الله.. سؤال البشرية الأول والأشمل، الوصول لله، معرفة من هو الرب وما مراد هذا الصانع الأعظم من بداية الكون. لطالما كان، ومازال، اللغز الذي حير البشر منذ قرونهم الأولى على الأرض، ولا شك في ذلك، فحل ذلك اللغز يفكك بدوره كل الأحاجي التي تليه، من نكون؟ و لماذا نحن هنا؟ ولماذا نستمر في تلك الحياة؟ إيجاد الخالق الذي يستحق العبادة والطريقة التي نعبده بها، يعني إيجاد المعنى أو بالأحرى إيجاد الحقيقة وطريق الخلاص.

النبي إبراهيم كان أحد أكثر أمثلة البشر وضوحا في التساؤل، حيث أعمل عقله في البحث عن الله فيما حوله من ظواهر خارجية كالشمس والقمر ثم جاءت من بعده فكرة بالتوحيد لله الواحد الأعظم على نسق الإله المطلق والذي انحدرت من بعده كل الأديان السماوية الثلاث مركز دراسة علم اللاهوت.

وكان قبله الحضارة الفرعونية والميل للتدين و العبودية، رغبة إخناتون في التوحيد، ديانات شعب الإنكا بأمريكا الجنوبية، آلهة الإغريق، البوذية والكونفوشيوسية، وماذا عن المعبد الذي تم اكتشافه جنوب الأناضول ويعود تاريخه للعام الـ 12,000 قبل الميلاد؟

من أين تكوَّن هذا التساؤل عن ماهية الصانع الأعظم؟ ما هي «آلية» الرغبة المشتركة لدى عقول البشر، بمختلف حضاراتهم، في البحث عن الله؟ ما هو مكان نشوء ذاك النسق المشترك «رب، دين، شعائر، تصور عن بداية الخلق، العالم الآخر» في عقولنا؟ وما سبب تأصل هذا النسق الفكري عبر التاريخ الإنساني؟


منهجية البحث عن الحقيقة

على مدى قرون منذ نشأة الإنسان اتبع البشر بمختلف حضاراتهم، الوثنية أو التوحيدية، المنهجية اللاهوتية (الروحانية) في السعي لإيجاد الحقيقة باستخدام العقيدة الدينية والإيمان. ولكن بحلول القرن السادس عشر، طرأ على الفكر الإنساني منهجية جديدة وهي المنهجية العلمية التي ترتكز في جوهرها على تقصي الظواهر الموجودة في عالمنا المادي ومحاولة غزل تصور أكثر شمولا ووضوحا للكون باستخدام الشك والبحث العلمي لغربلة الفرضيات للتمكن من الوصول للدليل المادي الموثوق فيه.

هل تساءلت يوما ما الذي يحدث في داخل مخك أثناء الصلاة؟ أين يقع الدين في عقلك تحديدا؟ كيف يصل المرء لحالة الخشوع والتأمل الصوفي؟ أين يقع الله في عقولنا؟

وبدون الخوض في تفاصيل المعترك القائم بين المتدينين (بأديانهم) واللامتدينين (بفصائلهم) من محاولة دحض كل من المنهجيتين لبعضهما البعض، أو ظهور النتائج الهجينة لخلط المنهجيتين التي لا يعتمد عليها بشكل ركيزي كالإعجاز العلمي من جهة أو التقصي العلمي بثوابت دينية تتعارض مع القواعد الطبيعية المرئية.

لكن يمكن تسليط الضوء على الظاهرة الكبرى التي أتفق العلم وأغلب الأديان على تفردها، تلك الظاهرة هي المخ البشري العضو الذي يشبه مجرة كاملة تقبع داخل جمجمتنا. المخ البشري حيث المنشأ لكل من المنهجيتين اللاهوتية والعلمية.

هل تساءلت يوما ما الذي يحدث في داخل مخك أثناء الصلاة؟ أين يقع الدين في عقلك تحديدا؟ كيف يصل المرء لحالة الخشوع والتأمل الصوفي؟ أين يقع الله في عقولنا؟ هل توجد خلايا مخصصة للدين في عقولنا؟ كيف تتحول الظواهر الروحانية لذاكرة وخلايا عصبية وناقلات كيميائية مادية؟ هل يمكن أن تكون ثمة صلة بين ما هو روحي وما هو مادي؟ لنسلط الضوء إذن في تلك الرحلة الصغيرة عن الـ Neurotheology.


علم النيوروثيولوجي: المنهجية المشتركة

بعد التطور الهائل في علوم التصوير والمسح الدماغي تداخل علم دراسة الأعصاب مع كل العلوم لدراسة تأثيرها على العقل البشري وعلم النيوروثيولجيا. علم اللاهوت العصبي، هو أحد تلك العلوم، حيث يبحث هذا العلم في دراسة الصلة بين الظواهر الدينية بأبعادها الشعائرية والفلسفية والأنثروبولوجية على المخ البشري تركيبا ووظيفيةً وذلك بهدف لوصول إلى حلقة الوصل الغائبة بين ما هو روحاني متجاوز وهو مادي بيولوجي.

هذا العلم يعتبر محاولة لصهر كل من المنهج العلمي، متمثلا في علم دراسة الأعصاب، والمنهج اللاهوتي في بوتقة واحدة للوصول للحقيقة.

يقال إنه لا يوجد عقل بشري حتى الآن قادر على فهم كيفية عمله أو مدى تأثيره، لذلك محاولة فهم الإنسان لآلية عمل المخ وظواهره قد تكون معجزة التطور الكبرى. ويمكن أن يكون علم النيوروثيولوجي هو طريقة لتعقب أثر الله والأديان في العقل البشري وأثر العقل البشري في استيعاب وتشكيل الأديان وتكوين التصور عن الله. يعقب ذلك التأثير المتبادل الذي قد يساهم بدوره في فهم المغزى من البحث عن الله وماهية الدين ومفهوم التدين وهدف العبادات وتأثيرها على المخ البشري وفلسفة التشريع والثواب والعقاب النابعة من الشرائع الدينية.

الفكرة الرئيسية المبني عليها هذا العلم القياس الكمي لما هو روحاني (الصلاة، التأمل، قراءة النصوص الدينية… إلخ) وإيجاد علاقة بين الفعل التعبدي لدين معين والمركز المسئول عنه في المخ البشري من حيث المكان ومقدار التأثير ودراسة الفروقات الوظيفية والتركيبية بين عقول المتدينين ورجال الدين وبين العوام من نفس الدين. والإنتاج العلمي ما زال في البدايات والأوراق البحثية والدوريات العلمية ما زالت متواضعة، إذ إن العلم ما زال في مهده ويتطور ببطء خوفا من هاجس النزعة الثيوقراطية في العلم والتحيز العصبي بين الأديان لكن يوجد الكثير من الفرضيات والنتائج الموجودة بالفعل التي يجب تقييمها والبناء عليها بشكل موضوعي.


الحقيقة: من العقل بالعقل

يبحث علم اللاهوت العصبي في دراسة الصلة بين الظواهر الدينية بأبعادها الشعائرية والفلسفية والأنثروبولوجية على المخ البشري تركيبا ووظيفيةً

كل هذه الدراسات الوليدة تحاول جمع المعلومات الكيفية والكمية عن العلاقة المباشرة بين الله والعقل البشري بشكل علمي ومنهجي يمكن الاعتماد عليه في الاستدلال الواضح على مدى حتمية تدين العقل البشري، بأي ديانة كانت، ومدى فطرية الميل الإنساني نحو البحث عن الخالق والميل إلى بناء التصورات عن الحياة الأخرى وعن بدء الخلق وعلاقة كل ذلك بالمخ البشري، هو يعتبر التوجه الأكثر مباشرة وموضوعية نحو إيجاد تلك الصلة.

يمكن القول بأن التوجه النيوروثيولوجي يشكل نقلة نوعية في السعي الإنساني نحو الحقيقة من محاولة المقارنة بين الظواهر الطبيعية والنصوص المقدسة الموجودة إلى تحليل السلوك الإنساني الديني نقلة مما هو موجود بالفعل إلى ما يمكن أن نضيفه لا بغرض المقارنة العصبية بين الأديان والمناحرة الذميمة لترجيح كفة دين على آخر ولكن لنتمكن من أن نقطع شوطا في رحلة البحث عن الله حيث الإجابة والمعنى.

المراجع
  1. Neurotheology: The relationship between brain and religion
  2. Neurotheology: Are We Hardwired for God?
  3. Considering Islam from the Perspective of Neurotheology
  4. What God does to your brain
  5. Neurotheology-Matters of the Mind or Matters that Mind?
  6. [Neurotheology: neurobiological models of religious experience].
  7. THE STORY OF GOD WITH MORGAN FREEMAN DISCUSSING MIRACLES A PASTOR, A RABBI AND AN IMAM DISCUSSING MIRACLES A Pastor, a Rabbi and an Imam walk into a diner… and have a fun, serious and slightly irreverent conversation about what the idea of miracles means to them. WATCH HERE THE WONDERMENT AND MYSTERY OF MIRACLES ARTICLE THE WONDERMENT AND MYSTERY OF MIRACLES On his global quest to encounter the miracles of God, Freeman met believers from many faiths — all of whom shared stories about events that included inexplicable circumstances. READ MORE HERE THE STORY OF GOD WITH MORGAN FREEMAN MONDAY MAR 6 8/7C THE CHOSEN ONE Morgan Freeman seeks out those believed to be chosen to lead and guide humanity. WATCH A PREVIEW MORGAN FREEMAN SEARCHES FOR THE DIVINE NAT GEO NEWS MORGAN FREEMAN SEARCHES FOR THE DIVINE His quest to seek out the origins of spirituality continues in the second season of Story of God. READ MORE HERE DO YOU BELIEVE IN MIRACLES? STREET SPIRITUALITY DO YOU BELIEVE IN MIRACLES? National Geographic Channel went to 22 countries around the world to find out if people believe in miracles. WATCH HERE DISCUSSING MIRACLES A PASTOR, A RABBI AND AN IMAM DISCUSSING MIRACLES A Pastor, a Rabbi and an Imam walk into a diner… and have a fun, serious and slightly irreverent conversation about what the idea of miracles means to them. WATCH HERE THE WONDERMENT AND MYSTERY OF MIRACLES ARTICLE THE WONDERMENT AND MYSTERY OF MIRACLES On his global quest to encounter the miracles of God, Freeman met believers from many faiths — all of whom shared stories about events that included inexplicable circumstances. READ MORE HERE THE STORY OF GOD WITH MORGAN FREEMAN MONDAY MAR 6 8/7C THE CHOSEN ONE Morgan Freeman seeks out those believed to be chosen to lead and guide humanity. WATCH A PREVIEW MORGAN FREEMAN SEARCHES FOR THE DIVINE NAT GEO NEWS MORGAN FREEMAN SEARCHES FOR THE DIVINE His quest to seek out the origins of spirituality continues in the second season of Story of God. READ MORE HERE