محتوى مترجم
المصدر
واشنطن بوست
التاريخ
2014/07/18
الكاتب
إيمي جويس

في مطلع هذا العام، كتبتُ عن تعليم التعاطف، وما إن كنتَ تعلم ذلك لأطفالك أم لا. استلهمت تلك الفكرة من ريتشارد فيسبورد، المتخصص بعلم النفس من الكلية العليا للتعليم بجامعة هارفارد، والذي يدير مشروع «مايكنج كيرنج كومن»، الهادف إلى المساعدة في تعليم الأطفال أن يكونوا طيبين.بالتأكيد ستظن أن الأطفال بالفعل طيبون، أو أن الآباء يعلمونهم ذلك بالفعل. لكن ذلك غير صحيح، وفقًا لدراسة جديدة أصدرتها المجموعة.

والداي يصبحان فخوران بي إن حققت درجات أفضل في الدراسة أكثر من فخرهم بي إن كنت عضوًا حنونًا

قال حوالي 80 بالمئة من الشباب المشاركين في الدراسة إن والديهم كانوا أكثر اهتمامًا بإنجازات أو سعادة أطفالهم مما اهتموا بمدى رعاية أطفالهم للآخرين. كان الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات أكثر احتمالًا بثلاث مرات للموافقة على عبارة: «والداي يصبحان فخوران بي إن حققت درجات أفضل في الدراسة أكثر من فخرهم بي إن كنت عضوًا حنونًا في مجتمع الفصل الدراسي أو المدرسة».توصل فيسبورد وفريقه إلى توصيات حول كيفية تربية الأطفال ليصبحوا كبارًا حنونين، محترمين، ومسؤولين. لكن لماذا يعد هذا مهمًا؟ لأنه إن كنا نريد لأطفالنا أن يصبحوا أشخاصًا أخلاقيين، فيجب أن نربيهم جيدًا على ذلك.«الأطفال لا يولدون ببساطة جيدين أو سيئين ويجب ألا نتخلى عنهم أبدًا. بل يحتاجون إلى أشخاص كبار يساعدونهم ليصبحوا حنونين، محترمين ومسؤولين تجاه مجتمعاتهم في جميع مراحل طفولتهم»، حسبما كتب الباحثون.وفق المشروع، هناك خمس إستراتيجيات لتربية أطفال أخلاقيين وحنونين.


(1) جعل الاهتمام لأمر الآخرين أولوية

لماذا؟ يميل الآباء إلى إعطاء الأولوية لسعادة وإنجازات أطفالهم على حساب اهتمام أطفالهم بالآخرين. لكن الأطفال يحتاجون إلى تعلم تحقيق التوازن بين احتياجاتهم واحتياجات الآخرين، سواء أكان ذلك عبر تمرير الكرة إلى زميل في الفريق أو مساندة صديق يتعرض للمضايقة.كيف؟ يحتاج الأطفال إلى أن يخبرهم آبائهم بأن الاهتمام بالآخرين أولوية عليا. يتمثل جزء كبير من ذلك في حمل الأطفال على تبني توقعات أخلاقية عالية، مثل الوفاء بالتزاماتهم، حتى إن جعلهم ذلك غير سعداء. على سبيل المثال، قبل ترك الأطفال لفريق رياضي أو موسيقي أو علاقة صداقة، يجب أن نطلب منهم التفكير بشأن التزاماتهم تجاه المجموعة أو الصديق وتشجيعهم على حل المشكلات العالقة قبل المغادرة.جرب الآتي:

  • بدلًا من أن تقول لأطفالك: «الأمر الأهم أنكم سعداء»، قل لهم: «الأمر الأهم أنكم طيبون».
  • كن متأكدًا من أن أطفالك الأكبر دائمًا يعاملون الآخرين باحترام، حتى عندما يكونون متعبين، مشتتين أو غاضبين.
  • شدد على الرعاية عندما تتفاعل مع الكبار الآخرين الهامين في حيوات أطفالك. على سبيل المثال، اسأل المعلمين حول ما إذا كان أطفالك أعضاءً صالحين في مجتمع المدرسة أم لا.

(2) قدِّم فرصًا لأطفالك لممارسة الرعاية والامتنان

لماذا؟ لم يفت الأوان أبدًا على أن تصبح شخصًا صالحًا، لكن ذلك لن يحدث من تلقاء نفسه. يحتاج الأطفال إلى ممارسة رعاية الآخرين والتعبير عن الامتنان لهؤلاء الذين يهتمون لأمرهم ويساهمون في حيواتهم. تظهر الدراسات أن الأشخاص المعتادين على إظهار الامتنان يرجّح أكثر أن يكونوا مفيدين، أسخياء، رحماء، ومسامحين – كما أنه من المرجح بشكل أكبر أن يكونوا سعداء وأصحاء.كيف؟ تعلُّم الرعاية أشبه بتعلم لعب رياضة أو العزف على آلة موسيقية. التكرار اليومي – سواء عبر مساعدة صديق في أداء الواجبات المنزلية، التأرجح قرب المنزل، أو أداء وظيفة في الفصل الدراسي – جعل الرعاية طبيعة ثانية وتطوير وشحذ قدرات تقديم الرعاية لدى الصغار. وعلى غرار ذلك، يتطلب تعلم الامتنان ممارسته بانتظام.

لا تكافئ طفلك لكل فعل مساعدة يؤته

جرب الآتي:

  • لا تكافئ طفلك لكل فعل مساعدة يؤته، مثل تنظيف مائدة العشاء، بل ينبغي أن نتوقع من أطفالنا تقديم المساعدة في أنحاء المنزل، لإخوتهم، وللجيران، وأن نقدم المكافآت فقط للأفعال الطيبة غير المعتادة.
  • حدّث أطفالك عن أعمال الرعاية ونظيراتها القاسية التي يرونها عبر التلفاز وعن أعمال العدل والظلم التي قد يرونها أو يسمعون بشأنها في الأخبار.
  • اجعل الامتنان طقسًا يوميًا في وقت العشاء، موعد النوم، في السيارة أو في مترو الأنفاق. عبّر عن الشكر لهؤلاء الذين يساهمون في حيواتنا وحيوات الآخرين بطرق كبيرة وصغيرة.

(3) وسّع دائرة اهتمامات أطفالك

لماذا؟ جميع الأطفال تقريبًا يهتمون لأمر دائرة صغيرة من الأقارب والأصدقاء. يتركز التحدي في مساعدة أطفالنا في تعلم الاهتمام لأمر أحد خارج هذه الدائرة، مثل الطفل الجديد في الفصل الدراسي، أحد لا يتحدث لغتهم، حارس المدرسة، أو شخص يعيش في بلد بعيدة.كيف؟ يحتاج الأطفال إلى تعلم تركيز رؤيتهم، عبر الاستماع عن كثب ومساعدة الأشخاص بدائرتهم المباشرة، وتوسيع رؤيتهم، عبر النظر إلى الصورة الأكبر والتفكر بشأن الجوانب العديدة للأشخاص الذين يتفاعلون معهم يوميًا، بمن فيهم هؤلاء الضعفاء. كما يحتاجون إلى التفكير بشأن كيف يمكن لقراراتهم، مثل ترك فريق رياضي أو موسيقي، أن تؤثر وتضر بالأعضاء المختلفين بمجتمعاتهم. خصوصًا في عالمنا الأكثر عالمية، يحتاج الأطفال إلى الاهتمام بالأشخاص الذين يعيشون ضمن ثقافات ومجتمعات مختلفة للغاية عن تلك الخاصة بالأطفال.جرب الآتي:

  • تأكد من أن أطفالك ودودين وممتنين تجاه جميع الأشخاص في حيواتهم، مثل سائق الأتوبيس أو النادل.
  • شجع أطفالك على الاعتناء بهؤلاء الضعفاء. قدم لأطفالك أفكارًا بسيطة للدخول إلى “منطقة الاهتمام والشجاعة”، مثل مواساة زميلٍ تعرض للمضايقة.
  • استخدم خبرًا من صحيفة أو من التلفاز لتشجع أطفالك على التفكير بشأن المصاعب التي يواجهها أطفال في دولة أخرى.

(4) كن مرشدًا وقدوة أخلاقية قوية

لماذا؟ يتعلم الأطفال القيم الأخلاقية عبر مشاهدة أفعال الكبار الذين يحترمونهم. كما يتعلمون القيم عبر البحث في المعضلات الفكرية مع الكبار، مثل؛ «هل يجب أن أدعو الجارة الجديدة إلى حفلة عيد ميلادي إن كانت صديقتي المفضلة لا تحبها؟»كيف؟ أن تكون مرشدًا وقدوة أخلاقية يعني أننا في حاجة لممارسة الصدق، العدل، والرعاية بأنفسنا. لكن ذلك لا يعني أن نكون مثاليين طوال الوقت. فبالنسبة لأطفالنا حتى يحترمونا ويثقوا بنا، نحتاج إلى الاعتراف بأخطائنا وعيوبنا. كما ينبغي علينا أن نحترم تفكير الأطفال وأن نستمع إلى وجهات نظرهم، لنوضح لهم مدى تطلعنا إلى مشاركتهم.جرب الآتي:

  • قدم نموذجًا للاهتمام بالآخرين عبر تقديم خدمات للمجتمع مرة شهريًا على الأقل. والأفضل من ذلك أن تقدمها بمشاركة طفلك.
  • قدم لطفلك معضلة أخلاقية أثناء وجبة العشاء أو اسأله بشأن المعضلات التي يواجهها.

(5) أرشد أطفالك نحو التعامل الجيد مع المشاعر الهدامة

لماذا؟ عادة ما يطغى على مشاعر رعاية الآخرين مشاعر أخرى سلبية مثل الغضب، العار، الحسد أو غيرها.كيف؟ ينبغي علينا أن نعرّف أطفالنا أنه لا مشكلة في جميع أنواع المشاعر، لكن بعض الوسائل في التعامل معها ليست مفيدة. يحتاج الأطفال إلى المساعدة في تعلم التعامل مع هذه المشاعر بطرق إنتاجية.جرب الآتي:هناك طريقة بسيطة لتعلم أطفالك الهدوء؛ اطلب من طفلك التوقف، وأن يأخذ نفسًا عميقًا من أنفه ويخرجه من فمه، وأن يعد إلى خمسة. مارسها عندما يكون طفلك هادئًا. ثم اجعله ينفذها عندما تراه منزعجًا، وذكره بالخطوات ونفذها معه. بعد وهلة سيطبقها الطفل من تلقاء نفسه حتى يتمكن من التعبير عن مشاعره بطريقة مفيدة وملائمة.