كفاءة اللاعبين لا تُصدَّق، الإيقاع غاية في التوتر والسرعة، أفضل كأس عالم على الإطلاق.
فابيو كابيللو عن كأس العالم 2014

رغم أن تصريح الإيطالي عن المونديال الأخير أتى بما لا تشتهيه أجواء النوستالجيا والحنين للماضي، إلا أنه يعكس حالة منطقية من التوهج تشهدها اللعبة في العقد الأخير، بتحولها لاقتصاد ضخم تدفقت إليه عشرات المليارات سمحت بتكوين كيانات جديدة رفعت من حدة المنافسة ومنحت الفرصة لاتساع رقعة الممارسة ومن ثم زيادة عدد المواهب بشكل غير مسبوق.

عادة ما يسبق أي بطولة حديث متكرر عن الحصان الأسود، ولكن نسخة اليورو 2016 مختلفة والحديث الأوقع سيكون عن إسطبل كامل تقريبًا، لذا نستعرض عبر حلقتين منتخبات يرشحها الورق والمنطق لإضافة الكثير للبطولة الأقوى.


منتخب سويسرا: الروسو كروسيتّي

لدي مشكلة شخصية مع كل من لا يقدم أقصى جهد ممكن في الملعب.
«جرانيت شاكا» عقب تقديمه لاعبًا جديدًا لآرسنال
تشكيل منتخب سويسرا مع مدربهم فلاديمير بيتكوفيتش
تشكيل منتخب سويسرا مع مدربهم فلاديمير بيتكوفيتش

علمنا التاريخ الحذر من المغمورين الطموحين، ولعل فلاديمير بيتكوفيتش مدرب السويسريين هو بطل المغمورين هذا العام؛ فهو لم يحظى بأي نجاح ملحوظ لأنه لم يقم بالتدريب في أي مكان ملحوظ من الأصل، ربما باستثناء عامين مع لاتسيو توج فيهم بكأس إيطاليا ليترشح لخلافة الأسطورة أوتمار هتزفيلد في تدريب الشفايتزر باتي – اللقب الألماني للمنتخب السويسري – ليقود فلاديمير فريقه للصعود كثاني المجموعة خلف الإنجليز بخمسة انتصارات وثلاث هزائم تلقاها من الأسود الثلاث ذهابًا وعودة بالإضافة إلى سلوفاكيا الذي تأهل كأحد أفضل الثوالث في التصفيات.

عبر فترات طويلة نقل السويسريون لجماهير اللعبة إحساسًا ضمنيًا بأنهم أكثر رفاهية من الاهتمام بالإنجازات الدولية، بل وأشعرونا أحيانًا أنهم يشاركون مرغمين، لكن يبدو أن الوضع الاستثنائي لدولة الحياد على وشك التغير، مدفوعًا بعدد من الجائعين للمجد تضمه تشكيلته الأساسية حتى وإن كان مجدًا شخصيًا، ومدرب يسعى لتعريف العالم بنفسه.


البرتغال: رجال حول الدون

منذ جيل 2004 العظيم بقيادة فيجو، روي كوستا، كونسيساو والبقية، عجزت البرتغال عن ترجمة تفوقها على المستوى القاعدي لمنتخب قوي يليق بشعار الدروع الخمسة. ورغم القوة المفرطة التي تتمتع بها فرق الناشئين للسيليساو إلا أن تحولهم لمحترفين بنفس المستوى لم يكلل بالنجاح لسبب غير مفهوم؛ ما أدى لاختزال البرتغال مع الوقت إلى “المنتخب الذي ظلم رونالدو”.

ولكن يبدو أن السماء استجابت أخيرًا لصلوات فرناندو سانتوس وأرشدته للطريقة المناسبة لتحويل الفريق بأكمله لقاعدة إطلاق لصاروخ ماديرا كرأس حربة، بدلًا من إثقاله بحمل دفع الفريق للأمام من الأطراف حيث تنتظره أدوار لم يعد قادرًا على الوفاء بها ولم يؤدّها منذ فترة طويلة، وربما هذا هو السبب الرئيسي في تفاؤل بطل الميرينجي بعد موسم ناجح مع ناديه.

نملك الإمكانيات، فقط علينا الإيمان بأن بإمكاننا تحقيق البطولة بالفعل.

تشكيل منتخب البرتغال مع المدرب فرناندو سانتوس

الجديد هذه المرة هو اختيارات سانتوس؛ أصر على استدعاء كارفاليو الذي تخطى أفضل مواسمه منذ زمن، في الوقت الذي استبعد فيه دانييل كاريخو قلب دفاع أشبيلية الأساسي بعد موسم مميز، كذلك عوض إصابة فيلوسو أحد نجوم التصفيات باستدعاء بيريرا من بورتو. وشهدت القائمة استبعاد فنان بورتو روبن نيفيس (19 سنة) الذي كان قاب قوسين أو أدنى من احتلال مكان محمد النني الحالي في وسط آرسنال.

رغم ذلك احتفظ البرتغالي المخضرم بتنوع اختياراته لتشمل دكة احتياط السيليساو كل من سيدريك سواريز (ساوثامبتون)، رافا جيريرو (لوريون)، ريناتو سانشيز (بايرن ميونيخ)، ريكاردو كواريزما أحد نجوم التصفيات (بيشكتاش)، آدريان سيلفا نجم سبورتنج وأخيرًا أندريه جوميش لاعب وسط فالنسيا المرشح بقوة للانتقال للشياطين الحُمر رفقة مواطنه مورينيو.

مرور البرتغاليين من الدور الأول مسألة وقت لا أكثر بعد أن وقعوا في أسهل مجموعات البطولة إلى جانب النمسا، المجر وأيسلندا، ويبقى الاستمرار لما هو أبعد مرهونًا برغبة رونالدو ورفاقه.


بولندا: نسور الشرق البيضاء

تشكيل منتخب البرتغال مع المدرب فرناندو سانتوس
تشكيل منتخب البرتغال مع المدرب فرناندو سانتوس
تشكيل منتخب بولندا مع مدربهم آدم بوالاك
تشكيل منتخب بولندا مع مدربهم آدم بوالاك

مشاهدو اليورو سيكون لديهم مهمة أكبر قليلًا من مجرد مشاهدة ليفانداوسكي مع بولندا، آدم نوالاك صنع أفضل ما يمكن صناعته من خامات محدودة؛ البولندي بنى فريقه كاملًا حول نجم البايرن لكن القدر أعد له مفاجأة أخرى سارة اسمها آركاديوش ميليك.

نجم الأياكس الأعسر صنع ربيع فريقه هذا الموسم، ميليك ذو الـ 22 عامًا سجل 24 هدفًا وصنع 12 آخرين في 42 ظهورًا هذا الموسم لينافس هداف ألكمار وهولندا فينسنت يانسن صاحب الـ 27 هدفًا في 31 مباراة ويترشح ليكون أحد أهم أهداف الصيف لدى كبار القارة، ميليك يجيد اللعب كمهاجم متحرك حول سفاح الصندوق ليفانداوسكي، يصنع ويسجل من الأطراف والعمق بمساعدة ماشينسكي وجروزيكي جناحي النسر الأبيض في التصفيات حيث تبادل الفوز مع الألمان متصدري المجموعة كلٍ على أرضه.