محتوى مترجم
المصدر
Middle East Monitor
التاريخ
2019/9/24
الكاتب
محرر الصحيفة

بحسب رويترز، تبادلت مصر وقطر اللتان تدعمان طرفي الصراع الليبي انتقادات لاذعة في الأمم المتحدة يوم الثلاثاء، مما يبرز مدى صعوبة مهمة الأمم المتحدة في دفع جهود السلام المتجددة.

أصبح الصراع في ليبيا حربًا بالوكالة بين القوى الأجنبية، التي كانت تدعم مختلف الجماعات المسلحة منذ انتفاضة 2011 ضد معمر القذافي. يقاتل المتمردون السابقون بعضهم البعض منذ ذلك الحين.

مصر إلى جانب الإمارات العربية المتحدة، من مؤيدي القائد الشرقي الليبي خليفة حفتر، الذي يحاول جيشه الوطني الليبي الاستيلاء على طرابلس من القوات المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا، والتي تدعمها كل من تركيا وقطر.

دون تسمية الدول على وجه التحديد، أخبر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي المفوضين في الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه يجب بذل جهد منسق لمنع الميليشيات من السيطرة على ليبيا، ومنع الدعم من الجهات الخارجية الفاعلة.

قال السيسي في خطابه: «نحتاج إلى العمل على توحيد جميع المؤسسات الوطنية من أجل إنقاذ جارتنا الشقيقة من الفوضى الناجمة من جانب الميليشيات، ومنع تدخل الجهات الخارجية الفاعلة في الشؤون الداخلية لليبيا».

بدأت قوات حفتر حملة في أبريل/نيسان في شن هجوم بري بدعم من الضربات الجوية، ووصف مؤيدوه الميليشيات في طرابلس بالجماعات الإرهابية. شردت الحملة أكثر من 120 ألف مواطن في طرابلس وحدها، وقتلت المئات من المدنيين، وتخاطر بتعطيل إمدادات النفط من ليبيا.

قال السيسي: «يجب وقف هذا الصراع. حان الوقت لاتخاذ موقف جريء وحاسم لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة الليبية بشكل شامل، والذي يمكن تحقيقه من خلال الالتزام الكامل بخطة الأمم المتحدة».

لكن بعد خطابه بفترة وجيزة، اتهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قوات حفتر بارتكاب جرائم حرب مع الإفلات من العقاب، وبدعم من البلدان التي قوضت جهود السلام الوطنية والأمم المتحدة. قال آل ثاني: «عطلت العمليات العسكرية الأخيرة على العاصمة طرابلس عقد المؤتمر الوطني الليبي الشامل».

وقال: «هناك تسوية معترف بها دوليًا، لكن تقول بعض الدول، إنها تشارك رسميًا في الجهود الدولية من ناحية، ثم تقوض هذه الجهود من ناحية أخرى، من خلال دعم أمراء الحرب والميليشيات الإرهابية لمصالحهم المحدودة ضد الحكومة الشرعية».

يعتقد سلامة أن ألمانيا يمكن أن تتوسط لحل النزاع، لأنها تُعتبر نزيهة في الصراع على عكس فرنسا وإيطاليا، اللتين تتنافسان على النفوذ. تمتلك كل من فرنسا وإيطاليا مصالح في مجال النفط والغاز في ليبيا، واتُهمتا بدعم أطراف النزاع.

ظهرت الخلافات بين الدوحة والقاهرة للعلن بعد أسابيع من كشف مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة عن خطط لعقد مؤتمر دولي، لجمع القوى الأجنبية التي تدعم الجماعات المتنافسة على أرض الواقع، دون تسمية مكان. برزت ألمانيا كموقع محتمل، حيث تحاول برلين جمعهم بحلول أكتوبر/تشرين الأول.

جمعت الدولتان حفتر ورئيس وزراء الجيش الوطني فايز السراج، إلى جانب لاعبين إقليميين، في باريس وباليرمو العام الماضي، لكنها فشلت في تحقيق تقدم، ويستضيف كلاهما اجتماعًا وزاريًا للدول المشاركة في النزاع الليبي في الأمم المتحدة يوم الخميس، بهدف سد الخلافات بين جميع الأطراف.

قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان للصحفيين: «لن يكون هناك حل عسكري في ليبيا. أولئك الذين يعتقدون ذلك مخطئون ويخاطرون بجر البلاد إلى منعطف دراماتيكي».