ناقشنا في المقال الماضي مفهوم Biohacking بشكلٍ عام، والقليل عن تاريخ هذه الفكرة ونشأتها، لكن: ما هي التطبقيات العمليّة في عالم اليوم لهذه الفكرة؟


مشروع سايبورج Project Cyborg

لم تظهر القدرة الفعليّة للـ biohacking قبل محاولة البروفيسور كيفين وارويك Kevin Warwick، من جامعة Reading وزملائه في قسم علم التحكّم في الأحياء والآلات Cybernetics، لمعرفة إن كان بإمكانهم بناء حاسوب يستطيع العمل والتواصل مع الأجهزة البيولوجية للإنسان، والنتيجة كانت: ذلك ممكن فعلًا.

(البروفسور وارويك في مختبره)
(البروفسور وارويك في مختبره)

وكبداية لتجربته المسمّاة «المشروع سايبورج Project Cyborg»، قام وارويك بزراعة أول رقاقة إلكترونية في ذراعه عام 1998. تقوم هذه الرقاقة بإرسال إشارة تسمح للحاسوب بتعقّب وارويك، ليتمكن بواسطتها من فتح الأبواب الإلكترونية، تشغيل الأضواء والحواسيب خلال تجوّله في مختبره.

لم يتوقف وارويك هنا بل استمّر في تجربة أخرى، حيث زرع رقاقة في ذراع زوجته وزوجٍ مماثل لها في جسده. بواسطة هذا الزوج من الرقاقات المتماثلة، استطاع وارويك أن «يشعر» بما تشعر به زوجته فإن قامت بمصافحة أحدهم، تقوم الرقاقة بنقل البيانات الحسيّة إلى وارويك معطيةً إياه الإحساس نفسه.

اعتبر وارويك ذلك نوعًا من «التخاطر الإلكترونيّ Electronic Telepathy».

بالتأكيد بعد كلّ هذه التجارب الغريبة، فإنّ البروفيسور وارويك يُعتبر مثيرًا للجدل في الأوساط العلميّة، بتجاربه الغريبة ومحاولاته لدمج التقنيّة الإلكترونيّة مع البيولوجيا.

في عام 2011 قام باستخدام روبوتات لنقل المعلومات عبر أجهزة استشعار إلى خلايا دماغيّة مُستنبتة، بهدف إيصال هذه المعلومات للخلايا ومن ثم معالجتها من قبل الخليّة الحيّة والتعامل مع هذا المنبّه الخارجيّ.

توّقع الاستجابة من الخليّة يكون صعبًا في غالب الأحيان، فهذه الخلايا لا تنفذ ما يريده منه وارويك، وتظهر في كثيرٍ من الأحيان قراراتٍ مزاجيّةٍ مختلفةً عمّا يتوقعه البروفسور. وحتى الآن يستخدم البروفسور خلايا الجرذان، لكنّه يأمل في المستقبل القريب أنّ يستطيع استخدام خلايا دماغٍ بشريّة بعد تطويرها في المختبر، ومحاولة جعل هذه الخلايا تتفاعل مع المؤثرات المُطبقة عليها.

عمل كيفين المستمر والدؤوب يكسر بشكل كبير الحواجز والفوارق بين التكنولوجيا والبيولوجيا، ومن الجدير بالذكر أنّه يدعيّ تطويره لحاسوب استطاع أن يجتاز اختبار تورنج Turing Test، لكن ذلك ما يزال ذلك عرضةً للنقاش والجدل في المجتمع العلميّ.


تحويل الجراثيم المعدّلة وراثيًا إلى عمّال بناء

يتضمن مفهوم الـ Biohacking التعديل على الخلايا في المستوى الجيني، والنتائج التي يمكن ملاحظتها قد تكون غريبةً وغير اعتياديّة. إحدى الأمثلة هو مشروع «JuicyPrint»، وحسب التعريف الموجود في الموقع الخاص للمشروع فإنّ المشروع عبارةٌ عن طابعةٍ ثلاثيّة الأبعاد، تستخدم عصائر الفواكه لطباعة الأشكال المختلفة من مادة «السليولوز» الجرثوميّ، وهو مركّب متنوّع وقويّ البنية.

لكن كيف يتحكم المشروع بإنتاج السليولوز من الجراثيم؟

(السليولوز الجرثومي)
(السليولوز الجرثومي)

تكمن فكرة المشروع في إعطاء هذه الجراثيم المنتجة للسليولوز قدرةً جديدة، وهي الاستجابة للضوء، كيف ذلك؟ بتعديل الجينوم الخاص للجراثيم وإدخال جينٍ يسمح بالتحكم بإنتاج السليولوز تبعًا لوجود الضوء. في الأحوال العادية تقول هذه السلاسة من الجراثيم G.Hansenii بإنتاج رقاقة من السليولوز على سطح السوائل التي تتغذى عليها، لكن عند إلقاء الضوء على سطح المزرعة الجرثوميّة بنمط معيّن، فإن الجراثيم الموجودة في المناطق المظلمة فقط هي التي ستعمل منتجةً السليولوز، وبتغيّر الأنماط والرقع العاملة يمكننا صنع الشكل الثلاثي الأبعاد الذي نريده فعليًّا من السليولوز، باستخدام الجراثيم والضوء فقط.

London Biohackspace from Alasdair Allan on Vimeo.

لا حدود فعلًا لما يمكن إنتاجه باستخدام هذه التقنيّة، والمجال الأكثر استفادةً من هذا المشروع في الحياة العمليّة هو المجال الطبيّ ومجال الهندسة الطبيّة بشكلٍ فعّال.

يعتقد أصحاب المشروع أنّه بالإمكان استخدام مشروعهم في كثير من المجالات، كإعادة بناء الأعضاء إلى تكوين شرايين وأوعيّة دمويّة مستحدثة، ولأن الأعضاء الجديدة والتطعيمات التي ستصنع بهذه الطريقة مصنوعة على أساس بيولوجيّ ومن مواد عضويّة طبيعيّة وليس من أخرى صناعيّة، فإنّه من المتوقّع أن يستقبلها الجسم البشري بشكل أفضل، بدون التأثيرات الجانبيّة.


اللمسة السحريّة

لا تتوقف حدود ال Biohacking عند الحمض النووي، بل قد تكون أبسط بكثير، قد تكون في متناول أطراف أصابعك.

أحد الأمثلة العمليّة هي زرع مغناطيسٍ في أطراف الأصابع. لا تتم هذه العمليات بشكل مفتوح وعلنيّ، وغالبًا ما تقع في محلات تعديل الأجسام (Body Modification: Tattoos and piercings)، تلك الصالات التي تقدّم خدمات رسم الوشوم وعمليات الثقب وتركيب الحلق.

في بيتسبرغ، قام مهندس إلكترونيات ومطوّر تطبيقات بافتتاح مكان يسمح للـ Biohackers بالالتقاء والتجربة، وسموّه Grindhouse Wetwares، لكن ماذا يعني ذلك؟

تأتي كلمة Grindhouse من كلمة Grinders وهم الأشخاص الذين يقومون بتصميم وزراعة الرقائق الإلكترونيّة والمغناطيسات في الأجسام البشريّة.

أما wetware فإنّ هذه العمليّة –Biohacking- يشترك فيها ثلاثة عناصر، العنصر الأول هي الآلة: Hardware، والعنصر الثاني هي البرامج والتطبيقات Software، والعنصر الأخير هو الإنسان، الـ Wetware، الجهاز العضويّ والعصبيّ للتفاعل مع التطبيق والآلة.

(مغناطيس مزروع في نهاية الإصبع وقدرته على جذب الأجسام المعدنية الصغيرة)
(مغناطيس مزروع في نهاية الإصبع وقدرته على جذب الأجسام المعدنية الصغيرة)

وضع مغناطيسٍ في أنامل أحدهم ليس وسيلةً لجذب الأشياء إليها، حسب من قام بهذه التجربة –أيّ أنّك لن تصبح Magneto من سلسلة X-Men ولن تستطيع حمل الأجسام الكبيرة بواسطة قدرتك الجديدة – بل تستطيع اجتذاب الأشياء المعدنيّة الصغيرة، كمفكٍ معدنيٍ صغير، القطع النقديّة المعدنيّة والقلم المعدّ للـ i-Pad، ولكنّ الفائدة الأخرى هي الحاسة السادسة التي يعطيك إيّاها هذا المغناطيس.

يقول من قام بزراعة هذه المغناطيسات في جسده أنّهم يستطيعون «الإحساس» بالحقول المغناطيسيّة حولهم، أيّ أنّ هذه القطعة توّفر لهم معطيات جديدة لم يكونوا ليحصلوا عليها بدون هذه الترقية.

يتكيّف الجسم البشريّ مع المغناطيس ويبدأ بقراءة الإشارات التي يستقبلها ويتعامل معه كما يتعامل مع أيّ جزء عضويّ من الجسد. يحاول الـ Biohackers تشبيه تجاربهم بارتداء النظارات وتكيّف الجسم معها، وارتقاء الحواس بسبب ذلك التكيّف والتعاضد بين الجسم والأداة الخارجيّة.

لكن التأثيرات الأخرى لهذا التعديل تحتاج وقتًا للظهور، فالبعض يدّعي أنّه يستطيع استخدام المغناطيس المزروع في جسده كحاسة إضافيّة، بينما يقول آخرون أنّ هذا الإحساس يتلاشى بعد عدّة أسابيع، ولا يتبقى سوى مقدرتك على استخدام القوة المغناطيسيّة لجذب الأشياء بشكلٍ ضعيف، واستخدام ذلك في الحفلات لإبهار أصحابك!


الرؤية باستخدام الصوت

يندرج تحت مفهوم Biohacking أيضًا محاولتنا تحسين أو تعديل الحواس الموجودة لدينا مسبقًا، وبالتالي تحسين نوعيّة الحياة كما يدّعي الـ Biohackers.

يعرف ريتش لي Rich Lee البالغ من العمر 34 عامًا، أنّه سيفقد حاسة النظر قريبًا، فهو فعلًا فقد معظم قدرته على الرؤية في عينه اليمنى بشكل مفاجئ وقريبًا سيصبح أعمى بشكل كاملٍ كما يقول. للتغلب على صعوبة وضعه الجديد، يأمل ريتش أن يتعلم تحديد المواقع والأشياء حوله عن طريق الصدى.

يقوم ريتش بذلك عن طريق مغناطيسات باثّةٍ للصوت، زرع واحدًا منها في كل أذن. رغم أنّه يستطيع استخدامها لأشياء عادية كالسماع للموسيقى دون الحاجة لسماعات رأس! إلا أنّه يستخدمها ليدرب نفسه على تفسير الأصوات التي يسمعها.

تمّ زرع هذه المغناطيسات بواسطة أحد معدّلي الأجسام في لاس فيغاس، وحسب لي، فإنّ الألم ليس أكثر من ألم إحداث ثقب من أجل حلق الأذن.

ليستطيع لي أن يستمع إلى الموسيقى، يحتاج إلى بطاريّة، ولفائف وشيعة –يستخدمها كطوق حول الرقبة- مصنوعة من النحاس، وكلّ ذلك قام لي بتصميمه بنفسه.

(الجهاز الذي صمّمه لي)
(الجهاز الذي صمّمه لي)
تُنتج هذه اللفائف عندما يمر التيار من خلالها حقلًا مغناطيسيًا، إما أن يعاكس الحقل الناتج عن المغناطيسين الموجودين في أذنيّ لي، فتهتز المغناطيسات مبتعدة عن الوشيعة، متجهة نحو غشاء الطبل، أو أن يخلق حقلًا مغناطيسيًّا مماثلًا للحقل الناتج عن المغناطيسين، فتتجه نحو اللفائف بعيدًا عن الغشاء. إذًا التحكّم بالتيار وجهة الحقل الناتج عنّه يعطيك التحكّم الكامل بالمغناطيسات الموجودة في أذن لي.
(المغناطيس في أذن لي)
(المغناطيس في أذن لي)

عندما تتحرك المغناطيسات في «زنمة- Targus» الأذن، فإنّ ذلك يؤدي لخلق اهتزازات في الهواء قرب غشاء الطبل، ويترجم الدماغ هذه الاهتزازات إلى ماهيتها المعروفة لديه: «الصوت».

بتدريب نفسه على استقبال الصوت من كل شيء حوله، والتعوّد على هذا الأسلوب قبل أن يفقد البصر، يأمل لي أن يكون قادرًا على استخدام خاصية تحديد المواقع صوتيًا بشكل جيد، كما أنّه يفكر في إضافة قطعة جديدة إلى المغناطيس الموجود في أذنيه، للسماح له بالرؤية بالأمواج فوق الصوتية «ultrasonic rangefinder».


تحسين القدرات الدماغيّة باستخدام العقاقير الكيميائيّة

هل يمكنك أداء التجارب البيولوجيّة بدون دماء ومشرط وجرح في جسدك؟ يبدو الأمر كذلك.

إحدى أنواع الـ biohacking هي حركة nootropics والتي تُعنى بالعقاقير المحسّنة للدماغ، تلك التي تحسّن التركيز، تُسرّع التفكير وتجعل العمل أكثر إنتاجيّة. أحد أكثر المناطق اهتمامًا بالـ nootropics هي بلا شك وادي السيلكون، حيث مراكز أكبر شركات التقنيّة الشديدة التنافس.

Brain Mredicine
Brain Mredicine

مازالت تجارب هذا المجال في اتّساع دائم. إحدى التجارب هي استخدام عدد من الحبوب مع بعضها للحصول على تأثير معيّن، بعض الأشخاص قد يحاولون الوصول إلى أرقام جنونيّة بتحضير خلطةٍ من 40 حبّة مختلفة يوميًّا. ما الحبوب الموصى البدء بها؟ حبوب الكافيين و L-theanine الموجودة في القهوة والشاي.

في الطرف الآخر يوجد مستخدمو الـ Ritalin، Adderal وModafinil. معظم من يتعاطى هذه الحبوب يدّعي أنّ هذه الحبوب ليست فعلًا nootropics بل هي حبوب تغيّر كيمياء الدماغ لتجعلك أكثر إنتاجيّة ونشاطًا.

لا يعرف فعلًا ما هي الآثار المترتبّة على التعاطي المستمر للخلائط المتنوعة من هذه العقاقير، رغم أنّها في الحقيقة تبدو فكرة غير جيدة. بدأت هذه الفكرة في عام 1964 بإنتاج piracetam، حيث قام المحلل النفسيّ والكيميائيّ كورنيليو جيورجيا Corneliu Giurgea باختراع هذا الخليط من العقاقير.

لتسميّة العقاقير وتصنيفها تحت اسم ال nootropics فإنها من المفترض أن:

*تساعد في تحسين التعلّم

*تحسين معالجة المعلومات

*زيادة النشاط بين نصفي الكرة المخيّة، بالإضافة إلى كونها مواد آمنة غير سامة وغير مسببة للإدمان، تلك هي ببساطة قواعد جيورجيا.

لكن حتى الآن لا نعرف فعلًا ما الذي تغيّره هذه العقاقير في كيمياء الدماغ على المدى الطويل بل أنّ هناك مسائلات قانونيّة في هذا المجال. على سبيل المثال، عقار modafinil الذي يُستخدم في معالجة الخدر Narcolepsy وتمّ إثبات أنّه آمن للاستخدام، وحتى تمّ استخدامه من قبل الطيّاريّن العسكريّن للبقاء في حالة الصحو خلال الرحلات الطويلة، لكنّ بيعه في بريطانيا بدون وصفة طبيّة غير قانونيّ، لكن الغريب في الأمر أن بيع ال nootropics التي لم تختبر بعد هو في الواقع مسموح وقانونيّ.


الرؤية الليلة بدون نظارات خاصّة

قامت مجموعة من الـ Biohackers المعروفة باسم «Science for the Masses» بتطوير عقار يُحقن في العين البشريّة سامحًا لها بتطوير قدرة البصر العاديّة إلى مرحلة أخرى، الرؤيّة الليليّة.

7
(أثناء حقن المادة في عينيّ ليشينا)

يقول جيفري تيبيتس Jeffery Tibbetts، أحد أعضاء المجموعة، يُستخدم مشابه الكلوروفيل المعروف بـ Chlorine e6 أو اختصارًا Ce6 لمعالجة العمى الليليّ، وبدراسة الأبحاث المتعلّقة به وجدنا أنّ بإمكاننا استخدامه بطريقة مختلفة.

فقد استخدم حقنًا في النماذج الحيوانيّة كالفئران، ثم تمّ استخدامه وريديًا في الستينات لمعالجة أنواع مختلفةٍ من الأورام. نحن الآن نقوم بالخطوة القادمة.

بعد حقن 50 ملم من المادة بشكل مباشر في عين المتطوع ليشينا -أحد أعضاء المجموعة- المفتوحة بموسّع، تدخل المادة في الكيس الملتحمي والذي ينقلها إلى الشبكيّة.

(بعد الحقن)

يقول ليشينا: «أصبحت الرؤيّة غير واضحةً، ضبابيّةً بلون أسودٍ مخضّر، ثم تحللت المادة في عينيّ».

حسب المعلومات المتواجدة لدى الفريق، فإن أثر هذه المادة يبدأ خلال ساعة. خرج الفريق لتجربة قوى ليشينا الخارقة الجديدة في الظلام، هل نجحت التجربة؟

نعم، بالفعل، بدأ ليشينا بملاحظة الأشياء على بعد عشرة أمتار منه في البداية، ثم بزيادة الوقت الذي قضاه خارجًا استطاع أن يزيد حقل الرؤية ليصل إلى 50 مترًا. بمقارنة مع مجموعة الشاهد التي لم تتلقى جرعة Ce6 فإّن ليشينا أصاب في 100% من المرات التي حاول فيها باحثوا المجموعة اختباره، بينما كانت النتيجة صحيحة بنسبة 33% في مجموعة الشاهد.

تقدّم الفريق بورقةٍ عمليّة يمكنك مشاهدتها وقراءتها هنا.


المشي من جديد

(بعد الحقن)
(بعد الحقن)

فكرة الهيكل الخارجي ليست حديثة العهد، فقد شاهدنها في كثير من الأفلام والمسلسلات قبل أن تصل إلى التطبيق الفعليّ. في المجال الطبيّ لمساعدة المصابين بالشلل النصفي على المشي مجددًا أو لتطبيقات أكثر عنفًا، للاستخدام العسكريّ وتسهيل العمليات العسكريّة.

لن أتكلّم في هذا المجال كثيرًا فقد تحدثنا عنه سابقًا في هذه المقالة.

9
وحسب تكهنات بعض المستقبليين Futurologist، فإنّ الكرسيّ المتحرك قد يختفي خلال الخمس سنوات قادمة.
المراجع
  1. A Team of Biohackers Has Figured Out How to Give People Night Vision
  2. JuicyPrint
  3. I got a computer chip implanted into my hand. Here's how it went.
  4. 10 Things You Should Know About Biohacking
  5. Cyborg America: inside the strange new world of basement body hackers