بالرغم من أن الحياة أصبحت أسرع من قدرتنا على الاستيعاب أو المواكبة، فإن التليفزيون ما زال جزءا مهما من منظومة الترفيه التي نعتمد عليها كمصريين، رغم أن الجيل الأجدد أصبح يستخدم الإنترنت لمتابعة الدراما التليفزيونية، فإن الشاشة الصغيرة لم تفقد رونقها بالكامل بعد، خاصة أن الموسم الأساسي لمتابعة الدراما هو شهر رمضان الذي يصبح التليفزيون فيه فردا أصيلا من أفراد الأسرة حتى مع اكتساح الإنترنت لحياتنا جميعا.

في هذا التقرير نستعرض دراما 2017 وماذا قدم التلفزيون هذا العام، ليس فقط في رمضان، بل طوال العام خاصة أن هناك أعمالا حظيت بنسب مشاهدة عالية، ولم تعرض على الشاشة في الموسم الأكبر، ولكنها استطاعت المنافسة وأثارت الآراء حولها.


الدراما الاجتماعية

دلال عبد العزيز وسارة عبد الرحمن من مسلسل «سابع جار»

هذا العام حظيت الدراما الاجتماعية بالنصيب الأكبر من الخريطة التليفزيونية، سواء في الموسم الرمضاني أم خارجه، فقد حظي مسلسل «لا تطفئ الشمس» من تأليف تامر حبيب وبطولة ميرفت أمين وريهام عبد الغفور ومحمد ممدوح بنجاح ملحوظ، سواء في عرضه على شاشة التليفزيون أو في مشاهداته على اليوتيوب، أيضا مسلسل «حلاوة الدنيا» من بطولة هند صبري وظافر العابدين كان يدور في قالب اجتماعي درامي، وقد حظي باستحسان الجمهور إلى حد كبير.

أما عن مسلسل «هذا المساء» لتامر محسن ومن بطولة إياد نصار وأحمد داود وحنان مطاوع فقد كان أنجح المسلسلات الاجتماعية هذا العام في الموسم الرمضاني، أما خارج الموسم فقد حظي مسلسل «سابع جار» من إخراج أيتن أمين وهبة يسري ونادين خان بنجاح ساحق، وانقلبت السوشيال ميديا بين مؤيد للمسلسل وبين رافض له، أيضا جاء مسلسل «عائلة زيزو» ومسلسل «الطوفان» خارج السباق الرمضاني وحظيا بنجاح لا بأس به.

أيضا مسلسل «لأعلى سعر» كان من ضمن المسلسلات الاجتماعية ذات المشاهدات العالية، ولكن لأسباب مختلفة عن كونه مسلسلا متقنا، فالجمهور كان يثق ثقة مطلقة في نيللي كريم منذ مسلسل ذات وإلى العام الفائت تقريبا، ولذلك كانوا في انتظار مسلسل جيد، وقد جاء لأعلى سعر مخيبا لكل الآمال، ولكنه حظي بلغط واسع، حيث إن موضوعه كان جذابا رغم عيوبه التي لا يمكن حصرها، أما مسلسل يسرا هذا العام «الحساب يجمع» فقد حظي بنسبة مشاهدات عالية لجودته وإتقانه واقترابه من واقع الحياة الاجتماعية المصرية، هو ومسلسل «رمضان كريم» من إخراج سامح عبد العزيز.


الغموض والإثارة

«يوسف الشريف» من مسلسل «كفر دلهاب»

على رأس القائمة جاء مسلسل «كفر دلهاب» من بطولة يوسف الشريف الذي كان يدور في إطار غرائبي ومحمل بمشاهد مرعبة وقصص أكثر إرعابا، أيضا كان مسلسل «عفاريت عدلي علام» يدور في إطار غرائبي رغم أنه يصنف بالطبع كمسلسل كوميدي من بطولة عادل إمام وغادة عادل.

أما مسلسلات الإثارة والحركة هذا العام فكانت ذات حضور واضح، خاصة في الموسم الرمضاني، ولم يخرج أي مسلسل في هذه الفئة خارج رمضان إلا في بداية العام مع مسلسل «حجر جهنم» من بطولة شيرين رضا وأروى جودة وكندة علوش، أما داخل السباق الرمضاني فقد جاء العديد من المسلسلات تحت هذا التصنيف، كان أغلبها مسلسلات ناجحة حظيت بنسب مشاهدة معقولة جدا.

مثلا مسلسل «30 يوم» من بطولة آسر ياسين وباسل خياط الذي كان يدور في إطار غامض وتحدث في كل حلقة حادثة مختلفة كان ينتمي لهذه الفئة، أما «ظل الرئيس» والذي يعتبر نقلة نوعية في تاريخ بطله ياسر جلال كان من أنجح مسلسلات الحركة هذا العام، أيضا مسلسل «كلبش» لأمير كرارة، أيضا مسلسل «الزيبق» لكريم عبد العزيز الذي يحكي قصة من ملفات المخابرات المصرية، ومسلسل «الحصان الأسود» الذي راهن عليه وعلى بطله أحمد السقا الكثيرون ولم يخسروا الرهان.


الكوميديا

أحمد مكي من مسلسل «خلصانة بشياكة»

كانت المسلسلات الكوميدية من نصيب الموسم الرمضاني ولم يخرج عن إطار رمضان في المسلسلات الكوميدية سوى مسلسل «كابتن أنوش» من بطولة بيومي فؤاد الذي عرض جزؤه الأول في بداية العام وجزؤه الثاني يبدأ في نهايته، أما مسلسل «عائلة زيزو» من بطولة أشرف عبد الباقي فهو يصنف كمسلسل اجتماعي أكثر منه مسلسلا كوميديا رغم أنه يجمع بين اللونين.

أما في الموسم الرمضاني فقد كان هناك الكثير من المسلسلات المتنافسة، فقد كان مسلسل في «اللالا لاند» أحد رهانات الجمهور التي خسرها للأسف، جاء بعده مسلسل «خلصانة بشياكة» الذي جمع بين مكي وشيكو وماجد، وأيضاً لم يكن على مستوى التوقعات، أما «ريح المدام» لأحمد فهمي وأكرم حسني فقد حظي ببعض النجاح الذي ينسب بالكامل لحضور أكرم حسني وخفة دمه وأدائه الخفيف المضحك، أما مسلسل «لمعي القط» و«اللهم إني صائم» و«هربانة منها» فلم تحقق لا نجاحا ولا إضحاكا.


كمالة عدد

أحمد مكي، خلصانة بشياكة،
منة شلبي من مسلسل «واحة الغروب»

جاءت هذا العام الكثير من المسلسلات كمالة عدد، ولم تحظ باستحسان الجمهور ولم تثر سوى تعليقات سلبية، هذا إن أثارت تعليقات أصلا أو التفت إليها أحد من الأساس، والغريب أن على رأس هذه المسلسلات جاء مسلسل «واحة الغروب» الذي أثار ملل الجمهور في ربعه الأول وكف الكثيرون عن متابعته.

أيضا في نفس الفئة تأتي مسلسلات كثيرة كطاقة نور لهاني سلامة وطاقة القدر لحمادة هلال والحلال لسمية الخشاب وعشم إبليس لعمرو يوسف وغيرها، وقد كانت كل المسلسلات التي كانت تمثل كمالة عدد داخل السباق الرمضاني فقط.

في كل الأحوال لا يمكن أن ننكر أن موسم الدراما هذا العام لم يكن قويا، وكان مخيبا للآمال في الكثير من المسلسلات التي كان الجمهور ينتظرها لثقته في النجوم القائمين على العمل، ولكن للأسف لم يكن النجوم هذا العام أهلا لهذه الثقة في الكثير من المسلسلات.