محتوى مترجم
المصدر
SCIENCE DAILY
التاريخ
2016/11/25
الكاتب
sciencedaily

أظهر العلماء لأول مرة الظروف المثلى التي تحتاجها الخلية لبدأ تشكيل السرطان، مما ساعد في شرح السبب وراء عرضة بعض الأعضاء أكثر من غيرها لتطور المرض، وفقًا لدراسة جديدة نشرت في مجلة Cell.

ويُظهر البحث الذي أجراه العلماء في معهد كامبردج لأبحاث السرطان بالولايات المتحدة في جامعة كامبردج ومستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال بالولايات المتحدة، أن السرطان غالبًا ما يبدأ في الخلايا الجذعية – وهي خلايا استثنائية تنسخ نفسها لتتيح للجسم نموًا لخلايا جديدة وإصلاح للأنسجة التالفة واستبدال للخلايا القديمة.

لكن في حين أن هذه الخلايا هي الأكثر عرضة لنشأة السرطان،إلا أن نشأة السرطان لا تحدث إلا بعد تراكم أخطاء عديدة للحمض النووي وتكرار تكاثر الخلايا لإصلاح الضرر أوالتمزق. ويمكن لأخطاء الحمض النووي تلك أن تحدث عشوائيًا بينما تتكاثر الخلايا الجذعية ويشتد ذلك مع التقدم في السن، وهو سبب شيوع السرطانات مع زيادة العمر. كما أنها يمكن أن تنجم عن أشياء في بيئتنا مثل: دخان التبغ أو الأشعة فوق البنفسجية.

لمعرفة كيف يبدأ السرطان في مختلف الأعضاء، قام العلماء بإلحاق صبغة الفلورسنت لمجموعة معينة من خلايا الفئران لتتبع أدائها. بعد ذلك قاموا بإحداث أخطاء الحمض النووي المرتبطة بأنواع مختلفة من السرطانات في هذه الخلايا. المهم أنهم وجدوا أن أخطاء الحمض النووي وحدها لم تكن كافية لتسبب السرطان. في الأعضاء التي تم إحداث أخطاء الحمض النووي بخلاياها الجذعية الخاملة، لم يكن هنالك أي علامات للسرطان. مع ذلك، في الأعضاء الأخرى التي تتعرض للكثير من التمزق – مثل الأمعاء – إدخال أخطاء الحمض النووي في الخلايا الجذعية المتضاعفة تسبب في نشأة السرطان.

يقول البروفسور ريتشارد جيلبرتسون – كبير الباحثين بمعهد كامبردج لأبحاث السرطان بالولايات المتحدة في جامعة كامبردج -: «يمكننا الجزم بأن السرطان يبدأ غالبًا في الخلايا الجذعية، لكن لا يخضع هذا لسوء الحظ؛ فحدوث السرطان يتضمن عاصفة من الخلايا الجذعية المحتوية على أخطاء بالحمض النووي والتي تتضاعف ردًا للضرر أو التمزق.»

«على الرغم من أن الخلايا الجذعية تخطئ في بعض الأحيان عن طريق المصادفة، إلا أن بحثنا يُظهر أن الأشياء في بيئتنا التي تؤدى لأخطاء أكثر في الحمض النووي أو تضر بالأعضاء مؤدية لانقسام الخلايا الجذعية، هي ما يزيد من فرص نشأة العاصفة المثالية! وهذا هو السبب وراء أن عادات مثل التدخين أو التعرض للأشعة فوق البنفسجية قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.»

«عملنا يظهر أيضًا لم تكون بعض أنواع السرطانات أكثر شيوعًا من غيرها وأن الأورام غالبًا ما تظهر بالأعضاء التي تحتوي على الكثير من الخلايا الجذعية المتجددة، على سبيل المثال: الأمعاء.»

وأضاف: «نأمل أن يساعدنا توصلنا للمزيد من المعلومات عن الطريقة التي يتطور بها السرطان، ولغيرنا من العلماء حول العالم التوصل لطرق جديدة لمنع ومعالجة السرطان.»

وقال البروفيسور كارين فوزدن – كبير علماء أبحاث السرطان بالمملكة المتحدة -: «ركزت الدراسة على السؤال المحير( لماذا يصيب السرطان بعض الأعضاء دون غيرها؟)، يبدو أن هذا الخطر تمليه مجموعة من الطفرات في الجينات المسببة للسرطان في الخلايا الجذعية مصحوبًا بتكاثرها مع تلف الأنسجة – والذي يختلف باختلاف الأعضاء.»