محتوى مترجم
المصدر
التاريخ
2016/06/21
الكاتب

استيقظ المصريون الخميس 19 مايو/آيار على حادثة اختفاء طائرة مصرية تابعة لشركة مصر للطيران، كانت الطائرة طراز إيرباص A320 أقلعت من مطار شارل ديجول بباريس، وكانت تحمل على متنها 56 شخصًا بالإضافة إلى 10 أشخاص كانوا هم طاقم الطائرة، كان من بينهم 30 مصريًا و15 فرنسيًا وعراقيين ومواطن من كلٍّ من كندا والبرتغال وتشاد والسودان والكويت والجزائر والمملكة العربية السعودية وبريطانيا وبلجيكا.

بيان صحفيصرح مصدر مسئول بشركة مصر للطيران أن القوات المسلحة والبحرية المصرية تمكنت من انتشال المزيد من حطام الطائرة…

Gepostet von EGYPTAIR am Freitag, 20. Mai 2016

تضاربت الأقوال على مدار اليوم حول ماذا حدث للطائرة وهل هي مفقودة أم أنها تحطمت، إلا أن شركة مصر للطيران أعلنت أن الطائرة قد تحطمت عقب دخولها المجال الجوي المصري وقبل وصولها مطار القاهرة بنحو 20 دقيقة. وانعقد مجلس الأمن القومي المصري بالأمس برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي لبحث أزمة اختفاء الطائرة، وقد تم إرسال قطع بحرية مصرية إلى السواحل اليونانية للبحث عن حطام الطائرة بالتنسيق مع الجانب اليوناني، والتي يتوقع أن الطائرة تحطمت بالقرب من إحدى جزرها، وفي صباح اليوم تم العثور على بعض أمتعة ركاب الطائرة بواسطة القوات المسلحة والبحرية المصرية.

في 31 أغسطس/آب 1950 سقطت الطائرة« نجمة ماريلاند» والتي أقلعت في الرحلة 903 التابعة لشرطة الطيران الأمريكية «TWA» في شمال غرب القاهرة، وكانت الطائرة متجهة من مومباي بالهند إلى نيويورك، وكان على متنها 55 شخصًا لقوا مصرعهم جميعًا، وكان سقوط الطائرة ناتجًا عن توقف عمل محركها الثالث عن العمل، فسقطت في محاولة عودتها إلى القاهرة على ارتفاع أكثر من 10,000 قدم.

ومن أول قصة إلى آخر قصة دائما تأتي الكوارث بخروج الطائرة عن خط الملاحة المرسوم، سواءً أكان باختطاف أو بعمل تخريبي أو مجرد عطل فني.


(1) الخطوط الجوية العربية الليبية

إن عشنا فنحن سعداء، وإن متنا فشهداء
أحد أفراد طاقم الرحلة 114 الخطوط الجوية العربية الليبية

21 فبراير 1973 سقطت طائرة الخطوط الجوية العربية الليبية فوق شبه جزيرة سيناء، وكانت الطائرة تحمل الرحلة رقم 114، أقلعت الطائرة طراز بوينغ 727 من مطار بنيغازي بليبيا متجهة إلى مطار القاهرة الدولي، وعندما وصلت إلى الأجواء الجوية المصرية تعرضت إلى عاصفة رملية أجبرتها على الدخول في المجال الجوي لشبه جزيرة سيناء والتي كانت واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي حينها، مما دفع طائرتين حربيتين إسرائليتين إلى إطلاق النار على الطائرة وإسقاطها، وقد أدى ذلك الحادث إلى مقتل 108 شخصًا كانوا على متن الطائرة ونجاة 5 أشخاص.

وكان من بين ركاب الطائرة وزير الخارجية الليبي الأسبق صالح بو يصير والإعلامية المصرية سلوى حجازي، وعلى الرغم من أن الطائرة كانت مدنية وجميع من عليها من المدنيين إلا أن الطائرتين الإسرائليتين قد قامتا بإطلاق النار عليها بعدما استطاعت الليبية أن تعدل من مسارها متجهة مرة أخرى إلى القاهرة.

وفيما يخص ردود الأفعال على ذلك الحادث فالأمم المتحدة لم تصدر أي قرار بإدانة إسرائيل، معللة ذلك بأن من حق الدول ذات السيادة أن تدافع عن نفسها وفقًا لقواعد القانون الدولي. بينما أدانت منظمة الطيران المدني الدولية ما قامت به إسرائيل، وفي وقت لاحق قام كلٌّ من موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي وجولدا مائير رئيسة الوزراء ومناحم بيجن وثلاثة قادة عسكرين بوقفة اعتذار عما أطلقوا عليه خطأ إسقاط الطائرة الليبية.

في مارس/ آذار 2008 قام نجل وزير الخارجية الليبي الأسبق صالح بو يصير بإجراءات ملاحقة قضائية للحكومة الإسرائيلية؛ لمطالبتها بكشف الحقيقة عن مسقط الطائرة التي كان والده على متنها، بالإضافة إلى سعي نجلة سلوى حجازي وأسرة الطيار الفرنسي الذي كان يقود الطائرة إلى مقاضاة إسرائيل أمام المحاكم الفرنسية عام 2003 متهمين وزير الدفاع وقتها موشي ديان بأنه المسئول الأول عن الحادث.


(2) اختطاف طائرة الرحلة 648

طائرة, القوات الخاصة المصرية, قبرص
طائرة القوات الخاصة المصرية التي حررت الطائرة المصرية في قبرص

من مطار أثينا في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1978 أقلعت الطائرة المصرية صاحبة الرحلة 648 متجهة إلى مصر، وكانت تحمل 92 راكبًا، وكان هناك 3 ركاب من مجموعة صبري البنا الفلسطنية – والمعروفة باسم مجموعة «أبي نضال» – مسلحين بأسلحة ثقيلة وقنابل يدوية، قاموا بالسيطرة على الطائرة واغتيال الأديب المصري ووزير الثقافة حينها يوسف السباعي بسبب سفره إلى إسرائيل مع الرئيس المصري آنذاك أنور السادات.

بعدما قاموا باغتيال السباعي، قاموا باحتجاز عدد من الركاب المصريين والعرب الذين كانوا يحضرون مؤتمر التضامن الأفرو-آسيوي السادس بمدينة نيقوسيا، وقاموا بتهديد الحكومة القبرصية بقتل جميع الرهائن المتواجدين معهم إذا لم يوفروا طائرة خاصة تنقلهم خارج قبرص، إلا أن الحكومة القبرصية لم تتجاوب معهم.

أرسل السادات فرقة من القوات الخاصة 777 من أجل تحرير الرهائن بدون تنسيق مع مع الجانب القبرصي

وبعد عدة محاولات للهبوط في مطارات دول مختلفة قرروا الهبوط بمطار لارنكا بقبرص، وعندما عجزت الحكومة القبرصية عن حل الأزمة أرسل الرئيس السادات فرقة من القوات الخاصة 777 بقيادة العقيد «مصطفى الشناوي» للقيام بعملية عسكرية من أجل تحرير الرهائن، إلا أن تلك الخطوة لم تكن بالتنسيق مع الجانب القبرصي مما أدى إلى تبادل إطلاق النار بين القوات القبرصية التي كانت حول الطائرة والقوات المصرية، ثم قامت الفرقة باقتحام الطائرة فتبادل الطرفان إطلاق النيران مما أدى إلى سقوط 56 قتيلًا بالإضافة إلى قتيلين قتلا في مرحلة المفاوضات بين الخاطفين والحكومة القبرصية.

كما أدت تلك العملية العسكرية إلى توتر العلاقات بين مصر وقبرص، حيث قامت قبرص بإلقاء القبض على عدد من العسكريين المشاركين في عملية الإنقاذ، مما أدى لقطع العلاقات الدبلوماسية مع قبرص وظلت العلاقات مقطوعة حتى اغتيال الرئيس السادات عام 1981.


(3) خريف 1999 وطائرة البطوطي

في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 1999 تحطمت طائرة مصرية تحمل رحلة رقم 990 عقب إقلاعها من مدينة نيويورك بساعة واحدة متجهة إلى القاهرة، وقد تحطمت فوق شواطئ المحيط الأطلسي، تعد تلك الحادثة من أكثر حوادث الطائرات غموضًا حول معرفة سبب التحطم.

وكان على متن الطائرة وفد عسكري يضم 36 ظابطًا بالجيش المصري من بين 217 راكبًا لقوا جميعًا مصرعهم على أثر سقوط الطائرة، وتضاربت الأقوال في سبب تحطم الطائرة، فالرواية الأمريكية تذهب إلى أن مساعد الطيار الكابتن جميل البطوطي تعمد إسقاط الطائرة وتستند في روايتها تلك على الجملة التي قالها البطوطي قبل سقوط الطائرة حين قال «توكلت على الله»، وهي الرواية التي رفضها الجانب المصري وعائلة البطوطي.

بينما الرواية الثانية والتي تستند على شهادة أحد الطيارين الألمان؛ وهو أن الطائرة أسقطت بعلم من الجانب الأمريكي حين شاهد الطيار الألماني جسمًا غريبًا يقترب من الطائرة ويصطدم بها وعلى الأرجح فإن ذلك الجسم هو صاروخ تابع للبحرية الأمريكية.

وقد شكلت الحكومة المصرية بالتعاون مع الحكومة الأمريكية لجنتين للتحقيق في الحادث لكنها لم تصل إلى شيء يذكر، فإلى وقتنا هذا لم تثبت صحة أي من الروايتين، كما أن الرئيس مبارك وقتذاك لم يتخذ أي موقف من الجانب الأمريكي لمحاولة الوقوف على أسباب الحادث، خاصة وأن هناك رواية تذهب لتورط الجانب الأمريكي في إسقاط الطائرة.


(4) من شرم الشيخ إلى باريس

في 3 يناير/ كانون الثاني 2004 سقطت طائرة مصرية تابعة لشركة «فلاش إير لاينز» كانت متجهة من شرم الشيخ إلى مطار شارل ديجول بباريس، سقطت الطائرة في البحر الأحمر ولقي 148 شخصًا كانوا على متن الطائرة مصرعهم كان أغلبهم من الفرنسسين.

وبعدما قام الجانب الفرنسي بتحليل نتائج الصندوق الأسود للطائرة؛ ذهبوا إلى أن الطائرة قد سقطت بسبب خطأ بشري حيث اعتقد طاقم الطائرة أنه قد تم تشغيل الطيار الآلي إلا أن الجهاز لم يشتغل وفي الغالب لم يدرك الطاقم ذلك. إلا أن الجانب المصري قد رفض تلك الرواية حيث أرجع الواقعة إلى عطل فني حال دون تشغيل الجهاز وليس بسبب خطأ بشري.

وفي عام 2009 أصدر الجانب الفرنسي تقريرًا جديدًا يدين فيه شركة الطيران والطيارين؛ بسبب افقتارهما إلى الخبرة في التعامل مع حالات الطوارئ وعدم توفير الشركة التدريبات اللازمة لتلك الحالات لطيّاريها.


(5) قبرص من جديد

ضمت الطائرة 36 ضابطًا بالجيش المصري لقوا مصرعهم على أثر سقوط الطائرة
سيف الدين مصطفى, الطائرة المصرية, قبرص
«سيف الدين مصطفى» خاطف الطائرة المصرية في قبرص

لم تكن حادثة اخطتاف الطائرة المصرية عام 1978 بقبرص هي آخر الحوادث التي تكون قبرص فيها هي مسرح الأحداث لاختطاف طائرة مصرية هناك، ففي مارس/ آذار 2016 تم اختطاف طائرة مصرية متجهة في رحلة داخلية من مطار برج العرب بالإسكندرية إلى مطار القاهرة الدولي واقتيادها إلى مطار «لارنكا» بقبرص، كان على متن الطائرة 56 راكبًا إضافة إلى 7 أفراد هم طاقم الطائرة ورجل أمن.

هدد الخاطف سيف الدين مصطفى قائد الطائرة بأنه يرتدي حزامًا ناسفًا طالبًا منه التوجه إلى قبرص وإلا سيقوم بتفجيرها، مما دفع قائد الطائرة إلى تغير مساره والتوجه إلى قبرص، وفور الوصول طلب الخاطف أن يتم منحه حق اللجوء السياسي، وهو الأمر الذي لم تستجب له السلطات القبرصية. وفي خلال مرحة المفاوضات سعت السلطات القبرصية أن يقوم الخاطف بالإفراج عن ركاب الطائرة، وهو بالفعل ما تم حيث غادر الطائرة جميع الركاب ولم يتبقَّ فيها سوى الطاقم، بعدها سلم مصطفى نفسه طواعية بعدما أفرج عن الطاقم، وتمت التحقيقات مع الخاطف في مطار «لارنكا».

وفي تلك الأحيان أرسلت السلطات المصرية طائرة خاصة على متنها وزير الطيران المدني شريف فتحي، من أجل نقل الركاب من مطار قبرص إلى القاهرة وكان في استقبالهم رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل.