تمتلك شركة «جوجل» سيرة ذاتية بالغة القوة، فهي العملاق الإلكتروني الأمريكي الذي لا يكفّ عن ابتلاع الشركات الصغيرة وإطلاق خدمات متنوعة باتت محور استخدامنا جميعًا.

حسنًا، الصورة ليست بالوردية التي قد نتخيلها، فوسط عشرات الخدمات التي باتت تتحكم في حياتنا بداية من خرائط جوجل وحتى محرك البحث الشهير الذي نعتمد عليه لنيل إجابة كل سؤال يخطر في بالنا، وسط كل هذا تُوجد عشرات التجارب الفاشلة التي راهنت فيها الشركة على خدمات اعتقدت أنها ستحقق نجاحًا موازيًا لخدماتها الشهيرة لكنها لم تفعل.

في هذا التقرير نستعرض أبرز مشاريع/ خدمات «جوجل» الفاشلة تلك.

1. قارئ جوجل (Google Reader)

تم إطلاقه عام 2005م، ليكون قادرًا على تزويدك بآخر الأخبار وملخصات المقالات الهامة من على المنصات الإعلامية المختلفة، متيحًا لمستخدميه الفرصة لقراءة تلك المقالات دون الحاجة إلى إنترنت طوال الوقت.

جرت عدة تعديلات متتالية على الواجهة الرئيسية حتى تكون أكثر انسيابية وسهولة للمستخدمين على الأجهزة المختلفة.

رغم ذلك، لم تُحقق تلك الخدمة نجاحًا كبيرًا، وتناقص عدد مستخدميها لدرجة أجبرت «جوجل» على إلغائها في يوليو 2013م.

2. آي جوجل (iGoogle)

أُطلقت في مايو 2005م كخدمة أرادت بها «جوجل» تعيين صفحة رئيسية للمتصفح تكون مليئة بالمعلومات والفيديوهات التي يُبوِّبها المستخدم وفقًا لخياراته الشخصية.

اشتملت الانطلاقة الخاصة بتلك الخدمة أكثر من 40 لغة مختلفة، وخلال عامين حققت زيارات فاقت 7 ملايين شخص، لم يكن معدل الزيارات هذا متوافقًا مع خطط «جوجل».

وفي نوفمبر 2013م أعلنت الشركة أنها ستحيل تلك الخدمة إلى التقاعد بسبب «التطور غير المتوقع لتطبيقات الويب والموبايل، والذي أدّى إلى تآكل الحاجة إلى الخدمة».

3. جوجل ويف (Google Wave)

أُطلقت هذه الخدمة في مايو 2009م، وكان المخطط لها أن تكون وسيلة أساسية وسهلة للتواصل الاجتماعي تجمع خدمات البريد الإلكتروني والمراسلة الفورية وحزمة خدمات أخرى متنوعة.

وعلى الرغم من حالة الترقب التي رافقت استخدام تلك الخدمة فإنها لم تُلبِّ طموحات المستخدمين وكان استخدامها معقدًا لم تنجح «جوجل» في تبسيطه حتى في مؤتمراتها الدعائية المختلفة، وفي سنواتها الأخيرة كفّت «جوجل» عن الترويج لها كما يجب.

لم تحقق تلك الخدمة نجاحًا كبيرًا، ولم تنجح في جذب عدد كافٍ من المستخدمين، ما دفع «جوجل» للإعلان عن إيقافها بشكل نهائي في يناير 2018م.

4. جوجل بلس (Google+)

في يونيو 2011م أطلقت «جوجل» تلك الخدمة كخطوة لمنافسة العملاق الأزرق «فيسبوك» واقتسام جزءٍ من كعكة التواصل الاجتماعي، الذي تضاعف الإقبال عليه على نحوٍ مُباغت.

أطلقت «جوجل» شبكتها الاجتماعية، وسخّرت لها إمكانيات كبيرة حتى تنجح في مهمتها العسيرة في مزاحمة «فيسبوك»، ورغم ذلك فإن المستخدمين عانوا من صعوبات متتالية في استخدامه، فحقق أرقام زيارات هزيلة مقارنة بالتوقعات الضخمة التي بنتها «جوجل» عليه لحظة إطلاقها.

مثّل الصعود المتنامي لـ«فيسبوك» رعبًا في نفوس مؤسسي «جوجل» فقرّروا تدشين تلك المنصة الجديدة دون دراسة كافية للسوق. حالة التسرُّع تلك لم تُمكن مؤسسي «جوجل» من تزويد شبكتهم الاجتماعية بما يكفي من مميزات تجعلها منافسًا قويًّا لـ«فيسبوك».

لكنها في النهاية لم تحقق أي نجاحٍ يُذكر، بل وتعرضت لضربة أخرى أكتوبر 2018م حينما تسرّبت بيانات قرابة 500 ألف حساب مستخدم في الشبكة، وهو ما تسبّب في إحراج كبير للشركة، كان أحد أسباب القرار بإغلاقها لاحقًا.

5. رحلات جوجل (Google Trips)

لحظة إطلاقه في سبتمبر 2016م صُمِّم ليكون «مرشدًا سياحيًّا» داخل جيبك، حسبما أعلنت «جوجل» حينها.

هدفت الشركة بهذه الخدمة أن تقدّم العون الكامل للمستخدمين طوال رحلاتهم خطوة بخطوة، ليتشاركوا الخبرات مع مَن سبقوهم إلى رحلات مُشابهة وأيضًا لحجز أماكن الفنادق وتحديد مواعيد السفر وغيرها من تفاصيل الرحلات.

لم تحقق تلك الخدمة النجاح المرجو فتقرر إغلاقها في أغسطس 2019م.

6. فيديو جوجل (Google Video)

في 2005م، أطلقت الشركة منصة تواصل اجتماعي خاصة بالفيديوهات كخدمة مجانية لتوفير سيرفرات لاستضافة مقاطع الفيديو، مع إمكانية السماح بتضمينها داخل المواقع الأخرى.

على الرغم من المميزات التي قدّمتها المنصة للمستخدمين فإنها لم تنجح في الاستئثار بحصة كبيرة من «سوق الفيديوهات» على الإنترنت.

هذا الفشل المتنامي دفع «جوجل»، لاحقًا، للاستحواذ على موقع «يوتيوب» الذي كان يمتلك قرابة 1.8 مليار مستخدم نشط في عام 2008م، وهو ما دفع «جوجل» للإعلان عن إغلاق «جوجل فيديوهات» في عام 2009م.