محتوى مترجم
المصدر
آيون
التاريخ
2016/03/30
الكاتب
إيملي ريال

تعد حركة قدمَيْ ليونيل ميسي السريعة أثناء تمايله وسط أربعة مدافعين من نادي بيلباو قبل إرسال الكرة إلى داخل الشبكة من على بعد 18 ياردة واحدة من أجمل أهدافه الكثيرة، كذلك كان أداء يلينا شوشونوفا في تسجل أفضل نتيجة في نهائيات الجمباز بأوليمبياد عام 1988. لكن لو كان ميسي قد دفع الكرة وراء حارس المرمي من ضربة ركنية، لتم احتساب الهدف بنفس الطريقة في النتيجة النهائية: فطالما عبرت الكرة خط المرمى، ضمن قواعد اللعبة، لا تهم كيفية تسجيله. وعلى النقيض، كان كمال أداء شوشونوفا للجمباز هو ما سمح لها بتسجيل العلامات الكاملة.

https://www.youtube.com/watch?v=bOX2QpfMkq4

يتساءل بعض الأشخاص حول ما إذا كانت الرياضات الجمالية رياضاتٍ من الأساس بسبب توقفها على الحُكم الذاتي للأفراد.

يسلط هذان المثالان الضوء على الفارق الذي وضحه فيلسوف الرياضة ديفيد بيست في كتابه «الفلسفة وحركة الإنسان» (Philosophy and Human Movement) بين الرياضات الهادفة والرياضات الجمالية. في الرياضات الهادفة، هناك معايير موضوعية للفوز، مثل تسجيل هدف أو عبور خط. وفي الرياضات الجمالية، مثل الجمباز، التزلج الفني على الجليد أو الغطس المرتفع، تُحدد النتيجة على أساس الحكم الذاتي للخبراء. بل إن بعض الأشخاص يتساءلون حول ما إذا كانت الرياضات الجمالية رياضاتٍ من الأساس بسبب توقفها على الحُكم.هذه الشكوك قد تكون غير جديرة بالاهتمام. فرياضات الجمباز، والتزلج الفني على الجليد، والتزلج على الجليد، والتزلج، وركوب الأمواج، والغطس المرتفع لا تزال تتطلب التزامًا بمعاييرَ موضوعية. ولا تُمنح التقييمات على الصفات الجمالية مثل الرشاقة، أو الجمال، أو الأثر العاطفي، بل على تنفيذ سلسلة من الحركات وفقًا لقواعد محددة. فلاعبة الجمباز يمكنها أن تقرر استخدام الوثب كدعامة ضمن رقصة جميلة، لكن ذلك لن يسجل لها أي نقاط بما أن ذلك لا يقع ضمن قواعد الوثب. بل تحدد قواعد الوثب كم عدد النقاط التي يجب منحها أو خصمها لأفعال أو إخفاقات محددة. لا تُمنح أي نقاط على الجانب الجمالي أو الأثر العاطفي. لذلك تفشل بعض عروض الجمباز التي تسر الجمهور في الفوز بالمسابقات: الجمال الذي يحبه الجمهور ليس مدرجًا ضمن معايير الحكم.

لذلك فإنه حتى في الرياضات الجمالية، ليس الجمال في حد ذاته هو ما يحتسب؛ بل إظهار مهارة محددة تفوز بالميداليات الذهبية. ومع ذلك يبدو أن هناك ارتباطًا بين ما يعتبر بشكل عام بارعًا وما يعتبر جميلًا. الفيلسوف الأمريكي بول زيف، الذي أعلن في كتابه «ضد الجماليات» (Antiaesthetics) 1984 أن الجمال لا يهم في الرياضة، ربما كان مخطئ في قوله أنه ليس هناك علاقة بتاتًا بين الاثنين.السقوط على الأرض، مهما كان مقصودًا، ليس له قيمة في الرياضات الجمالية لأنه لا يساوي المهارة، بالإضافة إلى شكله القبيح. تتمثل الصعوبة في الفصل بين الحركات الصعبة المنفذة بشكل سيء (قبيح) والحركات السهلة مع تنفيذها بإتقان (جميل). في الرياضات الجمالية، يُمنح المزيد من النقاط بشكل عام للأخيرة مقارنة بالأولى، لكن تمنح بعض العلاوات على مستوى الصعوبة. في الغطس المرتفع على سبيل المثال، يحدد المنافسون مستوى صعوبة الغطسة التي سيجربونها، مع استحقاق كل غطسة لعددٍ محددٍ مسبقًا من النقاط (كلما زادت الصعوبة، كلما زادت النقاط). العلامات الكاملة قائمة على الغطسة المثالية، وتخصم النقاط لأي شيء أقل من ذلك. سيجرب الغطاسون بشكل عام الغطسة الأكثر صعوبة التي أتقنوها ليحصدوا أكبر عدد من النقاط.حتى في الرياضات غير الجمالية، حيث يكون الفائز هو من يحقق هدفًا محددًا مثل إنهاء السباق أولًا، أو إرسال الكرة إلى داخل الشبكة، يظل هناك بعض الارتباط بين المهارة والتقدير الجمالي. بالفعل، كل هدف في كرة القدم يحمل نفس القيمة، لكن مشجعي الرياضة يقدرون المهارة التي تؤدي إلى هدف أكثر من تقديرهم لتلعثمٍ عرضي؛ وبالتالي يتم عرض هذا الهدف بوصفه هدف الشهر.بينما ترتبط العلاقة عادة بالجمال، إن كانت المهارة أصيلة، يكون لها جاذبية أكبر، حتى عندما لا تحقق الهدف المقصود. قالت الفيلسوفة تيريزا أسيردا وستيفن موفورد أن العبقرية يجب أن تمثل فئة جمالية صالحة في الرياضة. ويقدما خمسة سمات للعبقرية الرياضية، وهي: الإبداع، والابتكار، والأصالة، والحرية، والإلهام ليتبعه الآخرون، مع ذكر أمثلة دييجو مارادونا، وشوشونوفا، وجان بوكلوف وديك فوسبوري. أظهر مارادونا رؤيةً ووعيًا في كرة القدم يمكن اعتباره غير مسبوق. كان قادرًا على شق طريقه، دون عناء على ما يبدو، ليتجاوز المنافسين مع تحكمه الكامل في الكرة. بينما تكمن أصالة شوشونوفا في تطوير حركات ربط جديدة بين حركات الجمباز المحددة: جلب ذلك الرشاقة والانسياب إلى الرتابة بشكلٍ غير مشهودٍ من قبل. بوكلوف وفوسبيري طورا أساليب جديدة مكنت من تجاوز الحدود السابقة للقدرة البشرية: حيث ابتكر بوكلوف الشكل برياضة القفز التزلجي، وابتكر فوسبيري حركته للإقلاع الخلفي بالرأس أولًا في رياضة القفز بالزانة، والتي حملت اسم «قفزة فوسبيري».

بالتأكيد لاسيردا ومومفورد محقان في قولهما أن العبقرية لها أعظم قيمة جمالية في الرياضة. يمكنك أن تفوز، سواءً في الرياضة الجمالية أو غير الجمالية، ببساطة عبر تسجيل أكبر عدد من النقاط ضمن القواعد المحددة، لكن جمال العروض الأصيلة حقًا يستقر في ذاكراتنا. هذا هو الجمال الذي يهم في الرياضة،ونحتفل به بحق.