محتوى مترجم
المصدر
Middle East Eye
التاريخ
2017/08/04
الكاتب
ريتشارد سيلفرشتاين

أكد مصدر أن لدى إسرائيل علاقات متنامية مع الزعيم الليبي «خليفة حفتر»، تتضمن تنفيذ ضربات عسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في (سِرت). ويقول مصدر إسرائيلي مطّلع -طلب عدم ذكر اسمه على اعتبار أن الأمر خاضع للرقابة من قبل الجيش الإسرائيلي- أن جيش الدفاع الإسرائيلي قصف مواقع عسكرية تابعة للدولة الإسلامية في ليبيا نيابةً عن الجنرال الزعيم خليفة حفتر.

وقرر الرقيب العسكري للجيش الإسرائيلي أن هذه المعلومات لا يمكن نشرها في إسرائيل. وحتى هذا الأسبوع، لم يُسمح للصحفيين الإسرائيليين بالإشارة إلى تقارير وسائل الإعلام الأجنبية عن هذه القصة. وفي الأيام الأخيرة نشرت يديعوت أحرونوت ملفًا مغريًا عن حفتر، والذي أشار إلى مقال في صحيفة الجريدة الكويتية (في الرابط المذكور أعلاه) يؤكد هذه التقارير. وبموجب أحكام الرقابة الإسرائيلية، غالبًا ما يقوم الصحفيون الذين يُحظر عليهم النشر حول أحداث معينة إلى الإشارة إليها من خلال منشورات أجنبية؛ تجنبًا للرقابة.

قدّمت تلك التقارير أدلة متزايدة على التدخل الإسرائيلي المباشر في الحرب الأهلية الليبية متعددة الأطراف بين حفتر والميليشيات الإسلامية والدولة الإسلامية. وقد طلبتُ تعليق المتحدث باسم وحدة جيش الدفاع الإسرائيلي والمقدم بيتر ليرنر، إلا أنه لم يتم الرد حتى وقت نشر هذا المقال.


صديق صديقنا

يتوافق حفتر مع الدول السنية، وأبرزها مصر والإمارات العربية المتحدة، التي يقال إنها الأخرى قصفت القوات الليبية المعادية لحفتر -الذي يُطلق عليه أحيانًا «سيسي ليبيا»-. وأكد المصدر الإسرائيلي قصة الصحيفة الكويتية قائلًا إن إسرائيل تقدم مساعدة عسكرية مباشرة نيابة عن حفتر، بما في ذلك الهجمات الجوية على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في (سِرت) وغيرها.

وقال مصدر في جيش الدفاع الإسرائيلي في اتصال هاتفي (لمصدري): «صديق صديقنا -وعدو عدونا- هو صديقنا، وحفتر صديق لمصر والأردن والإمارات العربية المتحدة، كما أنه يحارب داعش».

لدى إسرائيل تقارب طبيعي مع زعماء الشرق الأوسط قليلي أو معدومي الالتزام الديني أو العقائدي – كعبد الله ملك الأردن ، ومبارك والسيسي بمصر.

كما أن الرقابة الإسرائيلية قد حظرت الاقتباس من هذا التقرير لمراسل الصحيفة الكويتية «الجريدة» في القدس، والذي ربما سُرّب من مصادر إسرائيلية. ويقول التقرير المؤرَّخ في 27 آب/أغسطس 2015، إن إسرائيل قصفت (سِرت) في 25 آب/أغسطس 2015.

وقالت مصادر مطّلعة إن الطائرات الإسرائيلية قصفت قبل يومين مواقع لداعش في (سِرت). وأضافوا أن الغارة جاءت بناءً على طلب من الجنرال خليفة حفتر قائد الجيش الليبي الوطني خلال زيارته الأخيرة إلى عَمّان، (حيث التقى سرًا مع المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين). وقالت المصادر إن حفتر وعد (في المقابل) بتوقيع صفقات نفط وسلاح مع إسرائيل.

ولئلا يعتقد أي شخص أن أحداث عام 2015 قد تغيرت، نشرت صحيفة «العربي الجديد»تقريرًا يفيد بأن حفتر التقى مؤخرًا مسؤولين في الموساد في اجتماع توسطت فيه الإمارات العربية المتحدة -أحد الحلفاء السنة الذين ذكرتهم سابقا. وقال مصدر مجهول لـ «العربي الجديد» إن التنسيق بين حفتر وإسرائيل مستمر، وإنه قد أجرى محادثات مع عملاء الموساد في الأردن خلال عامي 2015 و2016.

وزعم التقرير أن الاجتماعات كانت بوساطة الإمارات العربية المتحدة، حيث التقى حفتر عملاء المخابرات الإسرائيلية، وادعى أن الجيش الوطني الليبي الذي يتزعمه حفتر قد تلقى بنادق قناصة إسرائيلية ومعدات للرؤية الليلية. كما لمح إلى أنه قد يكون ثمة تنسيق بين قيادة حفتر والجيش الإسرائيلي في الهجوم على العديد من الجماعات الجهادية في بني غازي في منتصف عام 2014، والمعروفة باسم عملية الكرامة.

وأثناء القتال، زُعِم أن الإسلاميين قد أسقطوا إحدى مقاتلات الميج، كما سيطروا على إحدى قواعد حفتر الجوية. ومن المحتمل أن يكون استدعاءً للطائرات الإسرائيلية قد تم لتفادي هزيمة أكبر.


توسع التحالف الإسرائيلي مع الدول السنية

وقد نشر محللو الشرق الأوسط والصحفيون (وكذلك أنا) -بانتظام- تقارير عن تكثيف التحالف بين إسرائيل والقوى السنية (المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومصر وغيرهم). وشمل ذلك تمويل السعودية للبرمجيات الإسرائيلية الخبيثة (ستوكسنت)، واغتيال العلماء النوويين الإيرانيين بمليار دولار، وفتح إسرائيل لمكاتب اتصال عسكري سرية في دول الخليج، والاجتماعات السرية بين قادة المخابرات الإسرائيلية والسعودية، والدعم الإسرائيلي لقوات جبهة النصرة في سوريا.

وعلى الرغم من أن هذه التقارير في معظمها ركزت على التدخل السني الإسرائيلي في سوريا، وتحالف العداء تجاه إيران الشيعية، إلا أن عددًا قليلًا منها أفاد بأن إسرائيل تعبّد خدماتها للميليشيات الليبية المتحالفة مع مصر.

لدى إسرائيل دوافع عديدة لمساعدة الزعيم الليبي؛ أولًا، يمكن لموارده النفطية أن تفيد إسرائيل، وهي كدولة فقيرة الموارد تسعى دائمًا لتنويع مصادر حصولها على الطاقة الحيوية.

ثانيًا، لدى إسرائيل تقارب طبيعي مع زعماء الشرق الأوسط قليلي أو معدومي الالتزام الديني والعقائدي (مثل عبد الله ملك الأردن، ومبارك والسيسي بمصر). كذلك تريد إسرائيل جيرانًا تستطيع التعاون معهم، عن طريق شرائهم -صراحةً- أو من خلال المنافع المشتركة كتشارك الجيش والمخابرات.

وثالثًا، تمتعت إسرائيل مؤخرًا بتآلف نسبي مع القوى السنية بالمنطقة، وتسعى لأن تغدق بأفضالها على حلفائها الجدد الداعمين لها (مثل حفتر).

وتشير التقارير الإخبارية الأخيرة إلى أن روسيا أيضًا أصبحت حليفًا لحفتر وأرسلت مستشارين عسكريين لليبيا لتقويته، ومنع تنظيم الدولة الإسلامية من الحصول على موطئ قدم في الصحراء الغربية المصرية كما هو الحال في سيناء. كما استثمرت بقوة في مشاريع النفط في مصر وليبيا. وكان حفتر -الحليف السابق للقذافي – قد تلقى تدريبه العسكري في الاتحاد السوفييتي السابق، ولذا فلديه علاقة عميقة مع روسيا.


تجارة الأسلحة الإسرائيلية المربحة مع المستبدين الأفارقة

تمتعت إسرائيل مؤخرًا بتآلف نسبي مع القوى السنية في المنطقة، وتسعى لأن تغدق أفضالها على حلفائها الجدد الداعمين لها، كـ «حفتر»

علاوة على ذلك، فإن إسرائيل واحدة من أكبر ستة تجار للأسلحة في العالم، وهي تسعى خلف الدول التي تعاني من الحرب الأهلية والصراعات الدائرة -التي أغلبها ما تكون دولًا أفريقية- ومن ثم تبيع الأسلحة إلى أي طرفٍ كان، ما دام لديه النقود للدفع.

كما ترسل مستشارين عسكريين لهذه الدول (عادةً ما يكونون جنرالات وضباط استخبارات متقاعدين) لجني المليارات من الرسوم الاستشارية. وكان آخر زبائنها الجدد هو نظام جنوب السودان الوحشي، وهي الأخبار التي حاولت إسرائيل فرض الرقابة عليها. وبهذه الطريقة، تقوم إسرائيل ببسط نفوذها على الدول النامية وخلق تحالفات تحميها مستقبلًا من التهديدات الإسلامية (أو هكذا يعتقد المسؤولون الإسرائيليون).

يُذكر أن ليبيا إحدى الدول القليلة المنتجة للنفط، والتى حققت زيادة ملحوظة فى الإنتاج العام الماضى. وقد يرجع ذلك لسيطرة حفتر المتزايدة على حقول النفط الليبية، كما يُشار إلى المليارات التي يجنيها، ويُتوقع أن يجنيها من هذه الثروات، ببيعها لحلفاء مثل إسرائيل وبلدان أخرى لا تتمتع بمثل هذه الموارد.

وفي تطور منفصل، رفض حفتر هذا الأسبوع اتفاقًا تم التفاوض بشأنه بين منافسيه المحليين وإيطاليا؛ يسمح للسفن البحرية الإيطالية بالمرور في المياه الليبية واعتراض القوارب المليئة باللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا. وهو ما يحبط الجهود الأوروبية لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا، الذين وصل عددهم إلى 600 ألف من ليبيا وحدها. كما يسهل أعمال الاتجار بالبشر في المناطق الساحلية التي تقع تحت سيطرة حفتر.