محتوى مترجم
المصدر
ذي ميوز
التاريخ
2016/08/30
الكاتب
ذي ميوز

يعد يوم العمل التقليدي طويلًا كفاية كما هو، بل وتجعله التكنولوجيا أطول. فعندما تصل إلى المنزل أخيرًا بعد يومٍ كاملٍ في المكتب، يرن هاتفك لدرجة الإزعاج، وترد الرسائل إلى بريدك الإلكتروني من أشخاصٍ ينتظرون منك ردودًا فورية.

بينما يزعم معظم الناس أنهم يقطعون اتصالهم بالعمل بمجرد وصولهم إلى المنزل، تقول الأبحاث الأخيرة خلاف ذلك. فقد وجدت دراسة أجرتها جمعية علم النفس الأمريكية أن أكثر من 50 بالمئة منّا يتحققون من البريد الإلكتروني الخاص بالعمل قبل وبعد ساعات العمل، خلال عطلة نهاية الأسبوع، وحتى عندما نكون مرضى، بل والأسوأ أن 44 بالمئة منّا يتحققون منه أثناء الإجازات.تظهر إحصائية لجامعة نورثيرن إلينوي نُشرت هذا الصيف مدى سوء هذا المستوى من الاتصال. وجدت الدراسة أن توقع الناس أن عليهم الرد على رسائل البريد الإلكتروني خارج ساعات العمل يؤدي إلى استجابة مطولة للضغط النفسي، والتي أطلق عليها الباحثون «التوتر الهاتفي» يضمن التوتر الهاتفي ألا تتمكن أبدًا من الاسترخاء والانفصال حقًا عن العمل. هذه الحالة المطولة من التوتر رهيبة التأثير على صحتك، فإلى جانب ارتفاع خطر الإصابة بمرض القلب، الاكتئاب والسمنة المفرطة، يقلل التوتر أداءك الإدراكي.يجب أن نضع حدودًا بين الحياة المهنية والشخصية، وعندما لا نفعل، تعاني حياتنا الخاصة، صحتنا وعملنا.ولا تمثل الاستجابة لرسائل البريد الإلكتروني خارج ساعات العمل المنطقة الوحيدة التي يجب أن تضع لها حدودًا، بل تحتاج أيضًا إلى التفريق الحاسم بين ما ينتمي لصاحب العمل وما ينتمي إليك، وإليك فقط. الأشياء التالية ملكك، إن لم تضع حدودًا حولها وتتعلم أن تقول لمديرك لا، فإنك تتخلى عن شيءٍ لا يقدر بثمن.

1. صحتك

يصعب أن تحدد موضع الحدود حول صحتك في العمل لأن تراجعها تدريجي للغاية. كما أن ترك التوتر يشتد، افتقاد النوم، والجلوس طوال اليوم دون تمرين يفاقمون المشكلة.قبل أن تدرك الأمر، تجد نفسك تفرك ظهرك الذي يؤلمك بيد وتفرك عينيك المجهدتين باليد الأخرى، وتنظر إلى أسفل نحو بطنك التي انتفخت حديثًا. المهم هنا هو ألا تدع الأمور تفاجئك، وطريقة فعل ذلك هي الحفاظ على روتينٍ ثابت. فكر بشأن ما تحتاج لفعله لتحافظ على صحة ظهرك (التمشية أثناء الغداء، وليس العمل خلال إجازات نهاية الأسبوع، وأن تأخذ إجازاتك المتفق عليها)، ضع خطة، والتزم بها مهما حدث. إن لم تفعل، فإنك تسمح لعملك بأن يتجاوز حدوده.

2. عائلتك

من السهل أن تجعل عائلتك تعاني من أجل عملك. يفعل العديد منّا ذلك لأننا نرى وظائفنا كوسيلة للحفاظ على عائلاتنا. تراودنا أفكار مثل، «أنا بحاجة لكسب المزيد من المال ليتمكن أطفالي من الالتحاق بالجامعة دون ديون».رغم أن هذه الأفكار حسنة النية، لكنها يمكن أن تثقل عائلتك بأكبر دين إطلاقًا – نقص الوقت الممتع معك. عندما تكون على فراش الموت، لن تتذكر كم جمعت من المال من أجل شريكتك وأطفالك، بل ستتذكر الذكريات التي جمعتك بهم.

3. صحتك العقلية

بينما لدينا جميعًا مستوياتنا الخاصة من الصحة العقلية في الأساس، فإنك لا تدين بأي ذرة منها لمديرك. العمل الذي يأخذ حتى ولو جزءً صغيرًا من صحتك العقلية يأخذ أكثر مما يستحق. تعد الصحة العقلية شيئًا يصعب على مديرك متابعته. يجب أن تراقبها بنفسك وأن تضع حدودًا جيدة لتحافظ على نفسك صحيحةً. عادة ما تكون حياتك خارج العمل هي ما يبقيك عاقلًا.وعندما تكون قد قدمت بالفعل عمل يومٍ (أو أسابيعٍ) جيد ويريد مديرك منك المزيد، فإن الشيء الأكثر إنتاجية الذي يمكنك فعله هو أن ترفض، ثم أن تذهب للاستمتاع مع أصدقائك وهواياتك. بهذه الطريقة، تعود إلى العمل منتعشًا وغير مرهق. يمكنك بالتأكيد أن تعمل لساعات إضافية إن أردت، لكن من المهم أن تكون قادرًا على رفض طلب مديرك عندما تحتاج إلى بعض الوقت بعيدًا عن العمل.

4. هويتك

بينما يمثل عملك جزءًا هامًا من هويتك، من الخطير أن تسمح لعملك بأن يمثل كامل هويتك. تدرك أنك سمحت لذلك بالتمادي عندما تفكر فيما هو مهم بالنسبة لك وتجد أن كل ما يرد ببالك (أو معظمه) هو العمل.يمثل التمتع بهوية خارج العمل أكثر من مجرد الاستمتاع، حيث يساعدك ذلك على تخفيف التوتر، النمو كشخص، وتجنب الإرهاق.

5. معارفك

بينما تدين بالفعل لصاحب عملك بأفضل جهودك، فإنك بالتأكيد لا تدين له بالمعارف الذين جمعتهم على مدار مسيرتك المهنية. تمثل علاقاتك منتجًا لعملك الجاد وجهودك، وبينما قد تشاركها مع شركتك، فإنها بالأساس خاصة بك.

6. نزاهتك

التضحية بنزاهتك يتسبب في شعورك بكميات هائلة من الإجهاد. بمجرد أن تدرك أن أفعالك ومعتقداتك قد فقدت استقامتها، فإن الوقت قد حان لتوضح لمديرك أنك غير مستعد لتسير الأمور على طريقته. إن كانت تلك مشكلة له فربما قد حان الوقت لتفترقا.فالنجاح والإنجاز يعتمد عادة على قدرتك على وضع حدودٍ جيدة. بمجرد فعلك ذلك، يسير كل شيء آخر على ما يرام.