمدينتك وقسم مناطقها على أيام الإجازة لتزوروا منطقة في كل يوم حيث يدون أطفالك مذكراتهم عن تجربتهم في كل منطقة، ويمكنك تحديد مكان محدد لكل منطقة بما يوفر خبرات مختلفة لأطفالك، فالمنطقة أ سترتبط في ذاكرتهم بدار الأيتام الذي وزعوا هدايا على أطفاله، والمنطقة ب بالمكتبة العامة التي قضوا فيها وقتًا ممتعًا، بينما المنطقة ج بالمتحف والمنطقة د بالمصنع والمنطقة هـ بالتسوق وهكذا.

4. استكشف منطقتك

حين أتذكر طفولتي يتبادر لذهني هدوء مكتبة الحي وصخب التدريب على الفقرة الاستعراضية لختام الموسم في مركز الشباب، وقداسة المسجد في حلقة القرآن وهرج السوق الخاص بالمنطقة، إنه ذلك المجتمع الصغير الذي نرتبط به ويرابط فينا، تخيل ما سيفوت أطفالك حين يستبدلون حاسبهم الآلي وهاتفهم المحمول بحياة كاملة يكونون هم أحد أبطالها، من المفارقات العجيبة أننا نعيش في عالم مفتوح تنغلق فيه كل أسرة على نفسها فلا تميز جيرانها إن التقتهم صدفة، وتتعثر في إجابة السائل عن معالم منطقة سكنها.

5. تخييم في حديقة المنزل

إذا كانت تجربة التخييم والمبيت خارج المنزل غير قابلة للتنفيذ، فيمكنك تجربة الأمر في حديقة منزلك أو على سطحه أو حتى في شرفته، خيمة حميمية في الهواء الطلق وتأمل السماء والتسامر مع أفراد أسرتك مع حفل شواء صغير أو وجبات خفيفة تمثل وقتًا رائعًا للأطفال.


2. في منزلك: تحديات طويلة المدى

بقليل من التخطيط في بداية الإجازة الصيفية ستتمكن من مساعدة أفراد أسرتك على استثمارها بشكل كبير، فكر في تحديات يتشارك فيها جميع أفراد الأسرة، مثل:

1. نادي القراءة

يمكنكم اختيار كتاب محدد يقرأه كل أفراد الأسرة لمناقشته أسبوعيًا أو شهريًا في جلسة عائلية، أو تحديد عدد كتب محدد وترك اختيار عناوينها لكل فرد حسب ميوله، على أن يقوم بعرض ما قرأه على باقي أسرته بصفة دورية. تأسيس نادي القراءة الخاص بالأسرة بمشاركة أطفالك يدعمهم على الجانب النفسي وليس فقط الثقافي حيث تنمو روابط الانتماء والمحبة لديهم.

2. دورات تعليمية

يمكنكم اختيار مهارة معينة تودون جميعًا تعلمها والاشتراك في إحدى الدورات الخاصة بها سواء إلكترونيًا أو مباشرة، وتحديد موعد نهائي لإتقانها، وهنا ستكونون جميعًا كزملاء الصف تتدارسون سويًا ويساعد بعضكم البعض في تنفيذ المشروعات الخاصة بالدراسة، بدلا من أن تكون الدراسة من نصيب أطفالكم فقط في حين تتولون أنتم الإشراف.

3. ألعاب أسرية

في عالم انشغل كل فرد فيه بشاشته الإلكترونية يمكنك التفكير في إهداء أطفالك لعبة أسرية بدلاً من لعبة فردية تزيد من عزلتهم، تلك الألعاب التي يجتمع حولها أفراد الأسرة في جو محبب من التحدي والمرح. هناك بُعد آخر لهذه الألعاب وهو الأهم بنظري، حيث تمكنك من اكتشاف شخصية أطفالك عن كثب، تفكيرهم وطموحهم وقدراتهم عن طريق أحاديثهم وردود أفعالهم العفوية أثناء اللعب.

4. تبادل الأدوار

تخلّ عن زمام أمور المنزل قليلاً وكلف أطفالك بإدارة شئون الأسرة لمدة يوم أو أسبوع، ليعيشوا تجربة إدارة المنزل بمتعتها ومشاقها مما يعزز فرص دعمهم لك وتعاطفهم معك مستقبلاً، أخبرهم بالميزانية المسموحة والمهام التي ستتخلى عنها لهم ليختبروا قدراتهم بهذا الأمر، التسوق والطهي وغسل الملابس وتنظيف المنزل، سداد الفواتير وحجز المواعيد، كلها مهارات حياتية هامة لهم.

5. عمل تطوعي

في عالم مليء بالماديات ربما نحتاج لغرس ثقافة التطوع في أطفالنا، بذل الوقت والجهد من أجل هدف سامٍ يصقل شخصية الطفل من عدة أوجه، فهو يخلصه من الأنانية ويساعده على تقدير ما أنعم الله به عليه. يمكن استغلال الإجازة الصيفية في اختيار إحدى المهام التطوعية لتشارك الأسرة بأكملها في تحقيقها، تمويل مشفى خيري أو تجديد دار أيتام أو حتى تزيين الشارع.

6. مشروع مشترك

ما رأيك بنشاط أسري مثل التفكير في مشروع ربحي قصير المدى يجمع أفراد أسرتك في جو من التعاون والحماس؟ عصف ذهني للتوصل لفكرة مناسبة للجميع، ثم دراسة جدوى بسيطة، ثم تقسيم المهام وإدارة الموارد، التنفيذ والمتابعة واقتسام الربح، إنها أشبه بلعبة جماعية مرحة لكنها بالوقت نفسه خبرة عظيمة لأطفالك، حاول كبح جماح سيطرتك على المشروع ولتساعدهم في الاضطلاع بالجزء الأكبر منه، ولا أتحدث هنا عن مشاريع كبيرة طويلة المدى، ولكن يمكنك تنفيذ الأمر بأفكار بسيطة مثل بيع العصائر الطازجة الباردة، أو الوجبات الخفيفة.