محتوى مترجم
المصدر
edge
التاريخ
2016/03/01
الكاتب
edge

انتهى الجزء الأول من المحادثة مع «ديفيد ريتش» أستاذ علم الوراثة بهارفارد بالحديث عن تطوير طريقة إحصائية جديدة لتحديد الأصول الجينية للأشخاص وقدم العصر الذي حدث فيه الخليط الجيني الذي أنتج الجيل الجديد. يمكنك قراءة الجزء الأول من هنا، وشرح ديفيد في الجزء الثاني كيف عرف العلماء أصل الإنسان الحديث، الجزء الثاني من هنا.


هذا هو ما يفعله الحمض النووي القديم لنا. عندما تفحص البيانات، لا توصلنا دائمًا إلى نظرية أحدهم أو الآخر، لا توصلنا فقط إلى فرضية السهب الهندو أوروبي أو فرضية الأناضول. أحيانًا تثير أمرًا مختلفًا تمامًا، مثل عظمة إصبع دينيسوفان وتهجين تدفق الجينات من دينيسوفان إلى الأستراليين وسكان غينيا الجديدة.

يثير تحليل البيانات أمورًا مختلفة كعظمة إصبع دينيسوفان وتهجين تدفق الجينات من دينيسوفان إلى الأستراليين وسكان غينيا الجديدة.

مثال آخر واجهناه بطول هذه الخطوط كان جزءًا من عملنا على الهند وجزءًا من عملنا على البشر البدائيين، كنا نطور اختبارات لخليط السكان، اختبارت تحدد ما إذا كانت جماعات العصر الحالي تمثل نتيجة لخليط جماعات أخرى قديمة. إنه أمر لم يتمكن لوكا كافالي سفورزا من فعله لأن بياناته والبيانات التي فحصها من على شاكلته كانت هزيلة جدًا في تلك الفترة، لكن الآن يمكننا فعل ذلك.

عندما طورنا هذه الاختبارات لخليط السكان طبقناها على أشخاص مختلفين من حول العالم، وفي عام 2012 طبقناها على الأوروبيين الشماليين، على سبيل المثال، الفرنسيين، لكنها ستنتطبق أيضًا على الإنجليز أو الألمان أو الإسكندنافيين أو على الشعوب الأخرى في شمال أو حتى وسط وجنوب أوروبا. رأينا أن الجميع هناك مختلطون، أحد الشعوب المختلطة يبدو اليوم أكثر شبهًا بالأوروبيين الجنوبيين، مثل الأشخاص المعزولين من جنوب أوروبا كالسردينيين، والشعب الآخر من جميع السكان هم الهنود الحمر. كان ذلك مفاجأة هائلة، غير متوقعة بالكامل – لماذا أدى الهنود الحمر والأوروبيون الجنوبيون إلى وجود الأوروبيين الشماليين؟. كانوا بالتأكيد الهنود الحمر، وليس الآسيويين الشرقيين، ليس سيبيريو العصر الحالي؛ بل كانوا بالتأكيد الهنود الحمر.

ما اقترحناه عام 2012 كان أن ما رأينا دليلًا عليه هو حدث خليط قديم أثر على الأوروبيين الشماليين، وبين المزارعين الأوروبيين الأوائل المرتبطين بالقطاعات السكانية الأوروبية الجنوبية المرتبطة بالجليد، والجماعة التي نطلق عليها الأوراسيين الشماليين.

الأوراسيون الشماليون القدماء كانوا في السابق متوزعين في أنحاء شمال أوراسيا، وانتقلوا قبل 15,000 عام من الأمريكتين، بشكل مختلط على الأرجح، لكنهم ذهبوا إلى الأمريكتين وأصبحوا هنودًا حمرًا، وأيضًا، في مرحلة ما، ذهبوا إلى داخل أوروبا. أمامك هذا الشعب الذي تواجد مسبقًا هناك لكنه غير موجود اليوم لأنه تم استبداله بعد العصر الجليدي.

ما اقترحناه كان شعبًا خياليًا، شعبًا توقعنا وجوده إحصائيًا بناءً على الأنماط المتبقية على إنسان العصر الحالي، لكنها لم تعد موجودة في المكان الذي كانت به.

تمثل العصور الجليدية أحداثًا عميقة للغاية. كان هناك عصر جليدي في أوراسيا في السنوات الـ 45,000 الأخيرة؛ لذلك فإن هناك فترة من البرد القارص مع تغطية الأنهار الجليدية للكثير من أوروبا والكثير من أمريكا الشمالية مع تراوح الحد الأقصى لها بين 26,000 و19,000 عام. كان ذلك حدثًا عميقًا جعل العيش في عدة أماكن من العالم مستحيلًا وغيّر بشكل جذري المناخ في أماكن أخرى، لذلك فإن أماكن توطن البشر تم تعطيلها ويحتمل أن البشر قد تنقلوا.

يمكننا أن نرى ذلك بوضوح شديد في علم الآثار، لست بحاجة إلى علم الوراثة في ذلك. ترى أن هناك تحولات كبيرة، فترات كاملة اختفى فيها البشر من شمال أوروبا، ومن ثم هناك أحداث إعادة توطين لحقت بتراجع الأنهار الجليدية في أمريكا الشمالية، هناك عملية إعادة سكون من الشمال بعد تراجعات الأنهار الجليدية. وفي أوروبا، هناك عملية إعادة سكون من الجنوب.

نحن نعمل حاليًا على أوروبا العصر الجليدي وأصولها، ونرى تغيرات كبيرة للغاية مرتبطة بالعصر الجليدي واستبدالات وتغيرات وتحولات سكانية

هذه الأحداث عميقة ويتوقع بطبيعة الحال أن تكون مصحوبة بتغيرات وتحولات سكانية في آسيا الوسطى. هناك أيضًا تغيرات سكانية هائلة، سكان سيبيريا الحاليون هم بشكل شبه مؤكد أعادوا السكون بعد العصر الجليدي من الجنوب؛ ليحلوا محل هؤلاء الأوراسيين الشماليين القدماء الذين هاجروا إلى الأمريكتين وأيضًا إلى أوروبا. إنها تغيرات هائلة جدًا، نحن نعمل حاليًا على أوروبا العصر الجليدي وأصولها، ونرى تغيرات كبيرة للغاية مرتبطة بالعصر الجليدي واستبدالات وتغيرات وتحولات سكانية.

إنه نوع جديد من البيانات. لقد كنت في سلسلة من الاجتماعات متعددة التخصصات بين اللغويين وعلماء الآثار وعلماء الوراثة مؤخرًا، وقدم علم الوراثة العون لبعض الأشخاص لكن الأمر لا يجعل الجميع سعداء؛ لا أحد سعيد تمامًا بالبيانات الوراثية. حيث لا توصلنا بشكل كامل إلى أي نظرية محددة. وبشكل عام، هناك هذا الخط للمعركة المرسوم بين الأشخاص الذين يدعمون ما يسمى بفرضية الأناضول، وصول اللغات الهندو أوروبية من الشرق الأدنى مع الزراعة، والأشخاص الذين يظنون أنها ظهرت لاحقًا خلال السكن في السهب.

يميل علم الوراثة إلى دعم فرضية السهب؛ لأنه في العام الماضي حددنا نمطًا قويًا جدًا ينطوي على علمنا بموعد وصول هذا الأصل الأوراسي الشمالي القديم الذي تراه في أوروبا اليوم إلى أوروبا، لقد وصل قبل 4500 عام من شرق السهب، ويشكل الآن حوالي نصف أصل الأوروبيين الشماليين.

ما أظهرناه في البيانات الوراثية هو أن قبل حوالي 4500 عام، على الأقل في وسط أوروبا، كانت هناك عملية إحلال سكاني واسعة بواسطة الأشخاص القادمين الجدد. فالأشخاص القدماء يختفون أو يتم تهميشهم، وتصبح لدى الشعوب بعد ذلك نسبٌ كبيرةٌ جدًا أكثر من أي وقت مضى من الأصل الشرقي، وتحديدًا، لديهم أصل مرتبط بشكل وثيق بجماعة يطلق عليها «يامنايا»، وهم أول سكان متنقلين للسهب.

اضطروا لاستخدام الترويض الجديد للحصان والابتكار الحديث للعجلة؛ ليتمكنوا من سوق ماشيتهم وأحصنتهم في أراضي السهب التي تعذر الوصول إليها في السابق بواسطة البشر. انتشر هؤلاء البشر في أنحاء السهب، وانتشروا أيضًا غربًا في أوروبا. ما عرضناه في البيانات الوراثية هو أنهم بالفعل، أو أحفادهم، قد حلوا محل كثيرٍ من السكان.

لدينا الآن عملية إحلال هائلة للسكان في وسط أوروبا منذ 4500 عام على الأقل، وهي متأخرة جدًا لدرجة أنه لا بد أنها قد جلبت لغات جديدة إلى السكان؛ وبالتالي من المرجح بقوة أن بعض اللغات الهندو أوروبية، على الأقل في أوروبا، يرجع مصدرها إلى الهجرات من السهب. إنه تطورٌ مثيرٌ ويعني أن فرضية الأناضول لا يمكن أن تكون تفسيرًا لجميع لغات أوروبا لأن بعضها يجب أن يأتي عبر السهب، ويعني أيضًا أنه ربما هناك طرق ينبغي علينا إعادة دراسة عمليات الانتشار المحتملة بها في ضوء البيانات الوراثية.

لقد فتحت مختبر الحمض النووي القديم الخاص بي في بوسطن عام 2013 بمساعدة «سفانتي بابو»؛ لدراسة بعض الموضوعات التي لم يكن هو مهتمًا بدراستها بنفسه، المتعلقة في أغلبها بتحولات السكان بعد العصر الجليدي، وهو ما تركز عليه عمل الأعوام الثلاثة الماضية. لقد كان المعمل يحوّل الحمض النووي القديم إلى عملية صناعية عبر دراسة أعدادٍ كبيرة جدًا من العينات، والابتعاد عن نموذج الدراسة فقط واحدة أو اثنتين أو ثلاثة من العينات المثيرة والرائعة، ودراسة عشرات أو مئات الأشخاص وفهم كيفية أن الوقت المشيد بعناية يقطع بالعرض من خلال أماكن مختلفة في العالم، وكيف تغيرت الشعوب مع مرور الوقت.

الأمر هام أن تكون حذرًا للغاية وأن تقول أمورًا صحيحة مدعومة بشكل جيد للغاية بالبيانات الوراثية، يلغي ذلك 95 بالمئة مما قد يقوله المرء. ما نحاول فعله هو أن نكون حذرين ودقيقين جدًا بشأن الأمور التي نقولها، وعندما ننشر شيئًا يجب أن يكون ما نقوله أمورًا واضحة جدًا، قوية، وصحيحة بقدر ما نستطيع.

بالتأكيد سنرتكب أخطاءً أحيانًا، لكننا نحاول ألا نكون مضاربين وأن نقول أمورًا واثقين منها جدًا. بمجرد فعلنا ذلك، نكون بمنزلة يمكننا فيها الدفاع عما نقول، وعلينا التزام بأن نعلن ما نتوصل إليه بغض النظر عن كيفية استغلاله في النقاش. بشكل عام، تأثير علم الوراثة والاكتشافات الوراثية الخاصة بالأعوام القليلة الأخيرة تمثل في جعل الأمر أكثر صعوبة أن تقدم حجة عن تفوق جماعة أو أخرى.

أحد الأمور التي أظهرتها ثورة الحمض النووي الجينومي القديم من هذا العلم الجديد الخاص بالماضي البشري هو إدراك أن الشعوب البشرية اليوم مختلطة.

أحد الأمور التي أظهرتها ثورة الحمض النووي الجينومي القديم من هذا العلم الجديد الخاص بالماضي البشري هو إدراك أن الشعوب البشرية اليوم مختلطة. إنه أمر مفاجئ جدًا ولم يكن ضمن طريقة تفكير البشر عن العالم السابق، لكن عندما يفكر البشر بشكل حدسي بشأن اختلافات البشر يقولون: «هناك اختلافات أدركها بشكل حدسي فيما بين الجماعات التي أراها في العالم، ويجب أن تعكس اختلافات الجماعة التي تعود بالزمن إلى العصر الذي نتشارك فيه جميعًا شعب الأسلاف المشترك». ولكن في الواقع، هذا ليس صحيحًا. على سبيل المثال، إن فحصت قبل 10,000 عام البنية السكانية لأوراسيا، وقارنتها بالبنية السكانية لأوراسيا اليوم، تجد أنه في تلك الفترة كانت القطاعات السكانية متميزة عن بعضها البعض تمامًا كحالها اليوم، لكن البنية ليست متشابهة بأي حال ببنية اليوم.

على سبيل المثال، اليوم تعد مناطق غرب أوراسيا، أوروبا، الشرق الأدنى، آسيا الوسطى، إيران اليوم متسمة بالتمايز المنخفض جدًا، فالشعوب متشابهة جدًا وراثيًا، لكن في الواقع يعكس ذلك على مدار الـ 10,000 عام الماضية انهيارًا كبيرًا لأربعة شعوب مختلفة جدًا في بعضها البعض: صيادي أوروبا، سكان الشرق الأدنى القدماء في غرب الشرق الأدنى وشرق الشرق الأدنى، وشعب السهب.

لم يختفِ أي من هؤلاء السكان، لكنهم اختلطوا مع بعضهم البعض بحيث أصبحت هذه المنطقة الكبيرة ذات تمايز منخفض. هؤلاء الأشخاص الأوراسيون الشماليون القدماء الذين اعتادوا أن يكونوا منتشرين في سيبيريا لم يعودوا موجودين، ليسوا موجودين بصورة غير مختلطة، لكنهم تركوا أعدادًا كبيرة من الأحفاد في الهند وأوروبا والأمريكتين.

كانت هناك جماعات متمايزة بشدة في تلك الفترة، لكنها مختلفة تمامًا عن جماعات اليوم. وما تراه بدلًا من ذلك هو إطار مشبّك من الجماعات في الماضي، متمايزة جدًا عن بعضها البعض لكنها تشكل أخلاطًا من جماعات أخرى متمايزة جدًا، بالعودة كثيرًا بالزمن. إنه مزيج على طول الطريق؛ إنها صورة مختلفة تمامًا. وهذا أمر يصعب توفيقه مع شعور الناس الحدسي بالاختلافات فيما بين الجماعات، التي تمثل المزيد من هذه الصور للفرق الثابت بالعودة إلى الماضي لفترة طويلة.

ما حدث بسرعة جدًا، بشكل كبير وبقوة، في السنوات القليلة الأخيرة كان تفجر الدراسات على نطاق الجينوم للتاريخ الإنساني بناءً على الحمض النووي القديم والحديث، وهذا ما كان ممكنًا من قبل تكنولوجيا علم الجينوم وتكنولوجيا الحمض النووي القديم. بشكل أساسي، يسارع الناس إلى استخراج الكنوز الجديدة؛ فهي تكنولوجيا جديدة وتنطبق تلك التكنولوجيا على كل شيء تقريبًا يمكننا تطبيقها عليه، وهناك ثمار متدلية كثيرة، والكثير من شذرات الذهب متناثرة على الأرض، والتي يتم التقاطها بسرعة شديدة. هذا هو ما يحدث الآن.

ما يدركه متخصصو علم الآثار العلماء، الذين يتبنون التكنولوجيا العلمية، هو أن هذه تعد طريقة جديدة للتحقيق في الماضي.

ما هو واضح للغاية وما يدركه متخصصو علم الآثار العلماء بحق، الذين يتبنون التكنولوجيا العلمية، هو أن هذه تعد طريقة جديدة للتحقيق في الماضي. سيتم تبني هذا من قبل علم الآثار، العلوم الإنسانية، علم اللغات، كوسيلة جديدة للتحقيق في الماضي. وخلال خمسة أو عشرة أعوام، سيتم إدماج ذلك بشكل ملائم في أقسام علم اللغات، خصوصًا في أقسام علم الآثار، كوسيلة محورية للتحقيق في الماضي.

إن كنت تنقب في موقع ووجدت بقايا هياكل عظمية بشرية أو حيوانية، سيخبرك الحمض النووي بكيفية ارتباط البشر الذين سكنوا المواقع، أو الحيوانات، أو النباتات التي تمت زراعتها في المواقع، بغيرهم الذين سكنوا مواقع أخرى تم التنقيب بها. سيمكنك من تحديد أجناس الأفراد، والعلاقات الأسرية بين الأفراد، ومن فهم تفاصيل علاقات السكان بالجماعات الأخرى. الأمر أشبه قليلًا بثورة الكربون المشع التي بدأت عام 1949.

اخترع «والتر ليبي» هذه التكنولوجيا للتقدير المباشر لتواريخ العينات بواسطة نسبة الكربون-14 إلى الكربون-12. تم الاعتراف بذلك سريعًا من قبل علماء الآثار ليمثل اكتشافًا تحوليًا؛ لأنه جعل الحصول على تاريخٍ مباشرٍ تمامًا للعينات ممكنًا بعد أن كان ممكنًا فقط الحصول على تواريخ نسبية في الماضي.

على سبيل المثال، الحياة المهنية لـ «كولين رينفرو» مبنية على ثورة الكربون المشع، إنها مبنية على فكرة أنه يمكنك الحصول على تواريخ ثابتة للأشياء. كان كولين رينفرو متأثرًا جدًا ومشاركًا في العمل الذي أظهر أن الهياكل الصخرية لأوروبا – تلك الهياكل الحجرية الكبيرة في أوروبا – قد سبقت الأهرامات والهياكل الحجرية الكبيرة القديمة الخاصة بالشرق الأدنى. قال علماء الآثار في السابق العكس، وأن أفضل الأفكار الكبيرة تأتي دائمًا من الشرق.

لابد أن الهياكل الكبيرة بأوروبا قد استمدت من الشرق، لابد أنها قد جاءت بعد ذلك، لكن ذلك ليس صحيحًا. فقد أرّخت بواسطة الكربون المشع إلى ما قبل ذلك، لذلك أعطت جدولًا زمنيًا ثابتًا للتاريخ. دمج علماء الآثار التأريخ بالكامل في عملهم، وسيدمجون أيضًا الحمض النووي بالكامل في عملهم.

لدي الكثير من الأمل بهذا الصدد لأن متخصصي علم الآثار هم علماء. رغم أن علم الآثار يتم تضمينه عادة مع العلوم الإنسانية، يتعلم علماء الآثار كجزء من تدريبهم، كيفية تفسير تواريخ الكربون المشع، ويتعلمون كيفية تفسير معلومات النظائر، ولقد تبنوا العلم.

إنهم مستميتون تجاه معرفة المزيد عن الماضي بالأساليب العلمية والأساليب الأخرى. إنها ليست فيزياء، فليس لديهم معادلات كثيرة، لكنهم بالفعل مستميتون تجاه معرفة المزيد عن الماضي. يبدو واضحًا جدًا من الحديث عنهم أنهم يحتضنون هذه التكنولوجيا.

الآن، تعد كيفية ارتباط ذلك بالأنثروبولوجيا سؤالًا أكثر تعقيدًا؛ لأن الأنثربولوجيا لها أسس في العلوم الإنسانية، وما نحن بصدد المعرفة بشأنه، كما في حالة عملنا في الهند، متعلق بتفاعلات البشر في الماضي. على سبيل المثال، يمكننا أن نفهم من علم الوراثة، ويمكننا أن نرى أن أخلاط الأحداث قد تمت بوساطة التحيز الجنسي.

ذكرت الذي في الهند حيث يأتي معظم الأصل المرتبط بغرب أوراسيا في الهند عبر الأسلاف الذكور. لكن في الآونة الأخيرة، نرى أدلة على هذا في الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية. إنه أصل أوروبي بنسبة 20 بالمئة، لكنه يأتي بنسبة ثلاثة إلى واحد من الجانب المذكر؛ أي الأصل الأوروبي. إن نظرت إلى المستيزويين في كولومبيا، إلى الأشخاص ذوي الأصل المحلي والأوروبي المختلط والقليل من الأصل الأفريقي، تجد أن الأصل الأوروبي يأتي بنسبة اثنين إلى واحد من الجانب المذكر.

ما تراه في بصمة هذه الشعوب وراثيًا هو تاريخ عدم المساواة في القوة، المنطوي عادة على أن الذكور الأقوياء من أحد الجماعات لديهم قدرة تمييزية على الوصول إلى الإناث المحليات، وهو ما تراه في هذه الجماعات. ترى ذلك مجددًا في أيسلندا. أيسلندا اليوم تمثل خليطًا من الرجال الإسكندنافيين والنساء الإنجليزيات اللاتي تمت سرقتهن من بريطانيا من قبل هؤلاء المتهربين من الضرائب من النرويج الذين كانوا ذكورًا، مثلما هو موثق في الملاحم، وترى ذلك مدموغًا في الحمض النووي، كما يمكنك أن ترى التحيزات الجنسية في البيانات الوراثية.

الآن، هذا مثير جدًا للاهتمام لأنه يخبرك بشأن أمر عن الطبيعة الثقافية لهذه التفاعلات. ففي الهند، على سبيل المثال، يمكنك أن ترى وجود هذا الحدث من الخليط السكاني العميق الذي حدث قبل 2000 إلى 4000 عام، ويتوافق ذلك مع زمن تكوين الـ «ريجفدا»، أقدم نص ديني هندوسي، أحد أقدم القطع الأدبية في العالم، والتي تصف مجتمعًا مختلطًا حيث هناك بأسماء ليست هندو أوروبية بالكامل، ويتم إدراجها بوصف أصحابها شعراءً وملوكًا.

ترى حدوث ذلك، ثم ترى تحجر هذا النظام ليصبح نظامًا طبقيًا، والذين يمكنك رؤيتهما في علم الوراثة المنعكسة أيضًا في النص. لكن يمكنك توطيد ذلك مع علم الوراثة، خصوصًا مع الحمض النووي القديم، بل حتى في حالة الهند مع الحمض النووي الحالي لأننا ليس لدينا بعد حمض نووي قديم من الهند. سيحتاج علماء الأنثروبولوجيا في النهاية إلى استخدام هذه المعلومة؛ لأنهم تبنوا أيضًا بيانات الكربون المشع.