محتوى مترجم
المصدر
the conversation
التاريخ
2019/02/05
الكاتب
جيفري فيلدز

أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو في الأول من فبراير/ شباط، أن الولايات المتحدة ستنسحب من معاهدة الأسلحة النووية مع روسيا. منذ حكومة أوباما، اتهمت الولايات المتحدة روسيا بانتهاك معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى، التي تحظر على الولايات المتحدة وروسيا تطوير أنواع معينة من الصواريخ الباليستية والجوية. وبعد يوم واحد من إعلان بومبيو، أعلن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» أن روسيا ستعلق أيضًا مشاركتها في المعاهدة.لم تمُت المعاهدة بعد، لا يزال هذا الإعلان كإشعار لـستة أشهر تفرضه المعاهدة قبل أن تنسحب الأطراف، لا يزال هناك وقت لإصلاح الخلافات، لكن لا أعتقد أن هذا سيحدث. عملت في قضايا متعلقة بالحد من التسليح ومنع انتشار الأسلحة النووية في كل من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع، وهذا هو سبب استبعادي وجود حل.


سياق الحرب الباردة

في السبعينيات من القرن الماضي، بدأ الاتحاد السوفيتي وضع صواريخ في مواقع استراتيجية داخل أراضيه، والتي يمكن أن يحمل كل منها ثلاثة رؤوس حربية نووية لمسافة تصل إلى حوالي 2500 ميل.كانت هذه القذائف SS-20 ضمن فئة من الأسلحة يطلق عليها «الصواريخ الباليستية متوسطة المدى». ويمكن للصواريخ أن تضرب تقريبًا جميع الدول الأعضاء الـ29 التي انتظمت بعد معاهدة أتلانتا الشمالية باستثناء الولايات المتحدة وكندا. في ذلك الوقت، لم يكن لدى الناتو طريقة لمعالجة التهديد الجديد من خلال الدبلوماسية مع السوفييت. كما لم يكن لديهم صواريخ مماثلة قادرة على ضرب المواقع الاستراتيجية في الاتحاد السوفييتي من داخل أوروبا الغربية.سعت الولايات المتحدة إلى طمأنة حلفاء الناتو وردع هجوم سوفيتي نووي على أوروبا الغربية. في أوائل الثمانينيات، وضعت الصاروخ الباليستي II Pershing، بالإضافة إلى صواريخ أخرى في بلجيكا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة وألمانيا الغربية. خُطط لهذه الخطوة جزئيًا لمواجهة تهديد الصواريخ السوفييتية، كما أقنعت السوفييت بالتفاوض للحد من عدد الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى على كلا الجانبين في أوروبا والاتحاد السوفيتي.


شروط المعاهدة

بدأت المفاوضات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي عام 1979، في الفترة الأخيرة من حكومة كارتر. وكان الهدف هو الحد من عدد الصواريخ متوسطة المدى التي يمكن نشرها. انتقلت المفاوضات إلى حكومة ريغان بمقترحات مختلفة حول عدد الصواريخ التي يمكن أن يمتلكها كل جانب والأماكن المسموح له بوضعها فيها.وفي عام 1987، اقترح ميخائيل غورباتشوف القضاء على جميع الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، مما أدى إلى معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى INF التي حَظرت هذا النوع من الصواريخ بأكمله، ووقّع الرئيسان ريغان وغورباتشوف المعاهدة في 8 ديسمبر/ كانون الأول 1987.وافق الجانبان على القضاء على جميع القذائف الجوية والباليستية التي يمكن إطلاقها من الأرض (خلافًا لتلك التي يمكن إطلاقها من البحر أو السماء) وتراوحت المسافة بين 300 و3400 ميل تقريبًا. كما تعهدوا «بإلغاء مثل هذه الأنظمة فيما بعد». وقبل الموعد النهائي لتنفيذ المعاهدة في عام 1991، دمرت الولايات المتحدة وروسيا أكثر من 2500 صاروخ تتضمنه المعاهدة.


القوى النووية خارج روسيا

كانت الولايات المتحدة مهتمة في المقام الأول بالامتثال الروسي للمعاهدة، وفي عام 2014 زعمت أن روسيا اختبرت صاروخًا انتهك قيود المدى المنصوص عليه في المعاهدة، ورفضت روسيا هذا الاتهام.في الوقت نفسه، فإن دولًا مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية ليست مقيدة بأي معاهدات تتعلق بتطوير الصواريخ التي يمكن أن تحمل رؤوسًا نووية. استمرت هذه الدول في تطوير أو التفكير في تطوير تكنولوجيا هذه الصواريخ. وفي منتصف العقد الأول من القرن الحالي، بدأت روسيا تخشى من أن المعاهدة كانت تقيد خياراتها العسكرية.جادل بعض المحللين بأن على الولايات المتحدة التخلي عن معاهدة INF لنفس السبب، ليس بسبب عدم امتثال روسيا، بل لأنها تحد من الخيارات العسكرية الأمريكية تجاه الصين. تمنع المعاهدة الولايات المتحدة من وضع صواريخ أرضية قصيرة المدى في أماكن مثل اليابان. جون بولتون مستشار ترامب للأمن القومي هو أحد أنصار هذا النهج.لا تبدو فرص المعاهدة جيدة. تنفي روسيا منذ وقت طويل انتهاكها للمعاهدة، وتشكك حكومة ترامب في الحد من الأسلحة بشكل عام ولديها خطط لمواصلة تحديث الترسانة النووية الأمريكية.يمكن للولايات المتحدة – بعيدًا عن المعاهدة – تطوير أنظمة أسلحة نووية جديدة في شرقي آسيا لمواجهة التطورات العسكرية الصينية. يبدو أن نهاية المعاهدة أمر محتمل، لكن هذا يعتمد على عدة متغيرات، لا سيما نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة عام 2020.