بعد تواصل مرور الأيام على العملية العسكرية الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، بات على الأوكرانيين استعمال كل الوسائل المتاحة للفرار من الموت، وهو ما تضمّنته الهواتف الذكية الذاخرة بالتطبيقات.

هذه المرّة لن تُستخدم التطبيقات في الألعاب أو التصميم ولكن لتخبر الأوكرانيين خلال أيامهم الصعبة كيف ينجون من الموت. وفي هذا الصدد برعت عدة تطبيقات درج الأوكرانيون على استعمالها لتخفيف وطأة العزلة الروسية التي فرضتها على أراضيهم.

1. كييف الرقمية Kyiv Digital

قبل الحرب كان هو التطبيق الرسمي لشراء تذاكر المواصلات والاطلاع على خطوط سير المواصلات العامة، أما بعد الحرب فتحوّل إلى أداة مُنقذة لحياة الأوكرانيين بعدما لعب دورًا كبيرًا في التحذير من وقوع الغارات الجوية أو توجيه الناس إلى أقرب ملجأ.

بحسب مسؤولين أوكرانيين، جرى هذا التحوّل عقب 24 ساعة فقط من غزو روسيا لأوكرانيا، وحتى الآن أطلق التطبيق آلاف التحذيرات والإنذارات، ونشر خرائط للملاجئ الآمنة إضافة لمعلومات حول كيفية دعم الجيش في حربه المُستعرة ضد القوات الروسية.

2. تيليجرام Telegram

بلا مبالغة فإن تطبيق تيليجرام هو الرابح الأعظم من تلك الحرب، بعدما أصبح مصدرًا رئيسيًا اعتمد عليه الأوكرانيون ليس فقط للتواصل الآمن عبر خاصية التشفير والحذف التي يتيحهما التطبيق بسهولة، وإنما أصبح كذلك مصدرًا مهمًّا للأخبار في أوقات قد يصعب فيها فتح التلفاز والاستماع للأخبار من مصادرها الموثوقة.

ساعد على ذلك تميّز التطبيق بخاصية القنوات التي تكاد تكون غير موجودة في تطبيقات المراسلة الأخرى، وهو تخصيص قناة بعينها للصور وأخرى لمقاطع الفيديو، هذه القنوات أصبحت وسيلة شائعة جدًا لتبادل الأخبار ليس فقط بين الصحفيين، وإنما بين أرفع مسؤولي الدولة الأوكرانية.

وبعكس منصّات التواصل الاجتماعي كـ«فيسبوك» و«تويتر» فإن الإعلانات لا تُعكّر صفو المحتوى المقدّم ولا تتحكّم به، فلا توجد خوارزمية بعينها تنتقي ما يُعرض وما لا يُعرض، وهو ما ساعد على تدفّق المعلومات أكثر وأكثر ووصولها إلى أكبر عددٍ ممكن من الأوكرانيين.

وبحسب بعض التقارير الإعلامية، فإن ذات التطبيق أصبح مصدرًا لملايين الروس الذين يريدون معرفة الحقيقة والأخبار ذات المصداقية من مصادرها التي تعمل على الأرض فعلاً بعيدًا عن الأداة الإعلامية الروسية الرسمية.

المفارقة أن هذا التطبيق تأسّس على يدي رجل الأعمال الروسي بافيل دوروف، والذي عُرف بِاسم مارك زوكربيرج الروسي، لكنه لاحقًا دخل في مشاكل عِدة مع الحكومة الروسية دفعته إلى الهرب خارج البلاد منذ عام 2014م.

3. تِك توك TikTok

هذا التطبيق الذي اقترن عادةً بفيديوهات اللعب والرقص والمزاح، استعان الشباب الأوكراني من ذوي الفئات العُمرية الصغيرة، وخصوصاً ذوي الشعبية منهم على تطبيق “التك توك” بجماهيريتهم العريضة للتعريف بحجم الدمار الذي تتعرّض له بلادهم.

وداوَم الأوكرانيون على نشر الفيديوهات الصغيرة يكشف مدى قتامة الأوضاع التي تعيشها أوكرانيا، عبر تصوير أنفسهم وهم يلتحفون بالبطانيات ويرتجفون من فرط البرد في المخبأ، أو وهم يتابعون دبابة روسية تتهادَى في الشارع أمام منزلهم.

ومن فرط أهمية تأثير هذه الأنشطة فإن الرئيس الأوكراني في خطابٍ له اختصَّ فيه الـ«TikTokers»، مثمّنا جهودهم التي اعتبرها يُمكن أن تُساعد على إنهاء الحرب.

وبالمثل استخدم عدد كبير من الشباب الروس هذا التطبيق لنشر فيديوهات تعبّر عن سخطهم من هذه الحرب وأنهم- والكثير من أقاربهم- لا يؤيدونها.

4. ستارلينك Starlink

بين ليلةٍ وضحاها أصبح هذا التطبيق هو الأكثر تحميلاً في أوكرانيا، إن لم يكن الأكثر على الإطلاق.

هذا التطبيق مملوك للملياردير الأمريكي الشهير إيلون ماسك مُؤسِّس شركة «تسلا» للسيارات الكهربائية. يسمح هذا التطبيق لمستخدميه في الوصول إلى خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التي توفّرها شركة أخرى مملوكة لماسك أيضًا هي شركة SpaceX.

وفور وقوع الغزو تعهّد ماسك بتسهيل عمل هذا التطبيق في أوكرانيا ليتغلّب- ولو جزئيًا- على خدمة انقطاع الإنترنت التي عانت منها أوكرانيا بسبب استهداف الروس للعديد من مرافق البنية التحتية لقطاع الاتصالات الأوكراني.

وحقّق التطبيق إقبالًا كبيرًا فور الإعلان عن إمكانية طرحه في أوكرانيا، وجرى تحميله 21 ألف مرة خلال يوم واحد، وهي واحدة من أكثر حالات الإقبال على التطبيقات في العالم.

5. Diia

هو تطبيق حكومي رعت إنشاءه الدولة الأوكرانية منذ فبراير 2020م، ويسعى لتوفير كافة الخدمات الحكومية للمواطنين كاستخراج جوازات السفر ورخص القيادة وغيرها من الوثائق الرسمية.

وبحسب إحصائيات ما قبل الحرب، فيستخدم قرابة 14 مليون أوكراني التطبيق لإنجاز معاملاتهم.

وكما هو متوقّع تحوّل التطبيق إلى منصّة لدعم جهود الدولة لمواجهة الحرب عبر تنظيم عمليات التبرّع للجيش –أعلن نائب رئيس الوزراء الأوكراني أنها تجاوزت الـ150 مليون هريفنا (العملة المحلية) أوكرانية- ومشاركة الصور ومقاطع الفيديو التي ترصد تحرُّكات القوات الروسية، كما قدّمت كييف عبره تغطية تليفزيونية على مدار 24 ساعة للأحداث، وقناة ترفيهية للأطفال لتخفيف وقع البقاء في الملاجئ عليهم.