إن هذه الشراكة ستغير موازين العمل الإعلامى وستساعد على نهوض الإعلام في ظل هذا الظرف الحرج الذي تمر به مصر
خالد صلاح رئيس تحرير جريدة «اليوم السابع»

جاء ذلك التصريح ضمن تهنئة خالد صلاح بالشراكة التي حدثت بين «الشركة المتحدة للطباعة والنشر وتكنولوجيا المعلومات» ومجموعتي قنوات «سي بي سي» و «النهار»، ويتم التسويق إلى تلك الشراكة بهدف تأسيس كيان إعلامي قوي قادر على المنافسة العربية والإقليمية، والعمل على تطوير المحتوى الإعلامي ليصبح محتوي تنافسي، إلا أن تلك الشراكة تزيح الستار عن رغبة الدولة في توحيد الصوت الإعلامي بما يرضيها.


الاندماجات الإعلامية

الكثير من الاندماجات بين الكيانات الإعلامية التي شهدتها الساحة الإعلامية في الفترة الأخيرة، إلي جانب مشاهدتها إلى تغيير الكثير من المالكين وسيطرة مالكين جدد على تلك الكيانات، ويبدو أن شهر مايو/ آيار الماضي كان هو حجر الزاوية في تلك الاندماجات وتغيير المالكين؛ حيث شهد شراء رجل الأعمال «أحمد أبو هشيمة» مجموعة قنوات «أون تي في» من رجل الأعمال «نجيب ساويرس»، كما شهد اندماج قناتي «النهار» و «سي بي سي».

ففي 15 مايو/ آيار 2016 أعلنت شركة «إعلام المصريين» المملوكة لأبو هشيمة شراءها لجميع أسهم قناة «أون تي في» المملوكة لساويرس، وتعد تلك الصفقة من الصفقات المفاجئة بسبب تمسك ساويرس المعروف بالقناة ورفضه الكثير من العروض لبيعها، ولكن أبو هشيمة أبلغ أنه سوف يستكمل رؤية مالكها السابق فيما يخص تحريك الاقتصاد المصري ومساندة القضايا الوطنية.

وكان أبو هشيمة قد بدأ الاستثمار في مجال الإعلام منذ عام 2014 عندما استحوذ على أسهم جريدة «اليوم السابع» الورقية، وتلى شراء أبو هشيمة لأون تي في شرائه لموقع «دوت مصر» الصحفي، كما بدأ أبو هشيمة في برنامج للتحالف مع شركة «دي ميديا» والتي تمتلك مجموعة قنوات «دي إم سي».

وفي يوم 24 من الشهر ذاته أعلنت شبكتي قناة النهار وقناة سي بي سي في مؤتمر صحفي اندماجهما سويًا من خلال اندماج 5 شركات تحت مظلة شركة قابضة واحدة، وبدأت تلك الخطة بدمج كلًا من قناتي «النهار اليوم» و«سي بي سي إكسترا» لتصبح قناة إخبارية واحدة تحمل اسم «إكسترا اليوم».

بعد مرور ما يقرب من ثلاثة أشهر على قرار الاندماج الأخير قامت شركة «المتحدة للطباعة والنشر وتكنولوجيا المعلومات» بشراء 75% من أسهم شركة المصريين المملوكة لأبو هشيمة. كما بلغت حصتها 51% بإجمالي مبلغ مليار و 100 مليون جنيه مصري؛ وظهرت التعليقات المختلفة من داخل غرفة صناعة الإعلام أن شركة المتحدة هي أحد الشركات المملوكة لجهات سيادية تابعة للمخابرات العامة المصرية.


رجال الأعمال والإعلام

تعتبر شركة «المتحدة للطباعة والنشر وتكنولوجيا المعلومات» واحدة من أكبر الشركات المالكة للقنوات الفضائية الآن، حيث تمتلك 51% من إجمالي شركات النهار وسي بي سي إلي جانب امتلاكها 75% من شركات «إعلام المصريين»، كما تعمل شركة المتحدة في مجالات الطباعة، ومستلزمات إنتاج الطباعة.

ومن متابعة الموقع الخاص بالشركة لايمكن أن تجد معلومة واضحة عن مجالات الشركة أو من هم القائمون على الشركة، مما يجعل الأقوال التي تدور حول طبيعة أن الشركة مملوكة لأحد الجهات السيادية التابعة للمخابرات أمر وارد ومنطقي.

يأتي بعد ذلك رجلا الأعمال «محمد الأمين» و«علاء الكحكي» والذي يمتلك الأول مجموعة قنوات سي بي سي والثاني يمتلك قنوات النهار، فقام الأمين بشراء مجموعة قنوات مودرن سبورت من رجل الأعمال وليد دعبس، إلى جانب امتلاكه جريدة «الوطن»؛ بينما كان يتشارك الكحكي مع أبو هشيمة في امتلاك جريدة «اليوم السابع» والتي استحوذ عليها أبو هشيمة فيما بعد.

بينما يمتلك رجل الأعمال «محمد أبو العنيين» -رئيس مجلس إدارة كليوباترا ميديا جروب- موقع وقناة صدى البلد والذي يظهر عليها يوميًا الإعلامي «أحمد موسي» من خلال برنامجه «على مسئوليتي»، كما يحتل كلًا من طارق نور والسيد البدوي موقعًا مهمًا في المسيطرين على الإعلام بامتلاك الأول قناتي «القاهرة والناس 1و2» وامتلاك الثاني شبكة قنوات «الحياة».


هل تسيطر الدولة على الإعلام في مصر

خريطة، الإعلام المصري
خريطة، الإعلام المصري
الدولة التي لا تسيطر على الإعلام لا تسيطر على أي شئ

د.ياسر الهضيبي عضو مجلس النواب المصري

اعتبر البرلماني «ياسر الهضيبي» عضو الهيئة العليا لحزب الوفد أن الإعلام سلعة قومية يجب أن تخضع لسيطرة الدولة؛ وذلك خلال استضافته ببرنامج «عين على البرلمان» بقناة «الحياة 2» المملوكة لرجل الأعمال ورئيس حزب الوفد «السيد البدوي»، ويبدو أن تلك هي الطريق التي تتبعها الدولة من أجل السيطرة على كل شئ وتصدير وجهة نظر واحدة.

حيث بدأت عمليات السيطرة تدريجيًا من خلال سيطرة رجال الأعمال المواليين للنظام، بشرائهم للقنوات الفضائية الموجود بها بعض البرامج المعارضة مثل قناة «أو تي في» والتي اشتراها أبو هشيمة وبعد بيعها بأربعة أيام تم إنهاء التعقاد مع الإعلامية «ليليان داود» وإنهاء برنامجها، كما سبقه إنهاء التعاقد مع الإعلامي «جابر القرموطي».

كما تم شراء شركة الإنتاج الإعلامي «دي ميديا» لقناة الناس وإعادتها للعمل مرة أخرى كقناة تعمل على تجديد الخطاب الديني من قبل موالين أو رموز لنظام السيسي – مثل المفتي الحالي شوقي علام والدكتور أسامة الأزهري مستشار الرئيس للشئون الدينية-، بعدما كانت القناة إحدى منابر الدعوة السلفية.

كما لجأ النظام من خلال جهاز مخابراته إلي امتلاك عددا من القنوات التي تعمل لحسابه دون الحاجة إلى الطرق القديمة في جعل إملاء الإعلاميين ما تريده، وعلى رأس تلك القنوات مجموعة قنوات «دي إم سي» التابعة لشركة «دي ميديا» والتي يترأسها لواء المخابرات السابق «ياسر سليم».

يبدو أن الإعلام لم يصبح له متنفسًا حقيقيًا ولن يكون هناك فرصة لأي شخص أن يغرد خارج السرب، حيث أن السرب كله أصبح بشكل مباشر أو غير مباشر تابع للنظام محاولًا تقديم الدعم الكامل له، واللجوء في بعض الأحيان لتمثيل دور المعارضة البناءة الهادفة، حتى يتثنى للنظام أن يسيطر على رقعة الشطرنج بلا منازع.

المراجع
  1. بعد اندماج الفضائيات الكبرى.. من يسيطر على الإعلام؟ للمزيد: http://www.tahrirnews.com/posts/491538/أون+تي+في+دي+ام+سي+أبوهشيمة++نجيب+ساويرس+
  2. بالتفاصيل.. جهاز سيادى بدولة "السيسى" يشترى فضائيتى "cbc والنهار"
  3. الإعلام المصري» فى قبضة 5 رجال أعمال.. يتحكمون فى توجيه الرأى العام بمصر.
  4. السيسي يبدأ اللعب على المكشوف لإحكام السيطرة على الإعلام
  5. خريطة جديدة للإعلام المصري بعد عامين من حكم السيسي