محتوى مترجم
المصدر
سيكولوجي توداي
التاريخ
2016/10/04
الكاتب
سوزان كراوس وايتبورن

ماهي النرجسية؟، التعريف السائد عن النرجسية هي اضطراب في الشخصية حيث تتميز بالغرور، والتعالي، والشعور بالأهمية، ومحاولة الكسب ولو على حساب الآخرين.تستعرض سوزان كراوس وايتبورن، أستاذة علم النفس وعلوم الدماغ في جامعة ماساشوسيتس الأمريكية، في مقال بمجلة (سيكولوجي توداي)، دراسة أجرتها جامعة كندية، تقدم لنا كيفية تحديد الأشخاص الذين تكون لديهم النزعة النرجسية مرتفعة.وتقول وايتبورن إنه يمكن تمييز الأشخاص المصابين بالنرجسية المرتفعة على الفور، فالنرجسيون المصابون بجنون العظمة يحاولون باستمرار لفت الانتباه إليهم ولو على حساب الآخرين. يشعر هؤلاء بأن لهم الحق في تلقي معاملة خاصة وينتابهم الغضب حال عدم حصولهم عليها.وتضيف أن هناك نوعًا آخر من النرجسيين وهو النرجسي الحساس والذين يكون بحاجة لمنحه الشعور بالطمأنينة، على الرغم من أن تلك الشخصية لا تعبر عن مخاوفها علنًا. ومع ذلك، يمكن أن يكون هؤلاء أيضًا استغلاليين وأكثر قوة. ويقدم لنا البحث الكندي الجديد مجموعة من الأفكار التي تمكننا من تمييز المصابين بالنرجسية المرتفعة من بين الأشخاص.وتشير وايتبورن إلى أن علماء النفس عادة ما يضعون تصورًا على أنها سمة يولد عليها الشخص ويحيا ويموت بها؛ فهو يعيش معظم فترات حياته ساعيًا وراء الاهتمام الدائم به. لقد قرر الباحثان ميراندا جياكومين وكريستيان جوردان، من جامعة ويلفريد لورييه الكندية، دراسة حالة النرجسية لدى شخص واحد على مدار أيام عادية.وبعد أن لاحظ الباحثان تباينًا كبيرًا في درجات النرجسية داخل الأشخاص أنفسهم الذين خضعوا لاختبارات طيلة 10 أيام، افترض الباحثان أن المواقف اليومية قد تزيد أو تحدّ من النزعات النرجسية لدى أي شخص. على سبيل المثال، إذا اطلعت على معاناة شخص آخر، حتى وإن كانت النزعة النرجسية لديك مرتفعة، فقد تصبح في تلك اللحظة أكثر تعاطفًا معه.ويعتقد الباحثان جياكومين وجوردان أن أحد العوامل المؤثرة أو التي ربما تعكس تلك التغيرات في النزعة النرجسية ربما تكون المشاعر المتعلقة بالرفاهية الشخصية. وقد يؤثر ذلك في اتجاهين مختلفين؛ الأول: عندما يشعر الشخص بأنه في حالة جيدة، يزداد احترامه لذاته؛ ما يدفعه للشعور بجنون العظمة. أما الثاني: فهو أن يستفيد الشخص من النرجسية الداخلية لتعزيز احترامه لذاته، عندما يشعر بأن معنوياته منخفضة.لقد درس فريق البحث عن قرب التذبذبات اليومية في النزعة النرجسية والرفاهية عن طريق الاستعانة بمجموعة من طلبة الكليات وإخضاعهم لاختبار قياس النزعة النرجسية على مدار 14 يومًا، وقام الباحثون أيضًا بقياس درجة النرجسية لدى الطلاب بشكل عام واحترام الذات والرضاء عن الحياة من خلال تقييماتهم الذاتية.وكما خلص الباحثون خلال دراسة سابقة، فقد كانت نسبة التباين اليومية في النزعة النرجسية لدى الطلاب 25%. وخلص الباحثون إلى أن المشاركين الذين سجلوا درجات مرتفعة في النزعة النرجسية يوميًا كانوا أكثر رضاء عن حياتهم بشكل عام.لكن أيضًا في الأيام التي كانت نسب النرجسية بها مرتفعة لدى الطلاب، صاحب ذلك زيادة في نسب المشاعر السلبية لديهم لاسيما مشاعر الغضب. وخلص مُعدو الدراسة أيضًا إلى «أنه من المعروف أن ردود أفعال النرجسيين تكون عنيفة، وأنهم يصبحون أكثر عداء عندما تتعرض وجهات نظرهم الإيجابية لأنفسهم لأي خطر؛ بمعنى آخر: إذا كان لدى البعض شعور بالنرجسية في أي يوم عادي، فبدلاً من أن يصحب ذلك حالة معنوية جيدة، يصحبه مزيد من الاستياء والعرضة لعدم التحكم بالمشاعر».الاستنتاج الهام الآخر الذي خلصت إليه الدراسة، هو أنه في الأيام التي تكون مشاعر النرجسية بها مرتفعة لدى الأشخاص، فإن ذلك يصاحبه على الأرجح انخفاض في تقدير الذات. على الرغم من ذلك، فإن الأشخاص الذين تكون لديهم مشاعر النرجسية مرتفعة يشعرون بأنهم في حالة جيدة بشكل عام. من الممكن أن تتأثر التغيرات اليومية في مشاعر النرجسية بالحياة العاطفية لدى الأشخاص بشكل أكبر من تأثرها بمفهوم الذات (انعكاس لكل ما بداخل الإنسان ووجهة نظره في الحياة وقدراته وطموحاته).يمكن أن تؤدي مشاعر الغضب والشعور بالذنب والخوف إلى احتياج الشخص للحماية ضد ما قد يراه إهانة أو استخفافًا به، وقد تقوده من ناحية أخرى إلى أن يصبح متغطرسًا واستغلاليًا بشكل أكبر.نفهم من خلال تلك الدراسة أن استمرار مشاعر النرجسية المرتفعة لدى الأشخاص ليست أمرًا حتميًا؛ ما يعني أن العوامل التي تحدد ارتفاعها قد تصبح أكثر تأثرًا بالتغيرات اليومية لمن يعيشون ويعملون معهم.ويقدم البحث ست دلالات لتحديد الأشخاص أصحاب المشاعر النرجسية المرتفعة:

1- تكون ردود أفعالهم عنيفة حال شعروا بمعاملة سيئة:

تفترض الدراسة الكندية أنه عند شعور الأشخاص بالنرجسية، فإنهم يكونون أكثر حساسية للرفض والانتقاد. على سبيل المثال، إذا قمت عن غير قصد بإهانة أو انتقاد شخص ترتفع لديه مشاعر النرجسية، فإنه سيستقبل تعليقاتك بأسلوب خاطئ.

2- يزعجون من حولهم بأساليب غير مفهومة:

الغضب الذي يعاني منه الأشخاص في أيام تكون خلالها نزعاتهم النرجسية مرتفعة، قد يظهِر مشاعرهم تجاه الآخرين. ربما يجعلونك تكره أو لا تقوم بعمل أشياء دون معرفة السبب وراء ذلك، لكن يبدو وأن ذلك يعود لمشاعر عداء لديهم.

3- يظنون أن المبادئ لا تنطبق عليهم ويقومون بخرقها بشكل دائم:

الأشخاص الذين يشعرون بأنهم أصحاب امتيازات، لا يشعرون بأنهم في حاجة إلى الالتزام بقواعد الأسرة أو العمل أو العلاقات العادية. ولا يمكنك أن تعرف السبب وراء تصرفهم بذلك الشكل الخاطئ؛ لأنهم لا يواجهونك بشكل علني، بل يتصرفون بأسلوب يظهر أنهم فوق الجميع. على سبيل المثال، عندما تطلب من زميل العمل بتدوين أيام العطلات في التقويم وينسى القيام بذلك.

4- يصعب توجيههم وإرشادهم:

عندما يشعر الأشخاص بأنهم فوق الجميع، يكون من الصعب توجيههم أو إرشادهم؛ بمعنى أنه لا يمكن أن يتعرفوا الأشياء المفترض القيام بها لإصلاح ما قاموا به من أخطاء. ربما تجدهم يطلبون منك التوجيهات بشكل دائم لكن لا يلتزمون بها.

5- يقومون بتغيير مواعيدهم وجداولهم الزمنية دون سبب:

أقرب مثال على ذلك، هو أن تعطي أحد أصدقائك موعدًا لاحتساء القهوة سويًا، ثم تجده يخبرك في اللحظات الأخيرة أن الموعد لن يكون مناسبًا له. إن مطالبة الأشخاص بإعادة تحديد مواعيد، لاسيما خلال وقت قصير، هو أسلوب مزعج يعبر ضمنيًا عما يتسم به هؤلاء من نرجسية.

6- يتحدثون بطريقة تلفت الانتباه إليهم:

الأشخاص الذين تكون مشاعر النرجسية لديهم مرتفعة سواء كانت طبيعية أو في بعض المواقف، يحاولون أن يكونوا في بؤرة الاهتمام وجذب الانتباه إليهم. يمكنك أن تشعر بذلك من خلال التواصل المباشر معهم بشكل أكبر عن التواصل الإلكتروني، وربما تشعر أنهم يحاولون خلال حديثهم معك لفت انتباهك بشتى الطرق.