شجّع ضعف الخلافة العباسية في العصر العباسي الثاني بعض الولاة الأقوياء على الانفصال بولاياتهم عن الخلافة، فنشأت في ظل الخلافة العباسية دول مثل: الأغلبية، والطولونية، والإخشيدية، والإدريسية، وغيرها، ورغم ذلك ظل للعالم الإسلامي خليفة واحد له السلطة الروحية عليه.

وظل الحال كذلك حتى قامت الدولة الفاطمية عام 297هـ / 909م على يد عبيد الله المهدي، وأصبح للعالم الإسلامي خليفتان، أحدهما في المهدية ثم المنصورية ثم القاهرة، وهو الخليفة الفاطمي، والآخر في بغداد (العباسي).

ما سبق دفع إمارة الأندلس التي لم تخضع يومًا للخلافة العباسية إلى إعلان قيام خلافة ثالثة (أموية) على يد عبد الرحمن الناصر عام 316هـ، لتصبح امتدادًا للخلافة الأموية القديمة في دمشق، خوفًا من ضم الأندلس إلى الخلافة الفاطمية التي سيطرت على المغرب العربي كله، ولم يكن بينها وبين الأندلس سوى عبور مضيق صغير في البحر المتوسط.

وقبل هذه الخطوة التي لم تحدث كان الدعاة الفاطميون يبشرون سرًا بخلافة آل البيت في الأندلس، الذي كان من الناحية الدينية لا يخضع لأي خلافة، وهو أمر كان يراه البعض غير جائز من الناحية الدينية على الأقل؛ فمنصب الخليفة أو الإمامة العظمى مسألة ليست سياسية فقط، وإنما هي عند المسلمين مسألة دينية روحية.

وفي ذلك يقول ابن حزم «الأندلسي» في كتابه «الفصل في الملل والأهواء والنحل»: «اتفق جميع أهل السنة وجميع المرجئة وجميع الشيعة وجميع الخوارج على وجوب الإمامة، وأن الأمة -بكاملها- واجب عليها الانقياد لإمام عادل يقيم فيهم أحكام الله ويسوسهم بأحكام الشريعة».

وكي لا يجد الفاطميون هذه الثغرة للنفاذ منها إلى الشعب الأندلسي، أعلن الناصر نفسه أميرًا للمؤمنين بعد أن أفتى له بعض الفقهاء بجواز وجود أكثر من خليفة في وقت واحد.

وبسبب هذا الوضع نشأت صراعات بين الخلافات الثلاثة (الأموية، الفاطمية، العباسية) ظهر أثرها السياسي والعسكري والاقتصادي في مظاهر عدة. ولكن في هذا المقال نرصد أحد مظاهر هذا الصراع، وهو الصراع عبر البيانات والرسائل المتبادلة بين الخلفاء، والتي حملت سبًابًا وشتائم تبين مدى الحقد والكراهية فيما بينهم بسبب القتال على لقب «خليفة المسلمين».

الصراع الفاطمي الأموي

جرت مناوشات بين الأمويين والفاطميين حيث تعرض الأمويون لسفينة فاطمية في البحر الأبيض المتوسط، وكانت النتيجة غزو الأسطول الفاطمي مدينة ألمرية الأندلسية وحرق مراكبها، فاستنجد الناصر بالروم، ولكن الروم عرضوا على الخليفة الفاطمي المعز لدين الله هدنة طويلة، فرفض وقاتلهم، وفي الوقت نفسه فشل الأندلسيون في غزو بعض المراسي في المغرب.

بعد فشل الناصر العسكري أرسل إلى المعز يطلب الهدنة، فرفض المعز، حسبما وثق القاضي النعمان بن محمد، والذي كان أحد دعاة الفاطميين، ومن كبار رجال الدولة، في كتابه «المجالس والمسايرات».

ويرصد النعمان سجالاً عبر الرسائل بين الطرفين، حيث يذكر فحوى رسائل الناصر دون ذكر لنصوصها، في حين أورد نصوص رسائل المعز باستفاضة، في خطوة متوقعة من أحد رجال الدولة الفاطمية، حيث استحى أن يذكر نص ما وجه من استهزاء أو سباب لخليفته.

ومما أورده القاضي النعمان أن عبد الرحمن الناصر بعث برسالة إلى المعز لدين الله الفاطمي، يهادنه ولكنه في نفس الرسالة كان يهاجمه أيضًا، وقال الناصر متحدثًا بصيغة ضمير الغائب:

إن كان آباؤنا قد لعنهم رسول الله كما قال -يقصد المعز- فما ذنبنا نحن؟ وما الذي أوجب لعننا؟

فرد عليه المعز بصيغة الغائب أيضًا:

أفسمعتم أجهل من هذا الشقي (يقصد الناصر)؟ كأنه لم يسمع قول الله: «ألا لعنة الله على الظالمين» وهو أحدهم، وقوله: «ومن يتولهم منكم فإنه منهم»، وقوله: و«الشجرة الملعونة في القرآن»، والشجرة هم بنو أمية، والشجرة لا يقع عليها اسم شجرة إلا مع أعضائها وفروعها ولا يسمى الأصل وحده شجرة.

وفي رسالته تفاخر الناصر بقوة جيشه وعدده ومعداته، وفي المقابل وصف جيش الفاطميين بالبربر الأغنام الذين لا يميزون شيئًا… فرد عليه المعز بصيغة الغائب:

إن كان هذا الأحمق الجاهل لم يعلم أن في أقل بلد من بلداننا وأدنى عسكر من عساكرنا أضعاف ما ذكره من العدد الذي تهيَّب به، فقد جهل ما لا ينبغي لمثله أن يجهله… كما رد المعز على وصف الناصر للبربر بالأغنام قائلاً:

هذا الجاهل الركيك، لما قصر عقله عن عقول ذوي العقول رماهم بالجهل، فلم يرَ الجاهل أئمته الذين هم فيها يزعمون فقهاء أهل بلده، وإنما أخذوا علمهم عمن كان بإفريقية وكتبهم إلى اليوم في أيديهم.

وفي الرسالة أيضًا اتهام من الناصر للمعز باعتراض طريق الحجاج الأندلسيين، ومنعهم من استكمال طريقهم إلى مكة والمدينة، فرد المعز عليه:

أفرأيتم أشنع من هذا الفاسق كذبًا أو أقبح منه قولاً؟ ومتى منعنا نحن أهل الأندلس من الحج أو من السفر حيث أحبوا؟ بل هو الذي منعهم وغيرهم ممن كان من أهل البلدان ببلده من الخروج لئلا يؤدوا بزعمه أخباره إلينا، فرد ذلك علينا… وكيف نصد عن بيت الله ونحن أهله، أم نمنع زيارة قبر جدنا محمد صلى الله عليه وآله ونحن ولده؟ قبح الله هذا الفاسق وتَرَّحه!

وفي موضع آخر من رسالة الناصر يتوعد المعز بأن الله سيقطع دابره وينتقم منه، فرد المعز بآيات قرآنية كثيرة تثبت عكس ما قاله الناصر، ثم قال عنه: علمنا أن الله لا يدع مثله (يقصد الناصر) حتى ينتقم منه، ولا يهمل منكره بل يغيره، ولا يدع أن يطهر منه أرضه ويورثها صالحي عباده.

وكذلك قال المعز لرسول الناصر: المسلمون هم أمة جدي لا أمة جد مرسلك، وأنا أرأف وأعطف عليهم وألطف وأرحم بهم، فإن دخل أحد منهم في جملة صاحبك فقد دخل في جملة طائفة أهل البغي، ووجب عليّ وعلى سائر المسلمين قتالهم كما أمر الله عز وجل في كتابه.

الصراع استمر بين الخلافتين ومعه استمرت «دبلوماسية الشتائم» بين البلدين، ومما حفظه لنا التاريخ، أن الخليفة الفاطمي العزيز بالله أرسل برسالة إلى الخليفة الأموي الحَكَم بن عبد الرحمن الناصر، كانت مليئة بالهجاء والانتقاص من قدر بني أمية، فرد عليه الحكم برسالة مقتضبة، لكنها بليغة لاذعة، قال فيها:

«عرفتنا فهجوتنا، ولو عرفناك لأجبناك، والسلام»، وفي ذلك تحقير كبير من شأن العزيز بالله، حسبما جاء في «الوثائق السياسية والإدارية للعهود الفاطمية والأتابكية والأيوبية» لمحمد ماهر حماده.

الصراع القرمطي الفاطمي

وكان للقرامطة دولة تناطح الخلافة العباسية والفاطمية معًا، ورغم العلاقات الجيدة في البداية بين الفاطميين والقرامطة، إلا أن الجيش القرمطي، بقيادة زعيمهم التاريخي الحسن الأعصم، هاجم مصر مقر الخلافة الفاطمية من جهة الشرق.

فكتب له الخليفة الفاطمي المعز لدين الله رسالة طويلة، لكنه يستهلها بالكلام بصيغة الجمع لكي يتأثر بها كل من يسمعها، حيث يتحدث خلالها بإسهاب شديد عن الحق الإلهي للفاطميين في إمارة المسلمين، وأن الخليفة الفاطمي طاعته من طاعة الله، حسبما جاء في «اتعاظ الحنفاء بأخبار الفاطميين الخلفاء» لتقي الدين المقريزي.

تحدّث إلى الأعصم ويسبه قائلاً:

فأما أنت الغادر الخائن الناكث البائن عن هدْي آبائه وأجداده المنسلخ عن دين أسلافه وأنداده والموقد لنار الفتنة والخارج عن الجماعة والسنة، فلم أغفل أمرك ولا خفي عني خبرك ولا استتر دوني أثرك، وإني مني لبمنظر ومسمع كما قال الله جل وعز‏ ‏«‏إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى»،‏ «مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّك بَغِيَّا»

ويضيف:

فعرفنا على أي رأي أصلت وأي طريق سلكت‏، أما كان لك بجدك أبي سعيد أسوة وبعمل؟ أما نظرت في كتبهم وأخبارهم ولا قرأت وصاياهم وأشارهم؟ أكنت غائبًا عن ديارهم، وما كان من آثارهم؟ ألم تعلم أنهم كانوا عبادًا لنا أولي بأس شديد وعزم سديد وأمر رشيد وفعل حميد، يفيض إليهم موادنا وينشر عليهم بركاتنا حتى ظهروا على الأعمال ودان لهم كل أمير ووال؟

ولم يتأثر الحسن الأعصم بما جاء في الكتاب، ورد عليه مستهزئًا، حسبما ينقل ابن الأثير في تاريخه:

وصل كتابك الذي قل تحصيله وكثر تفصيله، ونحن ثائرون إليك على إثره، والسلام.

الصراع العباسي الفاطمي

ربما كان العداء بين العباسيين والفاطميين أشد، فمن ناحية كان هناك تآكل مستمر لأراضي الدولة العباسية لصالح الفاطميين، ومن الجانب الآخر كان للفاطميين ثأر قديم.

فقد كان نضال الهاشميين (آل بيت النبي)، واحدًا ضد الدولة الأموية، بفرعيهما أحفاد أبي طالب، وخاصة أولاد علي، وأحفاد العباس بن عبد المطلب، ولكن العباسيين نجحوا في نشر دعوتهم في خراسان وتكوين جيش لقتال الأمويين، واقتنصوا الحكم، وبعدها انقلبوا على أولاد عمومتهم من أحفاد علي بن أبي طالب، وجرت بينهما مواجهات عنيفة، حتى استقر الأمر للعباسيين.

وبعد ذلك بدأت الدعوة الفاطمية، وقال دعاتها إنهم ينتسبون إلى البيت الطالبي، وأنهم الأولى بالخلافة بصفتهم أحفاد فاطمة بنت النبي، ونجحوا في دعوتهم وأسسوا دولتهم في المغرب العربي وظلت تتمدد نحو الشرق حتى وصلت إلى العراق ذاته، معقل العباسيين.

وكما كانت المعارك العسكرية والحروب التجارية دائرة بينهما، كانت حرب الرسائل والبيانات والمواثيق كذلك.

ومما وثقته المصادر رسالة أرسلها الخليفة الفاطمي القائم بأمر الله الفاطمي (توفي 334هـ) إلى أهل مكة يدعوهم لمبايعته، وقال لهم، حسبما جاء في «الحلة السيراء» لابن الأبار: نحن أهل بيت الرسول، ومن أحق بالأمر منا؟ وضمَّن رسالته أبياتًا يسب فيها العباسيين ومن ناصرهم، ومما جاء فيها:

أيا أهل شرق الله زالت حلومكم … أم اصَّدعت من قلة الفهم والأدب
فويحًا لكم خالفتم الحق والهدى … ومن حاد عن أم الهداية لم يصب
فيا معرضًا عني وليس بمنصفي … وقد ظهر الحق المبين لمن رغب
ألم ترني بعت الرفاهة بالسُّرى … وقمت بأمر الله حقًا وقد وجب

فلما وصل الكتاب إلى أهل مكة أرسلوه إلى الخليفة العباسي المقتدر، فأمر أبا بكر الصولي، وكان من ندمائه، أن يرد على القائم بأمر الله برسالة، فكتب يهجوه ويهجو الفاطميين:

عجبت وما يخلو الزمان من العجب … لقول امرئٍ قد جاء بالمين والكذب
وجاء بملحون من الشعر ناقص … فسحقًا له من مدعٍ أفضل النسب
فمن أنت يا مهدي السفاهة والخنا … فقد قمت بالدين الخبيث وبالريب

ظل الصراع محتدمًا، وفي عام 402هـ، في عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، جمع منافسه الخليفة العباسي القادر بالله عددًا من الأعيان والعلماء في بغداد، ومنهم عدد من نسل علي بن أبي طالب، وعلى رأسهم الشريف الرضي، وأعدوا محضرًا (بيانًا أذاعوه للناس) بشأن الفاطميين.

البيان تبرأ كاتبوه وعلى رأسهم الخليفة العباسي من انتساب الفاطميين إلى فاطمة الزهراء أو حتى بني هاشم، واتهمهم بالفسق والزندقة وسفك الدماء وسب الأنبياء، ووصفهم بالخوارج، وجاء نصه، الذي ننقله عن كتاب المقريزي «اتحاف الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء» كالآتي:

إن الناجم بمصر وهو منصور بن نزار الملقب بالحاكم -حكم الله عليه بالبوار والخزي والنكال- ابن معد بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد -لا أسعده الله- فإنه لما سار إلى المغرب تسمى بعبيد الله وتلقب بالمهدي، هو ومن تقدمه من سلفه الأرجاس الأنجاس -عليه وعليهم اللعنة- أدعياء خوارج، لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب، وإن ذلك باطل وزور، وإنهم لا يعلمون أن أحدًا من الطالبيين توقف عن إطلاق القول في هؤلاء الخوارج إنهم أدعياء، وقد كان هذا الإنكار شائعًا بالحرمين في أول أمرهم بالمغرب، منتشرًا انتشارًا يمنع أن يدلس على أحد كذبهم، أو يذهب وهم إلى تصديقهم، وإن هذا الناجم بمصر هو وسلفه كفار وفساق فجار زنادقة، ولمذهب الثنوية والمجوسية معتقدون، قد عطلوا الحدود، وأباحوا الفروج، وسفكوا الدماء، وسبوا الأنبياء، ولعنوا السلف، وادعوا الربوبية.

ومع ضعف الدولة العباسية، وتحكم البويهيين بها، حيث كانوا يتولون الوزارة ويتحكمون في كل شيء بدولة الخلافة، حتى صار الخليفة العباسي مجرد صورة، كانت فرصة الفاطميين لإذلال الخليفة العباسي، ولم لا وقد كان البويهيون شيعة، يعتبرون الخليفة الفاطمي إمامهم؟

ومن مظاهر هذا الإذلال أن عضد الدولة البويهي تلقى رسالة من الخليفة العزيز بالله الفاطمي ردًا على رسالة أرسلها له عضد الدولة يشكره فيها على خضوعه له، ولدى استقباله مندوب العزيز بالله الذي كان يحمل الرسالة، أجبر عضد الدولة الخليفة العباسي المطيع لله أن يستقبل المندوب الفاطمي، وأن يسمع بنفسه نص الرسالة، التي جاء فيها ما يهين الخليفة العباسي ويجعله بلا أي قيمة، حسبما نفهم من «النجوم الزاهرة» لابن تغر بردي.

ومما جاء بالرسالة:

«إن رسولك وصل إلى حضرة أمير المؤمنين مع الرسول المنفذ إليك فأدى ما تحمله من إخلاصك في ولاء أمير المؤمنين (يقصد الخليفة الفاطمي) ومودتك ومعرفتك بحق إمامته ومحبتك لآبائه الطائعين الهادين المهديين».

الرسالة كما نرى يشكر خلالها الخليفة الفاطمي عضد الدولة البويهي على خضوعه له، رغم أن المفترض أن عضد الدولة تابع للخلافة العباسية من الناحية السياسية.

وباقي الرسالة التي سمعها الخليفة العباسي بنفسه، بها تنسيق بين العزيز بالله وعضد الدولة البويهي حول قضايا عسكرية واقتصادية تهم المنطقة. وردًا على رسالة العزيز كتب عضد الدولة ردًا إليه، يؤكد فيه على طاعته وإخلاصه وتبجيله، حسبما يوضح ابن تغري بردي.

رغم هذا الولاء للفاطميين، واحتقار العباسيين، لم يعلن البويهيون دخولهم تحت راية الخلافة الفاطمية بشكل إداري رسمي، ولكن بعد انهيار دولتهم التي كانت تسيطر على العراق وتولي أرسلان البساسيري منصب «ملك الأمراء»، الذي له السلطة الفعلية على أرض العراق -معقل العباسيين- أعلن بيعته للخليفة الفاطمي المستنصر بالله، وألقى القبض على الخليفة العباسي القائم بالله، وأمر بالدعاء للمستنصر في كل مساجد العراق، بل وأجبر الخليفة العباسي على توقيع وثيقة تفيد بأنه «لا حق لبني العباس ولا له من جملتهم -الخليفة القائم بالله- في الخلافة، مع وجود بني فاطمة الزهراء، عليهم السلام».

ويوضح المقريزي في خططه، أن هذه الوثيقة ظلت في القاهرة، يحتفظ بها الفاطميون كسند شرعي لأحقيتهم بالخلافة، رغم فشل انقلاب البساسيري وعودة الخليفة العباسي إلى الحكم، ولم تعُد الوثيقة إلى بغداد إلا بعد انقلاب صلاح الدين على الخلافة الفاطمية وإلغائها، وإعلان طاعته للخليفة العباسي.