حلم راود شخصا أو أكثر، أفكار تائهة وحائرة تؤرق المبدع، وجدت السينما ووجد بعض هؤلاء الحالمين ضالتهم فيها. السينما هي موطن الخيال وتنفيذ الأحلام والأفكار التائهة، يجد فيها المبدع الفرصة لتصميم جنته وجحيمه. في عالم السينما الكاميرا خادمة الأحلام، ولكن هل السينما موطن للمبدعين دائمًا؟.تبدو إجابة هذا السؤال منطقية، فالسينما كما هي موطن للمبدعين، هي أيضا موطن شركات الإنتاج العملاقة. والمنتج هو شخص يريد الربح في المقام الأول خصوصا في سينما تتسم بالرأسمالية كالسينما الأمريكية. فإذا ما نظرنا لخريطة الإنتاج السينمائي للأعوام التالية سنلاحظ في العام القادم 2017 شيوع ظاهرة أفلام الأجزاء المتتابعة، خصوصا أفلام الجزء الثاني، حيث يضم هذا الموسم السينمائي أفلاما مثل «Pirates of The Caribbean» و«Bad Boys» و«The Smurfs» وغيرها من الأفلام، وهو ما يدفعنا للتساؤل: هل تحتاج هذه الأفلام كل هذه الأجزاء، أم أن الأمر سعي للربح واستثمار لتجارب ناجحة لسبب أو لآخر؟، أم هو فقر إبداعي وإعادة فتح للملفات القديمة؟، أسئلة قد يجيب عنها هذا التقرير باستعراض نماذج مختلفة ومتنوعة من خطة الإنتاج السينمائي لعام 2017.


The Equalizer 2

دينزيل واشنطن من فيلم The Equalizer

قررت شركة سوني للإنتاج السينمائي إعادة تقديم جزء ثان من فيلم «The Equalizer». على الرغم من بعض المبالغات في أحداث الجزء الأول المقبولة في أوقات وغير المقبولة في أوقات أخرى، إلا أن الفيلم حقق نجاحا جماهيريا واستحسانا نقديا لأداء «دينزل واشنطون» في ذلك الفيلم. إنتاج جزء ثان من هذا الفيلم يعتبر استثمارا لنجاح الجزء الأول فقط وليس بسبب السير على خطة موضوعة مسبقا. الأمور ضبابية بخصوص الجزء الثاني فلم يتم تحديد المخرج، ولم يتم تحديد أي من طاقم التمثيل سوى «دينزل واشنطون».

أحداث الجزء الأول تدور حول (ماك كول) رجل جيش متقاعد، أمريكي من أصول أفريقية، يزيف حادثة لوفاته كي يعيش حياته في هدوء منتحلاً اسمًا جديدًا. يحاول بالمصادفة إنقاذ فتاة تدعى (تيري) من بعض الأشخاص؛ مما يورطه مع أحد العصابات الروسية الخطيرة التي تعمل في مجال الدعارة والتهريب والأعمال غير الشرعية، فينشب صراع بين العصابة الروسية التي تدافع عن مصالحها غير الشرعية وكول الرجل الذي يبحث عن العدل والمساواة. الفيلم من إخراج أنطوان فوكوا، وبطولة دينزل واشنطن ومارتن كسوسكاس وكلوي موريتز.

متوقع أن لا تخرج قصة الفيلم عن نطاق صراع آخر يُورط فيه «كول» من أجل تحقيق العدل ومحاربة الكيانات غير الشرعية، بالإضافة للكشف عن بعض الخيوط في ماضي «كول» التي لم يتم إظهارها في الجزء الأول. الجزء الثاني معرض للفشل نظرًا لأنه مجرد محاولة لاستثمار نجاح الجزء الأول بالإضافة لضبابية فريق العمل.


Guardians of The Galaxy 2
فيلم Guardians of The Galaxy
أحد أفلام «Marvel Cinematic Universe» أو (MCU) والذي سيعرض الجزء الثاني منه في يوليو 2017. قبل عرض الجزء الأول من الفيلم توقع أغلب المتابعين عدم نجاحه نظرا لحداثة القصة المصورة الأصلية (ظهرت في 2008)، ولكن بمجرد نزوله في دور العرض لاقى نجاحا كبيرا، حيث صنفه البعض بأنه أفضل أفلام (MCU) بصفة عامة متفوقا على «أيرون مان» و«كابتن أميريكا» و«أفنجرز». واتفقت الأغلبية على أنه أفضل أفلام «مارفل» من حيث الكوميديا واختيار الأغاني والموسيقى. رشح الفيلم لجائزتي أوسكار كأفضل مكياج، وأفضل مؤثرات بصرية.

تدور أحداث الجزء الأول في مجرة أخرى بين خمس شخصيات؛ «بيتر كويل» لص القطع الثمينة، و«جمورا» ابنة «ثانوس» الشرير، و«ركت» حيوان هجين، وصديقه «جروت» الشجرة ويقومان بصيد الجوائز معا (الأشخاص المطلوبين للمحاكمة)، و«داروكس» السجين. يجمع الخمسة أشخاص قطعة تسمى «أوربت» ويتعرض الأبطال لمتاعب كثيرة بسبب هذه القطعة الاستثنائية.

في الجزء الثاني نستكمل قصة الخمسة أبطال في تحد جديد يواجهونه في مهمة حراستهم للمجرة من الأخطار. وبعد النجاح غير المتوقع للجزء الأول سيواجه صناع الجزء الثاني تحديين أساسيين؛ الأول، وهو الأصعب بعد النجاح الذي لم يتوقعه أحد في الجزء الأول، أن جماهير وعشاق «مارفل» ينتظرون جزءا ثانيا على الأقل في نفس مستوى الأول. وبالنظر لنوعية القصة قد لا يستطيع صناع الفيلم التفوق على الجزء الأول إلا ببعض المخاطرات في تعديل السيناريو في الجزء الثاني عن الأول. وربما يحدث ذلك بالفعل؛ لأن المرحلة الثالثة لأفلام مارفل في تقسيمتها ستشهد العديد من التغيرات الجذرية التي ستبدأ بالحرب الأهلية بين أبطال السلسلة. أما التحدي الثاني فهو أيضا متعلق بالسيناريو، وكيف سيربط الأبطال الخمسة بالأفنجرز والصراع الدائر حول السيطرة على المجرة. في الجزء الثاني سينضم للأبطال إليزبث ديبكي وسليفستر ستالون.


Kong: Skull Island

(King Kong (CC BY 2.0 / by Keng Susumpow

The Croods 2

The Croods
الجزء الثاني من فيلم الأنيميشن «The Croods» الذي تم عرضه في أوائل 2013، من بطولة «إيما ستون» و«نيكولاس كيدج». تدور أحداث الجزء الأول حول الفتاة التي تعيش مع أهلها في كهف منغلق ويخاف عليهم الأب من مخاطر العالم الخارجي، فيصنع لهم عالما ضيقا عبارة عن الكهف ومحيطه وممنوع تعدي هذه المنطقة. تحدث بعض المخاطر تؤدي لانسداد الكهف مما يضطر الأسرة للخروج لمواجهة العالم الخارجي لأول مرة. ويعرض الفيلم وجهة نظر الأب الخائف من المخاطر على أسرته، والابنة التي تتوق للحرية.لاقى الفيلم نجاحا كبيرا عند عرضه ورشح لجائزة «أوسكار» لأفلام الرسوم المتحركة. امتاز الجزء الأول بالبساطة سواء في عرض القصة التي تحمل مضمونا وهدفا ورسالة، بدون تكلف أو تعقيد في التقنيات، فهو ليس «Rango» بتقنياته المهولة، بل هو فيلم بسيط وبساطته هي نقطة تميزه، بالإضافة لمداعبته للخيال الطفولي في مشاهد خلابة مبهجة.الجزء الثاني سيستمر بنفس طاقم العمل. ربما إنتاج الجزء الثاني هو رغبة من الشركة في استثمار نجاح الجزء الأول. ومتوقع أن نرى مغامرة جديدة للأسرة بعد اندماجهم في العالم الخارجي، وماذا ستكون عقدة الجزء الثاني؟ ، وهل سيستمر بنفس البساطة، أم سيصيبه التكلف؟.

World War Z 2

براد بيت
فيلم رعب «زومبي» الذي يتحدث حول الوباء الذي ينتشر ويحول البشر لموتى أحياء (زومبي). يهدد هذا الوباء العالم أجمع بالفناء، يحاول أستاذ جامعة الفيروسات في جامعة هارفرد ملاحقة الفيروس عن طريق فتاته التي يتركها، إلا أنه يُقتل عند المواجهة الأولى. يتبنى المهمة موظف الأمم المتحدة السابق «جيري لين» الذي يقوم بدوره «براد بيت» والذي يسابق الزمن من أجل مواجهة هذا الفيروس القاتل الذي أسقط الحكومات والجيوش. الفيلم من بطولة «براد بيت» وإخراج «مارك فوستر».حقق الجزء الأول نجاحا جماهيريا ونقديا ملحوظا، بل ووصف بأنه أفضل فيلم زومبي تم إنتاجه. كل هذه العوامل جعلت الشركة المنتجة تستكمل القصة وتقرر إنتاج الجزء الثاني من الفيلم، الذي من المتوقع أن يزداد فيه الصراع شراسة. وبعيدا عن نهاية الجزء الأول، لم يتم تحديد أية تفاصيل عن الجزء الثاني سوى استكمال «براد بيت» البطولة، وعدم استكمال مارك فوستر مهمته الإخراجية.