محتوى مترجم
المصدر
ذا كونفيرسيشن
التاريخ
2015/10/06
الكاتب
شارون أوموتوسو

يمثل الشَعر جزءًا أساسيًا من صورة المرأة عن جسدها، فالشعر له أهمية جمالية، اجتماعية، نفسية، ثقافية ودينية في جميع المجتمعات الإنسانية. هناك نقاط اختلاف يمكن التقاطها من موقف المرأة الشخصي تجاه تسريحة الشعر. تعزي فيكتوريا شيرو، مؤلفة «موسوعة الشعر: تاريخ ثقافي»، تلك الاختلافات في كتابها إلى السمات الشخصية مثل المعتقدات، الحالة الاجتماعية، العمر، النوع أو الدين.في أفريقيا، يخدم شعر المرأة عدة أغراض، حيث يمثل زينة جمالية، يحدد الحالة الاجتماعية أو يميز الدرجة الاجتماعية ويعزز الثقة بالنفس. يمكن أيضًا أن يخدم أغراضًا ثقافية ودينية عديدة، كما الحال عندما يعتبر شعر المرأة مقدسًا أثناء حدادها على زوجها.

تُعد سياسة الشعر في أفريقيا غريبة ومختلفة، حيث شعر المرأة الأفريقية المجعد والمميز عن البيضاوات.

بدت تلك الوظائف أكثر وضوحًا في أفريقيا التقليدية، وتبدو آخذة في التآكل تدريجيًا. على سبيل المثال، تتشارك نساء الطبقات الاجتماعية المختلفة حاليًا تسريحات شعر متشابهة دون تحفظ.جدير بالملاحظة أن سياسة الشعر في أفريقيا فريدة ومختلفة عن الوضع في أجزاء أخرى من العالم. على سبيل المثال، رغم تشارك الهند للخبرات الاستعمارية مع أفريقيا، حافظت الهنديات إلى حد كبير على ثقافتهن فيما يتعلق بتصفيفات الشعر؛ في الأساس لأنهن ليس لديهن نوع الشعر الخشن والغريب المميز للأفريقيات والذي يتطلب جعله مستقيمًا.في الولايات المتحدة، حددت عوامل التعددية العرقية، الليبرالية والبيئة بشكل تقليدي تسريحات الشعر للمرأة. ومع ذلك، تمثل الأزياء والموضة تفسيرات أكثر حداثة لتسريحات الشعر في الولايات المتحدة المعاصرة.يعد الدعم السياسي للشعر البعد الأكثر جوهرية له، فسياسات الشعر في أفريقيا قابلة للنقاش على نطاق واسع. يتضح ذلك بأفضل شكل في تصور هربرت وينتر وتوماس بيلوس للسياسة. فبالنسبة لهما، السياسة هي «الصراع بين الأطراف الفاعلة الساعية وراء رغبات متضاربة، والتي ينتج عنها توزيع موثوق للقيم».فطوال قرون، واجهت النساء السمراوات حول العالم التمييز ضدهن بسبب بشرتهن، شعرهن وثقافتهن. بينما اعتبرت السمات البيضاء، بما في ذلك الشعر الأملس، أفضل منزلة. وبناء على ذلك، شعرت السمراوات بحاجة إلى محاكاة تسريحات الشعر اللاتي تجعلهن يبدُنّ أعلى منزلة.


السياسات التي يمكن عزوها إلى الحقبة الاستعمارية

يتم قمع الشعر التقليدي باعتباره غير مألوف بالنسبة للغرب، وتبدأ المرأة بتصفيف شعرها بأنماط مغايرة لهويتها.

العولمة والاختيار

يعتبر التغيير والاستمرارية كليشيهين أخيرين في السياسة الأفريقية. فعندما تُطبق هذه الأفكار على سياسات الشعر تُترك المرأة الأفريقية أمام بُعدين للاختيار؛ حيث يتعين عليها الحفاظ على التزامٍ ثابت ومتسق بتصفيفات الشعر الأفريقية أو أن تكون نشيطة ومبتكرة بالنسبة لمظهرها عبر الخضوع لضغوط الاستعمار الجديد والعولمة.لكل خيار منهما عواقب كامنة بداخله، ثم يصبح الأمر خيارًا أمام المرأة الأفريقية. هل توضح للعالم أن ثقافتها فريدة وجديرة بالمحاكاة؟، أم تضيف على نحو دوجماتي موادًا كيميائية إلى شعرها وأليافًا صناعية لها آثارها المزعجة؟.يتمثل الخيار المثير للخوف في الحفاظ على الهوية الأفريقية بفخر أو الاستسلام للخداع القائل بإن الامتثال يولّد القبول. يتعين على سياسة الشعر في أفريقيا أن تنعطف نحو الفخر وتأكيد الذات.