محتوى مترجم
المصدر
The WashigtonPost
التاريخ
2017/05/16
الكاتب
فتح الله كولن

قال رجل الدين التركي المقيم في أميركا فتح الله كولن، إن تركيا باتت تخضع لسلطان رئيس يقمع المعارضة ويقوّض المسار الديمقراطي للبلاد.وطالب كولن، في مقالة له نُشرت بصحيفة الـ«واشنطن بوست» غداة زيارة رئيس بلاده رجب طيب أردوغان لواشنطن، الغرب بمساعدة تركيا في العودة للمسار الديمقراطي. مشددًا على ضرورة استغلال لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان أمس وقمة الناتو الأسبوع المقبل للمضي قدمًا في ذلك الصدد.واتهم كولن أردوغان بتدمير حياة 300 ألف مواطن تركي – على حد زعمه – في أعقاب محاولة الانقلاب التي وقعت منتصف يوليو/تموز الماضي، متبعًا الاعتقال والفصل بحقهم. وأكد كولن أنه أدان بشدة محاولة الانقلاب الفاشلة وأنكر ضلوعه بها. مضيفًا أن كل من تورط بها فقد خان أهداف كولن.ونوه عن أن الحكومة قامت في اليوم التالي من محاولة الانقلاب بإعداد قوائم بآلاف الأشخاص المرتبطين بحركته المعروفة باسم «حزمت» واتهمتهم بارتكاب جرائم، وضمت تلك القوائم أشخاصًا تُوفوا قبل شهور وآخرين كانوا يعملون في مقر حلف شمال الأطلسي (ناتو).كما تطرق كولن للحديث عن المزيد من حالات الاختطاف والتعذيب والوفاة تحت التعذيب، موجهًا اتهاماته للحكومة بملاحقة الأبرياء خارج تركيا ومخاطبة دول كماليزيا لترحيل 3 من المتعاطفين مع حزمت خلال الأسبوع الماضي. ولفت إلى أن فوز أردوغان بفارق ضئيل في الاستفتاء الأخير يمكنه من السيطرة على الأفرع الثلاث بالحكومة، معبرًا عن خشيته من أن يدخل الأتراك مرحلة جديدة من الاستبداد.وأوضح أن الاستبداد لم يكن وليد اليوم، حيث يقول إن قصة حزب العدالة والتنمية الحاكم قد بدأت بمجيئه للسلطة في 2002 حاملًا إصلاحات ديمقراطية واعدة، لكن مع مرور الوقت أصبح أردوغان أكثر تعصبًا تجاه المعارضة وسيطر على جميع وسائل الإعلام وفي 2013 سحق تظاهرات متنزه جيزي.وخلال ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، أخضع القضاء ووسائل الإعلام لسلطته بعد تورط أفراد في الحكومة في تحقيق كسب غير مشروع، كما لا تزال حالة الطوارئ التي أعلنت بعد محاولة الانقلاب سارية المفعول. ورأى أن ما يقوم به أردوغان من ملاحقة مواطنيه ليست ديمقراطية بأي من الأحوال، كما أن ملاحقة أفراد المجتمع المدني والصحفيين والأكاديميين والأكراد تهدد الاستقرار.وأكد كولن أن حالة من الاستقطاب تشهدها تركيا تجاه العدالة والتنمية، لتغدو تركيا تحت حكم ديكتاتوري يوفر ملاذًا للرديكاليين، مما قد يخلق كابوسًا لأمن الشرق الأوسط. وشدد على أهمية الدعم من أوروبا والولايات المتحدة لمواطني تركيا بُغية استعادة الديمقراطية، كما يتوجب على الناتو أن يطالب تركيا بالالتزام بالمعايير الديمقراطية للحلف.وقدم كولن إجراءين حاسمين لوقف التراجع الديمقراطي بتركيا؛ أولهما صياغة دستور مدني من خلال عملية ديمقراطية تنطوي على مشاركة جميع شرائح المجتمع وتتفق مع المعايير القانونية والإنسانية الدولية. أما الإجراء الثاني، فهو وضع مقررات دراسية تؤكد على قيم الديمقراطية والتعددية وتشجع على ضرورة تطوير التفكير النقدي، مع ضرورة أن يدرك جميع الطلاب أهمية توازن سلطات الدولة مع حقوق الأفراد والفصل بين السلطات ومخاطر القومية المتطرفة وتسييس الدين.لكن كولن أشار إلى أنه قبل حدوث هذا، ينبغي على الحكومة التركية وقف حملاتها القمعية ضد مواطني البلاد وتعويض الأفراد الذين تعرضوا للظلم من أردوغان دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة.