محتوى مترجم
المصدر
The Guardian
التاريخ
2017/02/28
الكاتب
كارين ماكفي

يومًا بعد يوم، ترسم لنا الصراعات المسلحة أهوالاً ومآسي يكون خلالها المدنيون هم الضحية الأبرز، بداية من التجويع والتشريد مرورًا بالقتل والتعذيب وأهوال أخرى.

ولا تقتصر الانتهاكات على ذلك، بل تصل إلى أولئك الذين يحاولون النجاة بحياتهم بحثًا عن ملاذ آمن وحياة أفضل وتجنب مصير أكثر قسوة تفرضه الصراعات.

لقد فجرت الصراعات المسلحة في مناطق النزاع بمنطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية أزمات إنسانية، فإلى جانب سقوط مئات الآلاف من القتلى والمصابين، حاول ملايين آخرون النجاة بحياتهم والفرار لأماكن أكثر أمنًا وتحديدًا صوب القارة الأوروبية.

في ذلك الصدد، يكشف تقرير أعدته منظمة الأمم المتحدة للطفولة عن قصص مرعبة عما يتعرض له المهاجرون واللاجئون برحلتهم الخطيرة عبر ليبيا وصولاً إلى أوروبا للبحث عن أمن وحياة أفضل.

ويبرز التقرير الرحلة الخطيرة التي يخوضها النساء والأطفال المهاجرون إلى أوروبا هربًا من الفقر والجوع وأتون الصراعات المسلحة في القارة الأفريقية بداية من التجويع مرورًا بالضرب والتعذيب وانتهاءً عند الانتهاكات الجنسية والاستعباد.

الضحايا الأبرز، بحسب التقرير، هم الأطفال والنساء الذين يتعرضون للاستغلال الجنسي ويجبرون على العمل في الدعارة ويتم احتجازهم لعدة أشهر من أجل الحصول على فدية في مراكز احتجاز “قذرة” ومكتظة تديرها الميليشيات الليبية التي تجني أرباحًا من المهربين وتجار البشر.

ولم تعد مراكز احتجاز اللاجئين التي تديرها الميليشيات سوى معسكرات للعمل بالسخرة وسجون مؤقتة تُمارس داخلها الانتهاكات ويُعامل داخلها المحتجزون كالحيوانات ويُحرمون من الطعام والماء ويتركون فريسة للمرض والظروف الجوية السيئة حتى الموت.

ويتعرض النساء والأطفال أيضًا لمضايقات وعنف وتحرش خلال رحلتهم إلى إيطاليا، كما يظهر التقرير أن عددًا كبيرًا من القاصرات أجبرن من قبل المهربين على تعاطي وسائل منع الحمل حتى لا يحبلن جراء تعرضهن للاغتصاب.

كما يوضح التقرير أيضًا انتشار العنف والاستغلال الجنسي على نقاط التفتيش والمعابر الحدودية، حيث تعرض نصف عدد النساء والأطفال للاستغلال الجنسي عدة مرات وفي عدة أماكن مختلفة خلال رحلة الهجرة.

وتصف أفشان خان المدير الإقليمي لليونيسيف المسار من شمال أفريقيا إلى أوروبا بأنه أكثر الممرات دموية وخطورة، حيث يسيطر عليه المهربون وتجار البشر وآخرون يسعون لافتراس النساء والأطفال الباحثين عن حياة أفضل.

العام الحالي هو الأكثر دموية بالنسبة لطريق الهجرة عبر أفريقيا إلى أوروبا، إذ أفادت الوكالة الدولية للهجرة بمقتل 326 كانوا في طريقهم من ليبيا إلى إيطاليا عبر البحر المتوسط في الفترة ما بين الأول من يناير وحتى 22 من فبراير بارتفاع بنسبة 300% عن العام الماضي.

أما عن عدد مراكز الاحتجاز التي تم التعرف عليها في ليبيا فهي 34، يوجد بداخلها ما بين 4 و 7 آلاف محتجز، ويدير 24 منها دائرة مكافحة الهجرة غير الشرعية بالحكومة الليبية، ولم تتمكن اليونيسيف من الوصول إلى إلا أقل من نصف تلك المراكز، ولم تتمكن من الوصول إلى المراكز التي تديرها الميليشيات.

ويطالب تقرير اليونيسيف ليبيا والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بالتدخل لإنهاء معاناة اللاجئين والمهاجرين خلال رحلتهم عبر ليبيا ووصولاً إلى أوروبا، عن طريق إنشاء ممرات قانونية وآمنة على طول المسار الذي يسافر خلاله الأطفال الفارون من الحرب والفقر.

وكان الاتحاد الأوروبي قد دعّم الشهر الجاري اتفاقًا بين إيطاليا وليبيا لوقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وهو الاتفاق الذي أدانته منظمات حقوقية.