قلت له يا أدهم بيه: كُل نفسك قبل ما حد ياكلك.

على شريحة «إسكالوب» وباستخدام الشوكة والسكين، شرح الفريلانسر (رشدي أباظة) استراتيجيته لإنقاذ غسالات (أدهم بيه) «اللي ما بتتبعش».

العبارة السابقة من فيلم «جعلتني مجرمًا» تسوِّق استراتيجية مبتكرة وبسيطة لم تفكر فيها عقول موظفي إدارة التسويق والمبيعات بالشركة، إنما جاءت من مستقل فكَّر خارج حوائط المكاتب؛ لأنه لم يكن موظفًا ثابتًا، وربما لو تعاقد معه (أدهم بيه) منذ البداية لاستطاع توفير مرتبات موظفين لم يحققوا المطلوب منهم.

وفي عصر الكورونا ازداد اعتماد الشركات على المستقلين؛ حيث زادت إعلانات الوظائف المستقلة بالشركات بنسبة 24% خلال الجائحة، وهو ما يدفعنا إلى تساؤل منطقي: لماذا تحتاج الشركات للعمل الحر؟

مرونة وتطور وخبرات أكثر

لم تعد الوظائف الثابتة تلبي كل الاحتياجات الوظيفية والإدارية؛ لتطور بيئات الأعمال، وزيادة ارتباطها بالتكنولوجيا والمهارات الوظيفية المتطورة، وقد بات توظيف المستقلين سرًّا من أسرار النجاح الحديثة؛ لأنه يساعد على تطوير أعمال الشركات، ويجعلها جزءًا من الاقتصاد الحر المتنامي باطراد، ويتيح العمل مع أفراد من جميع أنحاء العالم، ما قد يفتح أبوابًا لتوسيع أنشطة الأعمال خارج الحدود الإقليمية.

العمل الحر يوفِّر الحرية والمرونة في مواعيد العمل، والمشروعات، والأجور، والمهارات والخدمات المقدمة، ويساهم في تطوير بيئات الأعمال والمهارات الوظيفية، بما يتيحه من ديناميكية تنبع من توسُّع مجالاته، وطموح المستقلين ومهاراتهم، ومواكبتهم لتطورات تخصصاتهم، وهو ما ينعكس على أدائهم في بيئات الأعمال؛ لأنهم عملوا على تخصصهم في عدة مشروعات سابقة، ما يمنحهم تخصصًا دقيقًا، واحتكاكًا بالتطورات والابتكارات، والأفكار والخبرات الحياتية، مما قد يفيد الشركة بأمور أخرى اكتسبوها من تفاعلهم مع أسواق الأعمال الحرة، وقد يمكِّنهم من تقديم رؤية تساعد على نمو أعمال الشركة، وتضيف إلى قيمتها.

إدارة وموارد ونفقات أقل

نظرة سريعة على الأرقام بهذا التقرير تُطلعك على الأموال وساعات العمل التي يمكن أن توفرها الشركات بتوظيف المستقلين؛ لأنها تدفع مقابل الوقت الفعلي للعمل بلا أي نفقات أخرى تثقل ميزانيتها، كفواتير الخدمات، و«المصروفات النثرية».

توظِّف الشركات المستقلين لتلبية حاجة عمل قصيرة المدى أو لمرة واحدة، كتصميم شعار أو إعلان أو الحاجة إلى عمال (موسميين)، وفي تلك الحالات تصبح الوظيفة الثابتة إهدارًا لموارد الشركة و«عمالة زائدة»، في حين أن أجور المستقلين أوفر على المدى الطويل؛ لعدم الحاجة إلى خدماتهم على مدى السنة، كما أنهم يعملون -عادة- من المنزل، ما يوفِّر على الشركات نفقات وتكاليف العقارات والخدمات، والتأمينات، والإجازات المدفوعة.

تعيين المستقلين يناسب الشركات التي تعمل بنظام المشروع، مثل وكالات التسويق وشركات البرمجيات؛ إذ يسهم في خفض التكاليف وزيادة الأرباح، ويمنح تنوعًا في الأعمال، ويسهم في جودتها ونموها، ويساعد على استغلال أفضل للموارد، فإذا كانت الشركة تتعامل مع وكالة تسويقية، ووجدت أن حسابها على تويتر -مثلًا- لا يعمل بكفاءة، فستهدر وقتا ومالًا حتى تجد وكالة أخرى أو ترضى بالموارد الناقصة، أما مع المستقلين، فالشركة بحاجة إلى تغيير المسؤول عن حساب تويتر فقط.

عملية إيجاد المستقلين سهلة بشكل مدهش، ويمكن أن تتم في 3 خطوات فقط، وتوفر المنصات قوائم متخصصة، وبالبحث المباشر عن المستقلين أو فتح مشاريع عامة على منصة مستقل تجد الشركات معايير مطابقة لطلبها، وتطَّلع على الخبرات والأعمال وتقييمات العملاء، لتختار بين عدة مهاريين أكفاء، وتتخلص من أمور وظيفية مملة، مثل الانضباط في الحضور والانصراف، و«التزويغ» من الاجتماعات، وتحظى بعلاقة عمل طيبة؛ فالمستقلون لديهم الكثير على المحك؛ إذ يمكن لـ «ريفيو» واحد أن يُفقدهم مهنتهم المستقلة تمامًا، وذلك لا يعني أن الشركات «ماسكاهم من إيديهم اللي بتوجعهم»؛ إنما يعني حرصهم على نجاح أعمالهم.

مجالات العمل الحر التي تحتاجها الشركات

1- الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات

تعتمد الشركات كلها على خدمات تكنولوجيا المعلومات، فلا غنى للشركات عن مستقلين يعملون في:

  • إصلاح الأجهزة.
  • أنظمة حماية وأمان الإنترنت.
  • دعم وصيانة أنظمة الكمبيوتر.
  • إعداد قواعد البيانات.
  • استشارات وحلول تقنية.
  • إنشاء وتطوير البرمجيات ومواقع الويب وتطبيقات الهواتف.
  • تطبيقات الخدمات والشراء والدفع وتحويل الأموال.
  • خدمات SEO.

2- المحاسبة والتمويل

الأعمال المالية من أساسات الشركات، وقد حقق المستقلون شهرة في: 

  • معالجة وتحليل البيانات المالية.
  • إدارة الحسابات وتنظيم السجلات.
  • إعداد الإقرارات الضريبية والمحاسبية.
  • إعداد كشوف الرواتب والمكافآت والفواتير والمتحصلات.
  • الاستشارات الضريبية والمالية.

3- الموارد البشرية والأعمال الإدارية

تحتاج الشركات إلى إدارة سلسلة لأعمال المكاتب، ويمكنها الاعتماد على المستقلين في:

  • التدريب والدعم المستمر للموظفين.
  • استشارات التوظيف والقوى العاملة.
  • مدير توظيف.
  • مدير موارد بشرية.
  • إدارة إدارات العمل بالشركة.
  • دعم الموظفين التنفيذيين.
  • تنظيم الاتصالات الوظيفية وأعمال السكرتارية.
  • إدارة المشاريع.
  • تطوير الميزانيات والجداول الزمنية والإنتاجية.
  • تنظيم جداول الأعمال والميزانيات.
  • مهام العلاقات العامة والإعلامية.

4- التسويق والدعاية

لا غنى للشركات عن حملات التسويق، وهي مجالات سيطر المستقلون على أعمالها، مثل:

  • تخطيط وتنفيذ وتحسين الاستراتيجيات التسويقية والحملات الدعائية.
  • الدعاية من خلال المدوِّنين والمؤثرين.
  • التصوير الفوتوغرافي والفيديو.
  • إنشاء وتحرير محتوى الفيديو.
  • إدارة صفحات السوشيال ميديا وزيادة التفاعل.
  • إيصال رسالة وصوت الشركة عبر التفاعل مع التعليقات.

5- الدعم الفني وخدمة العملاء

تمثل هذه الأعمال واجهة الشركات وصوتها، لذا تحتاج إلى المستقلين في:

  • إدخال البيانات.
  • تحديث ملفات العملاء.
  • دعم عملاء الشركة والتواصل معهم.
  • خدمة العملاء بالبريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية وصفحات منصات التواصل.

6- التحليل والاستشارات

قطاعات الأعمال تقوم على تحليل البيانات، وهي مجالات برع فيها المستقلون من خلال:

  • تحليل الأبحاث والبيانات.
  • وضع الرؤى وتحليل الأسواق.
  • مراجعة العقود والبحوث القانونية.
  • توجيهات الملكية الفكرية والعلامات التجارية وبراءات الاختراع.
  • الاستشارات القانونية.
  • استشارات التغذية الصحية والرجيم.

7- التحرير والتدقيق والترجمة

تعد الأعمال التحريرية والمترجمة أحد أهم طرق التسويق والخدمات الوظيفية، من خلال:

  • المراجعة اللغوية.
  • تصحيح الأخطاء المطبعية والكتابية.
  • التنسيق والإشراف على الكتب.
  • تحرير محتوى المطبوعات ومواقع الويب والمواد التقنية والكتب والمجلات.
  • تحرير محتويات الفيديو.
  • كتابة التعليق الصوتي.
  • تفريغ محتوى الفيديوهات.
  • تدوينات المحتوى الدعائي.
  • نسخ المواد المسموعة والمرئية (خطاب- ندوة- مؤتمر- فيديو تعليمي).
  • ترجمة المقالات والكتب والمناهج الدراسية والأفلام.
  • تحرير وترجمة المستندات والخطابات بين الشركات والمؤسسات.

8- الكتابة والتعليق

لا تواصل بدون كتابة؛ وذلك لارتباطها بمحتويات التسويق الحديثة، إلى جانب:

  • ابتكار المحتوى المقروء والمسموع على المنصات والمدونات.
  • إنتاج المقالات والنشرات الصحفية والتقارير.
  • المحتوى الدعائي والتسويقي.
  • تأليف الشعارات والوسوم الإعلانية.
  • وضع المناهج التعليمية.
  • التعليق الصوتي للإعلانات والتقارير الصحفية والأفلام التسجيلية والوثائقية.
  • أصوات ألعاب الفيديو.

9- الرسم والتصميمات

للرسم والتصميم دور مؤثر في التسويق، وكذلك:

  • تصميم مواد إبداعية وفنية وتسويقية.
  • الرسوم البيانية والتوضيحية وتصميمات صفحات الويب.
  • تصميم الشعارات والعلامات التجارية والكتب والمجلات والبطاقات والملصقات.
  • أعمال الجرافيك.
  • التصميمات الهندسية والمعمارية.

10- التدريب والتدريس

الاعتماد على المستقلين هو القرار الأصوب والأربح لتوفير:

  • مساعد شخصي.
  • مساعد إداري.
  • مدرب شخصي.
  • مواد ودورات دراسية وتعليمية وتربوية.
  • تعلم اللغات ومهارات الدراسة والتحصيل.

ربما تكون المهمات السابقة أهم وظائف المستقلين التي تحتاجها الشركات، لكنها ليست كل الوظائف والخدمات التي يقدمها المستقلون، فموقع خمسات وحده يضم عشرات الآلاف من الخدمات في قرابة مائة تصنيف لمجالات العمل، يمكن للشركات وأصحاب الأعمال الاستفادة منها لمواكبة تطورات بيئات الأعمال، وسد حاجتها إلى «كل رشدي أباظة» من المستقلين.