محتوى مترجم
المصدر
Foreign Affairs
التاريخ
2016/07/26
الكاتب
ماري آن فالفورت، كلير ل. أديدا، ديفيد د. لاتين
يرى الخبير في شئون التطرف «أوليفييه روا» أن التهديد ليس مصدره ردكلة الإسلام وإنما أسلمة الراديكالية.

يتحدث المقال عن الأسباب التي أدّت إلى فشل المجتمعات الغربية في دمج المهاجرين المسلمين داخلها، ويدحض أيضًا فكرة ارتباط الإسلام بالإرهاب، على عكس ما تزعمه الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا.ويستند أساتذة العلوم السياسية (كلير إل. أديدا) و(ديفيد دي.لايتين) و(ماري آن فالفورت) في مقالتهم بمجلة السياسة الدولية «فورين أفيرز»، إلى دراسات دللوا من خلالها على أن المجتمعات المستضيفة للمهاجرين المسلمين هي السبب فيما يعانيه هؤلاء من تمييز وتفرقة. ويناقش المقال هذا الطرح في ظل وعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إبان حملته الانتخابية بحظر دخول المسلمين إلى بلاده، الأمر الذي أثار العديد من ردود الأفعال المؤيدة والمعارضة.

ويوضح المقال أن ترامب حاول الاستفادة من خوف متجذر تجاه المسلمين، وهو نفس الشعور بالخوف الذي يعزز شعبية الأحزاب اليمينية المتشددة بأوروبا بدايةً، مثل الجبهة الوطنية بفرنسا وحزب الفجر الذهبي اليوناني.وينفي المقال حُجية أية مزاعم يشيعها ترامب أو زعماء اليمين المتطرف في أوروبا عن ارتباط دخول اللاجئين المسلمين بانتشار الإرهاب.وينتقل المقال للحديث عن أسباب صعوبة اندماج المهاجرين داخل المجتمعات المسيحية في دول كفرنسا، ويضرب في ذلك مثالًا بين مسيحيي ومسلمي السنغال. ويؤكد أن المسلمين يواجهون تمييزًا في سوق العمل والدخول الشهرية وأشياء أخرى على عكس أقرانهم المسيحيين. ويرى أن ربط هجرة المسلمين للدول الأوروبية بالإرهاب أمر خاطئ، فالإرهابي في الغالب لايكون فقيرًا أو جاهلًا أو حتى ذي خلفية إسلامية صحيحة. ويستند المقال في تلك النقطة لقائمة المراقبة التي أعدتها فرنسا لمكافحة الإرهاب، وتوضح أن الجهاديين الفرنسيين كانوا أبناء لمهاجرين ليست لهم ديانة وولدوا وتربوا بفرنسا أو أنهم فرنسيون دخلوا في الإسلام.ويستشهد أيضًا بأن عددًا كبيرًا ممن التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) كانوا غير مسلمين في الأصل، لذا يرى الخبير في شئون التطرف «أوليفييه روا» أن التهديد ليس مصدره ردكلة الإسلام وإنما أسلمة الراديكالية. ويعدد المقال صفات إرهابيي العصر الحديث فهم ليسوا بالجهلة أو العاطلين أو من المهاجرين المسلمين، بل متعلمون ومن أسر ميسورة الحال وأغلبهم من المتفوقين علميًا، وفي الغالب يأتون من مجتمعات علمانية وينضمون للجماعات السلفية.

ويشرح المقال أن تلك الجماعات يمكنها إقناع أعضائها بتقديم تضحيات بما في ذلك العمليات الانتحارية لمجرد إثبات ولائهم.ويفسر المقال سبب لجوء هؤلاء إلى العمليات الانتحارية بالإشارة إلى مثال من داخل فرنسا، يؤكد خلاله على ما تمارسه السلطات من تمييز بين المسيحيين والمسلمين من المهاجرين هناك، وإن كانوا من نفس الجنسية، مع وجود شعور بالكراهية الشديدة تجاه المسلمين والتفضيل للمسيحيين.ويضع المقال حلولًا منها الترويج لمعدلات التمييز، مما قد يسهم في تعزيز الوعي والحد من التمييز مع عدم لجوء السلطات لإجراءات ترفع معدلات التمييز، مثل ما تمارسه الشركات الفرنسية من تفضيل لأصحاب الديانة المسيحية عن المسلمين في الوظائف. ويطالب المقال الدول بعدم حظر الهجرة، فتلك السياسات توجّه صوب الأهداف الخاطئة وتأتي بنتائج عكسية ولا تعالج مسألة التمييز التي يعانيها المسلمون الذين يحاولون الاندماج داخل المجتمعات المستضيفة.

ويستشهد المقال بدراسات تشير إلى أن المسلمين الذين يعيشون داخل ولايات أمريكية شهدت ارتفاعًا في الأعمال المعادية للإسلام، أصبحوا أقل اندماجًا مع الأعراف والثقافة الأمريكية بداية من ارتفاع معدلات الخصوبة وانخفاض المشاركة النسائية في سوق العمل وانتهاء عند ضعف إجادة اللغة الإنجليزية.ويُختتم المقال بالإشارة إلى أن مقترحات ترامب ستسهم في زيادة تغريب المجتمعات التي تعتمد عليها الحكومة في تحديد هوية أو إيقاف الإرهابيين المحتملين أو المعروفين.