1917.. المئوية

1. وعد بلفور: بريطانيا تسلّم فلسطين

إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليًا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى.
وعد بلفور

في 2/11/1917،أرسل آرثر بلفور (وزير الخارجية البريطانية) رسالة إلى اللورد روتشيلد (أحد زعماء الحركة الصهيونية)، بتأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وذلك قبل شهر من احتلال بريطانيا.

وقد ذكرت صحيفة التايمز البريطانية أن العائلة المالكة قد تقبل دعوة رسمية لزيارة إسرائيل في الذكرى المئوية لوعد بلفور هذا العام، فيما تعد السابقة الأولى؛ فلم يزر أي من أفراد العائلة المالكة إسرائيل بشكل رسمي، وإن كان بعضهم زارها في زيارات خاصة.

بينما قال الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، توبياس الوود، إن بلاده ستحيي الذكرى المئوية لوعد بلفور بشكل رمزي، وإن الحكومة «لن تنظم أي احتفالات، لكنها لن تستطيع تجنب إحياء المناسبة»، و قال المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إدوين سموأل، إن بريطانيا تتحمل مسؤولية وعد بلفور في ذلك الوقت، لكن دورها الآن يتركز على المستقبل وما ستقدمه لفلسطين، مضيفًا أن اعتذار بريطانيا عن وعد بلفور سيكون فارغًا دون نتيجة.

جدير بالذكر أن رئيسة الحكومة البريطانية وجهت دعوة إلى نتنياهو للمشاركة في إحياء ذكرى وعد بلفور، كما أن المملكة المتحدة لم تعترف بدولة فلسطين.


1942.. 75 عامًا

2. من أعنف معارك التاريخ

في مايو 1942،قصفت بريطانيا كولونيا، مما جلب الحرب إلى ألمانيا للمرة الأولى، وقد حوّل القصف مدن ألمانيا إلى ركام. وفي أكتوبر 1942، هزم الأمريكيون الأسطول الياباني، وهُزم القائد الألماني رومل في العلمين بمصر، كما هُزمت القوات الألمانية في ستالينجراد بالاتحاد السوفييتي، فبدأت هزيمة دول المحور تلوح في الأفق.

3. معركة ستالينجراد

هي إحدى المعارك الفاصلة في الحرب العالمية الثانية،جرت في مدينة ستالينجراد خلال الحملة العسكرية الألمانية على الاتحاد السوفييتي، واستمرت حوالي 6 أشهر بين 21/8/1942 و 2/2/1943، وانتهت باستسلام الجيش الألماني. وبلغت الخسائر البشرية فيها حوالي مليوني ضحية، مما يصنفها كإحدى أكبر المعارك دموية في التاريخ.


1967..50 عامًا

4. النكسة: قواتنا تتوغل داخل إسرائيل

في صباح 5 يونيو 1967، وجّه الإسرائيليون ضربة قاصمة لسلاح الجو المصري، حيث قاموا بالإغارة على جميع المطارات العسكرية مدمرين مئات الطائرات على الأرض، كما هاجموا سلاح الجو الأردني، وقصفوا المطارات السورية مدمرين أغلبية سلاح الجو السوري.

وخلال 6 أيام، بدءًا من 5 يونيو 1967 اجتاح الجيش الإسرائيلي سيناء وصولاً إلى قناة السويس، واستولى على الضفة الغربية حتى نهر الأردن، وجزء كبير من هضبة الجولان، بينما كانت الخسائر البشرية العسكرية كالتالي:

الخسائر إسرائيل العرب
قتلى 650 – 800 15 – 25 ألفا
جرحى 2000 – 2500 40 – 45 ألفا
أسرى 15 – 20 4000 – 5000
عتاد حربي 2 – 5 % 70 – 80 %
المناطق المحتلة لا توجد (سيناء- الجولان- الضفة الغربية- قطاع غزة) بإجمالي 69347 كم2

و استولى الإسرائيليون على (69347 كم2) من البلاد العربية، ما يعادل 3,5 أضعاف المساحة التي استولوا عليها عام 1948 (20700 كم2)، بينما قدر رئيس الوزراء الأسبق د. عزيز صدقي الخسائر بنحو 11 مليار جنيه، أي نحو 25 مليار دولار، حيث كان الجنيه يساوي نحو 2,3 دولار.

جدير بالذكر أن عناوين الصحف المصرية في 6 يونيو 1967 كانت: «قواتنا تتوغل داخل إسرائيل»، «إسقاط 43 طائرة للعدو»، و استمرت أكاذيب الإعلام حتى 10 يونيو، عند إعلان الهزيمة، وخروج عبد الناصر بخطاب التنحي، بعدما كانت الإذاعة والصحف تؤكد أن «الإسرائيليين يتلقون درسًا قاسيًا من المصريين».

وقد قال البرادعي إن الخارجية المصرية أوفدته قبل 1967 إلى بعثتها بالأمم المتحدة، موضحًا أنه شاهد على القنوات الأمريكية خبر تدمير سلاح الطيران المصري، لكن وزير الخارجية قال للبعثة المصرية إن هذه الأخبار «كاذبة وسلاح الطيران لم يُضرب»، لذلك رفضت مصر عرض المندوب الأمريكي يوم 5 يونيو بصدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار وعودة الأمور إلى ما كانت عليه، وأضاف أنه فوجئ يوم 7 يونيو باتصال من وزير الخارجية يطلب منهم قبول العرض الأمريكي، فلم يصدق أعضاء البعثة.

و تابع البرادعي: «بعدها رحنا للمندوب الأمريكي، وقلنا له نقبل اللي قلته يوم 5 يونيو، قال لنا ما معناه: (كان زمان وجَبَر)».

وفي نوفمبر 1967، صادق مجلس الأمن الدولي على قرار 242، والذي يدعو إلى الاعتراف «بحق أي دولة في العيش بسلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها» مقابل انسحاب إسرائيل من «أراضٍ» وليس من «جميع الأراضي»، في المقابل تبنت الجامعة العربية خلال قمتها في السودان 1967 قرار «اللاءات الثلاث»: لا للسلام، لا للتفاوض، لا للاعتراف بإسرائيل.

5. بجرعة سم تقتل 50 شخصًا.. عبد الناصر يُبعد المشير

بعد 40 عامًا من الإعلان الرسمي عن انتحار المشير عبد الحكيم عامر،قالت زوجته الممثلة برلنتي عبد الحميد إن الطبيب الذي حقق في الوفاة أكد لها أنه مات مسمومًا، وأطلعها على صورة التقرير الطبي الأصلي الذي يثبت ذلك، مضيفة أن عامر أخبرها بمخاوفه من أن تقوم أجهزة عبد الناصر بقتله للتخلص منه بسبب ما في حوزته من معلومات، حيث توقع بأنهم سيجعلونه «كبش فداء» للهزيمة؛ فعبد الناصر لم يكن ليرضى بأن يتحمل المسؤولية.

وفي حضور جمال– ابن المشير عامر –قرأ الإعلامي عمرو الليثي محتوى وصية المشير، والتي كان أهم ما ذكر فيها: «لقد فقدت الثقة في جمال، ولم أعد أشعر أني آمن منه.. وتلقيت تهديدات لأني طلبت محاكمة علنية.. وأنا على يقين أن ثمة مؤامرة تحاك ضدي»، كما قال جمال عامر: «أعطوا للمشير جرعة سم مات بعدها بـ5 دقائق؛ لأنها – طبقًا لخبراء الطب الشرعي – كانت كفيلة بقتل 50 شخصًا».

وفي «كراسة خواطره»،كتب السادات في 25 أغسطس 1967 أن عامر فاجأه بقوله إنه «تناول سم سيانور لينتحر»، معلقًا: «في رأيي أن هذا هو أشجع وأنجح قرار اتخذه عبد الحكيم مدى حياته كلها، فقد حل بهذا القرار عدة مشاكل، وعلى المدى البعيد، فسيتضح أنه حل مشاكل كثيرة لأولاده، وسيتضح أيضًا أن هذا القرار كان في مصلحة البلد من جميع الجوانب، ولو أنني أشك أنه اتخذه على هذا الضوء».

عامر: أنا على استعداد لإثبات براءتي أمام محكمة عسكرية ناصر: لا.. هذا ليس ممكنًا الآن عامر: هل تأمرني بالصمت إذن ناصر: نعم.. محمد نجيب ظل صامتاً من 1955 حتى سكت للأبد عامر: مش أنا اللي أسكت وألتزم الصمت ناصر: فكّر في مستقبل أولادك، وأسرتك وأقاربك..

كان هذا جزءًا من حوار بين عبد الناصر وعامر بعد أيام من هزيمة 67، ونشر في وصية المشير في مجلة «لايف» الأمريكية، كما كتب المشير عامر بخط يده «وإذا جاءني الموت فسيكون الذي دبر قتلي هو عبد الناصر، الذي لا يتورع الآن عن أي شيء»، وهناك تسجيل بصوت عبد الناصر يقول فيه: «في هذه العملية فقدت أقرب الناس لي، ولكن حينما وصل الموضوع إلى الجيش وإلى القوات المسلحة، وأننا داخلون على حرب أهلية.. وهناك خطر انقسام.. كان لابد لي أن آخذ قرارًا».


1992..25 عامًا

6. مصري يقود الأمم المتحدة

في يناير 1992، وبعد جهود مضنية ودعم فرنسي- أصبح بطرس غالي سادس أمين عام للأمم المتحدة، بعد أن كان نائبًا لرئيس الاشتراكية الدولية. وقد كان وصوله لهذا المنصب صعبًا، خاصة بعد تردد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في ترشيحه. وقد فاز غالي بالمنصب بموافقة 11 صوتًا، وامتناع دولة واحدة عن التصويت. يقول الدكتور نبيل العربي – المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة آنذاك-: «أظنها الولايات المتحدة».

وكان الأمين العام الوحيد الذي عارضت الولايات المتحدة التمديد له، بالرغم من موافقة 14 دولة من دول مجلس الأمن الـ 15؛ فقد ا ستخدم الفيتو للإطاحة به؛ حيث رفضت الولايات المتحدة تجديد ولايته، مبررة ذلك بأن غالي «كثير السفر، وعنيد، وصعب المراس، ولديه آراء محددة، والولايات المتحدة تمارس عليه ضغوطًا حتى يتماشى مع سياستها، كما أنها لا تقبل هذا النوع من الأشخاص»، ويرجح الدكتور نبيل العربي، في كتابه «صراع الدبلوماسية»، أن تقرير (مجزرة قانا) الذي أعده غالي، وفضح به جرائم الاحتلال الإسرائيلي- التي شهدها جنوب لبنان وراح ضحيتها 106 من المدنيين- أحرج إسرائيل، وأزعج الولايات المتحدة، وبالتالي اعترضت على التجديد له، خاصة بعد تصويت مجلس الأمن على قرار يدين إسرائيل ولكن الولايات المتحدة استخدمت «الفيتو».

يقول بطرس غالي: «هناك ضغوط مورست عليّ من واشنطن بعد تقرير قانا؛ لأنه سيضر بمصلحة شيمون بيريز في الانتخابات الإسرائيلية آنذاك».

و قال غالي قبل يومين من استخدام واشنطن الفيتو ضده: «كما في عهد الرومان، ليس لديهم دبلوماسية. أنت لا تحتاج إلى دبلوماسية إذا كنت قويًا جدًا».

7. أسوأ جرائم أوروبا

في مارس 1992، أعلن الرئيس البوسني المسلم (علي عزت بيجوفيتش)، البوسنة والهرسك دولة مستقلة، بعد استفتاء للانفصال عن الاتحاد اليوغوسلافي، فبدأت يوغوسلافيا وكرواتيا العدوان عليها، واستمرت الحرب دون أي تدخل دولي، حتى حدثت «مذبحة سربرنيتشا»، التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها «أسوأ جريمة حدثت في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية»، حيث راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف مسلم.

وانتهت الحرب في نوفمبر 1995، بالتوقيع على معاهدة (دايتون) للسلام، بعد أن راح ضحيتها – وفقًا للأمم المتحدة -: 250 ألف قتيل، و17 ألف مفقود، وأكثر من 3 ملايين لاجئ ومشرد، وتم تقدير الضرر الاقتصادي بين 50 و70 مليار دولار، فضلاً عن القصف وتجويع السكان والتطهير العرقي.

جدير بالذكر أنه منذ نهاية الحرب مَثُل أكثر من 160 صربيًا أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية، من أبرزهم الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش، الذي عُثر عليه ميتًا في زنزانته عام 2006، وزعيم صرب البوسنة رادوفان كارادجيتش، وقائد قواته المنفذ لمذبحة سربرنيتشا الجنرال راتكو ملاديتش.

8. زلزال بأربعة بلايين دولار

في 12 أكتوبر 1992، الساعة الثالثة و9 دقائق عصرًا تقريبًا- تعرضت مصر لـ أسوأ زلزال في تاريخها، كان مركزه بالقرب من دهشور، على بعد 35 كيلومترًا جنوب غربي القاهرة، واستمر لمدة نصف دقيقة تقريبًا.

وقد بلغت قوة الزلزال 5,9 درجة على مقياس ريختر، وتسبب في وفاة أكثر من 500 شخص وإصابة 12 ألفًا آخرين، وتشريد حوالي 50 ألف شخص، وتدمير وإضرار أكثر من 9000 منزل، وإصابة حوالي 216 مسجدًا و350 مدرسة بأضرار بالغة، و قدرت خسائر هذا الزلزال بحوالي 4 بلايين دولار أمريكي.

وعلى إثر ذلك، قدمت الدول العربية المساعدات إلى مصر، وهو ما تم اتهام مبارك به عقب ثورة 25 يناير، بالاستيلاء على أكثر من مليار و420 مليون جنيه، التي تلقتها مصر من دول الخليج في أعقاب الزلزال.