في الرابع من سبتمبر/أيلول أصدرت قناة روتانا السعودية أغنية دعائية سياسية بامتياز ضد قطر وسياساتها، كإحدى خطوات التصعيد من جانب دول الحصار، والتي يبدو أن جعبتها صارت فارغة.

جاءت الأغنية بعنوان «علّم قطر»؛ من كلمات «تركي آل الشيخ»، وألحان «رابح صقر»، واشترك في غنائها بالترتيب: رابح صقر، ووليد الشامي، وعبد المجيد عبد الله، وماجد المهندس، وأصيل أبو بكر، وراشد الماجد، ومحمد عبده.

https://www.youtube.com/watch?v=2siJIfrPquo

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تنتج المملكة العربية السعودية أغاني سياسية، ولكنها الأولى في إنتاج أغان سياسية كيدية، تركز كلماتها على الذم والوعيد للعدو (قطر).

وكشأن أي خلاف سياسي، وأي عمل فني، فقد لاقت أغنية «علّم قطر» ترحيبا من فئة واسعة من الخليجيين، ولكن يبدو أن معارضيها كانوا فئة لا يُستهان بها، خاصة أنهم قرروا استخدام الحجة والمنطق في الرد على الأغنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.


السخرية

ركز أحد الردود على السخرية من الأغنية، وكذلك السياسة السعودية، فتعرض المتحدث إلى الملف اليمني، ساخراً من عجز السعودية على مواجهة الحوثيين هناك، ومؤكداً أن هناك 60 سعودياً ماتوا خلال شهرين هناك، وأنه لو كانت قطر هناك لما تطورت الأمور بذلك الشكل السلبي.

وعلى صعيد الأزمة، فقد رأى أن هذه الأغنية دليل على ضعف الموقف السعودي تجاه قطر، خاصة بعد مرور ما يقرب من 90 يوما دون أن تفصح دول الحصار على دليل واحد يُدين قطر.

وواصل المتحدث استهزاءه باقتراح إنتاج أغنية جديدة لوزراء الخارجية الأربعة لدول الحصار، خاصة وأنهم استخدموا كافة الوسائل لردع قطر؛ سواء كانت وسائل دينية؛ حج وعمرة، أو فنية، كمثل هذه الأغاني.


الفن والسياسة

رأى أحد المتابعين لشبكات التواصل الاجتماعي أن الفنانين السعوديين المشاركين في هذه الأغنية ارتكبوا «جُرما عظيما»؛ لأنهم دخلوا إلى دائرة السياسية، واستخدموا فنهم في تشويه الغير، مما جعله يسقط في نظر الكثيرين من متابعيه.

ثم يشير المتحدث إلى واحدة من حقائق السياسة الثابتة؛ وهي أن النزاعات لا تدوم، فعدو اليوم ربما يكون حليف وصديق الغد، وتساءل عن موقف هؤلاء الفنانين إذا عادت العلاقات السعودية القطرية إلى سابق عهدها، وقال سيكونون في «مزبلة التاريخ».

وأخيراً أتى المتحدث على ذكر الفنان «محمد عبده» تحديداً، مستنكراً اشتراكه في مثل هذه الأغنية، خاصة وأنه في السابق انتقد كوكب الشرق أم كلثوم أنها​ غنت لجمال عبد الناصر، وخلطت الفن بالسياسة.


فنانو كل العصور

تحدث أحد المدونين عن أن الفنانين السعوديين غالباً ما تكون بينهم حسابات خاصة، تمنعهم من أن يتجمعوا مع بعضهم البعض على هذا النحو الذي حدث في أغنية «علّم قطر»، وهو أمر يثير الشك والريبة.

وبدأ بالحديث عن «رابح صقر» أحد الفنانين المشتركين في الأغنية، والذي عانى من التناقض، فهو من أصدر في ديسمبر/كانون الأول 2013 أغنية «بيارق مجدنا» في اليوم الوطني لقطر.

أمّا الفنان «عبد المجيد عبد الله» فهو من غنّى كثيراً في قطر ولقطر، وذكر منها أغنية «والله أحبك يا قطر».

و«ماجد المهندس» الذي غنّى عام 2010 في مهرجان الدوحة أغنية «روحي قطر».

ومن ثَمَّ توقع المتحدث أن هذه الأغنية هي دليل على أن الأزمة الخليجية تلفظ أنفاسها الأخيرة، وأن هذه الأغنية محاولة هزيلة لتحريك الرأي العام العربي من جديد ضد قطر.

https://www.youtube.com/watch?v=8sz8M13TXtA